` `

هل يمكن علاج اضطرابات الجهاز الهضمي؟

صحة
14 مارس 2022
هل يمكن علاج اضطرابات الجهاز الهضمي؟
يُعد الإمساك واحدًا من الاضطرابات الهضمية الشائعة (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يُبيّن هذا المقال بعضًا من طُرق علاج اضطرابات الجهاز الهضمي عند الإنسان، مع توضيح أسماء العديد من الاضطرابات الشائعة التي تُصيب الجهاز الهضمي أيضًا، ويتطرّق المقال إلى أساليب تشخيص هذا النوع من الاضطرابات وطُرق الوقاية منها، وينتهي ببيان مدى خطورة مرض الاضطرابات الهضمية وعوامل خطورة الإصابة بهذا المرض.

هل يمكن علاج اضطرابات الجهاز الهضمي؟

توجد العَديد من العلاجات المتوفرة لاضطرابات الجهاز الهضمي المتنوعة؛ بما فيها الاضطرابات المشهورة؛ مثل متلازمة القولون أو الإسهال أو الإمساك أو عُسر الهضم، وتستطيع بعض أنواع العلاج القضاء على المرض والمُساعدة في شفاء المريض منه بشكلٍ نهائيٍّ، في حين يهدف بعضها إلى الآخر إلى الحدّ من الأعراض وتقليل خطورة ظهور أيّ من المُضاعفات الخطيرة التي يُمكنها تهديد حياة المريض، وتعتمد قوّة العلاج وفعاليته على حالة اضطراب الجهاز الهضمي ونوعه بشكل أساسي.

صورة متعلقة توضيحية

ما هي أبرز اضطرابات الجهاز الهضمي؟

تحتوي القائمة التالية على بعض من أبرز الاضطرابات التي تُصيب الجهاز الهضمي عند الإنسان:

  • الإمساك: يُعد الإمساك واحدًا من الاضطرابات الهضمية الشائعة، ويُشير هذا المُصطلح إلى صعوبة إخراج البراز عند المريض أو ندرة الإخراج، ويُمكن أن يتسبب اضطراب الإمساك بالانتفاخ، بالإضافة إلى آلام في المَعدة.
  • داء كرون: إن داء كرون واحدٌ من الأمراض المُزمنة التي تُصيب الجهاز الهضمي عند الإنسان، وعادةً ما يؤدي هذا المرض إلى الإسهال وآلام البطن وفقدان الوزن، ويُعاني بعض المُصابين من خروج الدم مع البراز أيضًا.
  • الإسهال: يحتاج المصابون بالإسهال إلى زيارة المرحاض بشكل مُتكرر خلافًا للمُصابين بداء الإمساك، ويؤدي هذا الاضطراب إلى خروج البراز بقوام مائي رخو وتُصاحبه الآلام، إلى جانب القيء في بعض الأحيان.
  • الداء الرتجي: تتشكّل بعض الرتوج الصغيرة أو الأكياس الخارجية في أمعاء الإنسان أحيانًا، ويمكن أن تتعرض هذه الأكياس والرتوج إلى الالتهابات عندما يعلق الطعام غير المهضوم داخلها، ويُعرف هذا الالتهاب باسم الداء الرتجي.
  • الارتداد المعدي المريئي: يُعرف هذا المرض بعِدّة أسماء أُخرى؛ منها الحموضة المعوية والارتداد الحمضي، ويُعد الغثيان وألم الصدر من الأعراض المُصاحبة لهذا الاضطراب، وكذلك القلس وحُرقة المعدة.
  • متلازمة القولون العصبي: تحتاج هذه المتلازمة إلى عِدّة سنوات حتى يتم تشخيصها بشكل صحيح، وتؤدي متلازمة القولون العصبي إلى الإصابة بالإمساك أو الإسهال، أو الإمساك والإسهال معًا بالتناوب.
  • عدم تحمّل اللاكتوز: لا يستطيع المُصابون بهذا المرض إنتاج إنزيم اللاكتاز الذي يقوم بهضم اللاكتوز، ويتسبّب عدم تحمّل اللاكتوز بالآلام والغثيان والانتفاخ والإسهال، أو بعض من هذه الأعراض، خلال فترة تتراوح بين 30-120 دقيقة بعد تناول اللاكتوز.
  • سوء الامتصاص: يُشير هذا الاضطراب إلى حالة مرضية لا تستطيع المَعدة معها امتصاص بعض العناصر الغذائية؛ كالبروتينات أو الكربوهيدرات، وتوجد عِدّة أسباب لهذا الاضطراب؛ منها تناول المُضادات الحيوية فترة طويلة.
  • القرحة الهضمية: تصيب هذه القرحة الهضمية كلًّا من المعدة والاثني عشر، وتُعرف القرحة بأنها ثقوبٌ صغيرةٌ تنشأ في بطانة المَعدة، أو الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة.

كيف يمكن علاج اضطرابات الجهاز الهضمي؟

لا بُدّ من إجراء التشخيص ليتمكّن الطبيب من تحديد علاج اضطرابات الجهاز الهضمي المُناسب لحالة المريض، وفيما يأتي بعضًا من العلاجات المُستخدمة للتعامل مع هذه الاضطرابات:

  • مُكملات اللاكتاز: يمكن أن يُصاب بعض الأفراد بالانتفاخات نتيجةً لتناول منتجات الألبان التي تحتوي على اللاكتوز، ومن الجيد تناول مكملات اللاكتاز قبل الأكل مُباشرةً في هذه الحالة؛ للمُساعدة في الهضم وتجنّب الغازات والانتفاخ.
  • مُضادات الحموضة: يتم الاعتماد على مُضادات الحموضة للتعامل مع أعراض حرقة المَعدة، بالإضافة إلى الحدّ من أعراض الارتجاع المريئي، ويُمكن أن تتسبب بعض أنواع مُضادات الحموضة بالإسهال.
  • مُضاد مستقبلات الهستامين 2: تُقلّل هذه المُضادات نسبة الأحماض التي تنتجها المَعدة؛ للحدّ من أعراض حرقة المَعدة، وبالرغم من الحاجة إلى وقتٍ طويلٍ ليبدأ مفعول هذا النوع من الأدوية مُقارنةً بمضادات الحموضة؛ إلّا إنّ مفعولها يدوم فترة أطول.
  • المُليّنات: تهدف المُليّنات إلى زيادة نسبة السوائل في البراز لمساعدة المريض في الإخراج دون الحاجة إلى بذل كثيرٍ من الجهد؛ ذلك عند الإصابة بأعراض الإمساك.
  • العمليات الجراحية: يستدعي عددٌ من الاضطرابات في الجهاز الهضمي إجراء العمليات الجراحية؛ للتعامل معها والتخلص من آثارها وأعراضها؛ منها بعض أمراض القولون الخَلْقَية.

هل يمكن علاج اضطرابات الجهاز الهضمي بالأعشاب؟

تُساعد الأعشاب في التعامل مع العديد من اضطرابات الجهاز الهضمي عند الإنسان؛ ومنها الأعشاب الآتية:

  • القرفة: تحدُّ المُركّبات الموجودة في القرفة من مخاطر التهيّج في الجهاز الهضمي، كذلك تُقلّل من خطورة الإصابة بتلف الجهاز الهضمي؛ ذلك بسبب مضادات الأكسدة الموجودة في هذا النوع من الأعشاب؛ مثل الأوجينول واللينالول.
  • القرنفل: تُقلّل العناصر الموجودة في القرنفل من الضغط والتشنجات في الجهاز الهضمي وتُسرّع عملية الهضم، بالإضافة إلى التقليل من الغازات، كما يُمكن خلط ملعقتين من القرنفل مع ملعقة من العسل وتناول الخليط قبل النوم لعلاج اضطراب المعدة.
  • الزنجبيل: إن الزنجبيل من العلاجات الشائعة للتعامل مع أعراض عُسر الهضم واضطرابات الأمعاء عند الإنسان؛ ذلك لأنه يحتوي على مُركّب جينجرول ومُركّب شوجول، اللذَيْن يساعدان في نقل الأطعمة عبر المَعدة بسرعة أكبر.
  • الكمون: يستطيع المرء خلط ملعقة أو ملعقتين من الكمون مع الأغذية المُختلفة؛ للتقليل من أحماض المعدة والتخفيف من أعراض الحرقة والحد من التهابات الأمعاء، ذلك إلى جانب الخصائص التي يتمتع بها الكمون في مُقاومة الميكروبات.
  • التين: يلجأ بعض المُصابين باضطرابات الجهاز الهضمي إلى تناول حبّات التين عِدّة مرّات في اليوم الواحد؛ للتخفيف من أعراض عسر الهضم بالإضافة إلى تحفيز حركة الأمعاء، ويجدر التنبيه إلى ضرورة اجتناب التين من قبل المُصابين بالإسهال.
  • النعناع: لمُركّب المنثول الموجود في النعناع الكثير من الفوائد؛ منها تقليل التشنجات العضلية التي تُصيب الأمعاء والحدّ من التعرّض إلى القيء أو الإمساك، وهو ما يجعل النعناع من أبرز الأعشاب المُفيدة لاضطرابات جهاز الهضم.

كيف يتم تشخيص أعراض اضطرابات الجهاز الهضمي؟

يقوم الطبيب بإجراء عدد من الاختبارات لتشخيص أعراض اضطرابات الجهاز الهضمي ووصف الدواء الذي يُناسب مشكلة المريض؛ ومنها الاختبارات الآتية:

  • اختبار الدم الخفي في البراز: يعتني هذا الاختبار بالعثور على أيّة آثار للدماء غير الظاهرة في البراز عند المريض، ويتم إجراء اختبار الدم الخفي عن طريق وضع البراز على بطاقة خاصة، ثم يقوم الطبيب بفحصها في المختبر.
  • زراعة البراز: تتسبب بعض أنواع البكتيريا باضطرابات الجهاز الهضمي؛ مثل الإسهال، ويمكن اكتشاف هذه البكتيريا عن طريق أخذ عينة من البراز ثم زراعتها في المختبر.
  • التصوير بالأشعة: يمكن إجراء الكثير من اختبارات التصوير بالأشعة؛ لمعرفة سبب اضطراب الجهاز الهضمي عند المريض؛ ومنها التصوير المقطعي المُحوسب والتصوير بالأشعة فوق الصوتية.
  • تنظير القولون: يعتمد الطبيب في هذا الاختبار على كاميرا صغيرة، بالإضافة إلى عِدّة أدوات أُخرى يتم إدخالها في جسم المريض؛ لفحص القولون والتحقّق من عدم تعرضه إلى أيّ من المشاكل التي تُسبب اضطرابًا في الجهاز الهضمي.

هل يمكن الوقاية من اضطرابات الجهاز الهضمي؟

فيما يأتي قائمة ببعض الإرشادات التي تُساعد على الوقاية من اضطراب الجهاز الهضمي:

  • توزيع الطعام على عِدّة وجبات: على المرء توزيع الطعام على عِدّة وجبات صغيرة يتناولها خلال اليوم بدلًا من تناول وجبة واحدة كبيرة؛ إذ إن هذا الإجراء يُسهم في تعزيز عملية التمثيل الغذائي ويمنع كثيرًا من مشاكل الهضم؛ كالحُرقة والارتداد الحمضي.
  • الإكثار من شرب السوائل: يستطيع المرء الإكثار من شرب السوائل؛ بما فيها الماء وشاي الأعشاب؛ للتخلّص من أعراض الإمساك وحلّ هذا الاضطراب الهضمي دون الحاجة إلى تناول الأدوية.
  • إضافة الألياف إلى النظام الغذائي: تُساعد الألياف في جعل البراز أكثر ليونة عند الإنسان، وهو ما يُساعد في التخفيف من آثار الإمساك، كما أنه يؤدي إلى التقليل من الضغط عند الإصابة بمرض البواسير أيضًا.

ما مدى خطورة مرض الاضطرابات الهضمية؟

يُعرف مرض الاضطرابات الهضمية باسم الداء البطني، وينشأ هذا المرض عن عدم القدرة على تناول الجلوتين الموجود في القمح والشعير وعِدّة أصناف غذائية أُخرى، وهو واحدٌ من الأمراض التي يستطيع المرء السيطرة على أعراضها؛ إلّا إنّها تتسبب ببعض المضاعفات الخطيرة أحيانًا إذا لم يُسارع المُصاب إلى العلاج، ومن مُضاعفات الاضطرابات الهضمية ما يأتي:

  • سوء التغذية: عادةً ما تظهر أعراض سوء التغذية عندما يؤثر مرض الاضطرابات الهضمية على نوعيّة الغذاء الذي يتناوله المريض، ويؤدي إلى اتباع نظام غذائي يفتقر إلى العناصر الرئيسية التي يحتاجها الجسم.
  • ضُعف بُنية العظام: يُعاني بعض المُصابين بمرض الاضطرابات الهضمية من سوء امتصاص عنصر الكالسيوم وفيتامين دال، ويؤثر ذلك على بُنية العظام بشكل مُباشرٍ؛ فإنه يتسبّب بتليُّن العظام عند الأطفال وهشاشة العظام عند البالغين.
  • الإصابة بالسرطان: إذا لم يلتزم المُصابون بالاضطرابات الهضمية نظامًا غذائيًا صحيًا خاليًا من الغلوتين؛ فإن ذلك يزيد من خطورة إصابتهم بأمراض السرطان المختلفة؛ منها سرطان الأمعاء الدقيقة وسرطان الغدد الليمفاوية المعوية.

هل سبب الاضطرابات الهضمية على مستوى المعدة معروف؟

لا يزال السبب الدقيق وراء الإصابة بمرض الاضطرابات الهضمية مجهولًا حتى هذا اليوم؛ بالرغم من معرفة الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بعددٍ من اضطرابات الجهاز الهضمي الأُخرى، وعادةً ما يشيع مرض الاضطرابات الهضمية عند المُصابين بمرض السكري من النوع الأول، بالإضافة إلى المُصابين بمتلازمة داون والمصابين بالتهاب الغدة الدرقية لهاشيموتو.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن علاج الإمساك المزمن بالأعشاب؟

هل تختلف أعراض الزائدة الدودية عن القولون؟

هل الإسهال المائي من أعراض الأميبا في القولون؟

هل أعراض القولون العصبي عند النساء تختلف عن الرجال؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على