` `

هل يوجد طُرق علمية للتعامل مع ضغوطات الحياة؟

لايف ستايل
23 مارس 2022
هل يوجد طُرق علمية للتعامل مع ضغوطات الحياة؟
من الجيد التحدّث بشأن ضغوطات الحياة ومُشاركة الحديث عنها مع شخص موثوق (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يهدف هذا المقال إلى بيان بعض إرشادات التعامل مع ضغوطات الحياة، إلى جانب ذكر العديد من الأسباب التي تؤثر على حياة الإنسان بشكل سلبي وتُسهم في زيادة ضغوطات الحياة، يتطرق المقال كذلك إلى المبادئ الأربعة للتعامل مع هذا النوع من الضغوطات، بالإضافة إلى بيان طريقة تحمّل الضغوطات أيضًا.

هل يوجد طُرق للتعامل مع ضغوطات الحياة؟

هناك العديد من الطُرق المدعومة بالأبحاث العلمية للمساعدة في التعامل مع ضغوطات الحياة التي يتعرض إليها الإنسان؛ منها مُمارسة الأنشطة البدنية واتباع نظام صحي غذائي، كذلك التقليل من الجلوس أمام الشاشات بما فيها شاشة الهاتف، وتناول المُكمّلات الغذائية حسب موقع هيلث لاين. ومن الضروري للمرء التعامل مع الضغوطات التي يُواجهها بطريقة صحيحة حتى يتجنّب المُضاعفات الصحية السلبية لهذا النوع من الضغط النفسي؛ بما فيها اضطرابات الاكتئاب والقلق وأمراض القلب.

صورة متعلقة توضيحية

ما هي أسباب ضغوطات الحياة؟

لا يقتصر التعرض إلى ضغوطات الحياة على البالغين والكبار في السن فحسب؛ إنّما يتعرض الأطفال والمراهقون كذلك إلى ضغوطات يومية في المدرسة أو الجامعة أو نتيجةً للمواقف الصادمة، وفيما يأتي بعضًا من أبرز أسباب ضغوطات الحياة:

  • الضغط في العَمل: ينتج الضغط في العَمل عن العديد من المواقف أو الأسباب؛ منها التمييز بين الموظفين أو عدم إشراكهم في صنع القرار عند العَمل في ظروف خطيرة، أو وجود إدارة سيئة، أو العمل حتى ساعات طويلة.
  • عدم الأمان الوظيفي: إذا شعر الموظف بعدم الأمان الوظيفي وأحسّ باقتراب نهاية خدمته في العَمل؛ فإن ذلك يزيد من الضغوطات النفسية لديه، كذلك الحال عند مواجهة مشكلة بالتقدّم في العمل أيضًا.
  • المشاكل العاطفية والاجتماعية: تؤثر الحالة العاطفية وحال العلاقات الاجتماعية على نفسية الإنسان وتزيد من ضغوط الحياة أحيانًا؛ ذلك إذا شعر المرء بالحزن أو الاكتئاب أو الذنب أو أحسَّ بتدنّي احترام الذات أو وقع الطلاق وما أشبه ذلك.
  • التعرّض إلى الأمراض: يُمكن لبعض الأمراض أو الحالات الطبية المُزمنة التي يُصاب بها الإنسان أن تُشكّل ضغطًا جديدًا عليه، كذلك الحال إذا تعرض أحد أفراد الأسرة إلى المرض واحتاج المرء إلى رعايته.
  • الصدمات: إن الصدمات التي يتعرض إليها الإنسان من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ضغوطات الحياة؛ سواءً كانت الصدمة بسبب كارثة طبيعية أو تنمّر أو عُنف ضد الفرد أو أحد أفراد أسرته، أو حالة اغتصاب أو سرقة.
  • طريقة التعامل مع المواقف: يتعامل البعض مع المواقف الحياتية بطريقة إيجابية، في حين يتعامل البعض بأسلوب سلبي يؤدي إلى الشعور بالضغط الداخلي، كذلك الشعور بالقدرة على البلاء حسنًا بدلًا من الشعور بعدم الكفاءة في التعامل مع المواقف.
  • المعيشة مع عائلة مُسيئة: إذا كان الطفل مع عائلة مُسيئة في التعامل؛ فإنه لا يعلم متى سينتهي العُنف أو تنتهي الإساءة ضده، وهو ما يجعله في قلق دائم ويؤدي إلى الضغط المُفرط.

كيف أتخلص من ضغوطات الحياة أو أقلّل من آثارها؟

هُناك الكثير من الإرشادات التي تُساعد في القضاء على ضغوطات الحياة أو إدارتها؛ للحدّ من آثارها ومُضاعفاتها السلبية على الحياة اليومية أو الصحة، ومنها الإرشادات الآتية:

  • النشاط البدني: تساعد الأنشطة البدنية في التخلص من الشعور بضغوطات الحياة؛ منها التمارين الهوائية، كذلك تمارين المشي أو ركوب الدراجات، كما أنه من الجيد مُمارسة الأنشطة التي يُفضّلها المرء لضمان الاستمرار على المدى البعيد.
  • قضاء الوقت مع الأصدقاء والعائلة: يستطيع المرء الجلوس مع الأصدقاء وأفراد العائلة؛ للحصول على الدعم المناسب والتقليل من ضغوطات الحياة، بالإضافة إلى التعامل مع المواقف العصيبة التي تؤدي إلى هذه الضغوطات.
  • وضع الحدود وتعلّم الرفض: على المرء أن يتعلّم وضع الحدود للأنشطة والمواقف في الحياة اليومية؛ للتقليل من الضغوطات، ويجب عليه تعلّم طريقة الرفض وقول لا للتعامل مع كثيرٍ من المواقف بشكل صحيح.
  • الابتعاد عن المُماطلة: تؤثر المُماطلة على إنتاجية المرء ممُا يضطره إلى بذل الجهود المُضاعفة؛ لإدراك الآخرين وإنجاز مهماته، ويتسبب ذلك بزيادة الضغوطات، لذلك فإنه ينبغي تجنّب المُماطلة والتسويف عند التعامل مع ضغوطات الحياة في هذه الحالة.
  • قضاء الوقت في الخارج: يستطيع المرء قضاء الوقت في الأماكن التي تعجّ بالمناظر الطبيعية؛ مثل الحدائق والغابات؛ لإدارة الأضرار النفسية الناتجة عن ضغوطات الحياة، بالإضافة إلى التقليل من حِدّة التوتر.
  • الحرص على الراحة: من الجيد إدراج وقت الراحة ضمن الجدول اليومي للإنسان والالتزام بهذه الأوقات؛ لممارسة بعض الأنشطة؛ مثل قضاء الوقت في الطبيعية أو غيرها من الممارسات المُريحة؛ حتى يتخلّص من ضغوطات الحياة.
  • تخصيص الوقت لممارسة الهوايات: لكلّ واحدٍ من الناس عِدّة هوايات يستمتع بممارستها، وتساعد ممارسة هذه الهوايات في التخلص من آثار ضغوطات الحياة؛ ومنها القراءة وألعاب الطاولة وأنشطة الحياكة.
  • الابتعاد عن العوامل المُحفزة: لا بُدّ من التعرّف على العوامل التي تُحفّز ضغوط الحياة وتؤدي إليها عند المرء؛ حتى يتجنّبها ويبتعد عنها ويضمن التخلّص من هذه الضغوط ذات التأثير السلبي على الصحة النفسية والبدنية.
  • تناول المأكولات الصحية: يمكن للنظام الغذائي الذي يتبعه المرء التأثير على الصحة النفسية للإنسان؛ لذلك فإنه يجب تناول الأطعمة الغنيّة بالعناصر الغذائية وتجنّب الأطعمة الغنيّة بالسُكّر والمأكولات شديدة المعالجة؛ لعلاج ضغوطات الحياة.
  • الحدّ من الجلوس أمام الشاشة: تزداد الضغوط على المرء عند الجلوس أمام الشاشات -بما فيها شاشة الحاسوب وشاشة الهاتف- لأوقات طويلة، هذا يعني أن التقليل من الجلوس أمام الشاشة يُساعد في التقليل من ضغوطات الحياة.

متى يتم علاج ضغوطات الحياة النفسية بالأدوية؟

عادةً ما يتم الاعتماد على تغيير نمط الحياة للتخلص من الآثار النفسية لضغوطات الحياة، ويقوم الأطباء بوصف الدواء عند وجود مرض أو اضطراب كامن وراء هذه الضغوطات؛ مثل الاكتئاب أو القلق؛ إلّا إنّ هذه الأدوية تقوم بعلاج الأعراض التي تُصاحب الضغط على المرء ولا تستطيع القضاء على السبب الرئيسي وراء هذه الأعراض، كما أن لبعضها آثارًا ضارّة على صحة الإنسان مثل انخفاض الرغبة الجنسية، ويجدر بالمرء التوجّه إلى مُقدّم الرعاية الصحية وطلب المُساعدة عند الرغبة في التعامل مع ضغوطات الحياة الشديدة.

ما هي مبادئ إدارة ضغوط الحياة؟

فيما يأتي بعضًا من المعلومات حول المبادئ الأربعة لإدارة الضغوط النفسية الناتجة عن المواقف المختلفة في الحياة:

  • الابتعاد عن الضغوطات غير الضرورية: يستطيع الإنسان تجنّب العديد من المواقف التي تُضيف مزيدًا من ضغوط الحياة؛ ذلك عن طريق وضع الحدود والانخراط في المواقف الضرورية منها فحسب، بالإضافة إلى تجنّب الأشخاص الذين يضغطون على المرء.
  • تغيير طريقة التعامل مع المواقف: يجب على المرء الانخراط في المواقف الضرورية التي تؤدي إلى زيادة ضغوطات الحياة أحيانًا، ومن الضروري في هذه الحالة التعامل مع المواقف بالطريقة المناسبة؛ مثل وضع الجدول المتوازن وقبول الحلول الوسطية.
  • التكيُّف مع الضغوطات المختلفة: في حالة لم يتمكّن المرء من تغيير طريقة التعامل مع المواقف؛ فيجب عليه تغيير نفسه للتكيُّف مع هذه المواقف من خلال تغيير السلوكيات والتوقّعات، كذلك إعادة صياغة المشاكل وغيرها من المُمارسات التي تُساعد على التكيُّف.
  • تقبُّل ما لا يُمكن تغييره: إذا لم يستطع المرء تجنّب الضغوطات ولم يتمكّن من التعامل أو التكيُّف معها؛ فينبغي عليه تقبُّل المواقف ومشاركة مشاعره مع الآخرين، بالإضافة إلى تجنّب محاولة السيطرة على المواقف التي يستحيل السيطرة عليها؛ مثل الموت.

كيف أتحمّل ضغوطات الحياة؟

تحتوي القائمة التالية على بعض الإرشادات التي تساعد في تحمّل الآثار النفسية السلبية لضغوطات الحياة:

  • إعادة تقييم الأولويات: على المرء إعادة تقييم الأولويات بشكلٍ مُستمرٍ ومعرفة مدى تأثير الأنشطة اليومية المُختلفة على ضغوطات الحياة، إضافةً إلى تجنّب الأنشطة ذات التأثير السلبي أو التقليل من الوقت المُخصّص لها.
  • المواءمة بين المشاعر والمواقف: ينبغي الحرص على التوافق بين المواقف والمشاعر التي تظهر عند المرء بسببها؛ ذلك من خلال التفكير الجيد وطرح الأسئلة حول مدى المُلاءمة والتوافق بينهما حتى يُجمّل الإنسان ضغوطات الحياة.
  • تجنّب التركيز في عِدّة مواقف: يؤدي التركيز في العديد من المواقف خلال الوقت نفسه إلى زيادة الضغوط عند الإنسان، هذا يعني أن التركيز في موقفٍ واحدٍ كلّ مرّة يُساعد على تحمّل الضغوطات.
  • التحدّث بإيجابية: من الضروري تشجيع النفس بعبارات إيجابية بدلًا من النظر إلى المواقف بسلبية، وينبغي للإنسان اختيار نوع التشجيع المناسب له والاستمرار في ذلك؛ حتى يتخلص من الضغوطات ويشعر بمزيدٍ من الراحة.
  • مشاركة المواقف مع شخص موثوق: من الجيد التحدّث بشأن ضغوطات الحياة ومُشاركة الحديث عنها مع شخص موثوق من الأصدقاء أو العائلة؛ فإن ذلك يساعد في التقليل من الضغوطات والحدّ من القلق الذي يُصاحبها.
  • اللجوء إلى بعض الأنشطة المُمتعة: يُمكن للشخص الذهاب إلى عشاء مع صديق، أو مشاهدة التلفاز حتى يستريح من التوتر والضغوطات الناتجة عن المواقف الحياتية ممّا يساعده في تحملها، وهي إحدى طريق التعامل مع ضغوطات الحياة.

هل يمكن للإنسان التوقّف عن الضغط على نفسه؟

تنبع بعض ضغوطات الحياة من الداخل أو يقوم المرء بالتعامل مع هذه الضغوطات بطريقة تزيد من شِدّتها، ويُمكن للإنسان التوقّف عن ضغوطات الحياة النابعة من الداخل عن طريق اتباع بعض الإرشادات، ومنها ما يأتي:

  • التفريق بين الكمال والإنجاز المرتفع: يسعى كثيرٌ من الناس إلى الكمال بطريقة خاطئة تتسبب ببذل جهد كبير وزيادة المشقّة وضغوطات الحياة للتغلّب على أنفسهم؛ إلّا إنّهم يفشلون في الوصول إلى الكمال، ولا بُدّ من معرفة الفرق بين الكمال والإنجاز المُرتفع لتقليل الضغط على النفس.
  • تجنّب التشاؤم: تظهر ضغوطات الحياة عند البعض نتيجةً للتشاؤم والتفاعل مع المواقف بطريقة سلبية، وتزداد الضغوطات عادةً عند زيادة الأخطاء لدى هذه الفئة من الناس، وينبغي تجنّب التشاؤم والإكثار من التفاؤل الواقعي للتقليل من الضغط.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل أعراض القلق النفسي عند الرجال خطيرة؟

هل يمكن قياس الرضا الوظيفي لدى العاملين؟

هل تُؤثر الصحة النفسيّة للعاملين على كفاءة العمل؟

هل الإهمال العاطفي يؤثر نفسيًا وجسديًا على الأشخاص؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على