` `

هل تعد الإفرازات المهبلية أثناء الحمل أمرًا طبيعيًا؟

صحة
21 أبريل 2022
هل تعد الإفرازات المهبلية أثناء الحمل أمرًا طبيعيًا؟
تتمتع الإفرازات المهبلية أثناء الحمل بقوامٍ رقيقٍ، وتكون عديمة الرائحة (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

عادةً ما تلاحظ النساء نزول الإفرازات المهبلية أثناء الحمل، بالإضافة إلى مُلاحظة العديد من التغيّرات الأُخرى على الجسم في هذه الفترة من حياتها، ويُسلّط هذا المقال الضوء على الفرق بين الإفرازات الطبيعية التي لا تستدعي القلق والإفرازات الأُخرى التي تُشير إلى حالة مرضية أو مشكلة صحية تتطلب مراجعة الطبيب والحصول على الرعاية المناسبة.

هل تعد الإفرازات المهبلية أثناء الحمل أمرًا طبيعيًا؟

تعد الإفرازات المهبلية التي تظهر عند المرأة أثناء فترة الحمل من التغيّرات الطبيعية التي يتعرض إليها الجسم، كما أنّها لا تدل على أيّ مُضاعفات أو مُشكلات صحية تستدعي تدخلًا طبيًا؛ إلّا إنّه يتوجّب على المرأة زيارة الطبيب عند مُلاحظة أيّ تغيرات تطرأ على الإفرازات المهبلية الطبيعية أثناء الحمل؛ بما في ذلك اللون، كما يُمكنها التحدّث مع مُقدّم الرعاية الصحية للتأكّد من طبيعة الإفرازات التي تُلاحظها أثناء الحمل.

صورة متعلقة توضيحية

هل زيادة إفرازات المهبل من علامات الحمل؟

إن الإفرازات المهبلية تزداد لدى المرأة عند الحَمل، وتستمر بالزيادة حتى تصل إلى الذروة في الأسابيع الأخيرة من الحَمل، ويُمكن أن يختلط معها سائل مُخاطي ذو لون وردي في الفترة الأخيرة من الحَمل. وعندما تبدأ مرحلة المخاض؛ تتعرض الإفرازات إلى عِدّة تغيُّرات؛ منها زيادة الكمية وتغيّر قوامها ليصبح ثخينًا بدلًا من القوام الرقيق لإفرازات الحَمل الطبيعية.

هل المرأة الحامل ينزل منها إفرازات بيضاء؟

تتمتع الإفرازات المهبلية أثناء الحمل بقوامٍ رقيقٍ، وتكون عديمة الرائحة أو ذات رائحة خفيفة، وتتميّز بلون شفافٍ أو أبيض، وهذا يعني أن الإفرازات البيضاء من الإفرازات الطبيعية للمرأة الحامل في كثيرٍ من الأحيان. كما أنّ هُناك بعض الأسباب الأُخرى لظهور الإفرازات البيضاء؛ إلّا إنّها قد تختلف في شِدّة بياضها وقوامها وغير ذلك من الخصائص.

ما هي أسباب الإفرازات البيضاء للحامل؟

تقوم الإفرازات المهبلية لدى المرأة بحماية الجسم من العدوى التي يُمكن أن تؤثر على صحة الأم وطفلها بشكل سلبي، وهنُاك العَديد من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الإفرازات البيضاء عند المرأة الحامل، وأبرزها ما يأتي:

  • التقلّبات الهرمونية: إن للتقلبات الهرمونية دورٌ مُهمٌّ في تغيّر الإفرازات المهبلية عند المرأة، سواءً كانت في فترة الحَمل أو عند نزول الدورة الشهرية في الأوقات الأخرى من العام، وهذا يعني أنها من أسباب ظهور الإفرازات عند الحامل.
  • التغيّرات على عُنق الرحم: تطرأ على عُنق الرحم العديد من التغيّرات عندما تُصبح المرأة حاملًا، وتؤدي هذه التغيّرات إلى زيادة الإفرازات المهبلية؛ فإن الجسم ينتج كميةً أكبر من الإفرازات عندما يلين عنق الرحم وجدار المهبل.
  • اقتراب الولادة: عندما يقترب موعد الولادة عند المرأة الحامل يبدأ الطفل بالضغط على عُنق الرحم برأسه استعدادًا للخروج، ولذلك فإن المراة الحامل ينزل منها إفرازات بيضاء بشكلٍ زائدٍ عند قُرب ولادة طفلها نتيجةً للضغط المذكور.

هل تظهر الإفرازات المهبلية البيضاء أثناء الحمل فقط؟

يُمكن أن تظهر إفرازات المهبل عند المرأة في أيٍّ من الأوقات والأيام ولا يقتصر ظهورها على فترة الحَمل فحسب، وفيما يأتي بعضًا من أسباب ظهور الإفرازات المهبلية التي تتمتع باللون الأبيض:

  • الأداء الطبيعي للجهاز التناسلي: في كثيرٍ من الأحيان تُعد الإفرازات المهبلية البيضاء إفرازات طبيعية تخرج من جسد المرأة؛ بسبب الأداء الطبيعي للجهاز التناسلي خلال الدورة الشهرية، ولا يُشير إلى الحَمل في هذه الحالة، ويكون رقيقًا وزلقًا ومطاطيًا.
  • أدوية تحديد النسل: يُمكن أن تؤثر بعض طُرق تحديد النسل على مستويات الهرمونات في جسم المرأة، وهو ما يؤدي إلى خروج الإفرازات البيضاء من المهبل؛ إلّا إنّه ليس من أسباب الإفرازات البيضاء للحامل.
  • الأمراض المنقولة جنسيًا: في بعض الأحيان تخرج الإفرازات المهبلية البيضاء نتيجةً للإصابة بالأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، ولكن لونها قد يميل إلى الصُفرة أو غيرها أحيانًا ولا يكون صافيًا، ومن هذه الأمراض ما يأتي:
    • السيلان: ينتج السيلان عن عدوى بكتيرية منقولة جنسيًا، وهي من أنواع العدوى التي تُصيب الرجال والنساء على حدٍّ سواء، ويُمكن أن يؤثر السيلان على المستقيم ومجرى البول وعنق الرحم عند النساء.
    • المُشعرات: يُعد داء المُشعرات من الأمراض الشائعة التي تؤدي إلى الإفرازات البيضاء من المهبل، وعادةً لا تظهر الأعراض على نسبةٍ قليلةٍ من النساء المُصابات، ويُمكن أن تؤدي إلى الإفرازات المهبلية أثناء الحمل أيضًا.
    • المُتدثرة الحثريّة: تؤدي المُتدثرة الحثريّة إلى إلحاق ضررٍ دائمٍ في جهاز المرأة التناسلي أحيانًا مع الحدّ من قدرتها على الحمل، ويُمكن أن يؤدي هذا المرض إلى ظهور الإفرازات المهبلية بيضاء اللون.
  • التهاب المهبل بالخميرة: يمكن لالتهاب المهبل بالخميرة أن يُصيب النساء من دون سببٍ معروف، وتؤدي الإصابة أحيانًا إلى خروج إفرازات مهبلية ذات قوامٍ سميكٍ ولونٍ أبيض، ويتسبب الالتهاب بالحكّة والحرقان في كلٍّ من المهبل والفرج.
  • التهاب البكتيريا المهبلية: يحدث هذا النوع من الالتهابات عند اختلال التوازن الطبيعي للبكتيريا في المهبل، ولا تزال أسبابه غير معروفة إلى الآن، ويُمكن أن يؤدي إلى خروج إفرازات بيضاء تميل إلى الرمادي.

لماذا يتغيّر لون الإفرازات المهبلية أثناء الحمل؟

هُناك الكثير من الأسباب المُحتملة وراء تغيّر لون الإفرازات المهبلية أثناء الحمل واختلافها عن الإفرازات البيضاء الطبيعية ذات القوام الرقيق، ومن هذه الأسباب ما يأتي:

  • الانغراس: تظهر إفرازات الانغراس في الفترة الأولى من الحَمل عندما يحين موعد الدورة الشهرية لدى بعض النساء، وتتمتع هذه الإفرازات باللون البني أو الوردي، ولكنها قليلة الكمية وتظهر أحيانًا على شكل بُقع فحسب.
  • الإصابة ببعض الأمراض: هناك الكثير من المشكلات الصحية التي تؤدي إلى تغيّر لون الإفرازات المهبلية عند المرأة الحامل، أو تتسبب بتغيير قوام الإفرازات؛ منها مرض القُلاع.
  • الفحوصات المهبلية: يُمكن أن تظهر إفرازات وردية أو بُنيّة اللون في أيّ وقتٍ بعد قيام المرأة الحامل بإجراء الفحوصات المهبلية، وكذلك تلاحظ المرأة وجود هذه الإفرازات أحيانًا بعد الجِماع، وذلك نتيجةً لتهيّج المهبل وعُنق الرحم بسهولة عند الحمل.
  • ممارسة التمارين القوية: عندما تمارس المرأة تمرينًا قويًا؛ يُمكن أن تظهر الإفرازات بنية اللون أو وردية اللون، ولا بُد من تخفيف شِدّة التمرين في هذه الحالة ما لم يتطوّر إلى نزيف؛ فإنها تستدعي مراجعة الطبيب.
  • الإجهاض: إذا تعرضت المرأة إلى الإجهاض فإن الإفرازات المهبلية تتغير من اللون الطبيعي الأبيض إلى اللون الأحمر، ويجب عليها الذهاب إلى الطبيب المختص بشكل فوري للتحقّق من الحالة واتخاذ الإجراءات اللازمة.
  • الظهور الدموي: تتعرض المرأة إلى ما يُعرف بالظهور الدموي عندما تنفجر السدّادة المخاطية ببطء مع نهاية الحمل واقتراب الولادة، ويتسبب ذلك بتغيّر الإفرازات المهبلية للحامل إلى اللون البني أو الوردي في بعض الأحيان.
  • الحمل خارج الرحم: في بعض الأحيان يتغيّر لون الإفرازات المهبلية عند المرأة الحامل إلى الأحمر نتيجةً للولادة خارج الرحم، ولا شك بأن هذه الحالة من الحالات التي تستدعي الذهاب إلى الطبيب والحصول على الرعاية الصحية فورًا.

هل يجب التحدث إلى الطبيب حول الإفرازات المهبلية للحامل؟

لا يجب على المرأة التحدّث إلى الطبيب حول الإفرازات المهبلية ما دامت بشكلها الطبيعي؛ إلّا إنّ على الحامل مراقبة الإفرازات على نحوٍ مستمرٍ دائمًا، وينبغي عليها التواصل مع طبيبها في أيٍّ من الحالات الآتية:

  • تغيّر اللون: إذا تغيّر لون الإفرازات المهبلية إلى الأصفر أو الأخضر أو الرمادي أو الأحمر أو الوردي ولم يكن شفافًا أو أبيضًا صافيًا؛ فلا بُدّ من التحدّث مع مُقدّم الرعاية الصحية للاطمئنان على صحتها وصحة حملها.
  • التغيّرات في الرائحة: إن الإفرازات الطبيعية للمهبل خلال فترة الحمل تتميّز بعدم وجود رائحة أو بوجود رائحة خفيفة، ويصير التحدّث مع الطبيب ضروريًا إذا أصبحت الرائحة قوية أو كريهة.

كيف يمكن التعامل مع الإفرازات المهبلية أثناء الحمل؟

تُعد زيادة إفرازات المهبل من علامات الحمل؛ إلّا إنّها تُزعج بعض النساء، وتحتاج إلى تنظيفٍ مستمرٍ أحيانًا للتعامل معها أو التقليل منها، وتوجد العَديد من الإرشادات التي يجب على المرأة مراعاتها للتعامل مع الإفرازات المهبلية أثناء الحمل وتجنّب إلحاق الضرر بها أو بطفلها، وفيما يأتي بعضًا من هذه الإرشادات:

  • المحافظة على جفاف المهبل: إن البيئة الرطبة تُعد مثالية لنمو البكتيريا في مهبل المرأة، ولذلك فإن على المرأة المُحافظة على جفاف المهبل دائمًا بعد الخروج من الحمام وتنظيف الإفرازات المهبلية.
  • ارتداء الملابس الداخلية القطنية: على المرأة الحامل ارتداء الملابس الداخلية القطنية بالكامل؛ ذلك لأنها تتيح الفرصة لتعرض الجسم إلى الهواء والحدّ من الرطوبة التي ينتج عنها نمو البكتيريا.
  • استخدام الفوط الصحية: تستطيع الفوط الصحية امتصاص الإفرازات المهبلية عند المرأة خلال فترة الحَمل، كما أنها مُفيدة في تعزيز الشعور بالجفاف خلال اليوم أيضًا، ولا بُد من تجنّب السدّادات القُطنية بسبب آثارها السلبية.
  • تجنّب الدش المهبلي: يؤدي الدش المهبلي وشطف المهبل من الداخل إلى تغيّر درجة الحموضة ويتسبب باختلال في البكتيريا والخميرة حول منطقة المهبل، ويزيد ذلك من فرصة الإصابة بالعدوى.
  • الاعتماد على المنظفات اللطيفة: تستطيع المرأة استخدام المنظفات والاعتماد عليها عند الرغبة بتنظيف المهبل؛ إلّا إنّ عليها اختيار أنواع المنظفات اللطيفة التي لا تؤدي إلى التهيّج، وتجنّب أنواع الصابون القاسية على الجسم.
  • التنظيف المناسب للملابس الداخلية: عند الرغبة بتنظيف الملابس الداخلية وغسيلها يجب على المرأة اختيار المنظفات غير البيولوجية، مع إضافة دورة شطف زائدة بعد انتهاء الغسيل لضمان التخلّص من المنظفات التي تُهيج البشرة.
  • الإقلاع عن التدخين: تزداد فرصة إصابة المرأة بالتهاب المهبل البكتيري إذا كانت من النساء المُدخنات، وهذا يعني ضرورة الإقلاع عن التدخين حتى تتجنّب الإصابة بهذا الالتهاب وما يتبعه من تغيّرات في الإفرازات المهبلية البيضاء أثناء الحمل.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل ضيق المهبل وجفافه دليل على الحمل؟

هل يوجد أسباب لنزول ماء من المهبل أيام التبويض؟

هل يوجد دلالة على جفاف المهبل بعد التبويض مباشرة؟

هل هنالك سبب لكثرة الإفرازات المهبلية عند البنات قبل البلوغ وبعده؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على