` `

هل يمكن علاج الإدمان الرقمي للمراهقين؟

تكنولوجيا
8 مايو 2022
هل يمكن علاج الإدمان الرقمي للمراهقين؟
يُعرف الإدمان الرقمي بأنه الاعتماد على الوسائل الرقمية بشكلٍ ضارٍّ (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يزداد انتشار الإدمان الرقمي في الوقت الراهن مع زيادة استخدام الأجهزة الرقمية في الحياة اليومية؛ لذلك فإنه ينبغي على الشخص معرفة أعراض هذا الإدمان وطرق العلاج المُناسبة له؛ لضمان الحدّ من أيّة آثار سلبية تنتج عن إدمان الأجهزة والمنتجات الرقمية عندما تتداخل مع العَمل أو الدراسة أو العلاقات الاجتماعية أو الأنشطة اليومية الأُخرى.

هل يمكن علاج الإدمان الرقمي للمراهقين؟

يُمكن علاج الإدمان الرقمي بالفعل من خلال بعض تغييرات نمط الحياة التي ينبغي على المُصابين إجراؤها، بالإضافة إلى طرق العلاج الدوائية أو السلوكية. ويُعرف الإدمان الرقمي بأنه الاعتماد على الوسائل الرقمية بشكلٍ ضارٍّ، ويرى بعض عُلماء النفس بأنه ينبغي تصنيف هذا الإدمان بشكلٍ مُشابهٍ لتصنيف إدمان تعاطي المخدرات بسبب أضراره على المُصاب.

صورة متعلقة توضيحية

كيف يتم علاج الإدمان الرقمي للمراهقين؟

فيما يأتي بعضًا من أبرز الطُرق التي يتم الاعتماد عليها للتعامل مع الإدمان الرقمي وعلاجه:

  • العلاج السلوكي المعرفي: يهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى إيقاف السلوكات القهرية التي تنشأ عند المرء بسبب الإدمان، من خلال عِدّة خطوات، ذلك إلى جانب تغيير تصوّراته حول مُسبّبات الإدمان الرقمي، وتعليمه طريقة التعامل مع أعراض الإدمان.
  • المقابلات الدافعية: كثيرًا ما يتم الاعتماد على هذا الأسلوب العلاجي للتعامل مع إدمان الخمور، ويهدف العلاج بالمقابلات الدافعية إلى تقديم العديد من الدوافع والحوافز، التي تُعزّز قدرة المُدمن على تغيير السلوكيات غير الصحيحة.
  • الأدوية: في مُعظم الأحيان تُصاحب العديد من الاضطرابات النفسية حالة الإدمان الرقمي؛ منها الاكتئاب والقلق، ويتم اللجوء إلى بعض الأدوية للتعامل مع هذه الاضطرابات؛ مثل مضادات الاكتئاب.
  • استشارات الزواج: في حالة كان الإدمان الرقمي يتعلّق بالمواد الإباحية على شبكة الإنترنت وأثّر ذلك على العلاقة بين الأزواج؛ يُمكن للمُدمن الحصول على استشارات الزواج لعلاج إدمان الإباحية والتعامل مع هذه المشكلة بشكلٍ صحيح.
  • مجموعات الدعم: يمكن لمجموعات الدعم الموثوقة توفير التعليمات والإرشادات المُناسبة للتخلص من الإدمان الرقمي؛ إلّا إنّها يُمكن أن تكون مَهرَبًا لاستخدام الهاتف الذكي في بعض الأحيان.

لماذا يمتنع بعض المراهقين عن طلب علاج الإدمان الرقمي؟

في كثيرٍ من الأحيان يمتنع المراهقون عن طلب علاج الإدمان الرقمي وزيارة الطبيب المُختص نتيجةً للأسباب الآتية:

  • الخوف من الإحراج: عادةً ما يكون الإدمان الرقمي شيئًا لا يستطيع الإنسان الفخر به؛ لذلك يصعب عليه الذهاب إلى مُقدّم الرعاية الصحية وطلب المساعدة حول هذه المشكلة خوفًا من الإحراج أو الشعور بالعار.
  • الفشل عند المحاول: يحاول البعض التعامل مع الإدمان الرقمي إلّا إنّهم يفشلون في ذلك، ويؤدي هذا الفشل إلى الامتناع عن طلب المساعدة أحيانًا؛ إلّا إنّ على المرء معرفة ضرورة استمرار المحاولة حتى النجاح وعدم الشعور بالإحباط عند الفشل.
  • الصراع الداخلي: في بعض الأحيان ينشأ صراعٌ داخليٌّ عند المراهق بين ضرورة ترك الإدمان ومستويات المتعة التي يفقدها عند ترك الأجهزة الرقمية؛ ممّا يمنعه من طلب المساعدة والذهاب إلى الأخصائيين.

كيف يتم تشخيص الإصابة بالإدمان الرقمي؟

عادةً ما يتم تشخيص سلوك الإدمان عن طريق الأعراض التي تظهر على المرء وتتسبب بضعف أدائه أو تؤدي إلى الشعور بالضيق، ويمكن تشخيص هذا الإدمان الرقمي من خلال الأعراض الانسحابية التي تظهر عند صعوبة الوصول إلى الأجهزة الرقمية، أو الاستمرار في استخدام الأجهزة الرقمية بالرغم من عواقبها السلبية، وغير ذلك من الأعراض الأُخرى.

ما هي أعراض الإدمان الرقمي عند المراهقين؟

تضم القائمة الآتية بعضًا من أبرز الأعراض والإشارات التي تدلُّ على إصابة المراهقين بالإدمان الرقمي:

  • الإسراف في استخدام الإنترنت: عادةً ما يطيل المُصابون بالإدمان من الجلوس لتصفّح شبكة الإنترنت واستخدامها، ذلك مقارنةً بالوقت المُتوقع أو الوقت المقصود لاستخدام الشبكة.
  • تجاهل الأنشطة الأُخرى: كثيرًا ما يتجاهل المُدمنون الأنشطة المُهمّة لقضاء المزيد من الوقت أمام الشاشات، كذلك تأخير بعض الأنشطة أحيانًا حتى الانتهاء من استخدام الإنترنت؛ مثل تأخير الطعام إلى حين التحقّق من البريد الإلكتروني أو وسائل السوشال ميديا.
  • الغضب عند المقاطعة: إذا أُصيب المرء بالإدمان الرقمي؛ فيُمكن أن يشعر بالغضب تجاه الآخرين عند مُقاطعتهم أثناء استخدام الأجهزة الرقمية أو تصفّح شبكة الإنترنت.
  • عدم تفضيل التواصل المباشر: لا يُفضّل المصابون بالإدمان الرقمي التواصل مع الآخرين وجهًا لوجه في بعض الأحيان، وإنّما يُفضّلون التواصل من خلال شبكة الإنترنت بدلًا من ذلك، كذلك يُفضّلون الأنشطة الرقمية على الأنشطة الواقعية.
  • التفكير باستخدام الإنترنت: ينشغل ذهن المصابين بالإدمان الرقمي في التفكير بشبكة الإنترنت عندما يكون الاتصال بالشبكة صعبًا، كذلك اتخاذ المواقف الدفاعية حول الأوقات التي يتم قضاؤها على الشبكة أو إخفاء مقدار الوقت الذي يتم قضاؤه.
  • الإثارة عند التفكير باستخدام الأجهزة الرقمية: يشعر المُدمن عادةً بالإثارة عند التفكير بالاتصال مع شبكة الإنترنت، أو التفكير بالأشياء التي يمكن قضاؤها عند استخدام الشبكة في المرّة القادمة أيضًا.

هل أنواع الإدمان الرقمي كثيرة؟

هُناك الكثير من الأنواع للإدمان الرقمي الناتجة عن اختلاف المجالات التي يحدث فيها الإدمان؛ منها مجالات التقاط الصور الشخصية، كذلك استخدام الهواتف الذكية، فضلًا عن استغراق كثيرٍ من الوقت في ممارسة الألعاب الإلكترونية، كذلك الإسراف في تصفّح مواقع التواصل الاجتماعي. ولا بُد من علاج الإدمان الرقمي لضمان الحدّ من آثاره السلبية على الحياة اليومية للمرء، بالإضافة إلى التقليل من آثاره الاجتماعية أيضًا.

إدمان الهواتف الذكية

إن الهواتف الذكية من الأجهزة المُنتشرة على نحوٍ واسعٍ في الوقت الراهن، وعلى الرغم من أهميتها في تعزيز مستويات الإنجاز عند المرء والتواصل مع الآخرين في كثيرٍ من الأحيان؛ إلّا إنّها تتسبب بسلوكيات إدمانية في أحيانٍ أُخرى، وتؤثر على جودة الحياة بشكلٍ سلبي، وفي القائمة الآتية بعضًا من إرشادات التعامل مع الإدمان الرقمي:

  • تحديد أوقات استخدام الهاتف: في البداية ينبغي على المرء جدولة استخدام الهاتف الذكي خلال اليوم حتى يحاول التخلص من سلوك الإدمان، ويستطيع كذلك مُكافأة نفسه بمزيدٍ من الوقت عند الانتهاء من إنجاز الأعمال الروتينية أو الواجبات المدرسية.
  • إغلاق الهاتف في بعض الأوقات: من الجيد إغلاق الهاتف الذكي في بعض الأوقات المُحدّدة من اليوم للتعامل مع حالة الإدمان؛ من ذلك إغلاق الهاتف أثناء قيادة السيارات على الطريق، أو أثناء تناول وجبة العشاء.
  • اللجوء إلى الأنشطة المفيدة: يُمكن اللجوء إلى بعض الأنشطة المُفيدة عند الشعور بالوحدة أو الملل بدلًا من استخدام الهاتف الذكي؛ من ذلك قراءة الكتب أو التواصل مع بعض الأصدقاء وجهًا لوجه.
صورة متعلقة توضيحية

إدمان ألعاب الفيديو

تمّ إدراج إدمان ألعاب الفيديو وألعاب الواقع الافتراضي ضمن التصنيف المُعتمد لمنظمة الصحة العالمية مؤخرًا؛ إلّا إنّ دليل الجمعية الأمريكية للطب النفسي لم يُدرج هذا الإدمان ضمن التصنيف الخاص به حتى الآن. وهُناك عِدّة إرشادات لوقاية المراهقين من هذا الإدمان؛ أبرزها وضع الحدود الزمنية لممارسة الألعاب، إبعاد الهواتف الذكية والأجهزة الأُخرى عن المُراهق خلال فترة النوم، كذلك القيام بالأنشطة الأُخرى خلال اليوم؛ مثل ممارسة التمارين الرياضية.

صورة متعلقة توضيحية

إدمان الفيسبوك

يُعد فيسبوك واحدًا من أشهر مواقع التواصل الاجتماعي في الوقت الحالي، ويُمكن أن يُفقِد البعض سيطرتهم على الأوقات المُستغرقة في تصفّح هذا الموقع حتى يتداخل مع الوظائف والأنشطة اليومية للمرء أحيانًا، وهو ما يُعرف بإدمان فيسبوك، ولا بُد من تقليل استخدام الفيسبوك في هذه الحالة، بالإضافة إلى محاولة الامتناع التدريجي عن تصفّح هذا الموقع واتخاذ أيّ إجراءات تُساعد على التخلص من الإدمان.

صورة متعلقة توضيحية

هل يعد إدمان الإنترنت من أنواع الإدمان الرقمي؟

يُعد إدمان شبكة الإنترنت واحدًا من أبرز أنواع الإدمان الرقمي، ولهذا الإدمان عِدّة أقسام فرعية هي: إدمان المواد الإباحية وتداولها، إدمان العلاقات واستخدام غُرف المحادثة والدردشة، إدمان الألعاب الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت، إدمان جمع المعلومات وإدمان مواقع التواصل الاجتماعي.

أعراض الإصابة بإدمان الإنترنت

في القائمة الآتية بعض الأعراض التي تظهر على مدمني شبكة الإنترنت:

  • زيادة وقت استخدام الإنترنت: عند الإصابة بالإدمان يقوم الشخص باستخدام شبكة الإنترنت على نحوٍ متزايدٍ مع مرور الوقت؛ ذلك حتى يتمكّن من الشعور بالرضى.
  • الانزعاج عند صعوبة الوصول إلى الشبكة: في حالة لم يتمكّن المُدمن من الوصول إلى شبكة الإنترنت؛ فيُمكن أن تظهر عليه العديد من الأعراض الانسحابية التي تتسبب بالإزعاج؛ منها القلق وتقلّبات المزاج، وتقِلُّ حِدّة هذه الأعراض عند الوصول إلى الإنترنت.
  • اللجوء إلى شبكة الإنترنت لتحسين المزاج: إذا تعرّض المُدمنون لشبكة الإنترنت إلى المشاعر السلبية؛ مثل القلق أو الاكتئاب؛ فربما يلجؤون إلى استخدام الشبكة حتى يتم التخلص من هذا الشعور.
  • تفضيل الإنترنت على الأنشطة المُهمّة: يستعد مدمنو شبكة الإنترنت لترك الوظيفة والكثير من الأنشطة المُهمة الأُخرى في حياتهم؛ لقضاء مزيدٍ من الوقت على الشبكة أحيانًا. 

إدمان الإنترنت عند الأطفال

إن إدمان شبكة الإنترنت أكثر خطورة على الأطفال والمراهقين من البالغين؛ ذلك لأنهم لا يتمتعون بدرجات الوعي الكافية التي تُمكّنهم من استخدام شبكة الإنترنت بشكلٍ صحيح، كما أنهم يغفلون عن الأضرار المُحتملة من استخدام الإنترنت أيضًا، ومن هذه الأضرار: فصل الطفل عن العالم المُحيط به، الأذى الجنسي أو الاستغلال الجنسي، وفي بعض الأحيان يقع الطفل ضحيةً للتسلّط أو يقوم بالتسلّط على الآخرين من خلال شبكة الإنترنت أيضًا.

هل يوجد إرشادات للتعامل مع الإدمان الرقمي للمراهقين؟

لا شك بوجود العديد من الإرشادات التي تُساعد على التعامل مع إدمان المراهقين للأجهزة والأدوات والبرامج الرقمية؛ منها: فصل الوسائل الرقمية والأجهزة قبل النوم، إيقاف تشغيل جميع إشعارات الهاتف الذكي، الاعتماد على تطبيقات الصيام الرقمي التي تُقلّل من وقت استخدام الأجهزة الرقمية، ولا بُد من الاعتماد على تقنيات إدارة التوتر للتخلص من التَبِعات النفسية التي تُصاحب الإدمان الرقمي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل أضرار الهاتف المحمول حقيقية؟

هل توجد أضرار لنظارات الواقع الافتراضي؟

هل يوجد فرق بين الأمن الرقمي والأمن السيبراني؟

هل هنالك نصائح فعّالة لتجنّب أضرار الهاتف النقّال؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على