` `

هل مجرّة درب التبانة إهليجية الشكل؟

علوم
9 مايو 2022
هل مجرّة درب التبانة إهليجية الشكل؟
لا تتمتع مجرّة درب التبانة بشكل إهليجي وإنّما هي حلزونية الشكل (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تُعد مجرّة درب التبانة واحدةً من المجرّات التي تسبح في الكون وتضم كثيرًا من النجوم وما يتبعها من الكواكب والأقمار، ويتطرق هذا المقال إلى المكونات الرئيسية للمجرّة مع توضيح بعض التفاصيل حول شكلها، كما يُبيّن بعض الحقائق التي تتعلق بأكبر النجوم التي تمّ اكتشافها حتى الآن في المجرّة أيضًا.

هل مجرّة درب التبانة إهليجية الشكل؟

لا تتمتع مجرّة درب التبانة بشكل إهليجي وإنّما هي حلزونية الشكل. وتضم هذه المجرّة مئات المليارات من النجوم والأجرام السماوية الأُخرى، وتبعد الشمس عن مركز مجرّة درب التبانة قُرابة 25,000 سنة ضوئية، وعند تحويل هذه المسافة إلى وحدات القياس المعروفة للطول؛ فإنها تساوي 2.3651321×1017 كيلومتر تقريبًا، وهي مسافةٌ هائلةٌ جدًا.

صورة متعلقة توضيحية

هل شكل مجرّة درب التبانة يشبه جميع المجرّات؟

بالرغم من وجود بعض المجرّات التي تشبه درب التبانة في شكلها؛ إلّا إنّ هُناك العديد من المجرّات ذات الشكل المُختلف؛ فإن بعضها يتمتع بشكلٍ بيضاويٍّ خلافًا لشكل مجرّة درب التبانة الحلزوني، وأما المجرّات غير البيضاوية أو الحلزونية؛ فإنها ذات أشكال غير منتظمة، وتحتوي المجرّات الصغيرة على ملايين النجوم التي تدور حول مركزها، بينما تضم المجرّات الأكبر مليارات النجوم.

ما هي المكونات الرئيسية لمجرّة درب التبانة؟

إلى جانب كواكب مجرّة درب التبانة هُناك العديد من المكونات الأُخرى التي تُشكّل المجرّة مع بعضها البعض، وفيما يأتي قائمة بالمكونات الرئيسية لهذه المجرّة:

  • النجوم: تحتوي المجرّة على كثيرٍ من النجوم المنفردة مثل الشمس أو النجوم المزدوجة، كما أنها تحتوي على العديد من العناقيد النجمية التي يتم تشكيلها من عشرات أو مئات أو حتى آلاف النجوم. ويتم تصنيف العناقيد النجمية وفق الآتي:
    • العناقيد النجمية المغلقة: تتمتع هذه العناقيد بشكلٍ شبه كروي، وتتميز بحجمها الكبير مقارنةً بالعناقيد الأُخرى، وفي مجرّة درب التبانة 150 عنقودًا نجميًا مُغلقًا تم اكتشافها حتى الآن.
    • العناقيد النجمية المفتوحة: تتميز هذه العناقيد النجمية بحجمها الصغير مقابل العناقيد النجمية المُغلقة، كما أنها ذات توهج منخفض مقارنةً بالعناقيد المغلقة أيضًا.
    • التجمعات النجمية: إن التجمعات النجمية أصغر أنواع العناقيد النجمية حجمًا على الإطلاق، ولا ترتبط النجوم في هذا النوع مع بعضها البعض على النحو الكافي لتشكيل مجموعة مستقرة.
  • السديم الإشعاعي: تحتوي مجرّة درب التبانة على الكثير من الأجسام الغازية التي تتمتع بحجم كبير وتتميز بمظهر متوهجٍ، وتنتشر هذه الأجسام في مُختلف أرجاء المجرّة، وهي تُعرف باسم السديم الإشعاعي.
  • السديم الكوكبي: أُطلق على بعض الأجسام الغازية المنتشرة في مجرّة درب التبانة اسم السديم الكوكبي؛ لأن مظهرها يشبه شكل الكواكب عند النظر إليها باستخدام التلسكوب، وتمثّل هذه السُدم إحدى المراحل النهائية في دورة الحياة النجمية.
  • بقايا المُسْتَعِرُ الأعظم: يتم تشكيل المُستعِر الأعظم عندما ينفجر النجم في النهاية، ويترك هذا الانفجار بقايا غازية تُعرف باسم بقايا المُستعِر الأعظم، وفي بعض الأحيان تتميز هذه البقايا بشكلٍ مُشابهٍ للسديم الكوكبي.
  • سُحب الغبار: تضم المجرّة العديد من سحب الغبار، وتحتوي هذه السحب على العديد من العناصر؛ بما فيها أول أكسيد الكربون والفورمالديهايد، وتؤدي هذه السحب الموجودة في درب التبانة إلى حجب الرؤية من خلال التلسكوب.
  • الوسط النجمي العام: تحتوي المجرّة على وسطٍ بين نجمي، وتظهر آثار هذا الوسط من خلال المساعدة على رؤية النجوم البعيدة بشكلٍ أوضح؛ فإن النجوم التي تبعد مسافة 6 آلاف سنة ضوئية يُمكن أن تظهر برُبِع شِدّة التوهج إن لم يوجد الوسط النجمي.
  • المجرات المرافقة: هُناك بعض المجرّات المُرافقة لدرب التبانة ويتم تصنيفها على أنها من المكونات الرئيسية للمجرّة؛ أبرزها المجرّات المعروفة باسم سُحب ماجلان، كذلك سحابة كارينا.

هل تنتمي المجموعة الشمسية لمجرّة درب التبانة؟

لا شك بأن المجموعة الشمسية وما فيها من الكواكب تابعة لمجرّة درب التبانة، وفيما يأتي بعضًا من الحقائق حول المجموعة الشمسية:

  • كواكب المجموعة الشمسية: تحتوي المجموعة الشمسية على ثمانية كواكب فحسب، وتختلف هذه الكواكب في كثيرٍ من خصائصها، ولا يُعد بلوتو واحدًا منها لأنه فقد أحد الشروط التي ينبغي استيفاؤها لتصنيفه ضمن الكواكب.
  • أقرب الكواكب إلى الشمس: إن عطارد أقرب كواكب المجموعة الشمسية على الإطلاق، كما أنه الكوكب الأصغر في المجموعة أيضًا، ويبلغ قُطره 4,879 كيلومتر تقريبًا، هذا يعني أنه أكبر من القمر الذي يدور حول الأرض بقليل.
  • أبعد كواكب المجموعة عن الشمس: يحتاج ضوء الشمس إلى أكثر من 4 ساعات حتى يصل إلى كوكب نبتون، وهو أبعد كواكب النظام الشمسي عن الشمس، وعلى الرغم من اكتشاف هذا الكوكب عام 1846 إلّا إنّ العلماء توقعوا وجوده قبل ذلك.
  • الكواكب الغازيّة: تضم المجموعة الشمسية عِدّة كواكب غازية، وهي كواكب بعيدة عن الشمس؛ أوّلها كوكب المشتري الذي يتميز بحجمه الكبير، ومنها كذلك كوكب زحل المشهور بالحلقات التي تدور حوله وتُشكّل مظهرًا جذابًا.
  • دوران كوكب أورانوس: يدور أورانوس على جانبه بشكلٍ فعّال خلافًا للكواكب الأُخرى في المجموعة الشمسية، ويتدحرج هذا الكوكب مثل الكرة أثناء دورانه حول الشمس، ويُشير محور دورانه إلى اتجاه الشمس تقريبًا.
  • أكثر كواكب المجموعة الشمسية حرارة: بالرغم من قُرب كوكب عطارد من الشمس؛ إلّا إنّه ليس الكوكب ذو درجات الحرارة الأعلى، وإنما يُعد الزُّهرة الكوكب ذا درجات الحرارة الأعلى، وحصل هذا الكوكب على اسمه من اسم آلهة الحب الرومانية.

ما هو أكبر النجوم التي تم اكتشافها في درب التبانة؟

يُعرف أكبر النجوم المُكتشفة في مجرّة درب التبانة باسم يو واي سكوتي، وهي واحدةٌ من أبرز المعلومات عن مجرّة درب التبانة، وفيما يأتي بعضًا من خصائص هذا النجم:

  • الحجم: يتمتع يو واي سكوتي بحجمٍ هائلٍ جدًا؛ فإن قُطره يبلغ 1,700 ضعفًا مقارنةً بقُطر الشمس، هذا يعني أنه يتسع لما يُقارب 5 مليارات نجم ذات حجمٍ مساوٍ للشمس.
  • موقع نجم يو واي سكوتي: يقع هذا النجم بالقُرب من مركز المجرّة، ويبعد عن كوكب الأرض مسافة قدرها 9,500 سنة ضوئية، وهو ما يعادل 8.98750198×1016 كيلومتر تقريبًا، وهو واحدٌ من نجوم كوكبة الترس.
  • الكتلة: تساوي كتلة هذا النجم قُرابة 30 ضعفًا من كتلة الأرض فحسب، هذا يعني أنه ليس النجم الأثقل بالرغم من حجمه الكبير، وإنما يستحوذ النجم أر 136 إيه1 على لقب أكبر النجوم المعروفة كتلة، وتبلغ كتلته 300 ضعف من كتلة الشمس.

ما هي أشبه كواكب مجرّة درب التبانة بالأرض؟

في مجرّة درب التبانة الكثير من الكواكب ذات الخصائص والأشكال المُختلفة؛ فكما أن شكل مجرّة درب التبانة يختلف عن العديد المجرّات الأُخرى تختلف أشكال الكواكب والأجرام السماوية عن بعضها البعض أيضًا، وتضم القائمة الآتية عِدّة من الكواكب ذات الشكل الأقرب إلى الأرض في المجرّة:

  • كوكب غليس 667 سي سي: يقع هذا الكوكب على بُعد 22 سنة ضوئية من الأرض، ويتمتع بكتلة تساوي 4 أضعاف كتلة الأرض تقريبًا، وتم اكتشافه بالاعتماد على تلسكوب المرصد الأوروبي الجنوبي.
  • كوكب كيبلر 22 بي: يبعد كوكب كيبلر 22 بي عن الأرض مسافةً تبلغ 600 سنة ضوئية تقريبًا، ويبلغ حجمه قُرابة 2.4 أضعاف حجم كوكب الأرض، ويتمتع بمدار قريب من مدار كوكب الأرض؛ فإنه يُكمل دورته خلال 290 يومًا.
  • كوكب ألفا سنتوري سي بي: يُعد هذا الكوكب أقرب الكواكب الخارجية المعروفة من كوكب الأرض؛ فإن المسافة بينه وبين الأرض تبلغ 4 سنوات ضوئية فحسب، وهو كذلك أحد الكواكب الشبيهة بالأرض في مجرّة درب التبانة.
  • كوكب ترابيست إي: يتمتع هذا الكوكب بحجمه القريب جدًا من حجم كوكب الأرض، ويدور ضمن المنطقة الصالحة للسكن من النجم، كما أنه أكثر الكواكب التي يُحتمل وجود الحياة فيها عند المختصين في علم الفلك.
  • كوكب كيبلر 186 أف: يدور هذا الكوكب حول أحد النجوم القزمة الحمراء، ويزيد حجمه على حجم كوكب الأرض بقُرابة 10% فحسب، وهو كوكب يقع على بُعدٍ شاسعٍ يبلغ 500 سنة ضوئية من كوكب الأرض.

ما هي أبرز المعلومات عن مجرّة درب التبانة؟

في القائمة الآتية كثيرٌ من المعلومات والحقائق التي تتعلق بمجرّة درب التبانة:

  • اسم المجرّة: إن اسم مجرّة درب التبانة بالإنجليزية (MIlky Way) قديم وليس جديدًا، ويعود ذلك الاسم إلى أسطورة إغريقية قديمة تفيد انسكاب الحليب من الإلهة هيرا عندما استيقظت من نومها بعد إرضاع هرقل.
  • المجرّة التي يعيش عليها البشر: تنتمي المجموعة الشمسية لمجرّة درب التبانة، وهي المجموعة التي تضم كوكب الأرض، هذا يعني أنها موطنٌ لحياة جميع البشر.
  • تقدير وزن المجرّة: تتراوح التقديرات حول كتلة المجرّة بين 700 مليار - 2 ترليون ضعفًا من كتلة الشمس؛ إلّا إنّ علماء الفلك لم يتمكّنوا من تحديد الكتلة الدقيقة لهذه المجرّة حتى يومنا هذا نتيجةً لصعوبة هذه المهمة.
  • الثقب الأسود في مركز المجرّة: يوجد ثقبٌ أسودٌ في مجرّة درب التبانة، ويبلغ وزنه قُرابة 4 ملايين ضعفًا مقارنةً بوزن الشمس، وتم التعرّف على هذا الثقب من قِبل العلماء بعد تتبع مسارات النجوم؛ إلّا إنّهم لم يستطيعوا التقاط صورة له حتى الآن.
  • المجرّة مسطحة: يعتقد علماء الفلك بأن مجرّة درب التبانة مسطحة؛ ذلك لأن عرضها يبلغ 100 ألف سنة ضوئية تقريبًا، بينما تبلغ سماكتها 1,000 سنة ضوئية على أكبر تقدير، ولذلك فإنها مسطحة بالنظر إلى النسبة بين العرض والعمق.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل الإسقاط النجمي ممكن حقًا؟

هل يمكن العيش على كوكب المريخ؟

هل دوران الأرض حول الشمس حقيقة؟

هل من المؤكد وجود حياة خارج كوكب الأرض؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على