` `

هل يمكن معالجة مياه الشرب؟

علوم
10 مايو 2022
هل يمكن معالجة مياه الشرب؟
في بعض الأحيان تحمل مياه الشرب غير المعالجة العديد من مُسببات الأمراض (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

إن معالجة مياه الشرب من العمليات المُهمة التي تهدف إلى الحد من انتشار الأوبئة والأمراض المنقولة عبر المياه، لذلك يوضّح هذا المقال الخطوات المُتبعة في تنقية المياه ومعالجتها، بالإضافة إلى بيان بعضٍ من التقنيات التكنولوجية الحديثة في مجال المعالجة أيضًا، يتطرق المقال كذلك إلى عِدّة إرشادات لتنقية المياه في المنزل والقضاء على بعض مُسببات الأمراض من الفايروسات أو البكتيريا.

هل يمكن معالجة مياه الشرب؟

هُناك العديد من التقنيات التي يمكن الاعتماد عليها لمعالجة مياه الشرب بالفعل؛ ذلك حتى يتم التخلص من جميع الكائنات الحيّة الدقيقة وغيرها من مُسببات الأمراض. كما أن هُناك العديد من التقنيات المُستحدثة لتنقية المياه العادمة أيضًا؛ ذلك للتقليل من آثارها البيئية السلبية؛ فإنها تؤدي إلى القضاء على العديد من الكائنات الحيّة البحرية عند إلقائها في البحار أو المحيطات، إضافةً إلى انتشار الأمراض وغير ذلك.

صورة متعلقة توضيحية
معالجة مياه الشرب

ما هي مراحل معالجة المياه الصالحة للشرب؟

تمرُّ مُعالجة المياه الصالحة للشرب بالعديد من المراحل، المختلفة بدايةً من استخراج المياه وحتى وصولها إلى المستهلك النهائي، وفيما يأتي قائمة بهذه المراحل:

  • الغربلة: في البداية تتم غربلة المياه القادمة لإزالة كافة أشكال الحُطام الذي تحمله هذه المياه قبل وصولها إلى محطات المُعالجة، ويشمل ذلك إزالة الأوراق وأغصان الأشجار وكافة أشكال الحطام الذي يؤثر على معالجة المياه، أو يتسبب بتلف الأدوات.
  • إضافة المُخثِّر: بعد الانتهاء من غربلة المياه تتم إضافة بعض المواد ذات الشحنة الموجبة؛ للتخثِّر والمساعدة على التخلص من الكائنات والمواد الدقيقة الباقية مع الماء، وذلك من خلال تحييد الشحنة الكهربائية السالبة لهذه الكائنات والمواد.
  • عملية التلبد: تمرُّ المياه -بعد إضافة المخثر- في بعض الأحواض بسرعةٍ مُنخفضةٍ؛ وذلك لضمان تشكيل كُتل كبيرة من الكائنات والمواد المتخثرة دون تكسيرها بفعل الشفرات إذا كانت سرعتها مرتفعة، وتتم إضافة مواد التلبد في هذه الخطوة أيضًا.
  • الترسيب: تهدف عملية الترسيب إلى التخلص من جميع التكتلات التي نتجت عن عمليتي التلبد والتخثر بالاعتماد على قوة الجاذبية الأرضية؛ فإن هذه التكتلات تترسب في قاع الحوض عند الوصول إلى هذه المرحلة.
  • تصريف المياه من القاع: يتم الاعتماد على كاشطات مُخصّصة لتصريف المياه الموجودة في قاع الحوض مع ما تحمله من المواد المترسبة؛ ذلك لنقلها إلى محطات مُعالجة مياه الصرف الصحي.
  • الترشيح: في عملية الترشيح يتم التخلص من المواد الصلبة التي لم تنفصل عن المياه عند إجراء عمليات الترسيب؛ ذلك من خلال تمرير المياه عبر طبقاتٍ من الرمال والحصى، وعند امتلاء المرشحات بالمواد الصلبة يُمكن تنظيفها بالغسيل العكسي.
  • الكلورة: حتى يتم القضاء على أيّة كائنات حيّة دقيقة متبقية بعد الانتهاء من جميع المراحل السابقة تقوم محطات مُعالجة المياه بإضافة المُطهّرات في عملية تُعرف باسم الكلورة، وهي واحدةٌ من أهم مراحل تنقية المياه الصالحة للشرب.
  • المُعالجة التكميلية: أحيانًا تحتاج المياه إلى مُعالجة تكميلية بعد الانتهاء من تطهيرها حتى تزداد فائدتها؛ من ذلك إضافة الفلور للوقاية من تسوّس الأسنان؛ إلّا إنّه ينبغي الحرص على إضافة هذه المواد دون زيادة عن الكميات الموصى بها.
  • توزيع المياه: بعد اكتمال عملية معالجة وتطهير المياه من الأوساخ والكائنات الحيّة الدقيقة، التي يمكن أن تُسبب بعض الأمراض، تُصبح جاهزةً للتوزيع والوصول إلى الأفراد.

ما هي أبرز التقنيات الحديثة في معالجة المياه؟

تضم القائمة الآتية بعضًا من أبرز التقنيات الحديثة لمعالجة المياه الصالحة للشرب:

  • تقنية الترشيح بالأغشية: في هذه التقنية يتم تمرير المياه عبر بعض الأغشية تحت الضغط لتنقية المياه، وترشيحها من المُلوثات، وتشمل كُلًّا من الترشيح الغشائي مُنخفض الضغط والترشيح الغشائي مُرتفع الضغط.
  • تقنية الأشعة فوق البنفسجية: عند الاعتماد على هذه التقنية تمرُّ المياه عبر منطقة ضيّقة تضم العديد من مصابيح الأشعة فوق البنفسجية، التي تستطيع تعطيل الحمض النووي للعديد من أنواع الكائنات الحيّة الدقيقة الموجودة مع الماء وتمنعها من التكاثر.
  • تقنية الأكسدة المتقدمة: في مراحل معالجة المياه الصالحة للشرب عن طريق تقنية الأكسدة المتقدمة، عادةً ما يتم الاعتماد على الأوزون، أو الأوزون مع إضافة بيروكسيد الهيدروجين، أو الإشعاع فوق البنفسجي مع إضافة بيروكسيد الهيدروجين للمعالجة.

ما هي فوائد معالجة المياه الصالحة للشرب؟

ينبغي على المرء معرفة كيفية معالجة مياه الشرب التي يتم الحصول عليها من الآبار وإجراء المُعالجة قبل استخدام هذه المياه؛ ذلك حتى يضمن عدم الإصابة بأيٍّ من الأضرار الصحية؛ فإن لمُعالجة المياه الصالحة للشرب عِدّة فوائد؛ أبرزها تجنّب الأمراض؛ ففي بعض الأحيان تحمل مياه الشرب غير المعالجة العديد من مُسببات الأمراض التي تؤثر على صحة الإنسان بشكلٍ سلبي، ويتم القضاء عليها عند المُعالجة، كما أن المعالجة التكميلية تُضيف إلى المياه عِدّة عناصر مُفيدة لتعزيز صحة الإنسان أيضًا.

هل تختلف طريقة معالجة مياه الشرب باختلاف مصدر المياه؟

إن طريقة مُعالجة مياه الشرب تختلف عند اختلاف مصادر المياه بالفعل؛ فإن المياه السطحية تحتاج إلى مزيدٍ من المُعالجة والترشيح مقارنةً بالمياه الجوفية؛ ذلك نتيجةً لمحتواها المرتفع من الرواسب والجراثيم والمواد الكيميائية والسموم. كما تحمل بعض المياه مواد معروفة؛ مثل النويدات المُشعّة أو غيرها، وفي حالة وجود هذه المواد يجب إجراء المزيد من عمليات المُعالجة المُتخصصة للتخلص منها.

ما هي مراحل تنقية المياه الصالحة للشرب في المنزل؟

يقوم البعض بتنقية مياه الشرب في المنزل بدلًا من استخدام التقنيات الحديثة في معالجة المياه وتنقيتها، وفيما يأتي مراحل تنقية الماء في المنزل:

  • جمع المياه: في البداية يجب جمع المياه من المصادر الطبيعية، ولا بُد من تنظيف اليدين جيدًا بالماء والصابون قبل البدء بجمع المياه، وينبغي كذلك اختيار المصادر البعيدة عن المُعسكرات أو مناطق رعي الحيوانات، ويُفضّل اختيار المكان القريب من المصدر.
  • الترشيح: عند الانتهاء من جمع المياه في الإناء أو الزجاجة المناسبة يتم الاعتماد على بعض المُرشحات المتوفرة؛ لإزالة الشوائب ذات الحجم الكبير، وعادةً ما تكون هذه المرشحات على شكل مُنْخل به العديد من الفتحات.
  • التطهير: لا تستطيع عملية الترشيح تطهير المياه من الكائنات الحيّة الصغيرة؛ إنّما يتم الاعتماد على الغلي أو المواد الكيميائية لهذه الغاية، وينبغي ترك المياه على النار بعد الغلي مدةً تتراوح بين 1-3 دقيقة وفق الآتي:
    • الارتفاعات الكبيرة: إذا زاد الارتفاع عن 1,981.2 متر في المكان الذي يتم غلي المياه فيه؛ فينبغي تركها مُدةً تبلغ 3 دقائق بعد الغلي للتطهير.
    • الارتفاعات غير الكبيرة: إذا انخفض ارتفاع المكان الذي تُغلى فيه المياه عن 1,981.2 متر؛ فيكفي تركها على النار 1 دقيقة بعد الغلي لتطهيرها.

نصائح عند تنقية الماء بالاعتماد على الغليان

لا بُد من مُراعاة النصائح الآتية عند معالجة مياه الشرب بالاعتماد على غلي المياه:

  • الترشيح قبل الغلي: إذا كان الماء عَكِرًا فلا بُد من تركه حتى تستقر الرواسب في الجزء السفلي من الإناء، ثم ترشيح الرواسب باستخدام قطعة من القماش النظيف، أو باستخدام المرشحات المتوفرة قبل الغلي.
  • ترك المياه مُدةً كافية: يجب ترك المياه مُدةً كافية بعد وصولها إلى مرحلة الغليان وعدم إزالتها عن النار بمجرد ظهور الفقاعات؛ ذلك حتى يتم القضاء على البكتيريا وغيرها من مُسببات الأمراض، وينبغي ترك الماء حتى يبرد بشكل طبيعي بعد ذلك.

إرشادات تنقية الماء باستخدام المبيض المنزلي

عند استخدام المُبيّض المنزلي لتنقية مياه الشرب ينبغي مُراعاة الإرشادات الآتية:

  • ترك الماء فترة كافية قبل الشرب: على الشخص تقليب المياه مع المُبيّض المنزلي -المعروف بالكلور- جيدًا، ثم تركه مُدةً تبلغ 30 دقيقة، وينبغي أن تظهر رائحة خفيفة للكلور بعد ذلك، وإذا لم تظهر الرائحة؛ فتتم مُضاعفة الجرعة ثم الانتظار 15 دقيقة.
  • التعامل مع الكلور الزائد: إذا كان طعم الكلور في الماء قويًا؛ فينبغي على المرء إضافة المزيد من المياه النظيفة، ثم تركها عِدّة ساعات بعد ذلك قبل الاستخدام، ويجب تجنّب شرب المياه في هذه الحالة.
  • الالتزام بالكميات المناسبة: لا بُد من وضع المُبيّض المنزلي وفقًا للكميات المُوصى بها عند تنقية المياه، لكن يُمكن مُضاعفة الكمية إذا كانت المياه مُلوّنة أو عَكِرة أو شديدة البرودة.

ما هي كيفية معالجة مياه الشرب المناسبة للقضاء على الأوبئة؟

هُناك العديد من الطرق المُناسبة للقضاء على كل واحدٍ من أنواع الأوبئة التي تتواجد في المياه أحيانًا، وتحتوي القائمة الآتية على طريقة المعالجة لأبرز أنواع الأوبئة:

  • البكتيريا: يمكن أن تحتوي المياه على عِدّة أنواع من البكتيريا الضارّة للإنسان، ويتم التخلص منها عن طريق المرشحات التي تقل عن 0.3 ميكرون، أو بالاعتماد على غلي المياه، أو التطهير باليود أو الكلور أو ثاني أكسيد الكربون.
  • الفايروسات: تتسبب الفايروسات الموجودة مع الماء بكثيرٍ من الأمراض؛ مثل التهاب السحايا والتهاب الكبد، ولا يُعد الترشيح فعّالًا في القضاء عليها؛ إنّما يمكن الاعتماد على غلي الماء، أو التطهير بثاني أكسيد الكربون أو اليود أو الكلور.
  • الجياردية المعوية: تتسبب الجياردية المعوية بالإسهال والقيء والمغص وغيرها من أمراض الجهاز الهضمي، ويمكن القضاء عليها من خلال التطهير بثاني أكسيد الكربون، أو غلي المياه، أو استخدام مرشح أصغر من 1 ميكرون.
  • خفِيّة الأبواغ: تؤدي خفيّات الأبواغ إلى العديد من اضطرابات الجهاز الهضمي، وهي من الأولويات التي تتم مُعالجتها بالاعتماد على غلي المياه أو ترشيحها بمرشحات تقل 1 ميكرون، أمّا التطهير باليود أو الكلور فليس فعّالًا في التعامل معها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل البكتيريا كائن حي؟

هل الغبار يقتل الفيروسات؟

هل يمكن الحد من مصادر تلوث المياه؟

هل تحتوي المحيطات على الفيروسات؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على