` `

هل يمكن علاج السلوك العدواني؟

صحة
1 سبتمبر 2022
هل يمكن علاج السلوك العدواني؟
يهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى تعرّف الشخص على أنماط السلوك غير المفيدة (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

لا بُد من التعامل مع السلوك العدواني فور ظهوره عند الشخص؛ لتجنب الآثار السلبية التي تنتج عن هذا السلوك على الصعيد الشخصي والمجتمعي. يُسلّط هذا المقال الضوء على أبرز الطرق لعلاج السلوكيات العدوانية، بالإضافة إلى توضيح الأسباب التي تؤدي إلى تطور هذه السلوكيات عند الإنسان والإشارات التي تدل عليها.

هل يمكن علاج السلوك العدواني؟

يُعرف العدوان بأنه سلوك أو فعل يهدف إلى إيذاء الأشخاص أو الحيوانات أو إلحاق الأضرار بالممتلكات المادية المختلفة، ويشمل ذلك العدوان الجسدي، بالإضافة إلى الشتائم والصراخ ونشر الشائعات عن الآخرين. هُناك العديد من الطرق التي يتم الاعتماد عليها لعلاج السلوك العدواني الذي يظهر عند الشخص بالفعل؛ من أبرزها العلاج السلوكي المعرفي.

صورة متعلقة توضيحية

كيف يتم علاج السلوكيات العدوانية؟

إذا ظهرت السلوكيات العدوانية على الشخص؛ فلا بُد من التعامل معها وعلاجها حتى لا تتطور وتؤدي إلى كثير من المشاكل الصحية والمادية، وفيما يأتي بعضًا من طرق علاج السلوك العدواني:

  • العلاج السلوكي المعرفي: يهدف العلاج السلوكي المعرفي إلى تعرّف الشخص على أنماط السلوك غير المفيدة، مع تعلم طريقة تغيير هذه الأنماط والسلوكيات من خلال تقنيات التأقلم ذات الفائدة الأكبر.
  • العلاج النفسي الديناميكي: يستطيع العلاج النفسي الديناميكي تتبع جذور الاضطرابات العقلية والعاطفية التي تؤدي إلى السلوكيات العدوانية؛ لعلاج هذه السلوكيات والحد من ظهورها وتعزيز قدرة الشخص على التعامل معها.
  • العلاج السلوكي الجدلي: من خلال العلاج السلوكي الجدلي يتم تزويد الشخص ذي السلوكيات العدوانية بالآليات التي يستطيع عن طريقها بناء وممارسة المهارات المطلوبة؛ لتحمّل مواقف الضيق وتنظيم العواطف والتعامل مع العلاقات الشخصية.
  • العلاج النفسي بين الأشخاص: عند اللجوء إلى العلاج النفسي بين الأشخاص يمكن لأصحاب السلوك العدواني معرفة التحديات العلائقية، التي تؤثر على حالتهم المزاجية وتسهم في ظهور أعراض هذا السلوك.
  • تدريب الوالدين على إدارة السلوك: تستطيع تقنية تدريب الوالدين على إدارة السلوك معالجة الديناميكيات العائلية المتوترة، بالإضافة إلى أساليب التربية السيئة التي تساعد على ظهور السلوك العدواني عند الشخص.
  • ممارسة تقنيات الاسترخاء: عندما يشعر المرء بوجود أي من المحفزات التي تظهر عندها سلوكياته العدوانية؛ يمكنه ممارسة تقنيات الاسترخاء المختلفة؛ مثل التنفس العميق للتعامل مع هذه المحفزات وضمان السيطرة على نفسه.
  • محاولة إجراء التغييرات السلوكية: من الجيد قيام المرء بمنح نفسه مزيدًا من الوقت الذي يستطيع خلاله تغيير السلوكيات العدوانية وتطوير السلوكيات الجيدة، ويحتاج ذلك إلى الصبر لأنه يستغرق وقتًا طويلًا عادةً.
  • التدرب على التعبير عن النفس: لا بُد من فهم المشاعر التي تراود المرء إلى جانب معرفة الطريقة الأفضل في التعبير عنها؛ للمساعدة في التخلص من السلوك العدواني وعلاجه؛ فإن توضيح هذه المشاعر للآخرين يسهم في الوصول إلى حل أفضل.
  • تعزيز السلوك الجيد: بالنسبة إلى الأطفال الذين تظهر لديهم السلوكيات العدوانية؛ يستطيع الآباء التعامل مع هذه السلوكيات عن طريق تعزيز السلوكيات الجيدة ومدحها وتحفيز الطفل عليها خلافًا للسلوكيات العدوانية.

كيف يمكن التعامل مع أصحاب السلوك العدواني؟

هُناك الكثير من الإرشادات التي تساعد على التعامل مع الأشخاص ذوي السلوكيات العدوانية وامتصاص مشاعرهم التي تثير هذا النوع من السلوكيات، وتتضمن القائمة الآتية عدة من إرشادات التعامل مع هذه الفئة من الأشخاص:

  • الاستجابة للمشاعر: من الجيد التفاعل مع مشاعر أصحاب السلوك العدواني والتعامل معها بدلًا من مناقشة سلوكهم، ومن ذلك الاعتراف بالخطأ وعرض محاولة الإصلاح وحل المشكلة التي تسببت بغضب أصحاب هذا السلوك.
  • الابتعاد عن العدوان المضاد: يلجأ بعض الأشخاص إلى السلوكيات العدوانية السلبية عند التعرض إلى استجابة عدوانية سلبية من الآخرين، ولا بُد من تجنب هذا النوع من العدوان؛ لأنه يؤدي إلى حلقة مفرغة من العدوان.
  • رسم حدود للعلاقة: يرفض بعض الأشخاص الاعتراف بسلوكياتهم العدوانية، وفي هذه الحالة ينبغي رسم الحدود التي تبين نوع السلوك الذي يتحمله الشخص عند التعامل مع ذوي السلوكيات العدوانية
  • تجنب وضع الافتراضات: يحاول البعض التعاطف مع أصحاب السلوكيات العدوانية من خلال وضع الافتراضات حول شعورهم كقولهم: يظهر بأنك مُستاء، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تعزيز العدوان بدلًا من حله.
  • التحلي بالصبر: في بعض الأحيان تنشأ السلوكيات العدوانية بأساليب التربية القاسية أو غيرها من الظروف التي عاشها صاحب هذه السلوكيات في حياته، لذلك ينبغي التحلي بالصبر عند التعامل معه ومحاول حل المشكلة.

ما هي إرشادات قطع السلوك العدواني عند بداية ظهوره؟

تظهر السلوكيات العدوانية عند الإنسان أحيانًا نتيجةً لتعرضه إلى بعض المواقف، ولا داعي للقلق منها ما لم تصبح سلوكًا مستمرًا، وفيما يأتي عدة من الإرشادات التي تساعد في قطع السلوك العدواني عندما يشعر المرء بظهور هذا النوع من السلوكيات على نحوٍ مستمر:

  • مراجعة أسلوب التعامل مع النزاعات: على المرء مراجعة أسلوبه عند التعامل مع النزاعات المختلفة بدلًا من قطع النزاعات من حياته بالكامل؛ فإن النزاعات تكون صحية إذا تعامل معها المرء بشكل صحيح.
  • وضع الحدود بوضوح: ينبغي على المرء توضيح الحدود في علاقاته المختلفة حتى يتعرض إلى الحرج الذي يُظهر سلوكياته العدوانية.
  • التواصل الحازم: يشير التواصل الحازم إلى التعبير عن المشاعر بصراحة، وهو مفيد للأشخاص الذين لا يعبرون عن مشاعرهم وأفكارهم عادةً، وفي هذه الحالة يُمكن للتواصل الحازم أن يحدث فرقًا كبيرًا في السلوكيات.

هل هنالك إرشادات لوقاية الأطفال من السلوك العدواني؟

تتطور السلوكيات العدوانية عند الأطفال منذ الصغر أحيانًا، ويمكن الاعتماد على الإرشادات الآتية لوقاية الأطفال من هذه السلوكيات:

  • تعليم قواعد المنزل: لا يستطيع الطفل معرفة القواعد المتبعة في المنزل حتى يتم تعليمه ذلك، وهذا يعني ضرورة تعليم الطفل مع الاستعانة بالعناصر التعليمية المناسبة للأطفال، إلى جانب توبيخ الطفل بالشكل المناسب عند مخالفة القواعد.
  • تعزيز السلوكيات المرغوبة: في بعض الأحيان يلجأ الطفل إلى السلوك العدواني بألفاظه عند الغضب، ولا بُد من تنبيه على الخطأ في هذه الألفاظ وتعزيز السلوكيات الإيجابية لديه بدلًا منها عند الغضب.
  • الاعتماد على المُشتتات: إذا تعرض الطفل إلى نوبة من الغضب؛ فيُمكن للآباء الاعتماد على المشتتات عن قصد لامتصاص غضب الطفل وضمان عدم قيامه بأي سلوك من السلوكيات العدوانية بسبب الغضب.
  • تعليم الطفل قول لا: بدلًا من لجوء الطفل إلى القتال الجسدي مع الآخرين عند الغضب يمكن تعليمه قول لا بحزم أو إدارة ظهره عندما لا يرغب القيام بشيء ما، وذلك مع تعليم فاعلية تسوية الخلافات بشكل لفظي بدلًا من الاقتتال.
  • تحكّم الآباء في أعصابهم: ينبغي على الأبوين التحكّم في أعصابهما عند التعامل مع الطفل والاعتماد على الطرق الهادئة عند الاستجابة لسلوكياته الخاطئة؛ فإن الطفل يستطيع تعلم هذه السلوكيات من والديه بهذه الطريقة.
  • الحزم وعدم الاعتذار: على الآباء التمتع بالحزم عند معاتبة الطفل على السلوك العدواني وعدم الاعتذار إليه أو الشعور بالذنب؛ فإن ذلك يؤدي إلى تشكّل شعور مختلط عند الطفل، ويعزز الشعور بكونه على بالصواب.

ما هي أسباب السلوك العدواني؟

هُناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور السلوك العدواني عند الإنسان، وفيما يأتي بعضًا من أبرز أسباب السلوك العدواني:

  • النمو غير المنتظم للدماغ: يربط المختصون بين زيادة النشاط في اللوزة الدماغية وانخفاض النشاط في قشرة الفص الجبهي وظهور السلوكيات العدوانية عند الشخص، كذلك تؤدي الإصابة بحالات التنكس العصبي إلى العدوان أحيانًا.
  • الطفرات الجينية: يمكن أن تؤدي بعض الطفرات الجينية التي يصاب بها الشخص إلى تطور السلوكيات العدوانية لديه؛ منها الطفرات في أكسيداز أحادي الأمين حسب موقع هيلث لاين.
  • تناول الأدوية: تؤدي بعض الأدوية إلى تغيرات في الدماغ مما يتسبب بتطور السلوكيات العدوانية عند الشخص، وفي هذه الحالة يتم علاج السلوكيات المذكورة عن طريق استشارة الطبيب حول آثار الدواء واللجوء إلى استخدام دواء آخر.
  • الإصابة ببعض الأمراض الدماغية: تتسبب بعض الحالات والمشاكل الصحية التي يتعرض إليها الدماغ بظهور السلوك العدواني عند الإنسان أحيانًا، ومن الأمثلة عليها الإصابة بالسكتة الدماغية أو الخرف.
  • الاضطرابات النفسية: توجد عدة اضطرابات نفسية ترتبط مع ظهور السلوك العدواني، ومنها: اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، اضطراب ما بعد الصدمة، اضطرابات تعاطي المخدرات والانفصام في الشخصية.
  • ظروف البيئة المحيطة: ينتج السلوك العدواني عند بعض الأشخاص عن الظروف والتحديات التي تواجههم في الحياة اليومية والبيئة المحيطة؛ من ذلك أساليب التربية التي تتسم بالعنف من قبل الوالدين.

ما هي علامات السلوك العدواني؟

تشير العديد من العلامات إلى اتصاف الشخص بالسلوك العدواني، ومنها ما يأتي:

  • العدوان الجسدي: يشمل العدوان الجسدي كلًا من الضرب أو الركل الذي يتعرض إليه الآخرون من قبل الشخص، وكذلك يتضمن الطعن، ويعد إتلاف الممتلكات من أشكال العدوان الجسدي أيضًا.
  • العدوان اللفظي: لا يقتصر العدوان اللفظي على الشتائم فحسب، وإنما يشمل أي سلوكيات تهدف إلى إلحاق الضرر بالأشخاص الآخرين لفظيًا؛ مثل الاستهزاء أو السخرية أو حتى الصراخ.
  • العدوان في العلاقات: يهدف العدوان في العلاقات إلى إفساد العلاقات التي تربط الآخرين ببعضهم البعض، ويكون ذلك من خلال نشر الشائعات أو قول الأكاذيب على شخص آخر وفق موقع فيري ويل مايند.
  • العدوان السلبي: عادةً ما يهدف العدوان السلبي إلى السماح بإيذاء الآخرين دون إلحاق الضرر بهم مباشرةً، ويشمل هذا النوع كذلك سلوكيات تجاهل شخص ما في حدث اجتماعي أو التعرض ببعض الألفاظ غير المباشرة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل الغضب يرفع السكر؟

هل أسباب الأمراض النفسية دائمًا معروفة؟

هل أعراض القلق النفسي عند الرجال خطيرة؟

هل يمكن التخلص من مرض الخوف الاجتماعي؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على