` `

هل أوغست كونت مؤسس علم الاجتماع؟

علوم
11 أكتوبر 2022
هل أوغست كونت مؤسس علم الاجتماع؟
لم يكن علم الاجتماع من تأسيس شخص واحد بمفرده (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

بالاعتماد على علم الاجتماع يمكن للمختصين فهم طريقة تفاعل الأفراد في المجتمعات مع بعضهم البعض ومدى تأثير ذلك على كثير من الأنشطة الحياتية اليومية، ويسلط هذا المقال الضوء على النهجين الأساسيين لعلم الاجتماع بالإضافة إلى توضيح الكثير من الشخصيات البارزة التي تصنف على أنها من رواد علم الاجتماع في العالم أيضًا.

هل أوغست كونت مؤسس علم الاجتماع؟

على الرغم من إسهاماته الكبيرة في علم الاجتماع، إلّا أن أوغست كونت لم يكن مؤسس هذا العلم، وإنما مرّ علم الاجتماع على العديد من المختصين الذين قدّموا نظرياتهم تجاهه حتى استقر على ما هو عليه اليوم، ولم يكن من تأسيس شخص واحد بمفرده. وتميز كونت بصياغة مصطلح علم الاجتماع لا بتأسيسه حسب موسوعة بريتانيكا.

صورة متعلقة توضيحية

معلومات عن أوغست كونت

كانت حياة أوغست كونت زاخرة بالأحداث بداية من ولادته ثم دخوله المدرسة وحتى وفاته في العقد السادس من القرن التاسع عشر، وفيما يأتي بعضًا من المعلومات البارزة عنه:

  • الولادة والوفاة: وُلد أوغست كونت يوم 19 من شهر يناير/كانون الثاني عام 1798 في مدينة مونبيلييه الفرنسية، وتوفي بسبب مرض السرطان يوم 5 سبتمبر/أيلول عام 1857 في العاصمة الفرنسية باريس عن عمر يبلغ 59 سنة.
  • دراسة أوغست كونت: تعلّم كونت على يد معلّمين خاصين حتى بلغ 19 سنة من عمره، وبعد ذلك التحق بكلية البوليتيكنك في باريس، ولكن الكلية أُغلقت بعدها بعامين لبعض الأسباب السياسية مما جعل كونت يغادرها.
  • العمل الأساسي: كانت سلسلة مجلدات دورة الفلسفة الإيجابية العمل الرئيسي لأوغست كونت، وهو مؤلّف من 6 مجلدات، وكذلك نظام السياسة الإيجابية الذي يتكون من 4 مجلدات.
  • دوره في علم الاجتماع: كان لأوغست كونت دور بارز في علم الاجتماع لأنه صاغ المصطلح الأساسي لهذا العلم بالاعتماد على أساس مفاهيمي.

ما هو علم الاجتماع؟

يُعرف علم الاجتماع بأنه علم يعتني بدراسة الحياة الاجتماعية والتغيرات الاجتماعية والأسباب الاجتماعية والعواقب التي تنتج عن السلوكيات البشرية. ولا يقتصر هذا العلم على دراسة مجموعة ضيقة من الأفراد فحسب، وإنما يتراوح بين دراسة الأسرة والأفراد المقربين من بعضهم البعض ودراسة الجماعات، كما أنه يدرس الطبقات المتدينة والمجرمة وجميع فئات المجتمع دون استثناء.

هل يوجد نهجان أساسيان لعلم الاجتماع؟

هُناك نهجان أساسيان لعلم الاجتماع بالفعل، وهما النهجان الآتيان:

  • النهج الوضعي: يعتمد هذا النهج على أساليب بحثية مشابهة للمستخدمة في العلوم الأخرى، وهذا يعني أنه يراعي تفسير الظواهر المعينة على أساس منهجي، وكان أوغست كونت مؤسس علم الاجتماع بالنهج الوضعي حسب موقع ستادي.
  • النهج التفسيري: يوضح هذا النهج بناء الواقع على تصرفات الناس والمؤسسات الاجتماعية، بالاعتماد على النظريات والأفكار الاجتماعية، ويستخدم القصص الواقعية والأمثلة لدراسة الحياة الاجتماعية.

ما هي الطرق الأساسية للدراسات في علم الاجتماع؟

تعتمد الدراسات في علم الاجتماع على 4 طرق أساسي لجمع المعلومات وإجراء البحث من خلالها، وهي الطرق الآتية:

  • الاستطلاع: يُعد الاستطلاع نوعًا من أنواع المسح الميداني، ويهدف إلى التحقق من آراء الناس حول قضية ما أو التحقيق في حياة الأشخاص.
  • البحث الميداني: يعتني البحث الميداني بجمع المعلومات والبيانات المختلفة من الواقع المادي التي تتم دراسته وإجراء الأبحاث المختلفة عليه.
  • التجربة: تُعرف التجربة بأنها إجراء علمي يقوم الشخص من خلالها باختبار فرضية ما أو اكتشاف شيء جديد، وهي من طرق إجراء الدراسة في علم الاجتماع.
  • التحليل النصي: من خلال التحليل النصي تتم دراسة الوثائق المكتوبة ومستندات الاتصال المختلفة، وذلك للعثور على الأنماط الجديدة أو المعلومات الجديدة.

ما هي الأسباب التي تدعو إلى دراسة فروع علم الاجتماع؟

هناك العديد من الأسباب التي تدعو الشخص إلى دراسة علم الاجتماع والاعتناء به، ومنها ما يأتي:

  • تطوير بعض المهارات: عند دراسة علم الاجتماع بفروعه المختلفة يكتسب المرء العديد من المهارات ويستطيع تطويرها، ومنها المهارات التحليلية ومهارات التفكير النقدي.
  • رؤية العالم بطريقة جديدة: يستطيع دارس فروع علم الاجتماع رؤية العالم بطريقة جديدة بداية من الأسرة وحتى الوصول إلى المجتمعات والدول وطريقة التفاعل فيما بينها، وذلك من خلال منظوره الاجتماعي.
  • فهم القوى الاجتماعية المؤثرة: يُمكن لعلم الاجتماع مساعدة الفرد على فهم القوى الاجتماعية المؤثرة في تشكيل حياته بشكل أفضل، ويجعله هذا العلم أكثر استعدادًا للتعامل مع هذه القوى بشكل صحيح.
  • تعزيز مكانة الفرد في المجتمع: لا تقتصر دراسة علم الاجتماع على إجراء البحوث فحسب، وإنما تساعد في تعزيز مكانة الفرد في المجتمع وتجعله عضوًا فعّالًا في المحافظة على قيم المجتمع الأساسية.

ما هي أهم المهارات التي توفرها دراسة علم الاجتماع؟

بعد دراسة علم الاجتماع يكتسب المرء كثيرًا من المهارات التحليلية والتفكيرية، وفيما يأتي قائمة تتضمن أهم المهارات التي توفرها دراسة علم الاجتماع:

  • مهارات إجراء البحوث: يعتمد علم الاجتماع على الدراسات والأبحاث بشكل أساسي للوصول إلى النتائج المطلوبة، ولذلك يساعد هذا العلم في تطوير مهارات إجراء الأبحاث سواءً كانت كمية أو نوعية.
  • مهارات الاتصال: يستطيع دارس علم الاجتماع التواصل مع الآخرين بمهارة، وذلك لأنه يقوم بالاعتماد على الكتابة وإجراء العروض التقديمية وغيرها من طرق التواصل، لنقل المعلومات والبيانات والأفكار بشكل فعال إلى الآخرين.
  • التفكير التحليلي: يتعلم الدارس لعلم الاجتماع طريقة النظر إلى ما وراء الظاهر، حتى يكتشف الأسباب المختلفة ثم العثور على الطرق المناسبة لحل المشاكل.

هل مجالات علم الاجتماع كثيرة؟

لا شك بأن مجالات علم الاجتماع كثيرة جدًا، وفي القائمة الآتية بعضًا من أبرز هذه المجالات:

  • مجال العائلة: يعتني علم الاجتماع بدراسة العديد من المواضيع التي تخص الأسرة مثل الزواج والطلاق، بالإضافة إلى العنف المنزلي ومواضيع تربية الأطفال، وذلك لمعرفة كيفية تأثير هذه المواضيع على الثقافة والمؤسسات والأفراد.
  • مجال الديموغرافيا: تُعرف الديموغرافيا باسم علم السكان، ويعتني هذا المجال بدراسة معدلات المواليد والوفيات بالإضافة إلى معدل الخصوبة ومعدلات الهجرة وكيفية تفاوتها بين المجتمعات  والمجموعات المختلفة.
  • مجال الصحة والمرض: يركّز علماء الاجتماع في هذا المجال على الآثار والمواقف الاجتماعية التي تتعلق بالأمراض والإعاقات وآثار الشيخوخة، وهو مجال مختلف عن مجال علم الاجتماع الطبي الذي يركّز على مواضيع أخرى.
  • مجال العمل والصناعة: يهتم مختصو علم الاجتماع بمعرفة آثار التغير التكنولوجي بالإضافة إلى آثار العولمة وتغيرات أسواق العمل والممارسات الإدارية، وغيرها من المواضيع ذات العلاقة بالعمل والصناعة، على تجارب المجتمعات والأفراد.
  • المجال العسكري: ضمن المجال العسكري يبحث علم الاجتماع في القضايا التي تتعلق بالعمل القسري الجماعي والبقاء في القتال، وينظر إلى الجيش على أنه مجموعة اجتماعية ولا ينظر إليه على أنه منظمة.
  • مجال التعليم: ينظر علم الاجتماع إلى طريقة تأثير الجوانب المختلفة للمؤسسات التعليمية على عملية التعليم ونتائجها، ويشمل ذلك النظر في الموارد المدرسية وتأثيرات الأقران والبيئة الدراسية على أنها مؤثرات.

ما هي أبرز وظائف علم الاجتماع؟

هناك الكثير من وظائف علم الاجتماع في القطاعين العام والخاص عادة، ومنها: متخصص العلاقات العامة، ومدير الموارد البشرية، وعامل علاقات المستهلك، وأخصائي العدالة الجنائية، ومستشار إعادة التأهيل، ومنسق برنامج المتطوعين، ومنسق شؤون الموظفين، وموظف الخدمة الاجتماعية. ويمكن لحاملي شهادات علم الاجتماع العمل في الوظائف التعليمية داخل الجامعات بعد الحصول على شهادات الدراسة العليا أيضًا.

من هم أبرز رواد علم الاجتماع؟

هُناك الكثير من الأشخاص الذين كان لهم دور كبير في علم الاجتماع، منهم أوغست كونت الذي يُعد واحدًا من أبرز رواد علم الاجتماع. وتتضمن القائمة التالية بعض الأشخاص البارزين الآخرين في هذا المجال:

  • إميل دوركايم: إن الفرنسي إميل دوركايم واحدٌ من رواد علم الاجتماع، وهو الشخص الذي قام بتطوير المنهجية التي تجمع بين النظرية الاجتماعية والبحث التجريبي، ويُعد مؤسس المدرسة الفرنسية لعلم الاجتماع.
  • ماكس ويبر: كان الألماني ماكس ويبر عالم اجتماع إلى جانب كونه أحد الاقتصاديين والسياسيين الألمان، وكانت أطروحة الأخلاق البروتستانتية واحدة من أشهر أطروحاته، وفيها ربط بين البروتستانتية والرأسمالية.
  • هربرت سبنسر: إن الفيلسوف الإنجليزي هربرت سبنسر من المدافعين عن نظرية التطور، وهو واحد من علماء الاجتماع، وهو أحد المؤيدين للنظرية الداروينية في علم الاجتماع.
  • جيمس كولمان: إن الأمريكي جيمس كولمان أحد الرواد في علم الاجتماع الرياضي، وأثرت دراساته بشكل كبير على سياسة التعليم داخل الولايات المتحدة الأمريكية، مما يجعله من الشخصيات البارزة في هذا المجال.
  • جوستاف راتزينهوفر: كان جوستاف راتزينهوفر جنيرالًا عسكريًا نمساويًا إلى جانب كونه واحدًا من علماء الاجتماع، وتصور راتزينهوفر المجتمع على أنه يتضمن جماعات متضاربة، ويرى بأن علم الاجتماع يوفر علاقات أفضل.

هل كتب علم الاجتماع كثيرة؟

إن كتب علم الاجتماع كثيرة بالفعل، ومنها الكتب الآتية:

  • كتاب نشأة التمرّد: تم تأليف هذا الكتاب عام 2020 من قبل بفاف وستيفن ومايكل هيشتر، وهو من طباعة دار النشر لجامعة كامبريدج، ويرتبط بمواضيع علم الاجتماع السياسي وعلم الاجتماع المقارن.
  • كتاب خمسون أسطورة عظيمة حول الجنسانية البشرية: في عام 2015 تم تأليف هذا الكتاب من قبل شوارتز وبيبر ومارثا كيمبنر، ويتحدث عن الثقافة والجنسانية وغيرها.
  • كتاب علم الاجتماع: قام أنتوني غدنز كارين بيردسال بتأليف كتاب علم الاجتماع، وتمت ترجمته من قبل المنظمة العربية للترجمة في العاصمة اللبنانية بيروت، وهو أحد المراجع للدارسين والباحثين في هذا المجال.

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن تفسير الذكاء العاطفي علميًا؟

هل يمكن التخلص من مرض الخوف الاجتماعي؟

هل علم دراسة الإنسان يُعنى بالسلوكيات والحضارات؟

هل تختلف السمات الشخصية لمستخدمي فيسبوك عن مستخدمي تويتر؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على