هل يمكن معرفة عناصر القصة القصيرة؟

تُعد القصة القصيرة من الأعمال الأدبية التي تنتشر في الوطن العربي وغيره من أنحاء العالم، وعلى الرغم من كون القصة قديمة قِدم اللغة نفسها؛ إلا إن القصة القصيرة بمفهومها المعاصر لم تنشأ حتى وقت متأخر، ويسلط هذا المقال الضوء على خصائص القصة القصيرة وعناصرها وأبرز المعلومات حولها.

هل يمكن معرفة عناصر القصة القصيرة؟

يُمكن للمهتمين معرفة عناصر القصة القصيرة بسهولة؛ فإن هذا النوع من القصص يتضمن عدة عناصر تتكامل مع بعضها البعض لجذب القارئ وتوفير المتعة التي يفضل الحصول عليها أثناء القراءة، وتُعد الشخصيات من أبرز العناصر التي تتكون منها القصص القصيرة، وكذلك المكان الذي حدثت فيه القصة، وغير ذلك من العناصر الأساسية الأخرى.

ما هو تعريف القصة القصيرة؟

يمكن تعريف القصة القصيرة بأنها قصة مختصرة تقل عن الرواية في طولها وتتضمن عددًا قليلًا من الشخصيات عادةً حسب موسوعة بريتانيكا، وينتشر هذا النوع من القصص في كثير من أنحاء العالم خلال الوقت الراهن. ويجدر الذكر بأن القصة القصيرة لم تصبح نوعًا متميزًا من الكتابات الأدبية حتى القرن التاسع عشر، بالرغم من وجود عدد من الكتابات القريبة منها منذ القدم.

هل أنواع القصة القصيرة عديدة؟

هُناك العديد من الأنواع للقصص القصيرة بالفعل، وتتميز كل واحدة منها بالعديد من الخصائص، وفيما يأتي بعضًا من أبرز أنواع القصة القصيرة:

• الحكاية الطريفة: تهدف الحكاية الطريفة إلى سرد الأحداث الممتعة والمثيرة للاهتمام، وعادةً ما تدور أحداثها حول شخص حقيقي أو حادثة واقعية، وكثيرًا ما تستخدم هذه القصص القصيرة لدعم إحدى النقاط في المقالات.
• القصة الإطارية: يُعرف هذا النوع من القصص القصيرة كذلك باسم الحكاية الإطارية، وهي واحدة من التقنيات الأدبية التي يمكن من خلالها إضافة قصة داخل قصة أخرى، وذلك لتقديم مسار سرد رئيسي أو تحديده وتقديم سلسلة قصص قصيرة.
• الملحمة المصغرة: تُعد الملحمة المصغرة من أنواع القصة القصيرة، وتتكون من 50 كلمة بالتحديد، وهذا يعني أنها قصة موجزة تتضمن الكثير من المعاني في عدد قليل من الكلمات.
• الرواية المركبة: من خلال الرواية المركبة يستطيع المؤلف تشكيل قصة طويلة بالاعتماد على عدد من القصص القصيرة، ولذلك تُعرف باسم الرواية المركبة.

ما هي عناصر القصة القصيرة؟

تتشكل القصة القصيرة الواحدة من عدة عناصر، وفيما يأتي قائمة بعناصر هذا النوع من القصص:

• الخلفية: تتضمن الخلفية أو البيئة كلًا من الزمن والمكان اللذَين تحدث فيهما القصة، وكثيرًا ما تحدث القصص القصيرة في مكان واحد فحسب، نظرًا لطبيعتها وقلة عدد كلماتها مقارنةً بالقصص الطويلة، وذلك لتَسهُل قراءتها واستيعابها.
• الحبكة: تشمل الحبكة جميع الأحداث التي يمر عليها الشخص أثناء قراءة القصة القصيرة، وتتميز القصص الجيدة بسهولة فهم الحبكة، ولا شك بأن الحبكة تتضمن جميع الأحداث المهمة التي يستطيع القارئ من خلالها فهم القصة.
• الشخصيات: إن الشخصيات من العناصر الأساسية التي تتكون منها القصص القصيرة، ويمكن أن تكون الشخصيات من الحيوانات أو البشر أو غير ذلك، ولا تحتوي القصة القصيرة على كثير من التفاصيل حول الشخصيات عادةً لقلة كلماتها.
• الموضوع: يُعد الموضوع أحد أهم العناصر في القصة القصيرة؛ ذلك لأنه يُمثل الفكرة التي يريد الكاتب إيصالها إلى القارئ من خلال قصّته، ويتم التعرف على الموضوع عن طريق التحقق من العناصر الأدبية الأخرى في القصة.
• الصراع: يدل مفهوم الصراع على المشاكل والعقبات التي تواجهها الشخصيات في القصة القصيرة، وكذلك يتضمن كيفية تعامل الشخصيات مع هذه المشاكل، وهناك عدة أنواع للصراعات في القصص القصيرة، ومنها الصراع مقابل الذات.
• المنظور: يشير هذا العنصر إلى المنظور الذي يعتمد عليه الكاتب لسرد القصة من خلاله، وذلك سواءً اعتمد على منظور الشخص الأول أو غيره من أنواع المنظورات الأخرى.
• النمط: يشير النمط إلى الأسلوب الذي يقدّم الكاتب القصة من خلاله، ويتضمن الإملاء للكلمات والحروف، بالإضافة إلى نبرة الصوت والأساليب الجمالية، وغيرها من المكونات ذات العلاقة.
• الرمز: يُستخدم الرمز في القصة القصيرة للدلالة على العديد من المعاني الإضافية التي تتجاوز المعنى الحرفي للكلمات المستخدمة، وعادةً ما تكون هذه المعاني أكثر تجردًا، ويمكن أن يتمثل الرمز في شخصية أو كلمة أو غيرها.

ما هي أنواع المنظور في سرد القصة القصيرة؟

هُناك 3 أنواع مختلفة من المنظورات المستخدمة لسرد القصص القصيرة، وهي الأنواع الآتية:

• منظور الشخص الأول: عن طريق هذا المنظور يتم سرد القصة من خلال شخصية أو عدة شخصيات، مع استخدام كلمة أنا أو نحن، ويمكن للقراء تصور تصرفات الشخصيات التي تروي القصة في هذا النوع من المنظور.
• منظور الشخص الثالث محدود العلم: يحكي هذا النوع وقائع القصة من منظور شخصية خارجية كان لها دور في القصة، وعادةً ما تكون من منظور البطل، ولا تستطيع هذه الشخصية معرفة الوقائع التي تدور مع الشخصيات الأخرى.
• منظور الشخص كلّي العلم: يعتني هذا النوع كذلك برواية القصة من منظور شخصية خارجية بضمير الغائب، لكنه يتميز بقص الأحداث والوقائع للشخصيات الأخرى أيضًا، دون الاقتصار على الأحداث التي شهدها الراوي.

ما هي أنواع الشخصيات في القصة القصيرة؟

عادةً ما تتضمن القصة القصيرة العديد من الشخصيات، وتتم مراعاة ذلك عند كتابة قصة قصيرة لتناسب الموضوع الذي يرغب الكاتب بإيصاله، وفيما يأتي قائمة بالعديد من أنواع الشخصيات في القصص القصيرة:

• بطل القصة: إن بطل القصة من الشخصيات الرئيسية، وهي الشخصية التي تدور حولها وقائع القصة بشكل أساسي، ويمكن أن تتم رواية القصة كذلك من منظور الشخص الثالث على لسان البطل أحيانًا.
• الخصم: يمكن أن يكون الخصم شخصية واحدة أو عدد من الشخصيات في القصة القصيرة، وهي الشخصيات التي تؤدي إلى الصراع مع بطل الرواية، وفي بعض الأحيان يكون الخصم هو ذات البطل الذي تمزقه المشاكل الداخلية.
• الشخصية المحبطة: تناقض هذه الشخصية سمات الشخصية لإحدى الشخصيات الأخرى في القصة القصيرة، وتهدف إلى إبراز الجانب الإيجابي أو الجانب السلبي للآخرين.
• الشخصية الثابتة: تُعرف الشخصية الثابتة بهذا الاسم لأنها لا تتغير طيلة أحداث القصة، وفي بعض الأحيان تكون الشخصية الرئيسية من الشخصيات الثابتة في القصة القصيرة.
• الشخصية المتحركة: على خلاف الشخصية الثابتة، تتحرك الشخصيات المتحركة طيلة أحداث القصة، وذلك لأنها تتعلم من الأحداث فتصبح سيئة أو تتغير بأي شكل من أشكال التغيرات الأخرى، وتعرف هذه الشخصية باسم الشخصية الديناميكية.
• الشخصية المسطحة: عادةً ما تتمتع الشخصية المسطحة في القصة بسمة واحدة أو سمتين فحسب، وفي معظم الأحيان تكون هذه السمات سلبية أو إيجابية فقط.
• الشخصية الدائرية: تتمتع الشخصية الدائرية بالعديد من السمات المتفاوتة بخلاف الشخصية المسطحة، ومنها السمات السيئة والجيدة، وهو ما يجعلها أكثر إثارة للاهتمام في القصة مقارنةً بالشخصية المسطحة.
• الشخصية الرئيسية: تنكشف تفاصيل الشخصية الرئيسية مع التقدم في قراءة القصة، وتتطور هذه الشخصية مع تطور الأحداث لتفاعلها المستمر عادةً، وتكون ذات دور مهم في تشكيل أحداث القصة.
• الشخصية الثانوية: يكون حضور الشخصية الثانوية في القصة على قدر الدور الذي يهدف الكاتب إلى تأديته من هذه الشخصية عند كتابة القصة القصيرة، وهي بخلاف الشخصية الرئيسية.

هل توجد عدة أنواع للحبكة في القصة القصيرة؟

تتميز القصة القصيرة الجيدة بالحبكة التي تجذب القارئ وتُمكّنه من الاستمتاع أثناء القراءة، وهُنا عدة أنواع للحبكة في القصة القصيرة، ومنها يأتي:

• التوصيف: في هذا النوع من الحبكة يقوم الكاتب بتقديم افتتاحية ليتمكن القارئ من معرفة المعلومات الأساسية حول القصة؛ بما فيها الشخصيات والزمان والمكان.
• الصراع: يتصارع بطل القصة مع العديد من القوى في الحبكة التي تعتمد على الصراع، ويُمكن أن تكون هذه القوى داخلية أو خارجية، وربما تنتهي بانتصار البطل أحيانًا.
• الأزمة: تتضمن الحبكة من هذا النوع حدثًا أساسيًا يُعرف باسم الأزمة ويؤدي إلى تحول أساسي في القصة القصيرة، ومن خلال هذه الأزمة يتم تحديد الطريقة التي يجب أن تنتهي القصة بها.

كيف يمكن للشخص كتابة قصة قصيرة؟

يعتني رواد القصة القصيرة بالعديد من الإرشادات للانتهاء من كتابة القصص التي تنال إعجاب القارئ، ومن أبرز هذه الإرشادات: البدء بالعصف الذهني لتحديد الأفكار الرئيسية المناسبة، ويلي ذلك إنشاء المسودة الأولى للقصة، وبعد الانتهاء من كتابة المسودة تتم مراجعتها جيدًا وتنقيحها بالشكل المناسب وإعدادها جيدًا حتى تصبح القصة القصيرة جاهزة للطباعة والتوزيع.

ما هي أبرز خصائص القصة القصيرة؟

لا شك بأن القصة القصيرة تتمتع بالعديد من الخصائص التي تميزها عن أنواع القصص الأخرى إلى جانب عدد كلماتها القليل نسبيًا، ومن هذه الخصائص: التوجه إلى الهدف من القصة مباشرة من أول الكلمات وحتى آخرها، وكذلك اتساق جميع عناصر القصة مع بعضها البعض، وكذلك من خصائصها التشويق والدراما.

هل القصة القصيرة في الأدب العربي جديدة؟

تُعد فنون الرواية والقصة والقصة القصيرة من الأعمال الأدبية الجديدة على الأدب العربي حسب كتاب القصة القصيرة في الأدب العربي عند النظر إلى هذه الأعمال من خلال الاصطلاح المعاصر للقصة القصيرة؛ بالرغم من وجود القصة عند العرب منذ الجاهلية. وهناك العديد من رواد القصة القصيرة البارزين في الوطن العربي، ومنهم: سليم البستاني الذي قام بتأليف رمية من غير رامٍ، ولبيبة هاشم التي ألفّت حسنات الحب، ومصطفى لطفي المنفلوطي، وجبران خليل جبران.

اقرأ/ي أيضًا:

هل يوجد عناصر وأنواع للعروض المسرحية؟

هل يوجد فرق بين المقدمة والخاتمة في البحث العلمي؟

هل الالتزام بخطوات البحث العلمي ضروري في الدراسة الأكاديمية؟

هل يوجد سر معين حول البحث في جوجل عن الرقم 241543903؟