` `

هل كانت الحملة الفرنسية على مصر عام 1798؟

ثقافة وفن
20 فبراير 2023
هل كانت الحملة الفرنسية على مصر عام 1798؟
كانت الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 خلال حياة الفرنسي نابليون (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

على الرغم من الأصداء الكبيرة حولها في كثير من الأحيان؛ إلا إن الحملة الفرنسية على مصر لم تستمر سوى بضعة سنوات فحسب. يعتني هذا المقال بتوضيح أبرز مجريات هذه الحملة، التي أراد الجيش الفرنسي من خلالها احتلال مصر، إلى جانب بيان الأسباب والمبررات والنتائج لهذه الحملة الفرنسية أيضًا.

هل كانت الحملة الفرنسية على مصر عام 1798؟

بالفعل كانت الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 خلال حياة الفرنسي نابليون، الذي استطاع احتلال جزء كبير من أوروبا وضمها إلى دولته، ووصل إلى الوطن العربي، ولكن هذه الحملة واجهت ثورة شديدة من الأفراد داخل الأراضي المصرية، إلى جانب العديد من التحديات الأخرى التي واجهتها، وتسببت بخروج الفرنسيين من مصر بعد عدة سنوات.

صورة متعلقة توضيحية

ما هي أسباب الحملة الفرنسية على مصر؟

هُناك العديد من الأسباب التي دعت نابليون إلى بدء الحملة الفرنسية على مصر، وتتضمن القائمة الآتية عدة من أبرز هذه الأسباب:

  • فرض السيادة على الطرق التجارية: أرادت فرنسا فرض السيطرة والسيادة على الطرق التجارية القصيرة بين الهند والبحر المتوسط، مرورًا بمنطقة الشرق الأوسط، عن طريق الحملة الفرنسية على مصر في عهد نابليون.
  • الفصل بين بريطانيا ومستعمراتها في الهند: رغبت فرنسا في احتلال مصر حتى تكون بمثابة الحد الفاصل بين المملكة المتحدة ومستعمراتها في الأراضي الهندية؛ فإن المملكة المتحدة كانت عدوًا أساسيًا لفرنسا وقتها.
  • اعتراض المصالح التجارية البريطانية: بما أن مصر كانت في مركز استراتيجي للمواصلات إلى الهند؛ فإن السيطرة عليها كانت تؤثر على المصالح التجارية لبريطانيا -عدوّة فرنسا وقتها- بشكل كبير.
  • صعوبة غزو بريطانيا في أراضيها: لم يكن غزو بريطانيا على أراضيها سهلًا بالنسبة إلى فرنسا، ولذلك سعت إلى ضربها في مستعمراتها الخارجية، أو قطع طرق التجارة التي تعتمد عليها، وهو من أسباب الحملة الفرنسية على مصر.
  • تعويض المستعمرات التي خسرتها فرنسا: خسرت فرنسا العديد من المستعمرات في جزر الأنتيل على يد قوات الجيش البريطاني، ولذلك أرادت فرنسا غزو العديد من المستعمرات البريطانية للتعويض عن هذه الخسارة.
  • الثأر لهزيمة لويس التاسع: في موقعة المنصورة على أراضي مصر خسر لويس التاسع على أيدي الصليبيين وتم أسره، وذلك خلال فترة الحملة الصليبية السابعة، وحسب إحدى الدراسات كان الثأر لهذه الهزيمة من أسباب الحملة الفرنسية على مصر.
  • الطمع في خيرات مصر: لا شك بأن الطمع في الخيرات التي تضمها الأراضي المصرية من أبرز أسباب الحملة الفرنسية على مصر، وكذلك إثقال كاهل الأفراد بالضرائب لجني الأموال.
  • فتح البوابة لغزو الشرق: تتمتع مصر بموقع جغرافي مميز يجعل منها بوابة للشرق؛ فإذا استطاعت فرنسا احتلالها تمكّنت من السير إلى أراضي الشرق الأخرى، ما جعل فرنسا تطمع بها وتذهب بالحملة الفرنسية على مصر.

ما هي المبررات التي أعلنت عنها فرنسا لحملتها على مصر؟

هُناك عدة من المبررات التي أعلنت عنها فرنسا لإقناع شعبها بالحملة الفرنسية على مصر، وهي المبررات الآتية:

  • تحرير الشعب المصري من الظلم: كان تحرير الشعب المصري من ظلم المماليك، بالإضافة إلى تحقيق أفكار الثورة الفرنسية في مصر وتخليص شعوبها من الاستبداد من مبررات الذهاب إلى مصر، والقيام بحملة لاستعمارها من قبل نابليون.
  • إعادة الحضارة المصرية القديمة: زعم نابليون بونابرت بأنه يرغب بإعادة الحضارة المصرية القديمة إلى أراضي مصر بعد استعمارها، وهي من مبررات الحملة الفرنسية على مصر.
  • تهيئة المصريين لحكم أنفسهم: بدلًا من النظام السائد للحكم في مصر وقتها أراد نابليون تهيئة المصريين لحكم أنفسهم بأنفسهم، حسب المبررات التي تم الإعلان عنها للحملة المصرية.

كم استمرت حملة نابليون بونابرت في مصر؟

على الرغم من التوجه إلى الأراضي المصرية بجيش مجهز من قبل نابليون؛ إلا إن الحملة الفرنسية على مصر استمرت مدة 3 سنوات وانتهت عام 1801 دون بقائها فترة طويلة، وذلك لأن الشعب المصري كان رافضًا للاستعمار، ولم يتوقفوا عن محاولة إخراج الفرنسيين منذ قاموا بدخول الأراضي المصرية.

ما هي أبرز المحطات التاريخية لحملة نابليون بونابرت على مصر؟

مرت حملة حملة نابليون بونابرت على مصر بالعديد من المحطات التاريخية البارزة، وفي القائمة الآتية أبرز هذه المحطات التاريخية:

  • التجهيز في طولون: في البداية عهدت فرنسا إلى نابليون بونابرت لقيادة الحملة الفرنسية على مصر، وتم التجهيز لهذه الحملة بإشراف نابليون نفسه داخل مدينة طولون في فرنسا خلال العام الذي حدثت فيه الحملة.
  • الانطلاق إلى مصر: بعد استعداد الجيش الفرنسي وتجهيزه جيدًا توجه إلى الأراضي المصرية منطلقًا من ميناء طولون يوم 19 مايو/أيار من عام 1798، وحرص نابليون على إبقاء الوجهة سرًا حتى أثناء التواجد في البحر.
  • التوجه إلى مالطا: في البداية توجه نابليون إلى جزيرة مالطا واستطاع احتلالها بجيشه دون مقاومة تُذكر، واستغرقت الرحلة من ميناء طولون إلى هذه الجزيرة قُرابة 20 يومًا، وأخذ معه بعض الأشخاص للعمل بمثابة مترجمين للحملة.
  • المراقبة من قبل بريطانيا: لم تكن بريطانيا على معرفة بوجهة نابليون، ولذلك عهدت إلى الأميرال نلسن بمراقبة الجيش الفرنسي، وعندما رآه في جزيرة مالطا، ثم علم بأنه توجه شرقًا وأدرك بأن وجهته إلى مصر؛ فذهب نلسن إلى مصر.
  • الإعلان عن وجهة الجيش الفرنسي: بعد الانتهاء من احتلال جزيرة مالطا توجه نابليون إلى جزيرة كريت، ثم علم بأن نلسن كان على مقربة منه على رأس جيش ضخم؛ فأعلن عن وجهته إلى مصر، وأمر بالتوجه إليها.
  • تنبيه مصر على احتمالية الغزو الفرنسي: استطاع الأميرال نلسن الوصول إلى الإسكندرية قبل الجيش الفرنسي بعدة أيام، وقام بتنبيه حاكم الإسكندرية على احتمالية الغزو الفرنسي؛ إلا أنه أساء الظن بنلسن ولم يأخذ بكلامه.
  • وصول نابليون إلى مصر: وصل نابليون بجيشه إلى الإسكندرية بعد 3 أيام من تنبيه الأميرال نلسن، وحرص على إنزال الجيش بسرعة كبيرة من السفن حتى يواجه المصريين قبل استعدادهم وقبل عودة الجيش البريطاني.
  • إسقاط النظام المملوكي في مصر: لم يستطع النظام المملوكي الحاكم في مصر مواجهة الجيش الفرنسي وقتها، واستطاع نابليون إلحاق الهزيمة بهم حتى الوصول إلى القاهرة، وبذلك انتهى النظام العثماني المملوكي على أراضي مصر.
  • موقعة أبي قير: حدثت موقعة أبي قير في الأشهر الأخيرة لعام 1798، وأدت إلى خسارة الأسطول الفرنسي على شواطئ مصر من قبل الأسطول البحري البريطاني الذي عادة بقيادة نلسن مرة أخرى، وبذلك اضطر نابليون إلى الاعتماد على الموارد الداخلية.
  • انتفاضة الشعب المصري: رفض الشعب المصري احتلال فرنسا، وقام بالانتفاضة التي عُرفت باسم انتفاضة القاهرة الأولى عام 1798، إلا أن نابليون أنهاها وأعدم جميع قادتها، ثم تبعتها انتفاضة القاهرة الثانية عام 1800.
  • خروج فرنسا من مصر: بعد انتفاضة القاهرة الثانية ومسارعة الثوار إلى القضاء على الفرنسيين داخل الأراضي المصرية، وتشديد الحصار على الحملة الفرنسية، تم التوقيع على اتفاقية الجلاء ليخرج الجيش الفرنسي من مصر عام 1881.

هل استطاعت حملة نابليون بونابرت في مصر تحقيق أهدافها؟

لم تتمكن الحملة الفرنسية على مصر -بقيادة نابليون بونابرت- من تحقيق الأهداف التي كانت تطمع بها، وإنما خرجت بعد فقدان سيادتها في منطقة الشرق الأوسط، كما أن بريطانيا -عدوّة فرنسا اللدودة وقتها- استفادت من هذه الحملة بعد خروج الفرنسيين؛ لأنها استطاعت السيطرة على مصر وسد الفراغ مكان فرنسا، وهذا يعني أن الجيش الفرنسي فشل فشلًا كبيرًا.

ما هي نتائج الحملة الفرنسية على مصر؟

توجد عدة من النتائج والآثار التي ترتبط بالحملة الفرنسية على مصر، وفي القائمة الآتية عدة من نتائج الحملة الفرنسية على مصر:

  • القضاء على نفوذ المماليك: استطاع الجيش الفرنسي بيان مدى ضعف المماليك أمام القوى العسكرية والجيوش الحديثة وقتها، وتمكّن نابليون من هزيمة المماليك، ما أتاح الفرصة لتغيرات كبيرة بعدها ومهّد لوصول محمد علي إلى الحكم.
  • التنبيه على قوة الشعب المصري: تمكّنت الحملة الفرنسية على مصر من إظهار مدى قوة الشعب المصري، عندما تكاتف مع بعضه البعض في الانتفاضتين الأولى والثانية، ومقاومة الجيش الفرنسي حتى تمكّن من إجلائهم عن أراضي مصر.
  • فقدان الثقة بالمماليك والعثمانيين: لم يتمكّن المماليك من مقاومة الجيش الفرنسي، كما أن الدولة العثمانية لم تتعامل مع هذه الحملة بالشكل المطلوب، وهو ما أدى إلى فقدان الثقة بالمماليك والعثمانيين من قبل الشعب المصري.
  • تحويل الصراع من أوروبا: من خلال الحملة الفرنسية على مصر استطاعت فرنسا تحويل الصراع بين القوى الاستعمارية الكبرى إلى أراضي الشرق بدلًا من خوض الصراع داخل الأراضي الأوروبية.
  • إحداث التغييرات الثقافية والاجتماعية: أنشأ الجيش الفرنسي مصنعًا للأسلحة في مصر، إلى جانب القيام بالعديد من الأبحاث في المجالات المختلفة، وكانت هذه الأبحاث بذرة انطلقت منها العديد من التطورات في مصر.
  • تراجع مكانة الجيش الفرنسي: بعد هزيمته في معركة أبي قار وسقوط الجيش الفرنسي البحري على يد الأسطول البريطاني، تراجعت مكانة الجيش الفرنسي على مستوى أوروبا، وخصوصًا في ميزان القوى البحرية.

هل كانت الحملة الفرنسية من المخاطر التي هددت مصر؟

لا شك بأن الحملة الفرنسية على مصر كانت من الأخطار التي هددت الكيان المصري وقتها حسب دراسة تأثير حملة نابليون بونابرت على مصر، وذلك لأن الجيش الفرنسي جاء لنهب الثروات بشكل أساسي وتغيير الثقافة المحلية في مصر، كما أن الجيش الفرنسي قام بإظهار قوته -في كثير من الأحيان- عن طريق التعذيب وإحراق القرى والبيوت ودخول الجامع الأزهر بالخيول وغيرها من المظاهر.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل صلاح الدين الأيوبي كردي الأصل؟

هل بدأت الحروب الصليبية عام 1095؟

هل تعود حضارة الأنباط إلى القرن الرابع قبل الميلاد؟

هل يعتبر تاريخ الثورة الفرنسية نقطة تحوّل في التاريخ؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على