` `

هل الأخطاء الطبية تحدث في المستشفيات فقط؟

صحة
21 مارس 2023
هل الأخطاء الطبية تحدث في المستشفيات فقط؟
يمكن أن تحدث الأخطاء الطبية في مختلف دور الرعاية الصحية (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تحدث الأخطاء الطبية في المستشفيات بالإضافة إلى جميع مراكز الرعاية الصحية وحتى في منازل المرضى، وتعد الأخطاء الطبية سبب شائع للموت، ويتعرض واحد من أصل سبعة مرضى في المستشفيات لخطأ طبي.

يتناول هذا المقال تعريف الأخطاء الطبية وأسباب حدوثها وأنواعها، وكيفية تجنبها أو تقليل حدوثها.

صورة متعلقة توضيحية

تعريف الأخطاء الطبية

تعرف الأخطاء الطبية على أنها تأثير مضر للرعاية الطبية على صحة مريض ما، وكان من الممكن تجنب حدوثه. وأعلن باحثون في جامعة جونز هوبكنز أن الأخطاء الطبية تشكل ثالث أشيع سبب يؤدي إلى الوفاة في الولايات المتحدة الأميركية، يسبقها مرض السرطان وأمراض القلب.

 ويمكن أن تحدث الأخطاء الطبية في مختلف دور الرعاية الصحية، مثل المستشفيات أو العيادات المختلفة ضمن المشافي أو المراكز الجراحية، كما يمكن أن تحدث في عيادات الأطباء خارج المستشفيات أو في دور رعاية المسنين أو في الصيدليات وحتى في منزل المريض.

وقد تم تقديم عدة تقارير تتحدث عن إحصائيات عدد الأشخاص المتوفيين جراء الأخطاء الطبية، حيث أفاد معهد الطب (IOM) في عام 1999 عن وجود 98000 حالة وفاة نتيجة أخطاء طبية، بينما تضاعفت الأرقام في عام 2010 ووصلت إلى 180 ألف حالة وفاة. وفي التقرير الأحدث الذي أجري عام 2013 تحدث عن أن حالات الوفاة التي نتجت عن أخطاء طبية تتراوح أعدادها ما بين 210 ألف و440 ألف حالة وفاة. وللأسف تعد الأخطاء الطبية أشيع عند الأطفال عما هي عليه عند المرضى الأكبر سنًا، ويعود هذا الأمر إلى الإمكانية الكبيرة لحدوث الأخطاء عند حساب الجرعات الدوائية التي من الممكن أن يتحملها الطفل.

أسباب الأخطاء الطبية

تعد أسباب الأخطاء الطبية متنوعة جدًا، فقد يحدث الخطأ في أي خطوة من خطوات علاج المريض، وخصوصًا المرحلة التي تتعلق بوصف الأدوية والتشخيص، إذ أن مرحلة تشخيص حالة المريض احتلت المرتبة الأولى كأكثر مسبب للأخطاء الطبية، فقد يحدث خطأ في تشخيص الحالة، أو يتم التشخيص بعد فوات الآوان.

وقد يشمل الخطأ في هذه المرحلة عدم الاختيار الصحيح للفحوصات المخبرية المطلوبة المطلوبة، أو عدم استيضاح الأعراض غير الطبيعية التي يعاني منها المريض، بالإضافة إلى عدم أخذ كامل الاهتمام بالمعلومات السريرية التي تم تقديمها.

ويوجد العديد من الحالات المرضية الشائعة التي يتم تشخيصها بشكل خاطئ مثل:

  • التهاب الزائدة الدودية. 
  • الانسداد الرئوي.
  • التهاب السحايا.
  • انفتال الخصية.
  • احتشاء عضلة القلب.
  • تسمم الدم.
  • الفشل الكلوي.
  • سرطان الرئة.
  • النزف تحت الغشاء العنكبوتي في السحايا.

ومن أسباب الأخطاء الطبية الأخرى التواصل غير الفعال بين الطبيب ومريضه، وما بين مقدمي الرعاية الصحية أنفسهم، فعملية نقل المعلومات ما بين الأطباء حول حالة المريض هي خطوة هامة جدًا تحتاج إلى دقة، لكن قد يتم أحيانًا تبادل تلك المعلومات بسرعة، أو مع وجود نقص فيها، مما قد يؤدي إلى حدوث أخطاء طبية.

وعلى نفس المنوال، فإن ضعف التواصل بين الأطباء ومرضاهم يزيد أيضًا من احتمال حدوث أخطاء طبية، ويمكن أن تنشأ مشكلات الاتصال بسبب مجموعة من العوامل، بما في ذلك لقاء سريع مع المريض، أو تشتيت انتباه الطبيب أو المريض، بالإضافة إلى الحواجز اللغوية والثقافية.

أنواع الأخطاء الطبية

يوجد عدة أنواع من الأخطاء الطبية التي من الممكن أن تحدث أثناء تقديم الرعاية الصحية ومن هذه الأنواع: 

  • الأخطاء في العمليات الجراحية: حيث من الممكن أن تحدث أخطاء جراحية في المستشفيات والمرافق الجراحية ومكاتب الأطباء، فقد يقوم الطبيب بإجراء العملية في الموقع غير الصحيح لها أو إجراء نوع خاطئ من الجراحة.
  • الأخطاء في تشخيص حالة المريض: ومن أكثرها شيوعًا هي الأورام الخبيثة وما يلحق بها، والمشاكل العصبية والقلبية، وكيفية الاستجابة لأي مضاعفات خلال العمليات الجراحية أو بعدها.
  • الأخطاء في وصف الأدوية والجرعات المناسبة للمريض: وقد تم تعريف الخطأ الدوائي من قبل مجلس التنسيق الوطني للإبلاغ عن الأخطاء الدوائية والوقاية منها بأنه "أي حدث يمكن الوقاية منه قد يتسبب أو يؤدي إلى استخدام دواء غير مناسب أو إلحاق ضرر بالمريض أثناء وجود الدواء تحت سيطرة أخصائي الرعاية الصحية أو المريض أو المستهلك"، فقد يكون الدواء الموصوف صحيحًا لكن وجود أي خطأ في الجرعات الموصوفة قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة.
  • الأخطاء في الأجهزة والمعدات.
  • فشل في الأنظمة الصحية وفي تكنولوجيا الرعاية الصحية.
  • العدوى والالتهابات: مثل عدوى المسالك البولية الناتجة عن القسطرة البولية (CAUTI)، و عدوى مجرى الدم المرتبطة بالمدخل الوريدي المركزي (CLABSI)، والتهابات الموقع الجراحي (SSI)، وتجلط الدم الوريدي (جلطات الدم)، والالتهاب الرئوي المرتبط بجهاز التنفس الصناعي (VAP).
  • إصابات ناتجة عن السقوط.
  • المضاعفات أثناء الولادة.
  • الأخطاء في العيادات الخارجية، مثل ضياع التشخيص للمريض أو تأثير ضار للأدوية على صحة المريض، ونتائج التحاليل صادرة عن المخابر.

هل الأخطاء الطبية تحدث في المستشفيات فقط؟

خطأ، في الحقيقة يمكن أن تحدث الأخطاء الطبية في المستشفيات بالإضافة إلى جميع الأماكن التي يتم تقديم رعاية طبية فيها، مثل العيادات ومكاتب الأطباء والصيدليات، وصولًا إلى منزل المريض نفسه.

الأخطاء الطبية في المستشفيات

تسبب الأخطاء الطبية في المستشفيات عبئًا كبيرًا على المرضى وجميع مقدمي الرعاية الصحية على مستوى العالم، على الرغم من أن هذه الأخطاء يمكن تجنبها، وبالتالي تقليل المرض ومعدل الوفيات وتقليل تكاليف العلاج، لكن عند حدوث الأخطاء الطبية بالفعل، اعتادت معظم المشافي على التعامل مع الحدث عن طريق توكيل محامي دفاع قوي واستخدام أسلوب الرفض والدفاع.

لكن في العصر الحديث وبعد ارتفاع نسبة الوفيات بسبب الأخطاء الطبية بشكل ملحوظ، قامت بعض المشافي بتغيير طريقتها في التعامل مع هذا الأمر، وأصبحت مجبرة على إيجاد مكان الخطأ الحاصل والعمل على ترميمه وتلافيه في المرات القادمة، وإن ثبت أن المستشفى قد ارتكب خطأ، يقوم بتقديم اعتذار أو دفع تعويضات يتم الاتفاق عليها، علمًا أن تكلفة الأخطاء الطبية سنويًا حوالي 20 مليار دولار حسب دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأميركية.

هل يمكن تقليل الأخطاء الطبية؟

تم اقتراح عدة وسائل يمكن من خلالها تقليل الأخطاء الطبية ومنها:

  • تجنب السرعة بتشخيص حالة المريض، وتقديم تشخيص تفريقي ودقيق بالإضافة إلى تقييم حالة المريض.
  • تحديد المناطق التي تكون فيها نسبة الخطر كبيرة: فمثلًا غرف العمليات الجراحية، حيث تجرى العديد من الخطوات التي قد تكون معقدة وهامة، وتعتمد هذه الخطة على تحديد الأشخاص الذين يحتاجون إلى عناية ودقة فائقة خلال العمليات الجراحية ككبار السن والأشخاص ذوي الحالات المرضية المعقدة.
  • تطبيق البروتوكولات الطبية: أوجدت الدراسات أنه من المهم اعتماد المشافي على بروتوكولات جراحية قوية، وعلى أن يتم إجراء تدريبات للعاملين في هذا القسم على كيفية تلافي أخطاء حدثت سابقًا.
  • الجانب السيء والجيد للتكنولوجيا: حيث يوجد بشكل عام نقص في خبرة الأفراد بالتعامل مع التكنولوجيا، سواء كان الأمر له علاقة بالسجلات الطبية الإلكترونية، أو مراقبة المعدات الموجودة والإشراف عليها.

وقد تحدثت عن هذه المشكلة المديرة وكبيرة الباحثين في مركز الدراسات المعرفية في الطب والصحة العامة في أكاديمية نيويورك للطب عالمة النفس فيملا إل باتيل، حيث أشارت إلى أن استخدام التكنولوجيا قد قلل من الأخطاء الطبية الناتجة عن الأدوية، لكن استخدامها قد خلق نوعًا جديدًا من الأخطاء، لذا من الضروري أن يتم تدريب الأطباء والعاملين بالمجال الصحي على استخدام التكنولوجيا بشكل صحيح، كما يمكن العمل على اختراع أنظمة ومعدات سهلة الاستخدام.

اقرأ/ي أيضًا:

هل العلاج الطبيعي هو الطب الطبيعي؟

هل كافة الفحوصات المخبرية تتطلّب الصيام؟

هل فوائد الحجامة مثبتة علميًا؟

هل يمكن الاعتماد على الطب البديل لعلاج التهاب المريء؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على