` `

هل أضرار الحشرة القرمزية على الإنسان خطيرة؟

علوم
13 يونيو 2023
هل أضرار الحشرة القرمزية على الإنسان خطيرة؟
هذه الحشرة لا تؤدي إلى أيّ من الأضرار الخطيرة على الإنسان (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

عرف البشر الحشرة القرمزية منذ القدم، وكان يتم الاعتماد عليها في مكافحة النباتات الغازية وصناعة الألوان وغيرها؛ بالرغم من الأضرار التي تتسبب بها أحيانًا للمزروعات، وهي واحدة من الحشرات الصغيرة التي تغطيها مادة شمعية أحيانًا كما يراها المزارعون، ولا بد من القضاء عليها والتعامل معها فور ظهورها على المزروعات.

هل أضرار الحشرة القرمزية على الإنسان خطيرة؟

يظن البعض أن أضرار الحشرة القرمزية على الإنسان خطيرة؛ إلا إن هذه الحشرة لا تؤدي إلى أيّ من الأضرار الخطيرة على الإنسان، ولذلك تم الاعتماد عليها في إنتاج العديد من الصبغات التي تُستخدم في الأطعمة. ولا تعد الدودة القرمزية من الحشرات الخطيرة على الإنسان؛ إلا إنها تؤثر على بعض أنواع المزروعات بشكل سلبي.

صورة متعلقة توضيحية
لم تكن معرفة الحشرة القرمزية جديدة، وإنما هي واحدةٌ من الحشرات المعروفة قديمًا

ما هي الحشرة القرمزية؟

لم تكن معرفة الحشرة القرمزية جديدة، وإنما هي واحدةٌ من الحشرات المعروفة قديمًا، ويمكن تعريفها بأنّها حشرةٌ صغيرةٌ تنتمي إلى فصيلة المفافير، وتشبه شكل الخنفساء أو الدودة أو البق الدقيقي عند النظر إليها باستخدام المجهر. جاء ذكر هذه الحشرة في عدة من القواميس والمعاجم حسب إحدى الدراسات، ومنها: المعتمد لابن رسول، والمعجم الوسيط.

إلى أين يرجع أصل الحشرة القرمزية؟

يرجع أصل الحشرة القرمزية إلى المناطق الاستوائية وشبه الاستوائيّة في كلّ من المكسيك وأمريكا الجنوبية، ولكنها موجودة في الكثير من الأنحاء حول العالم خلال الوقت الراهن، ولا يقتصر وجودها على الموطن الأصلي. لا يفضل المزارعون وجود مثل هذه الحشرة بين مزروعاتهم لما تتسبب به من الأضرار الكبيرة على المزروعات.

هل تساعد الدودة القرمزية في مكافحة الصبار؟

يتم الاعتماد على الدودة القرمزية لمكافحة الصبّاريات التي تنمو بشكل  غير مرغوب فيه، ويُطلق على هذا النوع من الصبّاريات اسم الصبار الغازي، ويمكن العثور عليه في جنوب أفريقيا وبعض الدول الأخرى حول العالم؛ بما في ذلك ولاية كاليفورنيا التي تعتمد على الحشرة القرمزية للحد من انتشار التين الشائك حسب موقع جامعة كاليفورنيا.

ما هي دورة حياة الحشرة القرمزية؟

تمرّ دورة حياة الحشرة القرمزية بعدة مراحل، ويطلق على المرحلة الأولى اسم المرحلة البيض، وأما المرحلة الثانية؛ فتُعرف باسم الحورية، ويطلق على المرحلة الأخيرة اسم الحشرة البالغة. بعد الوصول إلى المرحلة الأخيرة تكون الحشرات قادرة على التزاوج والتكاثر لإنتاج حشرات قرمزية جديدة تمر بنفس دورة الحياة السابقة.

توجد العديد من الاختلافات الدقيقة بين دورة حياة ذكور وإناث الحشرة القرمزية؛ فإن الإناث تتغذى في المكان ذاته طيلة حياتها التي تستمر عدة أسابيع، بينما ينمو الذكور وتصبح لديهم أجنحة تُستخدم لترك الشرنقة والطيران للعثور على الإناث والتزاوج، ولا يعيش الذكور سوى بضعة أيام خلافًا للإناث التي تستمر حياتهن لفترة أطول.

هل تؤثر الحشرة القرمزية على الصبار؟

بالفعل تؤثر الحشرة القرمزية على الصبار بشكل سلبي؛ فعلى الرغم من استخدامها لمكافحة الصباريات الغازية؛ إلا إن وجودها على الصبار المزروع يؤدي إلى انخفاض كمية المحاصيل. يجدر الذكر بأن هناك بعض أنواع الصبار التي تستطيع مقاومة الحشرة القرمزية، أو تتمتع بدرجات مقاومة عالية لهذه الحشرة أيضًا.

ما هي إرشادات إدارة الحشرة القرمزية؟

توجد العديد من الإرشادات التي ينبغي مراعاتها لإدارة الحشرة القرمزية والحد من تكاثرها، وأبرزها ما يأتي:

  • تحديد المناطق الموبوءة: يجب على جميع المزارعين إجراء الكشف الميداني المستمر؛ للتحقق من أماكن ظهور الحشرة القرمزية والتعامل معها في وقت مبكر قبل انتشارها وتأثيرها على المزروعات.
  • معرفة المناطق التي تجب حمايتها: تعاني بعض المناطق من خطورة أكبر فيما يتعلق بظهور الحشرة القرمزية، وينبغي التعرّف على هذه المناطق وتحديدها، ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع الحشرة من الوصول إليها والتأثير عليها.
  • اختيار طريقة التعامل المناسبة: هناك العديد من الإجراءات التي يمكن الاعتماد عليها للتعامل مع انتشار الحشرة القرمزية، ولا بد من اختيار الطريقة المناسبة والاعتماد عليها للقضاء عليها والحد من انتشارها.
  • الاعتماد على تقنيات زراعية مناسبة: لا بُد من الاعتماد على تقنية الزراعة المناسبة التي تمنع الحشرة القرمزية من الانتشار بين المزروعات، وأبرزها استعمال السماد العضوي والسيليكا، وكذلك الزراعة في صفوف متباعدة.
  • المكافحة الوراثية للحشرة: عندما يتم اختيار الأشجار والمزروعات؛ ينبغي على المزارعين محاولة الحصول على الأنواع التي لديها جينات وراثية تُمكّنها من مقاومة الحشرة القرمزية، وتحِدُّ من الآثار السلبية لهذه الحشرة عليها.
  • الحذر عند نقل الصبار من الأماكن المصابة إلى السليمة: عند نقل الصبار من الأماكن السليمة إلى الأماكن المصابة بالحشرة القرمزية ينبغي الحذر والحصول على ترخيص مسبق بهذه العملية.
  • نقل الفاكهة بصناديق بلاستيكية: بدلًا من استخدام الصناديق الخشبية يجب استعمال الصناديق البلاستيكية عند نقل الفاكهة بعد غسلها وتعقيمها، وذلك للحد من فرصة انتقال الحشرة القرمزية إلى الفواكه السليمة.
  • الحد من انتقال الحشرة عبر وسائل النقل: في بعض الأحيان تؤدي وسائل النقل إلى انتقال الحشرة القرمزية من الأماكن المصابة إلى السليمة، ولذلك ينبغي اتخاذ الإجراءات اللازمة لتعقيم وسائل النقل وتجنب انتقال الحشرة من خلالها.

كيف يمكن القضاء على الحشرة القرمزية؟

يتم القضاء على الحشرة القرمزية بالعديد من الطرق المختلفة، ومنها ما يأتي:

  • التقليم: يمكن القضاء على الحشرة القرمزية من خلال التقليم للأجزاء التي نمت عليها هذه الحشرة من المزروعات، ثم التخلص منها بسهولة ودون الحاجة إلى استخدام أيّ من المبيدات أو المواد الكيماوية.
  • استخدام الماء بضغط مرتفع: يستطيع المزارع الاعتماد على المياه بضغط مرتفع لرش الأجزاء التي تعاني من الحشرة القرمزية، وفي هذه الحالة يتم التخلص من الغطاء الشمعي والقضاء على جزء من أضرار الحشرة القرمزية.
  • استخدام المبيد الحشرات: بالنسبة إلى الأجزاء التي تنمو عليها الحشرة القرمزية بشكل ظاهر من المزروعات؛ يمكن استخدام المبيدات الحشرية الصابونية للتعامل معها والقضاء عليها ومنعها من التكاثر والإضرار بالمزروعات.
  • المكافحة البيولوجية: تعتمد المكافحة البيولوجية على بعض الحشرات التي تقوم بالقضاء على الحشرة القرمزية، ومن ذلك إطلاق خنفساء أبو العيد بين المزروعات وغيرها من مفترسات هذه الحشرة.

هل صناعة الألوان من منافع الحشرة القرمزية؟

كانت صناعة الألوان من منافع الحشرة القرمزية لفترة طويلة، ولا تزال الألوان المصنوعة من الحشرة القرمزية متوفرة حتى الوقت الراهن. فيما يأتي بعضًا من الحقائق حول صناعة الألوان بالاعتماد على الحشرة القرمزية:

  • الحاجة إلى عدد كبير من الحشرات: حتى يتم إنتاج 450 جرام من اللون القرمزي لا بد من توفير 25 حشرة قرمزية حيّة، بالإضافة إلى 70 ألف حشرة قرمزية جافّة، وهو عدد هائل جدًا من الحشرات.
  • طريقة إنتاج الألوان من الحشرة القرمزية: بعد تجميع العدد الكافي من الحشرة القرمزية يتم تعريض هذا العدد إلى الحرارة، ثم سحقه للوصول إلى اللون المطلوب، وتوجد العديد من العوامل التي تؤثر على درجة اللون.
  • الانتقال إلى أوروبا: وصلت الألوان التي تُستخرج من الحشرة القرمزية إلى الأراضي الأوروبية من المكسيك؛ فإنها وصلت إلى أوروبا بعد قدوم الإسبان، بينما عرفها المكسيكيون قبل ذلك بوقت طويل.
  • الاستخدامات اليوم: في الوقت الراهن يتم الاعتماد على الصبغات المستخرجة من الحشرة القرمزية في كل من مستحضرات التجميل وبعض المواد الغذائية، ولم يتوقف استخدامها مع ظهور الصبغات والألوان الصناعية.

أهم المعلومات عن الحشرة القرمزية

لا شك بأن للحشرة القرمزية الكثير من الأضرار على المزروعات؛ إلا إنها استُخدمت للحصول على الكثير من الآثار الإيجابية أيضًا؛ مثل مكافحة بعض النباتات الغازية التي تدمر موائل غيرها من المزروعات. فيما يأتي بعضًا من أبرز المعلومات حول هذه الحشرة:

  • وجود العديد من الأنواع: في الوقت الراهن لا يوجد نوع واحد من الحشرة القرمزية حول العالم، وإنما هُناك عدة من الأنواع لهذه الحشرة، ويمكن العثور على 3 أنواع منها في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.
  • الشكل: تتمتع الحشرة القرمزية بلوح أحمر فاتح، ويتميز الذكور من هذه الحشرة بالأجنحة التي تساعدهم على الطيران، في حين لا تتمتع الإناث بأجنحة، وإنما تبقى ثابتة في مكانها.
  • إفراز الشمع: ربما يلاحظ المزارعون وجود مادة شمعية تظهر في الأماكن التي تعيش عليها الحشرة القرمزية من النباتات، وهي إفرازات تنتجها الإناث وحدها، ولا يتم إنتاجها من قبل الذكور، وهي مادة شمعية تغطي جسم الإناث.
  • التكاثر عن طريق البيض: تتكاثر الحشرة القرمزية عن طريق البيض، ويمكن للأنثى البالغة أن تضع عددًا هائلًا يبلغ المئات من البيض خلال فترة حياتها، وذلك بعد التزاوج بينها وبين الذكور.
  • عدم تناول الذكور للطعام: لا يتناول ذكور الحشرة القرمزية البالغون الطعام، ولا يعيشون لفترة طويلة، لكنهم يتغذون على النباتات قبل الوصول إلى مرحلة النضج، ويستمر نموهم في هذه الفترة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن مكافحة الحشائش بسهولة؟

هل يمكن التخلص من بق الفراش منزليًا؟

هل من السهل تنظيف البيت من الحشرات؟

هل يمكن التخلص من الحشرات السامة بطرق طبيعية؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على