` `

ما هي القبة الحرارية؟

علوم
26 يوليو 2023
ما هي القبة الحرارية؟
يعود تاريخ القبة الحرارية لحدث كبير طرأ في صيف سنة 1995 (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تتحقق المقالة التالية من ماهية القبة الحرارية، وتوضح سبب القبة الحرارية، وتاريخها، والعلاقة ما بين موجة الحر والقبة الحرارية، وتقدم معلومات حول مدى خطورة القبة الحرارية، وطرق التصدي لها.

صورة متعلقة توضيحية

ما هي القبة الحرارية؟

القبة الحرارية هي ماء المحيط الساخن الذي يحبسه الغلاف الجوي في مساحات من الحرارة الشديدة المحاصرة على شكل قبة. وتعتبر القبة الحرارية ظاهرة مناخية تتعرض فيها منطقة ما لدرجات عالية من الحرارة بالتزامن مع ضغط جوي مرتفع يدفع الهواء الساخن نحو الأسفل فترتفع درجة حرارته أكثر بسبب تعرضه للضغط ويصبح محاصرًا على شكل فقاعة أو قبة.

سبب القبة الحرارية

يعود سبب القبة الحرارية لحدوث تدرُّج أو تغيُّر كبير في درجات حرارة المحيط من جهة الغرب إلى الشرق في المحيط الهادئ الاستوائي خلال فصل الشتاء السابق. ويمكن تخيل الأمر من خلال مثال بسيط ألا وهو حوض السباحة والمدفأة. فعندما يتم تشغيل التدفئة في حوض سباحة سيسخن الماء القريب من نفاثات المدفأة أو السخان بشكل سريع، وسترتفع درجة حرارته، بينما ستحتاج مناطق الماء الأبعد داخل الحوض وقتًا أطول من أجل أن تحصل على الحرارة وتصبح دافئة.

وفي حال تم التعامل مع المحيط الهادئ على كونه بركة كبيرة من الماء فسيصبح من الممكن فهم الارتفاع الملحوظ الذي طرأ على درجات الحرارة في الآونة الأخيرة وخاصة في مناطق غرب المحيط بالمقارنة مع الشرق منه. وهذا ما صنع تدرُّجًا قويًا في درجات الحرارة واختلافات في مستويات الضغط، وبالتالي ارتفاع المزيد من الهواء الساخن فوق غرب المحيط الهادئ بواسطة الحمل الحراري الذي يقل في مناطق شرق ووسط المحيط.
وعندما تُحرِّك الرياح الهواء الساخن نحو الشرق؛ سيتم حبس الهواء الساخن وجعل اتجاهه نحو الأسفل فيغرق وتتشكَل قبة حرارية.

وإن للظروف الجوية ذات الضغط الجوي العالي أثرًا كبيرًا في صنع القبة الحرارية، كون الهواء ينتقل على شكل موجات من خلال الرياح التي تنتقل من الغرب إلى الشرق، والمتجهة شمالًا وجنوبًا ومن ثم شمالًا، والتي تعرقلها درجات الحرارة العالية فتجعلها متعرجة لينتقل الهواء ببطء حتى يصل لمرحلة الركود.

تاريخ القبة الحرارية

يعود تاريخ القبة الحرارية لحدث كبير طرأ في صيف سنة 1995 في شيكاغو وأدى لوفاة 739 شخصًا على مدار 5 أيام متواصلة. ولكنها ليست المرة الأولى التي تواجه فيها شيكاغو موجات شديدة من الحرارة، إذ تبيَّن أنها عانت من درجات حرارة عالية سنة 1911، 1916، 1934، 1936.
وفي عام 1999، واجهت شيكاغو قبةً حرارية جديدة بلغت ذروتها في 30 يوليو والتي تبين أنها حدثت بسبب تأثير الجزر الحرارية الحضرية. وتوالت حالات ارتفاع درجات الحرارة في شيكاغو بشكل خاص حتى عام 2012 الذي شهد درجات الحرارة الأعلى.

وفي صيف عام 2021 تسببت قباب الحرارة الناتجة عن درجات الحرارة الشديدة في المنطقة الشمالية الغربية للولايات المتحدة وكولومبيا البريطانية عن وفاة 100 شخص في ولاية واشنطن، ووفاة أكثر من 250 شخص في الولايات المتحدة، وأكثر من 400 شخص في كندا.
وفي الوقت الحالي، يمكن القول أن درجات الحرارة تزداد في الارتفاع، وفي السياق فإن القباب الحرارية لا تزال تحدث بازدياد في مناطق مختلفة من العالم مسببة زيادة أعلى في درجات الحرارة ومخاطر أكبر.

موجة الحر والقبة الحرارية

هناك علاقة طردية بين موجات الحر والقباب الحرارية. فكلما ازدادت موجات الحر ارتفعت نسبة تكوُّن ظاهرة القباب الحرارية. وبسبب التزايد المستمر في درجات الحرارة بشكل عالمي أصبح من المتوقع زيادة انتشار وتواتر وجود القباب الحرارية. وبالتالي عندما تتكون القبة الحرارية تتعرض المنطقة المُحاصَرة والمتواجدة تحت القبة لدرجات حرارة عالية جدًا والتي قد تؤثر على مساحات واسعة وكبيرة وتبقى لمدة أيام أو أسابيع ليعاني منها كل الكائنات الحية العالقة تحتها بما فيها من بشر وحيوانات ونباتات.

ما مدى خطورة القبة الحرارية؟

فيما يلي توضيح لمدى المخاطر التي تتسبب بها القبة الحرارية على المناطق التي تتواجد فيها:

  • تعتبر القبة الحرارية خطيرة خاصة على الأطفال وكبار السن ومن يعانون من مشكلات صحية بسبب درجات الحرارة الشديدة جدًا التي تحافظ عليها القبة الحرارية خلال النهار وحتى الليل.
  • تؤثر القبة الحرارية على كل جودة حياة كل من الإنسان، والحيوان، والمحاصيل الزراعية بشكل عام.
  • تتسبب القبة الحرارية بالإنهاك الحراري، وضربات الشمس، وتلف في أعضاء الجسم والتي تعتبر جميعها مشكلات خطيرة تتسبب في الوفاة.
  • تتسبب الحرارة الشديدة في حدوث صعوبات وضيق في التنفس، وبالتالي ضغط على الرئتين والقلب، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في القلب.
  • هناك علاقة بين موجات الحرارة المرتفعة واحتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
  • تتسبب القباب الحرارية في تدمير البنى التحتية والتأثير سلبًا على المباني خاصة لو تم بناؤها بشكل لا يتحمل ظروف الحرارة الشديدة.

كيف يمكن التصدي للقبة الحرارية؟

من الصعب التصدي بشكل كامل للقبة الحرارية لأنها جزء من أحداث الطبيعة، ولكن من الممكن اتخاذ بعض الاجراءات والطرق في كيفية التعامل معها من خلال:

  • محاولة المكوث قدر الإمكان داخل المنازل خلال موجات الحر الشديدة خاصة أثناء النهار، وتشغيل أجهزة التبريد فيما لو أمكن، على الرغم أنها قد تتسبب في الضغط على شبكات الكهرباء في المنطقة ومن ثم انقطاع التيار الكهربائي.
  • محاولة تبريد المنزل بشكل طبيعي من خلال فتح النوافذ فترة الصباح الباكر، أو وقت المساء أي في درجات الحرارة المعقولة، وغلقها خلال النهار وتزويد النوافذ بالمظلات.
  • في حال تطلَّب الأمر الخروج من المنزل يتوجب وضع واقيِ الشمس، وارتداء النظارة الشمسية، والمشي في المناطق المظللة وليس تحت أشعة الشمس الحارقة.
  • شرب الكثير من الماء للمحافظة على رطوبة الجسم وحمايته من الجفاف.
  • زراعة الأشجار لتوفير ما أمكن من الظل.
  • تصميم الدولة لمبانٍ جديدة ذات قدرة على تحمل درجات الحرارة العالية.
  • التقليل من الغازات الدفيئة التي يستعملها الإنسان ومحاولة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة لدرء حدوث القباب الحرارية.

اقرأ/ي أيضًا:

هل توجد فوائد لظاهرة الاحتباس الحراري؟

هل تتغير سرعة الصوت مع تغير درجة الحرارة؟

هل يُمكن اختراق حاجز الصوت فعلاً؟

هل طرق انتقال الحرارة مختلفة؟

هل يوجد نسبة محددة لضغط الهواء في إطارات الدراجة الهوائية؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على