` `

هل يُصنّف الاحتراق النفسي ضمن الأمراض؟

صحة
27 سبتمبر 2023
هل يُصنّف الاحتراق النفسي ضمن الأمراض؟
لا يصنف الاحتراق النفسي ضمن الأمراض إلا أنه يصنف ضمن المتلازمات (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

إن الاحتراق النفسي يؤدي إلى كثير من الأعراض التي تؤثر على الحياة اليومية للمصاب، وربما يتسبب بتدهور العلاقات الاجتماعية أو الانعزال عن الآخرين بشكل كامل، وينبغي على المرء اتخاذ الإجراءات الصحيحة للتعامل معه حتى لا تزداد حدة الأعراض وتنتهي إلى بعض المضاعفات الأكثر تأثيرًا على صحة المرء وحياته.

هل يُصنّف الاحتراق النفسي ضمن الأمراض؟

لا يصنف الاحتراق النفسي ضمن الأمراض، إلا أنه يصنف ضمن المتلازمات حسب موقع منظمة الصحة العالمية، وتتميز هذه المتلازمة بعدة أعراض، ومنها: مشاعر استنزاف الطاقة أو مشاعر الإرهاق، وعلى الرغم من عدم تصنيف الاحتراق النفسي ضمن الأمراض، إلا أن على المصاب التعامل معه بشكل صحيح لضمان عدم التعرض إلى مضاعفات تؤثر على الحياة اليومية.

أن على المصاب التعامل معه بشكل صحيح لضمان عدم التعرض إلى مضاعفات تؤثر على الحياة اليومية
يُعرف الاحتراق النفسي بأنه مجموعة من أعراض الإرهاق الجسدي والعاطفي والنفسي الذي ينتج عن الإجهاد المفرط أو الإجهاد المستمر لوقت طويل

ما هو الاحتراق النفسي؟

يُعرف الاحتراق النفسي بأنه مجموعة من أعراض الإرهاق الجسدي والعاطفي والنفسي الذي ينتج عن الإجهاد المفرط أو الإجهاد المستمر لوقت طويل، ويمكن لهذا الاحتراق أو يقلل من إنتاجية الفرد، كما أنه يزيد من مستويات الشعور باليأس والعجز، وذلك إلى جانب زيادة فرصة التعرض إلى الأمراض؛ مثل الإنفلونزا وغيرها.

هل توجد أسباب معروفة للاحتراق النفسي؟

توجد العديد من الأسباب وعوامل الخطورة المعروفة التي تؤدي إلى الإصابة بالاحتراق النفسي، وأبرزها ما يأتي:

  • الشعور بقلة السيطرة في العمل: يشعر البعض بأن لديهم مستويات منخفضة من السيطر على العمل، أو يشعرون بفقدان السيطرة على العمل بشكل كامل مما يؤدي إلى الاحتراق النفسي فيما بعد.
  • عدم وجود علاقات وثيقة وداعمة: يعاني بعض الأفراد من عدم وجود علاقات وثيقة وداعمة لهم مع الآخرين، ما يؤدي إلى الإصابة بالإرهاق الذي يُطلق عليه اسم الاحتراق النفسي.
  • العمل لوقت طويل: يتضمن نمط الحياة عند البعض العمل حتى مرور وقت طويل من اليوم دون مراعاة توفير الوقت الكافي للاسترخاء والراحة أو التواصل الاجتماعي مع الآخرين، وهو ما يتسبب بالاحتراق النفسي.
  • كثرة المسؤوليات: ينشأ الاحتراق النفسي في بعض الأحيان عن تحمل الكثير من المسؤوليات دون وجود مساعدة كافية من الأشخاص الآخرين.
  • الميول إلى الكمال: يميل بعض الأفراد إلى الكمال مما يجبرهم على القيام بسلوكيات أو اتباع نمط حياة ينتهي بالتعرض إلى الاحتراق الوظيفي، وهي من الأسباب التي ترتبط بسمات الشخصية.
  • العمل في بيئة فوضوية: يؤدي العمل في بيئة فوضوية وغير مرتبة ومنظمة إلى الإصابة بالاحتراق النفسي أحيانًا، وكذلك الحال عند العمل في بيئة ذات ضغط كبير أيضًا.
  • عدم النوم لوقت يكفي: يحتاج المرء إلى النوم الكافي للمحافظة على صحته الجسدية والنفسية، وربما يتسبب عدم الحصول على القسط الكافي من النوم بالإرهاق والاحتراق النفسي أحيانًا.
  • عدم التقدير على العمل: لا يحصل البعض على التقدير أو المكافأة التي يستحقونها عند ممارسة العمل الجيد في وظائفهم المختلفة مما يؤدي إلى الاحتراق النفسي أحيانًا، وهو من الأسباب المرتبطة بالعمل.
  • الحاجة إلى السيطرة: تتسم سمات بعض الأشخاص بالحاجة إلى السيطرة وعدم اللجوء إلى مساعدة الآخرين عند الحاجة، وهو ما يؤدي إلى توليد ضغط كبير ينتهي بالاحتراق النفسي أحيانًا.

هل يمكن إيجاد الفرق بين الاحتراق النفسي والاكتئاب بسهولة؟

ربما يكون العثور على الفرق بين الاحتراق النفسي والاكتئاب صعبًا؛ فإن هناك كثيرًا من الأعراض المشتركة بينهما، وتشمل هذه الأعراض مشاعر اليأس، وفقدان الاهتمام بالأشياء، وينبغي على المرء الذهاب إلى أخصائيي الصحة النفسية عندما تظهر الأعراض لإجراء التشخيص ثم البدء بالعلاج المناسب.

ما الفرق بين الاحتراق النفسي والتوتر؟

على الرغم من الفرق بين الاحتراق النفسي والتوتر إلا أن الاحتراق المذكور ينشأ عن استمرار التوتر مدة طويلة، وفيما يأتي قائمة توضح أبرز الفروقات بين التوتر والاحتراق النفسي:

  • الانفصال أو المشاركة: يتميز التوتر بتحفيز الإفراط في المشاركة على خلاف الاحتراق النفسي الذي عادة ما يتميز بالانفصال عن الآخرين في مكان العمل أو غيره.
  • العواطف المتولدة: يؤدي التوتر إلى توليد عواطف مبالغ فيها عند ردة الفعل، وأما الاحتراق النفسي؛ فإنه عادةً ما يتسبب بتبلد العواطف، وعدم الاكتراث بأية ردة فعل.
  • الإلحاح أو اليأس: يتسبب التعرض إلى الاحتراق النفسي بتوليد شعور العجز أو اليأس، في حين يؤدي التوتر إلى زيادة مستويات الإلحاق ويتسبب بفرط النشاط.
  • الاضطرابات النفسية الناتجة: ربما يؤدي التوتر إلى الإصابة باضطرابات القلق في بعض الأحيان، ويتسبب الاحتراق النفسي باضطرابات الانفصال أو اضطراب الاكتئاب.

هل عدم الرضا من الآثار النفسية للاحتراق النفسي؟

إن عدم الرضا من الآثار النفسية للاحتراق النفسي بالفعل، وهناك العديد من الآثار النفسية الأخرى التي يتسبب بها هذا الاحتراق أيضًا، وأبرزها: الشعور بالصداع المؤلم، وكذلك ملاحظة التغييرات على النظام الغذائي سواءً كان بزيادة الأكل أو نقصانه، وربما يتسبب الاحتراق النفسي بصعوبات النوم أيضًا.

هل أنواع الاحتراق النفسي عديدة؟

تنقسم أنواع الاحتراق النفسي بشكل أساسي إلى ثلاثة أقسام، وهي كما يأتي:

  • الاحتراق النفسي تحت التحدي: يظهر الاحتراق النفسي تحت التحدي عندما يشعر المرء عن عدم التقدير في العمل أو عند الشعور بالملل في الوظيفة، وينتج عن ذلك العديد من السلوكيات التي تتمثل بتجنب المسؤوليات وغيرها.
  • الاحتراق النفسي الناتج عن الضغط الزائد: يعمل البعض بجد أكبر لتحقيق مساعيهم إلى النجاح، وربما يخاطر البعض بالصحة النفسية والجسدية للوصول إلى مساعيهم الوظيفية أيضًا مما يتسبب بالاحتراق النفسي الناتج عن الضغط الزائد.
  • الاحتراق النفسي الإهمالي: يتعرض البعض إلى الاحتراق النفسي الإهمالي عند الشعور بالعجز، ويكون ذلك إذا سارت الأمور على غير المطلوب، وظن الشخص بأنه غير كفء أو غير قادر على تحمل المسؤولية.

ما هي أبرز أعراض الاحتراق النفسي؟

هناك العديد من الأعراض التي يمكنها أن تظهر عند التعرض إلى الاحتراق النفسي، وأبرزها ما يأتي:

  • التشاؤم الكبير: تزداد جرة التشاؤم بشكل كبير عند الأشخاص الذين يصابون بالاحتراق النفسي، ولا يكون التشاؤم تجاه سبب الاحتراق وحده وإنما يكون تجاه العالم من حول المصاب بتفاصيله المختلفة.
  • صعوبات النوم: تقل جودة النوم بشكل كبير عند الأشخاص الذين يعانون من الاحتراق النفسي، كما أن قلة النوم تؤدي إلى زيادة الاحتراق مما يتسبب بحلقة مفرغة عند المصابين.
  • آلام المعدة: في بعض الأحيان يؤدي الاحتراق النفسي إلى ظهور اضطرابات وآلام المعدة، وربما تصل نسبة الإصابة بهذه الاضطرابات والآلام إلى 10% من مجموع المصابين.
  • التعرض إلى الصداع: يتعرض قرابة 9% من المصابين بالاحتراق النفسي إلى الصداع حسب إيفري داي هيلث، وربما يكون هذا الصداع مرتبطًا بالإرهاق النفسي الذي يتعرض إليه المصابون.
  • تدنى جودة المناعة: يساعد جهاز المناعة على مقاومة الأمراض التي يتعرض إليها الإنسان، وعند الإصابة بالاحتراق النفسي تتدنى مستويات المناعة مما يزيد من فرصة الإصابة بالأمراض.
  • زيادة الوزن: ربما تكون زيادة الوزن واحدة من أعراض الاحتراق النفسي عند البعض، وهناك العديد من التفسيرات لهذه الزيادة، ومنها: إطلاق هرمون الكورتيزول الذي يطلقه الجسم للفرار أو القتال بشكل أساسي.
  • الانعزال: في بعض الأحيان يشعر المرء بأن أفعالهم لا تحظى بالتقدير مطلقًا مما يتسبب بالاحتراق النفسي، ويؤدي إلى الانعزال عن الآخرين، كما يتسبب الاحتراق النفسي بتدهور العلاقة مع الآخرين أيضًا.
  • الشعور بآلام العضلات: يعاني بعض المصابين بالاحتراق النفسي من آلام في العضلات، وربما يعود السبب الأساسي في ذلك إلى الضغط المزمن الذي يجعل الجسم في حالة توتر دائمة.
  • اللجوء إلى الطعام للتأقلم: تؤدي الإصابة بالاحتراق النفسي إلى زيادة تناول الطعام عند البعض للتأقلم، كما يمكن أن يلجأ المصابون إلى شرب الخمور أو تعاطي المخدرات في بعض الأحيان.

كيف يمكن التعامل مع أعراض الاحتراق النفسي؟

توجد العديد من الإرشادات التي تمكن مراعاتها للتعامل مع أعراض الاحتراق النفسي بشكل صحيح، وتتضمن القائمة الآتية بعضًا من أبرز هذه الأعراض:

  • الحصول على الدعم: من الجيد الاعتماد على الأشخاص الذين يوفرون الدعم عند الشعور بأعراض الاحتراق النفسي، ويمكن كذلك الانخراط في مجموعات الدعم لهذه الغاية بدلًا من اللجوء إلى بعض الأشخاص.
  • إيجاد القيمة والتوازن: ينبغي على المرء إعادة النظر في الحياة والعمل ومعرفة الأسباب التي تؤدي إلى الاحتراق النفسي، ثم البحث عن القيمة التي تتمتع بها وتوفير التوازن المناسب الذي يعطيها حجمها.
  • إعادة تقييم الأوليات: يمكن للمرء طلب إجازة أو الحصول على فترات راحة متقطعة خلال اليوم للتفكير وإعادة تقييم الأولويات بالشكل المناسب، الذي يضمن التخلص من أعراض الاحتراق النفسي التي يعاني منها.
  • اللجوء إلى الأنشطة البدنية: من الضروري الحصول على وقت للأنشطة البدنية يوميًا؛ فإن هذه الأنشطة تساعد في تحسين الصحة الجسدية، كما أنها تسهم في تعزيز المزاج عند المصابين بالاحتراق النفسي أيضًا.
  • التزام نظام حياة جيد: لا بد من التزام نظام صحي جيد عند الإصابة بالاحتراق النفسي، وكذلك ينبغي إجراء التغييرات الأخرى المناسبة التي تضمن نمط حياة صحي من جميع الجوانب؛ بما في ذلك النوم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل الاكتئاب الموسمي حقيقي؟

هل يمكن التخلص من الاكتئاب بسهولة؟

هل أسباب الأمراض النفسية دائمًا معروفة؟

هل يمكن علاج الهوس الاكتئابي من غير أدوية؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على