` `

ما هو الخزف المغربي؟

ثقافة وفن
18 أكتوبر 2023
ما هو الخزف المغربي؟
أحد أنواع الفخار المزجج التي تتم صناعتها في الأراضي المغربية (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

لا يزال إنتاج الخزف المغربي التقليدي منتشرًا في العديد من المدن المغربية حتى الوقت الراهن، ويتمتع هذا الخزف بالأنماط الخارجية الجذابة والملمس الناعم، كما أنه من أبرز الحرف التقليدية التي تُعبّر عن التراث المغربي، وذلك مع وجود كثير من الحرف التقليدية التي لا تزال منتشرة في المغرب حتى الوقت الراهن أيضًا، ومن أبرزها: منتوجات خشب العرعار.

ما هو الخزف المغربي؟

يُعرف الخزف المغربي بأنه أحد أنواع الفخار المزجج التي تتم صناعتها في الأراضي المغربية، وتتمتع هذه الصناعة بتاريخ عميق ومتجذّر لدى المغاربة. هناك الكثير من الحرفيين الذين يعملون في مجال صناعة الخزف التقليدي داخل المغرب حتى الوقت الراهن مع الاعتماد على الطرق اليدوية بشكل أساسي.

هناك الكثير من الحرفيين الذين يعملون في مجال صناعة الخزف التقليدي داخل المغرب حتى الوقت الراهن مع الاعتماد على الطرق اليدوية بشكل أساسي
يكمن الفرق بين الطين والخزف في التزجيج؛ فإن الطين يصبح خزفًا بعد شويه على النار ثم تزجيجه ليكتسب سطحًا ناعمًا ذا ملمس مميز وأنيق حسب العديد من الباحثين

ما الفرق بين الطين والخزف؟

يكمن الفرق بين الطين والخزف في التزجيج؛ فإن الطين يصبح خزفًا بعد شويه على النار ثم تزجيجه ليكتسب سطحًا ناعمًا ذا ملمس مميز وأنيق حسب العديد من الباحثين، في حين يرى الآخرون بأن الفرق بينهما يكمن في اقتصار الطين على المنتجات التي تعتمد على عجينة من مكونات طبيعية خلافًا للخزف الذي تعتمد عجينته على مواد صناعية وفق أحد الأبحاث، وبهذا يعرف المرء متى يُطلق على الطين الخزف.

ما هي أنواع الفخار المغربي المزجج؟

تقتصر أنواع الفخار المغربي المزجج -الذي يُطلق عليه اسم الخزف كذلك- على نوعين بشكل أساسي، وهُما: الخزف القروي الذي يحتفظ باللون البني المعروف للطين، ويمكن العثور عليه في الأواني المستخدمة يوميًا، والخزف الحضري الذي يتميز بطابعه الفني، ويشتهر في العديد من المدن المغربية بما فيها مدينة فاس.

هل توجد عدة مدن مغربية تشتهر بالخزف؟

تختلف مميزات الفخار المغربي بين مدينة وأخرى من المدن التي تشتهر في هذه الصناعة؛ فإن هناك عدة من المدن المغربية المعروفة بالخزف، وأبرزها ما يأتي:

  • مدينة فاس: تحتوي مدينة فاس المغربية على قرابة 50 معملًا للخزف، ويتميز هذا الخزف بالخطوط الهندسية أو النباتية زرقاء اللون، كما تتمتع هذه القطع بالطلاء الزجاجي البراق.
  • مدينة آسفي: تتميز القطع الخزفية التي يتم إنتاجها في مدينة آسفي بالخطوط الزرقاء، وهي موروثة عن الخزف الذي يتم إنتاجه في مدينة فاس، لكنها تتضمن بعض الإضافات أحيانًا بما فيها الإضافات صفراء اللون.
  • مدينة سلا: في مدينة سلا المغربية يتم الاعتماد على 3 أنواع من الطين لإنتاج الخزف، ويتميز هذا الخزف بالألوان الخفيفة ذات الخلفية التي تتمتع بلون أبيض أو أخضر مائي أو أزرق فاتح أو بني.
  • مدينة مراكش: إن مدينة مراكش موطن لمدرسة سيدي عمار ومدرسة باب الدباغ، اللتين تُعدان من أهم مدارس الفخار المغربي، ويتم إنتاج العديد من أنواع الخزف الجذاب في هذه المدينة من قبل الحرفيين.
  • مدينة تطوان: تقع مدينة تطوان في الجزء الشمالي من المملكة المغربية، وتشتهر بصناعة القطع الخزفية أو القطع الطينية المزججة الفسيفسائية أو ذات النقوشات والأشكال والزخارف التي تظهر بعدة ألوان.

كيف تتم صناعة الخزف في المغرب؟

تمر صناعة صناعة الخزف في المغرب بعدة خطوات تقليدية كما يأتي:

  • توفير الطين: في البداية لا بد من توفير الطين المناسب لصناعة القطع الخزفية، ويحتاج الحرفيون إلى زيارة بعض المدن الأخرى للحصول على الطين الذي يحتاجونه أحيانًا إذا لم يكن متوفرًا بالقرب من المعمل.
  • غربلة الطين: لا يتم استخدام الطين مباشرة في إنتاج الخزف بعد توفيره، وإنما ينبغي أن يخضع الطين إلى عمليات الغربية إضافة إلى عمليات التصفية حتى يصبح جاهزًا.
  • تحضير العجينة: يتم تحضير عجينة الخزف من خلال إضافة الماء بالكمية المناسبة إلى الطين الذي تمت غربلته وتصفيته، وهي من أهم الخطوات في صناعة الخزف المغربي.
  • تشكيل العجينة: عندما تصبح العجينة بالقوام المطلوب يبدأ الحرفيون بتشكيلها على النحو الذي يريدونه، سواءً كان على شكل آنية أو مزهريات أو قطع فنية أخرى.
  • التعريض إلى الشمس: إذا تشكّلت العجينة الطينية على النحو المطلوب يقوم الحرفيون بتعريضها إلى الشمس حتى تتماسك، وبعد ذلك توضع داخل أفران تقليدية لحرقها وتجفيف الماء بشكل كامل.
  • إضافة اللمسات الفنية: في النهاية يقوم الحرفيون المختصون بإضافة اللمسات الفنية ذات الطابع المغربي إلى الطين لإخفاء لونه الأصلي، وبعد انتهاء جميع الخطوات السابقة مع التزجيج تكون القطعة جاهزة للعرض.

هل الألوان الزاهية من أهم ما يميز الخزف الشعبي المغربي؟

إن الألوان الزاهية واللمسات الفنية ذات الطابع التقليدي المغربي من أهم ما يميز الخزف الشعبي المغربي بالفعل، وتشتهر هذه القطع الخزفية بسمعة طيبة لدى الهواة والمختصين، ولا شك بأن القيمة التي يتمتع بها هذا الخزف تصبح مرتفعة بشكل أكبر عند الاعتماد على الطرق التقليدية عند إنتاجها.

هل الخزف من الحرف التقليدية في المغرب؟

لا تزال طرق إنتاج الخزف المغربي القديم مُتبعة حتى الوقت الراهن في الكثير من المعامل داخل أراضي المملكة المغربية، ويعد الخزف من الحرف التقليدية في المغرب بالفعل إلى جانب العديد من الحرف التقليدية الأخرى، ومنها ما يأتي حسب الموقع الرسمي للسياحة في المغرب:

  • السجاد المغربي: يُعرف السجاد المغربي التقليدي باسم الزربية المغربية أيضًا، وترتبط قيمة هذا السجاد بشكل وثيق مع عدد العقد التي يتضمنها وطبيعة التصميم الذي تتمتع به.
  • صناعة الحديد: تشتهر العديد من مجالات صناعة الحديد التقليدية في بعض المدن المغربية؛ بما في ذلك الفوانيس وغيرها من إكسسوارات المنزل.
  • الملابس التقليدية: يرتدي المغاربة الملابس التقليدية في العديد من المناسبات، ومنها: القفطان المغربي الذي ترتديه النساء، وفي الوقت الراهن ظهرت العديد من الملابس التقليدية المغربية التي تتمتع بتصاميم عصرية.
  • المجوهرات البربرية: يتم إنتاج المجوهرات البربرية حتى الوقت الراهن في العديد من المدن المغربية ضمن الحرف التقليدية، وتتكون هذه المجوهرات من الذهب أو الفضة أو غيرها من المعادن الأخرى.
  • منتجات خشب العرعار: يعد خشب العرعار واحدًا من أنواع الخشب الثمينة التي يتم العثور عليها في منطقة الأطلس داخل الأراضي المغربية، وهناك عدة منتوجات خشبية تقليدية تعتمد على العرعار في المغرب.
  • صناعة النحاس: يتم استخدام النحاس في صناعة الأواني والمصابيح التقليدية إلى جانب العديد من المنتجات الأخرى، وتشتهر صناعة النحاس في عدة من المدن المغربية داخل مراكش وتطوان وفاس.

لماذا سمي الخزف بهذا الاسم؟

عند البحث لمعرفة لماذا سمي الخزف بهذا الاسم يتبين كونه اسمًا قديمًا ورد في الكثير من المعاجم العربية؛ فإن الخزف اسم لما عُمِل من الطين وشُوِي على النار حتى صار فخارًا كما في القاموس المحيط ولسان العرب ومعجم الرائد، وذلك دون توضيح أصل اشتقاق هذه الكلمة. يُعرف الخزف كذلك باسم السيراميك، وهي كلمة تم اشتقاقها من الكلمة اليونانية كيراميكوس بشكل أساسي، وهو اسم يعني صانع الفخار.

هل المغاربة من أول من صنع الخزف؟

لا يعد المغاربة من أول من صنع الخزف بالرغم من اشتهار الخزف المغربي على نحو واسع خلال الوقت الراهن، ويجدر الذكر بأن أقدم القطع الخزفية المعروفة التي يعود تاريخها إلى عام 28000 قبل الميلاد، وكانت هذه القطعة تمثالًا لامرأة يطلق عليها اسم فينوس دولني فستونيتسي، وتم العثور عليها في أراضي جمهورية التشيك.

هل توجد إرشادات لتمييز القطع الخزفية الأثرية؟

هناك العديد من الإرشادات لتمييز القطع الخزفية الأثرية الحقيقية من القطع المزيفة، سواءً كانت من الخزف الصيني أو الخزف المغربي أو أنواع الخزف الأخرى، ومنها: النمط الخارجي؛ فإن بعض الحقب التاريخية أو بعض أنواع الخزف تتمتع بنمط محدد، وإذا كان النمط الظاهر مخالفًا لها؛ فمن المحتمل أن هناك غش في القطعة الأثرية، وكذلك الحال بالنسبة إلى العلامات التي تظهر على القطعة الخزفية وتبين كونها أثرية لا حديثة.

ما هي أبرز الحرف التقليدية الشعبية حول العالم؟

يتمتع الخزف المغربي القديم بقيمة كبيرة، ولا تزال صناعة الخزف المغربي من الحرف المنتشرة حتى الوقت الراهن داخل وتعد من أبرز الفنون والحرف الشعبية داخل الأراضي المغربية، وفيما يأتي عدة من الحرف التقليدية الشعبية الأخرى حول العالم:

  • المنسوجات الصوفية: تشتهر العديد من دول أمريكا الجنوبية -بما فيها الأرجنتين والبيرو- بالمنسوجات من الصوف المحلي، وتستفيد بعض العلامات التجارية من تراث القبائل المحلية في تصميماتها للمنسوجات الصوفية.
  • منسوجات الكينتي: يتم إنتاج منسوجات الكينتي من الخيوط الحريرية، وتتمتع بالألوان الجذابة والقوية، وهي من الصناعات والحرف التقليدية المشهورة في غرب أفريقيا.
  • الكيمونو: يطلق على الملابس التقليدية اليابانية اسم الكيمونو، وهي من أبرز الفنون الشعبية التي لا تزال معروفة داخل الأراضي اليابانية حتى الوقت الراهن بالرغم من التطور الذي شهدته هذه الدولة في مختلف المناحي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يمكن صناعة الألماس؟

هل تتم صناعة السيارات في المغرب؟

هل يمكن تعليم الحرف اليدوية عبر الإنترنت؟

هل تختلف الأنشطة التعليمية للأطفال باختلاف العمر؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على