` `

هل يمكن أن يتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر؟

تكنولوجيا
19 أكتوبر 2023
هل يمكن أن يتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر؟
من الناحية النظرية يمكن أن يتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر بالفعل (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يعتني كثير من الباحثين بمعرفة هل يمكن أن يتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر، إلى جانب التعرف على المخاطر المحتملة من هذا التفوق؛ فإن هناك تطورًا مستمرًا لتقنيات الذكاء الاصطناعي خلال الوقت الراهن، وتم الاعتماد عليها في الكثير من المجالات المختلفة، ولم يقتصر ذلك على القطاعات المدنية، وإنما شمل قطاعات الأمن والقطاعات العسكرية أيضًا في العديد من الدول.

هل يمكن أن يتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر؟

من الناحية النظرية يمكن أن يتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر بالفعل؛ إلا أن ذلك يحتاج إلى عدة عقود حتى يستطيع اكتساب الأدوات والتعلم عمومًا مع إمكانية القيام ببعض الوظائف والمهارات التي يستطيعها البشر خلال وقت قريب؛ بما في ذلك ترجمة اللغات، وكتابة المقالات المدرسية، وكتابة الكتب. 

مع إمكانية القيام ببعض الوظائف والمهارات التي يستطيعها البشر خلال وقت قريب؛ بما في ذلك ترجمة اللغات، وكتابة المقالات المدرسية، وكتابة الكتب
يمكن أن يفوق الذكاء الاصطناعي على البشر بعد عدة عقود، إلا أن هناك العديد من العقبات التي يواجهها حتى يستطيع التطور بالشكل المطلوب

ما أبرز العقبات التي تواجه تفوق الذكاء الاصطناعي على البشر؟

يمكن أن يفوق الذكاء الاصطناعي على البشر بعد عدة عقود، إلا أن هناك العديد من العقبات التي يواجهها حتى يستطيع التطور بالشكل المطلوب، ومن أبرز هذه العقبات ما يأتي:

  • القدرة على التكيُّف: يستطيع البشر التكيف مع الكثير من المهمات بسرعة كبيرة في غضون دقائق من خلال بعض المعارف الجديدة، وأما الذكاء الاصطناعي؛ فإنه يحتاج إلى وقت طويل حتى يتمكن من التكيف.
  • الأخطاء الفادحة: في معظم الأحيان ترتكب أنظمة الذكاء الاصطناعي أخطاءً فادحة عند الخطأ، وربما تقوم بتلبية طلبات مختلفة تمامًا ومغايرة لما يأمر به المستخدم.
  • الحاجة إلى التعلم من جديد عند تغيير القواعد: ربما يتمكّن البشر من التعامل مع الأشياء بسهولة عند تغيير قاعدة من القواعد، وأما الذكاء الاصطناعي؛ فإنها يحتاج إلى إعادة تعلم القواعد من جديد.

هل سيحل الذكاء الاصطناعي مكان البشر؟

ربما يحل الذكاء الاصطناعي مكان البشر في العديد من المجالات بالفعل، وقامت بعض الدول بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتشغيل الروبوتات التي تعمل مكان الشرطة، ولكن هذا لا يعني القضاء على جميع المهمات التي يقوم بها البشر؛ فإن تطوير الذكاء الاصطناعي يعني ظهور مزيد من الوظائف التي تواكب هذا التطور أيضًا.

لماذا الذكاء الاصطناعي خطر على البشرية؟

يمكن أن يتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر متسببًا بالعديد من المخاطر بما فيها القضاء على عدد كبير من الوظائف، كما أن تأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمع سلبية نظرًا للقرارات التي يتم اتخاذها بشكل غير متوقع. فيما يأتي بعضًا من أبرز المظاهر التي تبين خطورة الذكاء الاصطناعي على المجتمعات والبشرية:

  • تطوير سلوكيات قاتلة: ربما تقوم بعض الروبوتات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي بتطوير سلوكيات قاتلة غير متوقعة في بعض الأحيان، وهو ما يمكنه أن يتسبب بوقوع الضحايا إلا أن بعض الخبرات يقللون من شأن ذلك.
  • الوقوع في أيدي جهات مغرضة: يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تؤدي إلى الكثير من المخاطر عند وقوعها في أيدي الجهات الخبيثة التي تسعى إلى كثير من الغايات الشريرة الضارة.
  • المعلومات المضللة: تستطيع تقنيات الذكاء الاصطناعي أن تولد بعض المعلومات المضللة مع صعوبة التمييز بينها وبين ما هو صحيح مع استمرار الاعتماد على هذه التقنيات، وهو ما يمكن أن يُشكّل خطورةً كبيرةً في بعض الأحيان.
  • تهديدات الخصوصية: هناك العديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي التي يمكنها أن تنتهك خصوصية المستخدمين، وهو ما يُشكّل كثيرًا من المخاطر على المعلومات والبيانات الشخصية التي لا يحب المستخدم مشاركتها مع الآخرين.
  • اتخاذ القرارات بناءً على معلومات مزيفة: ربما يقوم الذكاء الاصطناعي بتوليد بعض الصور أو تقديم المعلومات التي تعتمد عليها بعض الجهات في اتخاذ القرار، مما يتسبب بكثير من المخاطر على الأمن القومي وغيره.

ما هي مخاطر الذكاء الاصطناعي على الوظائف؟

تكمن مخاطر الذكاء الاصطناعي على الوظائف في الحلول مكان الأيدي العاملة مما يؤدي إلى انتشار البطالة بشكل أكبر؛ حيث يمكن أن يتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر أو ينافس ضمن الكثير من المجالات؛ بما فيها مجالات خدمة العملاء، وكذلك الأتمتة في بعض الصناعات، كما أنه يستخدم في القطاع العسكري أيضًا دون اقتصاره على القطاعات المدنية.

ما هي أبرز مخاطر الذكاء الاصطناعي في المستقبل؟

ربما تزداد مخاطر الذكاء الاصطناعي في المستقبل بشكل أكبر إذا لم يتم التعامل معها للحد من الآثار السلبية، ومن أبرز هذه المخاطر: نهاية الخصوصية، وفقدان السيطرة على تقنيات الذكاء الاصطناعي الخارق، وقيام الأسلحة الفتاكة ذاتية التشغيل بقتل عشوائي خلافًا لما هو مطلوب منها، وذلك إلى جانب قابليتها للاختراق بالاعتماد على الهجمات السيبرانية حسب أحد الأبحاث.

كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي علينا اليوم إيجابيًا؟

بالرغم من تأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمع سلبًا في بعض الأحيان؛ إلا أن هناك كثيرًا من الإيجابيات لهذه التقنية أيضًا. تتضمن القائمة الآتية بعضًا من أبرز إيجابيات الذكاء الاصطناعي:

  • التوقعات المستقبلية: يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي أن تتعامل مع قدر هائل من المعلومات والبيانات مما يسهم في توفير توقعات مستقبلية أكثر دقة، وهو ما يساعد المؤسسات على معرفة المخاطر والفرص المستقبلية بشكل أفضل.
  • زيادة الإنتاجية: يمكن أن يتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في مجالات الكفاءة وزيادة الإنتاجية أحيانًا، وذلك من خلال تقليل الوقت والحد من هدر المواد الخام وتخفيض العيوب التي يمكن أن تكرر من قبل البشر.
  • الترويج للمنتجات: بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي تستطيع العديد من الشركات تصميم البرامج التسويقية والترويجية بالشكل المناسب مع المساعدة في تحديد السعر الملائم للمنتجات بكفاءة أكبر.
  • التقليل من الأخطاء: مع زيادة الوقت الذي يقضيه الإنسان أمام الشاشة تقل قدرته على التركيز أحيانًا مما يتسبب بوقوع بعض الأخطاء، وتنعدم فرصة وقوع هذا النوع من الأخطاء عند الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
  • الخدمة على مدار الساعة: لا يتعرض الذكاء الاصطناعي إلى التعب مما يُمكّنه من القيام بوظائفه على مدار الساعة دون توقف، كما أنه لا يحتاج إلى الكافيين أو غيره للبقاء مستيقظًا ومتنبهًا مما يقلل التكاليف التشغيلية.
  • جعل الحياة اليومية أكثر سهولة: يساعد الذكاء الاصطناعي في جعل الحياة اليومية أكثر سهولة من خلال تطبيقات الخرائط، وغيرها من التطبيقات المختلفة في مجالات متفاوتة أيضًا.

هل توجد الكثير من تطبيقات الذكاء الاصطناعي اليوم؟

بالفعل هناك الكثير من تطبيقات الذكاء الاصطناعي اليوم مع الاستمرار في تطوير مزيد من التطبيقات دون توقف، وتتضمن القائمة الآتية بعضًا من أبرز هذه التطبيقات على الإطلاق:

  • التعرّف على الكلام: يمكن لبعض تقنيات الذكاء الاصطناعي المتوفرة في الوقت الراهن التعرف على الكلام البشري ثم تحويله إلى نص مكتوب، وهناك كثير من الأجهزة الذكية التي تتضمن هذه التقنيات بما فيها برنامج سيري في أيفون.
  • خدمة العملاء: بدلًا من الاعتماد على الموظفين تقوم الكثير من المؤسسات بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة العملاء فيما يتعلق بالإجابة على الأسئلة المتداولة وتقديم الاقتراحات وما أشبه ذلك.
  • الرؤية الحاسوبية: يشير مصطلح الرؤية الحاسوبية إلى قدرة الحاسوب على استخلاص معلومات ذات معاني مفيدة من المدخلات المرئية بما فيها الصور، وذلك مع اتخاذ القرارات بناءً على هذه المدخلات.
  • محركات التوصية: تعتمد بعض تقنيات الذكاء الاصطناعي المتوفرة اليوم على البيانات التي تتعلق بسلوكيات الاستهلاك السابقة لتقديم توصيات أكثر مناسبة وتخصيصًا بالنسبة إلى المستخدمين.
  • التداول الآلي للأسهم: هناك الكثير من المحافظ التي تم تصميمها بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستخدمين، ويمكنها إجراء آلاف أو ملايين الصفقات بشكل يومي دون تدخل من المستخدمين بشكل مباشر.

ما أهم المحطات في تاريخ الذكاء الاصطناعي؟

يمكن أن يتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في العقود القادمة بعد التقدم الكبير الذي تمكن من الوصول إليه في السنوات الفائتة مع استمرار تطوره دون توقف، وفيما يأتي بعضًا من أهم المحطات في تاريخ تقنيات الذكاء الاصطناعي:

  • نشر ورقة آلات الحوسبة والذكاء: في عام 1950 قام آلان بنشر ورقة آلات الحوسبة والذكاء للإجابة على السؤال المطروح حول قدرة الآلة على التفكير، مع إجراء اختبار لتوضيح مدى قدرة الحاسوب على التفكير كالإنسان.
  • صياغة مصطلح الذكاء الاصطناعي: قام جون مكارثي بصياغة مصطلح الذكاء الاصطناعي عام 1956 مع عقد أول مؤتمر لهذه التقنية على في كلية دارتموث.
  • إنشاء أول برنامج ذكاء اصطناعي: تم إنشاء أول برنامج ذكاء اصطناعي يمكنه العمل من قبل ألين نيويل مع اثنين من زملائه عام 1956، وأطلق على هذا البرنامج اسم لوجيك ثيوريز.
  • اختراع أول حاسوب يتضمن شبكة عصبية: تم اختراع أول الحواسيب التي تعتمد على الشبكة العصبية ويمكنها التعلم من خلال التجربة والخطأ عام 1967 من قبل فرانك روزنبلات، وتطورت الشبكات العصبية خلال الثمانينيات.
  • منافسة بطل العالم للشطرنج: قامت شركة آي بي إم الأمريكية بصناعة جهاز ديب بلو، الذي استطاع منافسة بطل العالم للشطرنج عام 1996 مع الفوز عليه حسب معهد كاليفورنيا للتقنية.
  • اختبار بعض المركبات ذاتية القيادة: في عام 2005 تمكّنت بعض الآليات ذاتية القيادة من اجتياز تحدي داربا بنجاح، وتضمن هذا التحدي مسارًا بطول 212 في صحراء موهافي داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
  • ظهور لغات الذكاء الاصطناعي الكبيرة: في عام 2023 ظهرت العديد من لغات الذكاء الاصطناعي الكبيرة مع انتشارها بشكل كبير، مما أدى إلى تغير جذري فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، ومن أبرزها شات جي بي تي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يوجد فرق بين ميدجورني وشات جي بي تي؟

محادثة مع تشات جي بي تي.. متى يقدّم معلومات مضللة؟

هل ستسبب الصور المولّدة بالذكاء الاصطناعي أزمة لمدققي المعلومات؟

أوروبا تدعو إلى تصنيف المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على