ما هي قوات قسد؟

نشأت قوات قسد عام 2015 ثم قامت بالكثير من العمليات العسكرية داخل الأراضي السورية، وفي السنوات الأخيرة قامت ببعض العمليات الأمنية داخل أراضي الجمهورية التركية، مما زاد من حِدّة العداوة بين الطرفين، وترى تركيا قائد قوات سوريا الديمقراطية -قسد- واحدًا من أهم المطلوبين لديها.

ما هي قوات قسد؟

تُعرف قوات سوريا الديمقراطية باسم قوات قسد اختصارًا للأحرف الأولى من اسمها الكامل، وهي قوات تم الإعلان عن تأسيسها يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2015 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية المعروف باسم داعش، واستطاعت هذه القوات السيطرة على مساحة كبيرة من الأراضي السورية فيما بعد.

كيف تأسست قوات قسد؟

تم تأسيس قوات قسد من قبل التحالف الدولي الذي نشأ لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية عام 2015 -حسب المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات-  مع استمرار قيامه بالعديد من العمليات العسكرية حتى الوقت الراهن. كان تأسيس هذه القوات من بعض الفصائل العسكرية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، ولم تقتصر قسد على الأكراد في البداية، وإنما شملت الأكراد والعرب معًا.

ما النواة التي تأسست منها قوات قسد؟

كانت وحدات حماية الشعب النواة الأساسية التي تشكّلت منها قوات قسد، وفيما يأتي بعضًا من المعلومات حول هذه الوحدات:

• أصل وحدات حماية الشعب: تعود أصول وحدات حماية الشعب إلى الأكراد السوريين، ويُطلق على هذه الوحدات اسم الأبوجية أو اسم البككة محليًا، ولها انتشار في مناطق الأكراد داخل أراضي الجماهيرية العربية السورية.
• الارتباط مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي: يُنظَر إلى وحدات حماية الشعب على أنها الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، كما أنها من الميليشات الموالية لحزب العمال الكردستاني أيضًا.
• التأسيس: يرى المحلل فلاديمير فان فيلغينبورغ بأن وحدات حماية الشعب تأسست عام 2004، إلا أنها لم تظهر وتعلن عن نفسها رسميًا حتى عام 2012 بعد مرور ما يزيد على سنة من بدء الثورة السورية.
• أيديولوجية وحدات حماية الشعب: تتقارب وحدات حماية الشعب مع العقيدة التي يتبناها حزب العمال الكردستاني، وهي من الوحدات التي تتبنى التوجه اليساري.
• تشكيل قوات سوريا الديمقراطية: في عام 2015 قامت وحدات حماية الشعب بتشكيل قوات تتضمن فصائل عربية وكردية وسريانية وتركمانية معًا، وعُرفت هذه القوات باسم قسد أو قوات سوريا الديمقراطية.

من يدعم قوات قسد؟

يتضح من يدعم قوات قسد بعد معرفة الجهة التي دعمت تأسيس هذه القوات، وهي التحالف الدولي الذي كان يسعى إلى القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية، ويقدم التحالف دعمه بالأشكال الآتية حسب مؤسسة جسور البحثية:

• الدعم المالي: حرص التحالف الدولي على توفير دعم مالي سنوي لقوات قسد، وخصصت بعض الدول ميزانية بمئات الملايين من الدولارات لدعم قسد في صرف أجور المقاتلين وتأمين المصاريف المالية الأخرى.
• الدعم العسكري: يحرص التحالف الدولي على تقديم الدعم العسكري والدعم اللوجستي لقوات قسد، ويتضمن هذا الدعم كثيرًا من الذخائر والأسلحة والمدرعات العسكرية وأدوات الرقابة، وأنظمة الاتصالات.
• التدريب: قام التحالف الدولي بإجراء بعض المناورات المشتركة مع قوات قسد، كما أنه حرص على توفير شتى أشكال التدريب والاستشارات التي تحتاجها هذه القوات للوصول إلى أهدافها.

في الآونة الأخيرة انتشرت مقطع فيديو يُدّعى بأنه لضباط من قوات قسد أثناء بكائهم على تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عن الدعم، ولكن فريق تحقيق مسبار تتبع هذا المقطع ووجد بأنه مضلل ويعود إلى عام 2017، كما أنه لضباط من قوات البيشمركة لا لقوات سوريا الديمقراطية.

من هو قائد قوات سوريا الديمقراطية؟

يشغل مظلوم عبدي منصب قائد قوات سوريا الديمقراطية المعروفة باسم قوات قسد خلال الوقت الراهن، وفيما يأتي بعضًا من أبرز المعلومات حوله:

• الاسم الحقيقي: على الرغم من شهرته باسم مظلوم عبدي إلا أنه ليس الاسم الحقيقي لقائد قوات قسد، وإنما هو فرهاد عبدي شاهين، ويُطلق عليه الكثيرون اسم الجنرال.
• الحياة المبكرة: ولد مظلوم عبدي عام 1967 في منطقة عين العرب، وهي من مناطق ريف حلب الشمالي، ونشأ فيها، كما أنه درس تخصص الهندسة في جامعة حلب، إلا أن بعض المصادر ترجح عدم إكمال دراسته.
• التعرض إلى الاغتيال: تعرّض مظلوم عبدي -قائد قوات قسد- إلى بعض محاولات الاغتيال؛ فإنه واحد من أبرز المطلوبين للجمهورية التركية، وترى تركيا بأنه من تهديدات أمنها القومي.
• السجن في سوريا: دخل مظلوم عبدي سجن القوات الأمنية السورية عدة مرات، وكان ذلك بسبب انتمائه إلى حزب العمال الذي كان على علاقة وطيدة مع النظام السوري خلال التسعينيات، إلا أنه لم يعد كذلك.

من هم مقاتلي قسد؟

عند البحث لمعرفة من هم مقاتلي قسد يتبين بأنهم لا يقتصرون على الأكراد واحدهم، وإنما تجمع الأكراد والسريان بالإضافة إلى العديد من مكونات المجتمع السوري الأخرى، إلا أن العدد الأكبر من هؤلاء المقاتلين أكراد. يُذكر أن المقاتلين في قوات سوريا الديمقراطية تلقّوا تدريباتهم بدعم من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

هل هناك خلافات بين قوات قسد الكردية والعشائر العربية؟

لا شك بأن هناك خلافات بين قوات قسد الكردية والعشائر العربية في سوريا، وهناك العديد من المعارك التي نشبت بين الطرفين في عدة مناطق شمال الأراضي السورية، ولكن قوات قسد تصف التحرك العشائري في المنطقة بأنه تمرد مُسلّح حسب الجزيرة، وكان التحالف الدولي -الذي يدعم قسد- على موقف قريب من الحياد في هذه الخلافات.

خلال الآونة الأخيرة -قبل قرابة شهر من بدء معركة طوفان الأقصى- انتشرت مقاطع لاشتباكات بين قوات قسد وعشائر دير الزور، إلا أن فريق تحقيق مسبار تتبع هذه المقاطع ووجدها مضللة؛ فإنها قديمة يعود تاريخها إلى عام 2020 لاثنتين من العشائر العراقية التي دارت بينها اشتباكات.

ما هي أبرز أهداف قوات سوريا الديمقراطية؟

تسعى قوات سوريا الديمقراطية إلى تحقيق العديد من الأهداف المختلفة وفق النظام الداخلي، وأبرزها الأهداف الآتية:

• الوقوف في وجه الاعتداءات الخارجية: تسعى قوات سوريا الديمقراطية إلى الدفاع عن حدود الوطن، بالإضافة إلى الدفاع عن المجتمع ضد أي من الاعتداءات الخارجية.
• التنسيق لمكافحة الإرهاب: تقوم قوات قسد بالتنسيق مع التحالف الدولي وغيرها من القوات الحليفة أو الصديقة الأخرى لمكافحة الإرهاب داخل الأراضي السورية، بالإضافة إلى التدخل لتفكيك الشبكات الإرهابية.
• إزالة الألغام والأجسام المشبوهة: تحرص قوات قسد على إزالة القنابل بالإضافة إلى الألغام والأجسام المشبوهة التي خلّفتها الجماعات الإرهابية، وذلك بالتعاون مع المنظمات والجمعيات المختصة.
• إدارة الكوارث الطبيعية: تسعى قوات سوريا الديمقراطية إلى إدارة الكوارث الطبيعية والتعامل معها، بالإضافة إلى إغاثة الأفراد الذين يحتاجون ذلك بالتنسيق مع الجهات المختصة ذات العلاقة.
• إعادة الإعمار والاستقرار: تساهم قوات سوريا الديمقراطية في محاولات إعادة الاستقرار إلى الأراضي، التي تسيطر عليها مع تهيئة الأرض لعمليات إعادة الإعمار والتعامل مع الأضرار التي نتجت من الإرهاب.

هل عدد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية كبير؟

يصل عدد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية -حسب وكالة بي بي سي- إلى أكثر من 45 ألف مقاتل، مما يعني أنها ذات عدد كبير من المقاتلين بالفعل. يجدر الذكر بأن هذه القوات تسيطر على مساحة تزيد عن 35 ألف كيلومتر مربع، وهو ما يعني أنها تستحوذ على قرابة 18.92% من أراضي سوريا.

هل توجد عوامل تؤثر على مصير قسد في ظل التصعيد التركي؟

هناك عدة من العوامل التي تؤثر على مصير قوات سوريا الديمقراطية بالفعل في ظل التصعيد العسكري التركي، ومنها ما يأتي:

• فارق القوة: على الرغم من الدعم الكبير الذي تحصل عليه قوات سوريا الديمقراطية من التحالف الدولي، إلا أنه لا يزال عاجزًا عن مواكبة القوة العسكرية التي تتمتع بها الجمهورية التركية.
• العلاقة مع المكونات الاجتماعية المختلفة: تقوم بعض المكونات بالسيطرة على جميع مكاسب وموارد قوات قسد دون المكونات الاجتماعية الأخرى، وهو ما يمكنه أن يتسبب بانشقاقات وخلافات داخلية على المستوى الفردي أو الجماعي.
• الأنشطة خارج الحدود: قامت قوات قسد بتنفيذ بعض العمليات الأمنية في الأراضي التركية، وأعلنت مسؤوليتها عن بعض هذه العمليات، وهو ما يبرر للجانب التركي عملياته ضد قوات سوريا الديمقراطية بشكل أكبر.

اقرأ/ي أيضًا:

كم يبلغ عدد اللاجئين السوريين في العالم؟

هل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم آمنة فعلًا؟

الفيديو من سوريا وليس لأسر المقاومة إسرائيليين في عملية طوفان الأقصى

بشار الأسد لم يتوعد بتجريد السوريين في تركيا من الجنسية إن لم يعودوا خلال 6 أشهر