تحقيق مسبار
كانت معركة جناق قلعة واحدة من المعارك الفاصلة في الدولة العثمانية، التي تمكنت من هزيمة الإنجليز ومن معهم من الحلفاء الذين كانوا يرغبون باجتياح إسطنبول، وهي واحدة من أهم المعارك خلال الحرب العالمية الأولى أيضًا. هناك الكثير من المعارك الأخرى التي خاضتها الإمبراطورية العثمانية في هذه الحرب، وتسببت بإضعافها وخسارة الكثير من قوتها ثم انهيارها فيما بعد.
هل شارك العرب في معركة جناق قلعة؟
شارك العرب في معركة جناق قلعة بالفعل، ولم تقتصر المشاركة في هذه الحرب على الأتراك من الإمبراطورية العثمانية، وكانت هذه المشاركة بعد الإعلان عن النفير العام من قبل السلطان محمد رشاد خلال الحرب العالمية الأولى. نظرًا لأهمية هذه الحرب؛ لا يزال تخليد ذكراها قائمًا حتى اليوم في الجمهورية التركية.
ما هي معركة جناق قلعة؟
إن معركة جناق قلعة واحدة من المعارك التي خاضتها الإمبراطورية العثمانية ضد القوات البريطانية والفرنسية والأسترالية والنيوزلندية، التي حاولت احتلال العاصمة العثمانية إسطنبول وقتها خلال الحرب العالمية الأولى، ونجحت الدولة العثمانية بصد هذا الهجوم بالفعل بعد القيام بالعديد من العمليات البطولة.
كم عدد ضحايا معركة جناق قلعة من العثمانيين؟
بعد معرفة كم عدد السوريين الذين استشهدوا في جناق قلعة بالإضافة إلى أعداد الضحايا من دول الوطن العربي الأخرى والجنود الأتراك؛ يتضح بأن مجموع عدد ضحايا معركة جناق قلعة من الطرف العثماني يتجاوز 250 ألف ضحية، وقارب عدد ضحايا هذه المعركة من الطرفين نصف المليون ضحية حسب العربي الجديد.
من هو قائد معركة جناق قلعة من طرف العثمانيين؟
كان مصطفى كمال أتاتورك قائد معركة جناق قلعة من طرف العثمانيين، وفي هذه المعركة برز نجمه حتى أصبح برتبة عقيد بعد انتهائها. يجدر الذكر بأن أتاتورك تلقّى تعليمه في المدارس العلمانية، ثم انتقل إلى المدارس والكليات العسكرية، وبعد الحرب العالمية الأولى وانهيار الدولة العثمانية قام بتأسيس الجمهورية التركية الحديثة.
ماذا حصل في جناق قلعة؟
في معركة جناق قلعة حاولت القوات البريطانية والفرنسية والأسترالية والنيوزلندية اجتياح الحدود العثمانية والوصول إلى إسطنبول؛ لبسط سيطرتهم عليها والقضاء على الدولة العثمانية بالكامل، ولكن هذه القوات واجهت مقاومة شرسة تسببت بمئات آلاف الضحايا من الجانبين، وانتهت بهزيمة الحلفاء وانتصار الدولة العثمانية.
لماذا كانت معركة جناق قلعة من أسوأ معارك القوات البريطانية؟
كانت معركة جناق قلعة من أسوأ معارك القوات البريطانية وقوات الكومونولث البريطاني في الحرب العالمية الأولى؛ نظرًا للعديد من الأسباب، ومنها ما يأتي:
- الطقس القاسي: واجهت القوات البريطانية ظروفًا جوية متطرفة خلال معركة جناق قلعة، وساعد ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف على انتشار الذباب والأمراض وقلل من المياه، مما جعلها معركة أكثر سوءًا.
- انتشار القمل: انتشر القمل بشكل واسع بين قوات الجيش البريطاني وحلفائها خلال معركة جناق قلعة، وهو ما كان يدعو الجنود إلى خدش جلودهم والقيام ببعض الممارسات الأخرى للتخلص من القمل.
- انتشار أسراب الذباب: بسبب المناخ الحار والجثث المتعفنة والظروف الأخرى المحيطة؛ انتشرت أسراب الذباب في منطقة جناق قلعة، مما جعل الحياة لا تطاق تقريبًا بالنسبة إلى القوات البريطانية وحلفائها في المنطقة.
- استهداف المراحيض: لم تكن المراحيض جيدة خلال معركة جناق قلعة بسبب انتشار الأوبئة، كما أنها كانت مستهدفة من قبل قوات الجيش العثماني؛ لأن القوات العثمانية كانت تعلم بأن الجنود لا بد أن يذهبوا إليها.
- الطعام غير المرغوب: تم تقديم بسكويت صلب بالإضافة إلى لحم البقر المُعلّب وغيرها من الأطعمة غير المرغوبة بالنسبة إلى الجيش البريطاني، كما أن الحصص الغذائية التي تم تقديمها كانت أقل مما يحتاج إليه الجندي.
- ندرة المياه العذبة: واجهت القوات البريطانية وحلفاؤها مشكلة مع توفير الكميات الكافية التي يحتاجها الجنود من المياه العذبة، وكان إيصال المياه العذبة إلى الجيش مهمة صعبة وشاقة.
- ظهور وباء الزحار: انتشر مرض الزحار في معركة جناق قلعة على نحو واسع، وأدى هذا الوباء إلى استنزاف قوات الجنود في الجيش البريطاني وحلفائه، كما أنه تسبب بإجلاء آلاف الجنود من المعركة.
- انتشار الجثث المتعفنة: أدى العدد الكبير من الضحايا في المعركة إلى انتشار الجثث المتعفنة، وتسبب ذلك بانبعاث الرائحة الكريهة على نطاق واسع، وهو ما يزيد من الظروف غير الصحية في المنطقة.
من هو العريف سعيد تشابوك بطل معركة جناق قلعة؟
كان العريف سعيد تشابوك بطل معركة جناق قلعة لما أقدم عليه من الأفعال التي أسهمت بانتصار الدولة العثمانية؛ فإنه الجندي الذي قام بحمل القنابل على ظهره ووضعها في المدفعية؛ لإطلاقها تجاه قوات الحلفاء بعد تدمير الرافعة العثمانية التي تحمل القنابل، وأسهم هذا الفعل باستعادة معنويات الجيش العثماني وهزيمة جيش الحلفاء.
هل كانت جناق قلعة من المعارك المهمة في الحرب العالمية الأولى؟
كانت معركة جناق قلعة من المعارك المهمة في الحرب العالمية الأولى فعلًا حسب متحف الحرب الإمبراطوري الوطني البريطاني، وكذلك شهدت هذه الحرب عدة معارك مهمة أخرى، ومنها ما يأتي:
- معركة المَرن الأولى: في معركة المَرن الأولى حاولت القوات الفرنسية والبريطانية ردع القوات الألمانية عن التقدم في فرنسا، وهو ما بدّد طموح الألمان في هزيمة فرنسا بسرعة ثم التوجه إلى روسيا.
- معركة يوتلاند: كانت معركة يوتلاند أكبر المعارك البحرية خلال الحرب العالمية الأولى، وشاركت في هذه المعركة كل من القوات الألمانية والقوات البريطانية، وشهدت اصطدام الأساطيل البريطانية والألمانية من البوارج المدرعة.
- معركة فردان: استمرت معركة فردان الفترة الأطول على الإطلاق مقارنة بالمعارك الأخرى خلال الحرب العالمية الأولى، وبدأت بالهجوم الألماني على مدينة فردان.
- معركة السوم: استمرت معركة السوم قرابة 17 يومًا خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1916؛ بهدف تحقيق نصر حاسم على القوات الألمانية من قبل القوات البريطانية والفرنسية معًا.
- هجوم بروسيلوف: كان هجوم بروسيلوف من عمليات الهجوم الأكثر نجاحًا للجيش الروسي في الحرب العالمية الأولى، وحمل هذا الهجوم اسم القائد الروسي أليكسي بروسيلوف، الذي استخدم تكتيكات ناجحة للانتصار في الهجوم.
أين تقع جناق قلعة حاليًا؟
تقع جناق قلعة حاليًا في الجزء الشمالي الغربي من الأراضي التركية عند مصب نهر روديوس القديم على الجانب الآسيوي من الدردنيل حسب موسوعة بريتانيكا. يرغب الكثيرون بمعرفة كم تبعد جناق قلعة عن إسطنبول التي كانت عاصمة الدولة العثمانية، ويجدر الذكر بأن المسافة بينهما تبلغ 307 كيلومتر تقريبًا.
هل جسر جناق قلعة أطول الجسور المعلقة في العالم؟
يُطلق على جسر جناق قلعة اسم جسر تشاناكالي أيضًا، وهو أطول الجسور المعلقة في العالم بالفعل حسب موسوعة غينيس للأرقام القياسية، تم افتتاحه في تركيا يوم 18 مارس/آذار من عام 2022 بطول يصل إلى 2.023 كيلومتر، وحمل الجسر اسم الانتصار العثماني المعروف على القوات الإنجليزية وحلفائها عام 1915 خلال الحرب العالمية الأولى.
هل كانت المشاركة في الحرب العالمية من أسباب انهيار الدولة العثمانية؟
على الرغم من انتصارها في معركة جناق قلعة خلال الحرب العالمية الأولى؛ إلا أن وقوفها إلى الجانب الألماني في هذه الحرب كانت من أسباب انهيار الدولة العثمانية بالفعل حسب موقع هيستوري، وكانت هذه المشاركة بسبب المعاهدة السرية التي تم توقيعها بين الطرفين قبل الحرب، وتسببت بخسارة الكثير من قوات الجيش العثماني.
لم تكن المشاركة في الحرب العالمية الأولى السبب الوحيد لانهيار الدولة العثمانية، وإنما تظافرت عدة أسباب أخرى معًا متسببة بانهيارها أيضًا، ومنها: الاعتماد على الزراعة وعدم مواكبة التطور الصناعي العالمي، وعدم تماسك الأراضي العثماني بما فيه الكفاية، وكذلك تعمد بعض الدول الأخرى على إضعافها، وعلى رأسها: روسيا والنمسا.
اقرأ/ي أيضًا:
