الادعاء
فجّرت هيلاري كلينتون في مذكّراتها التي تحمل اسم كلمة السرّ 360 مفاجأة كبيرة حين تحدّثت عن الاتفاق الذي عقدته مع الإخوان المسلمين أثناء حكمهم لمصر، والذي ينصّ على إعلان الدولة الإسلامية في محافظة سيناء وتسليمها لحماس.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تتناقل صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنصّات إعلامية، منذ عام 2014، منشوراً تدّعي فيه أنّ هيلاري كلينتون قد أعلنت في مذكّراتها التي تحمل اسم كلمة السرّ 360 عن مفاجأة كبيرة حين تحدّثت عن زيارتها نحو 112 دولة لكي تقنعهم بالاتفاق الذي عقدته مع الإخوان المسلمين أثناء حكمهم لمصر، والذي ينصّ على إعلان الدولة الإسلامية في محافظة سيناء المصرية وتسليمها لحماس، لكنّ انقلاب 3 يوليو/تموز على حكم الإخوان في مصر منع ذلك الاتفاق من التحقّق.
تحقيق مسبار
تحقّق "مسبار" من المنشورات المتداولة ووجد أنها زائفة.
ساهمت هيلاري كلينتون في كتابة بعض الكتب، لكنّ لها كتابان هما خيارات صعبة (Hard Choices)، صادر عام 2014، وما حدث (What Happened)، صادر عام 2017، ولكنها لم تنشر كتاباً يحمل اسم كلمة السرّ 360. كما أنّ كلينتون أُقيلت من منصب وزير الخارجية بداية عام 2013، أي قبل الانقلاب العسكري في مصر.
من خلال تصفّح كتاب خيارات صعبة والبحث فيه، تبيّن أنّ عبارة 112 دولة لا علاقة لها بإقناع تلك الدول بإعلان الدولة الإسلامية في محافظة سيناء، وإنما تحدّثت عن تلك الزيارات بصفة عامة وبهدف وصف عددها لا أكثر.
أما عن مصر وعلاقة الولايات المتّحدة مع جماعة الإخوان المسلمين، ورد في الكتاب ما يلي "اتُّهمنا من قِبل مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين بدعم نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك، واشتبهوا في أننا نتواطأ مع الجيش لإبعادهم عن السلطة. في حين كان معارضو الإخوان يخشون احتمال قيام حكمٍ إسلاميّ، زاعمين أنّ الولايات المتحدة تآمرت مع الإخوان لإخراج مبارك".
وبالنسبة لكتابها الثاني، ما حدث، تطرّقت عن زيارتها لـ112 دولة في إطار حديثها عن حبّها لمهنة العلاقات الدولية. وعند حديثها عن مصر، تحدّثت حول لقائها مع مجموعة من الشباب القائمين على تنظيم ميدان التحرير، وعن مخاوفها أنهم سيسلّمون السلطة لأكثر المؤسسات تنظيماً في مصر: الإخوان المسلمون والقوات المسلحة.
ولم يَذكر الكتاب غير ذلك أيّ شيء متعلق بمصر، أو سيناء، أو الإخوان المسلمين، أو انقلاب 3 يوليو/تموز.