الفيديو ليس للطفل المحرر محمد نزال وهو يعانق أقاربه دون آثار لإصابته
الادعاء
مقطع فيديو لطفل محمد نزال وهو يعانق أقاربه ويتعامل بشكل طبيعي ويده سليمتان.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تتداول حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مؤيدة لإسرائيل، حديثًا، صورة للطفل الفلسطيني محمد نزال، الذي خرج ضمن صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل خلال الهدنة الإنسانية الأخيرة، وظهر وهو مُصاب في يده وعليها جبيرة، مع مقطع فيديو آخر قالوا إنه لنزال نفسه وهو يعانق أقاربه بشكل طبيعي ويده سليمة، ليدعي إصابتها بعد ذلك.
تحقيق مسبار
تحقق "مسبار" من الادعاء وتبين أنه مضلل، إذ إن الذي يظهر في مقطع الفيديو ليس الطفل محمد نزال، بل هو أسير آخر مُحرر خرج من السجن ضمن صفقة التبادل الأخيرة بين حماس وإسرائيل.
الأسير المحرر محمد شطارة
ويعود مقطع الفيديو إلى 29 نوفمبر/تشرين الثاني الفائت، ويُظهر الأسير المحرر محمد شطارة عندما التقى بعائلته في مستشفى في بلدة العيسوية في القدس المحتلة بعد إطلاق سراحه.
وذهب محمد شطارة إلى المستشفى بعد خروجه من السجن لإجراء الفحوصات اللازمة، وكشف في حديث مع مركز معلومات وادي حلوة (silwanic) عن إصابته بطفح جلدي والتهاب في الأصابع بعد تعرضه للضرب خلال فترة الاعتقال. وكشفت عائلته أنه لم يُسمح له بالعودة إلى منزله في بلدة العيسوية لحظة الإفراج عنه بسبب اندلاع مواجهات في البلدة.
وظهر محمد شطارة وهو يرتدي الزي الذي كان يرتديه عند الإفراج عنه، وهو الزي نفسه الذي ظهر به محمد نزال.
مسبار يفند الادعاءات الإسرائيلية عن أنّ محمد نزال يدعي الإصابة
الطفل محمد نزال ظهر في لقاءات تلفزيونية عقب الإفراج عنه وهو مصاب بكسر ورضوض جراء تعرضه للضرب المبرح، قبل الإفراج عنه من السجون الإسرائيلية، وروى ما مر به. وانتشرت قصته على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
في المقابل شنت حسابات إسرائيلية حملة ضد نزال ونشرت لاحقًا مقطع فيديو له وهو يخرج من السجن بعد الإفراج عنه ويصعد إلى حافلة الصليب الأحمر. وادعت أن هذا المقطع "يكشف كذب نزال لأنه ظهر في المقطع بعد خروجه من السجن ويداه سليمتان".
وتحقق "مسبار" من هذه الادعاءات ووجد أنها مضللة، إذ بالعودة إلى اللقاء الذي أجراه محمد نزال مع قناة الجزيرة فور وصوله إلى مدينة رام الله، أكد أن منظمة الصليب الأحمر هي من عالجته في الحافلة التي كانت تقلهم من السجن، وأن "أصابعه كانت مكسورة ولم يقدر على تحريكها بشكل جيد".
ولمزيد من التحقق، تواصل "مسبار" مع عائلة محمد التي أكدت أن فحوصات أجريت له بعد خروجه للاطمئنان أكثر على صحته. وكشفوا أن الفحوصات أكدت وجود كسور في الأصابع وتحديدًا في السبابة والإبهام في كلتا اليدين، أما باقي الأصابع فلم تصب بكسور، وهو ما يوضح سبب تحريك باقي أجزاء يده بشكل طبيعي.
وأجريت الفحوصات لمحمد في مجمع فلسطين في مدينة رام الله، وحصل "مسبار" على نسخ من التقرير الطبي والأشعة لفحوصات محمد والتي أكدت وجود كسور في بعض الأصابع.
كما حصل "مسبار" على صورة خاصة من عائلة محمد، للحظة الكشف عليه في المستشفى، والتي تُظهر بوضوح وجود آثار تعذيب على ظهره، وكان نزال قد كشف كما ذكرنا أنه تعرض للضرب المبرح على ظهره أيضًا في السجن.
تعرّض الأسرى المفرج عنهم للتعذيب في السجون الإسرائيلية
يأتي هذا الادعاء في الوقت الذي تتوالى فيه شهادات من الأسرى المفرج عنهم في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة بين حركة حماس وإسرائيل، عن تعرضهم للتعذيب خلال فترة اعتقالهم في السجون الإسرائيلية.
وتوضح شهادات المعتقلين المفرج عنهم وبعض محامي حقوق الإنسان، بعض أشكال التعذيب وغيره من ضروب سوء المعاملة التي يتعرض لها السجناء على يد القوات الإسرائيلية. وتشمل هذه الانتهاكات الضرب المبرح وإذلال المعتقلين، بما في ذلك إجبارهم على إبقاء رؤوسهم منخفضة، والركوع على الأرض أثناء إحصاء السجناء، وغناء الأغاني الإسرائيلية، كما كشفت تقارير حقوقية.
اقرأ/ي أيضًا
المشهد كوميدي وليس لفلسطينيين زيفوا موتهم خلال الحرب الجارية على غزة
شهادة قديمة لمراسل نمساوي حول حجم الدمار الذي شاهده خلال تغطيته وليست من غزة