الطائرة الأميركية التي لم تتمكن من عبور المجال الجوي الجزائري لم تكن متجهة إلى إسرائيل

تحقّق "مسبار" من الادعاء وتبيّن أنه مضلّل، إذ إنّ الطائرة العسكرية الأميركية لم تكن متجهة إلى إسرائيل، بل كانت في طريقها إلى العاصمة النيجيرية نيامي.

طائرة عسكرية أميركية تعود أدراجها من على مشارف المجال الجوي الجزائري

طالع مسبار بيانات الملاحة الجوية على موقع فلايت رادار24 (Flightradar24) ووجد أنّ طائرة عسكرية أميركية من طراز بوينغ سي-17 غلوبماستر 3 (Boeing C-17 Globemaster III) قد أقلعت يوم السبت 9 ديسمبر/كانون الأول الجاري، في الساعة السابعة و28 دقيقة مساءً بالتوقيت العالمي المنسق، من مطار ليرت التابع لقاعدة روتا البحرية جنوب غربي إسبانيا، باتجاه العاصمة النيجيرية نيامي في الرحلة RCH140.

وفي أثناء الرحلة، وتحديدًا في الساعة الثامنة مساءً، وصلت الطائرة إلى حدود المجال الجوي الجزائري قبالة سواحل ولاية وهران شمال غربي الجزائر، حيث بقيت تحوم حول نفسها إلى غاية الساعة التاسعة و27 دقيقة، قبل أن تعود أدراجها وتحط في مطار روتا في الساعة العاشرة وست دقائق من مساء اليوم نفسه.

بيانات الاتصالات تكشف وجهة الطائرة الأميركية

التقطت مواقع متخصّصة في تعقّب الطائرات وتجميع بياناتها الوصفية، محادثة صدرت عن نظام جمع وإرسال تقارير الاتصالات في الطائرات (Aircraft Communication Addressing and Reporting System)، المعروف اختصارًا بـ "أكارس" (ACARS)، يُعلم فيها مركز عمليات الطيران على الأرض قادة الطائرة أنّ العمل جارٍ للحصول على تصريح دبلوماسي، ويسألهم كم من الوقت بإمكانهم الانتظار مع متابعة الرحلة بعدها إلى مطار ديوري حماني الدولي في نيامي، الذي يُرمز له اختصارًا (DRRN).

الطائرة الأميركية تفشل في الحصول على تصريح دبلوماسي من الجزائر

على منصة إكس، شارك صاحب موقع إيرفريمز (Airframes) المتخصص في تعقب الطائرات وتجميع بياناتها، وهو مستخدم يدعى "@thebaldgeek"، لقطتي شاشة تظهر فيهما المحادثة. ويقول مركز عمليات الطيران في واحدة من الرسائل "علمنا للتو من مكتب ملحق الدفاع الأميركي في سفارة الجزائر (DAO) أنّهم يحاولون الاتصال بوزارة الخارجية الجزائرية. سنبلغكم حالما نتلقى ردًّا منهم. ليس لدينا تقدير للوقت الذي سيستغرقه ذلك".

ويضيف في رسالة أخرى "يطلب منكم مكتب الدفاع الانتظار لأطول فترة ممكنة. بإمكانكم التزوّد بمزيد من الوقود في مطار ديوري حماني الدولي في نيامي. نعمل على الحصول على تصريح دبلوماسي."

وجاء في رسالة رابعة “تلقينا للتو بلاغًا من مكتب الدفاع. عودوا إلى ليرت الآن. لن نحصل على التصريح الدبلوماسي اليوم”.

الحوثيون يتسببون في اضطراب حركة التجارة العالمية

يأتي تداول الادعاء في الوقت الذي يواصل فيه الحوثيون اعتراض السفن التجارية المتجهة إلى إسرائيل في البحرين الأحمر والعربي، للضغط على الاحتلال الإسرائيلي ومطالبته بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الذي يشن ضده عدوانًا وحشيًا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الفائت.

ومنذ بدء عمليات اعتراض السفن، تم تحويل مسار أكثر من مئة ناقلة تجارية لتمر عبر رأس الرجاء الصالح جنوبي القارة الأفريقية بدلًا من قناة السويس. وتسبب ذلك في اضطراب حركة التجارة العالمية، إذ أضاف ستة آلاف ميل بحري للمسافة التي كانت تقطعها السفن قبل الأزمة، كما أخّر مواعيد تسليم الشحنات بثلاثة إلى أربعة أسابيع، وتسبّب في ارتفاع أسعار النفط عالميًا بـ1.2 في المئة، مما يهدد بارتفاع أسعار الطاقة لدى المستهلكين حول العام ومفاقمة أزمة التضخم.

اقرأ/ي أيضًا

ما هي أبرز أنماط الدعاية الإسرائيلية خلال الحرب على غزة؟

كيف نتحقق من التقييمات المزيّفة للمنتجات والخدمات على الإنترنت؟