الفيديو لطفل مغربي مصاب بمرض نادر وليس لطفل أصيب في غزة جرّاء استهداف إسرائيلي
الادعاء
مقطع فيديو يُظهر طفلاً أصيب جراء القصف الإسرائيلي على غزة.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
تتداول حسابات على موقع التواصل الاجتماعي إكس، حديثًا، مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنّه يُظهر طفلًا أصيب جراء القصف الإسرائيلي على غزة.
تحقيق مسبار
تحقّق "مسبار" من الادّعاء المتداول وتبيّن أنّه مضلّل، إذ إنّ من يظهر في مقطع الفيديو طفل مغربي يعاني من متلازمة جفاف الجلد المصطبغ، وليس طفلًا فلسطينيًّا أصيب بجروح في استهداف إسرائيلي.
نشرت مقطع الفيديو جمعية مغربية في مايو الجاري
صُوّر مقطع الفيديو المتداول في الأول من مايو/أيار الجاري، بعد خضوع الطفل المغربي لعملية جراحية، ونشره حساب جمعية "صوت القمر" المغربية المتخصصة في مرافقة من يعانون مرض على منصة انستغرام.
ونُشر المقطع الأصلي على حساب جمعية "صوت القمر" الخيرية المغربية على تطبيق انستغرام، إلى جانب صور أخرى للطفل قبل وبعد خضوعه للجراحة.
مرض متلازمة جفاف الجلد المصطبغ
مرض "جفاف الجلد المصطبغ" (Xeroderma pigmentosum) هو مرض وراثي نادر يكون فيه الجلد وقرنية العين حساسين جدًا للأشعة فوق البنفسجية. كما يُعرف المرض أيضُا باسم "التقرح الجلدي الاصطباغي" و"زيروديرما بيغمنتوزم"، ويطلق على الأطفال المصابين به اسم "أطفال القَمر" أو "القَمريون"، نسبة إلى عدم قدرتهم على الخروج بشكل طبيعي إلا تحت ضوء القمر بعد أن تغيب أشعة الشمس.
يعدّ مرض جفاف الجلد المصطبغ من الأمراض النادرة، التي تنتج غالبًا عن نقص في الحمض النووي ونقص الأكسيجين المسؤول عن معالجة الطفرات الناتجة عن اختراق الأشعة فوق البنفسجية للجلد. وتكمن خطورة هذا المرض في أن المصاب به معرض للإصابة بالسرطان بدرجة كبيرة.
وتشير التقديرات إلى أنّ مرض جفاف الجلد المصطبغ يُصيب نحو واحد من كل مليون شخص في الولايات المتحدة وأوروبا، وينتشر بصورة أكثر شيوعًا في اليابان وشمال أفريقيا والشرق الأوسط.
ويؤثر هذا الاضطراب على واحد من كل عشرة آلاف شخص في شمال إفريقيا – أي أكثر من 10 أضعاف المعدل في أوروبا وقرابة 100 ضعف المعدل في الولايات المتحدة، وفقًا للدكتور كينيث كرايمر، باحث مرض إكس بي في المعاهد الوطنية الأميركية للصحة.
يُقدّر عدد أطفال القمر في المغرب بنحو 800 حالة، بحسب تقديرات غير رسمية لمنظمات تنشط في المجال، في غياب أي إحصائيات رسمية دقيقة عن عددهم. وتُعدّ جمعية "صوت القمر" من بين الجمعيات التي تُعنى بمساعدة الأطفال القمريين، واحتضانهم وإيصال صوتهم ومعاناتهم داخل المجتمع، والتعريف بكيفية الوقاية من المرض وعلاجه، والمساهمة في توفير العلاجات ورفع مستوى التوعية والتثقيف، للحد من المخاطر التي قد تنجم عنه.
ويقول رئيس جمعية "صوت القمر"، التي تأسست عام 2020 في مدينة فاس، إنّ عدد الملتحقين بها يصل إلى نحو 140 حالة من مختلف المدن المغربية، وأنّ جمعيته تسعى إلى حماية أطفال القمر، وخصوصاً الصغار وحديثي الولادة، لتفادي فقدان أعضائهم وبصرهم وتوعية المجتمع بوجود أطفال القمر ومعاناتهم، لتقليص التأثير النفسي الناتج عن نظرة المجتمع وإدماجهم داخل محيطهم. كما تعمل الجمعية على توفير الأدوية وبعض وسائل الحماية كالأقنعة الواقية والنظارات الشمسية ومصابيح الإضاءة الخاصة.
الاحتلال يواصل استهداف الأطفال في غزة
تتعدد أوجه معاناة الأطفال من الحرب الإسرائيلية الدامية على قطاع غزة. ففي 20 إبريل/نيسان الفائت، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إنّ طفلًا يُقتل في قطاع غزة كلَّ 10 دقائق جرّاء هجمات الاحتلال المتواصلة والعشوائية.
وكشفت حصيلة نشرها المكتب الفلسطيني للإعلام، في الثامن مايو الجاري، عن مقتل ما يزيد عن 15 ألف طفلٍ جراء الحرب الإسرائيلية، المستمرة منذ 219 يوم. ويُشكل الأطفال مانسبته 72 في المئة من إجمالي ضحايا الحرب، الذين تجاوز عددهم 35 ألفًا.
وفي منتصف إبريل الفائت، قالت المتحدثة باسم منظمة اليونيسيف إنّ الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، والتي وثقت إصابة أزيد من 12 ألف طفل "هي بالتأكيد أقل من الواقع".
وفي يناير الفائت، أفادت منظمة "أنقذوا الأطفال" بأنّ ما لا يقل عن عشرة أطفال يفقدون يوميًا أطرافهم السفلية في غزة، بسبب القصف الإسرائيلي. كما أشارت تقارير إلى أنّ سوء التغذية تسبّب في وفاة أكثر من 30 طفلٍ، خلال الأسابيع الأخيرة فقط.
ووفقًا لتقديرات هيئة الأمم المتحدة للمرأة، فإنّ هناك أكثر من 19 ألف طفل يتيم في غزة، فقدوا أحد أو كلا أبويهم خلال الأشهر الستة الأولى من الحرب.
اقرأ/ي أيضًا
الفيديو من السويد وليس لملك الدنمارك وهو يلوّح بالعلم الفلسطيني
الإمارات وليست الجزائر من تقدمت بمشروع قرار عضوية فلسطين الأخير في الأمم المتحدة