الصورة قديمة وليست من عودة النازحين اللبنانيين إلى الجنوب بعد اتفاق وقف إطلاق النار
الادعاء
صورة لعودة النازحين اللبنانيين إلى مناطق الجنوب.
نشر عن الخبر
الخبر المتداول
صورة تتداولها وسائل إعلامية وحسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ ساعات، يدّعي ناشروها أنها توثّق عودة أهالي جنوب لبنان والبقاع إلى قراهم وبلداتهم، بالتزامن مع بدء سريان وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، فجر اليوم الأربعاء 27 نوفمبر/تشرين الثاني.
تحقيق مسبار
بالتحقّق من الادعاء، وجد "مسبار" أنه مضلّل، إذ تبيّن أن الصورة قديمة، وليست من عودة اللبنانيين إلى مناطقهم في الجنوب بالتزامن مع سريان وقف إطلاق النار، فجر اليوم الأربعاء.
طفلة نازحة خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان
تُظهر الصورة، التي نُشرت في 23 سبتمبر/أيلول الفائت، طفلة ترفع إشارة النصر أثناء نزوحها في بلدة الصرفند جنوب لبنان خلال الأزمة الخانقة بسبب موجة النزوح، جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف مناطق الجنوب، وأشارت وسائل إعلام وصحفيون حينها إلى أن الصورة التُقطت بواسطة أحمد شحادة.
في 23 سبتمبر الفائت، شن الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية مكثفة استهدفت المناطق الجنوبية والشرقية من لبنان، ما أودى بحياة المئات ونزوح عشرات الآلاف من سكان البلدات والقرى الجنوبية نتيجة القصف العنيف.
ودفعت الهجمات العديد من اللبنانيين إلى مغادرة منازلهم على عجل، بعد تلقيهم رسائل نصية ومكالمات مجهولة المصدر تحثهم على الإخلاء الفوري.
الحرب الإسرائيلية على لبنان
في اليوم التالي لبدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعلن حزب الله اللبناني استهداف مواقع إسرائيلية تضامنًا مع قطاع غزة ومقاومته. وعلى مدار أشهر، قصفت إسرائيل بشكل شبه يومي مناطق في جنوب لبنان، بينما استمر حزب الله في استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية، ما أسفر عن تهجير عشرات الآلاف من اللبنانيين من بلدات وقرى الجنوب، كما أخلت إسرائيل مستوطنات الشمال بسبب الضربات المستمرة من الحزب.
وخلال التصعيد، اغتالت إسرائيل قادة بارزين من حزب الله، من بينهم الأمين العام حسن نصر الله في 27 سبتمبر الفائت، إضافة إلى مجموعة من كبار القادة مثل هاشم صفي الدين، وقائد كتيبة الرضوان إبراهيم عقيل، وقبلهم القيادي فؤاد شكر . ما أدى إلى زيادة حدة التصعيد، إذ شن الاحتلال الإسرائيلي غارات مكثفة استهدفت مختلف المناطق اللبنانية، وليس الجنوب فقط. ومنذ مطلع أكتوبر الفائت، بدأت قوات الاحتلال محاولات اجتياح بري للأراضي اللبنانية.
ووفقًا لأحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة اللبنانية، أسفرت الحرب الإسرائيلية على لبنان عن مقتل أكثر من ثلاثة آلاف و787 لبنانيًا وإصابة أكثر من 15 ألفًا و699 آخرين.
عودة النازحين مع بدء وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل
يأتي تداول الادعاء، مع دخول وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حيّز التنفيذ، فجر اليوم الأربعاء، الموافق 27 نوفمبر، وبدأ آلاف النازحين من المدن والقرى الجنوبية التي تعرضت للقصف الإسرائيلي بالعودة تدريجيًا إلى منازلهم التي هجروا منها منذ بداية الحرب الإسرائيلية على لبنان.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد أعلن يوم أمس الثلاثاء، عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. ومع ذلك، شنت إسرائيل مساء أمس سلسلة غارات مكثفة استهدفت مناطق مختلفة في لبنان، بما في ذلك العاصمة بيروت.
وفي السياق، دعت قيادة الجيش اللبناني سكان القرى والبلدات الأمامية إلى التريث في العودة إلى منازلهم، بانتظار انسحاب قوات الاحتلال من تلك المناطق. من جانبه، شدد جيش الاحتلال على ضرورة عدم التوجه إلى القرى التي سبق أن أُخليت، مطالبًا السكان بالانتظار حتى صدور تعليمات واضحة بشأن العودة.
ونشرت وسائل إعلام صورًا ومقاطع فيديو توثّق عودة أعداد كبيرة من اللبنانيين النازحين إلى مناطقهم، اليوم الأربعاء، وشملت العودة مناطق عدة، أبرزها الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، بالإضافة إلى الجنوب والبقاع الشرقي.
وتُظهر المشاهد سيارات وشاحنات محملة بالمفروشات، الحقائب، وحتى الأثاث، وهي تتجه نحو الجنوب عبر مدينة صور الساحلية، التي شهدت قصفًا مكثفًا في الأيام الأخيرة قبيل الاتفاق على وقف إطلاق النار.
كما ظهرت بعض السيارات وهي تلوّح بالأعلام اللبنانية وأعلام حزب الله، وشوهد أيضًا بعض العائدين يرفعون إشارة النصر.
تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل
ينص اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، وفقًا لوسائل الإعلام، على توقف العمليات العسكرية من الجانبين وعودة المدنيين النازحين. ويشمل الاتفاق انسحابًا تدريجيًا للجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان خلال 60 يومًا، بينما ينسحب حزب الله إلى شمالي نهر الليطاني، ويتولى الجيش اللبناني الانتشار في الجنوب. كما يتضمن الاتفاق آلية مراقبة موسعة برئاسة واشنطن، تضم قوات اليونيفيل وفرنسا، لمتابعة التنفيذ والإبلاغ عن أي انتهاكات محتملة.
اقرأ/ي أيضًا
الصورة قديمة وليست لانفجارات في حيفا بعد سقوط صواريخ حزب الله
الصورة قديمة وليست من اشتباكات حزب الله مع قوات الاحتلال في بلدة الخيام