تحقيق مسبار
تبحث الكثير من الفتيات عن وصفات منزلية للعناية بجمالهن سواء كان ذلك للبشرة أو للشعر، ومن ضمن الكثير من الوصفات البيتية المنتشرة على شبكة الإنترنت وصفة لتطويل الشعر باستخدام الكاز.
في هذا المقال سوف نتعرف على الكاز، ما هو؟ وما هي استخداماته؟ ما هي مضاره؟ وهل الكاز يطيل الشعر فعلًا؟
طول الشعر
يولد الإنسان وهو يملك عددًا من بصيلات الشعر لا تتغير ويبقى عددها ثابت طوال حياته، وتشير الأبحاث أنّ عدد بصيلات الشعر على جسم الإنسان الطبيعي تبلغ حوالي 5 ملايين بصيلة تقريبًا، أما بالنسبة لعدد البصيلات على رأس الإنسان فيقدّر بحوالي المئة ألف بصيلة تقريبًا.
بحسب الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية، فإن الشعر ينمو بمعدل 1.2 سنتيمتر شهريًا، أي حوالي 14 سنتيمتر سنويًا لشعر الرأس. ومع تقدم الإنسان في العمر، تتوقف بعض البصيلات عن إنتاج الشعر، وهذا ما يفسّر كيفية حدوث الصلع أو ضعفه وفقدانه لكثافته.
سرعة نمو الشعر
تعتمد سرعة نمو الشعر على عدة عوامل من أهمها:
- العمر.
- نوع الشعر.
- صحة الجسم العامة.
- الأمراض والظروف الصحية والنفسية.
- التغذية.
- العوامل الوراثية.
وحتى الآن، لم يتوصل العلم إلى صيغة علمية مثبتة تساعد على تطويل الشعر وتسريع نموه، لكن هناك بعض الطرق والمواد التي من الممكن أن تزيد من كثافة الشعر، وبذلك يظهر على أنه أطول.
الكاز
الكاز، أو الجاز، أو كما يسمى علميًا بالكيروسين، ويطلق عليه أيضًا البارافين. هو سائل هيدروكربوني ذو لون أصفر خافت أو عديم اللون وله رائحة قوية ومميزة، سائل قابل للاشتعال يتم تصنيعه من خلال عملية فصل مكونات النفط الخام.
للكاز استخدامات كثيرة وواسعة، لكن الاستخدام الأكثر شعبية له في إنتاج الطاقة والحرارة أو كبديل لغاز الطهي بسبب كفاءته العالية وسعره المقبول نسبيًا. كما يستخدم أيضًا في التنظيف وخصوصًا مواد الدهان. وتستخدم أنواع منه أيضًا كوقود للطائرات.
أضرار الكاز على الإنسان
يمكن أن يتعرض الإنسان للتسمم بمادة الكاز إما عن طريق استنشاقه أو عن طريق بلعه، كما يمكن أن يتعرض لمشاكل جلدية أو حروق إذا لامست مادة الكاز جلده وبشرته، ومن أعراض التسمم بمادة الكاز:
- السعال ومن الممكن أن يصل إلى الاختناق.
- الشعور بالدوار وفقدان التوازن.
- التقيؤ.
- الصداع والخمول.
- الالتهاب الرئوي الحاد في حال التسمم الشديد.
- تهيّج الجلد وفي بعض الحالات يسبب حروق مختلفة الدرجات.
أضرار رائحة الكاز
بالرغم من وجود الكثير من الأضرار الصحية والبيئية المُرتبطة بالكاز، تكتسب أضرار رائحة الكاز أهمية خاصة بالنسبة للكثيرين، وذلك لأن معظم الأضرار الصحية لهذه المادة مُرتبطة في الحقيقة باستنشاقها، سواء استنشاق أبخرة الكاز أو استنشاق الكاز نفسه في صورته السائلة أي دخول السائل إلى الرئتين، وهو أمر قد يحدث عن طريق الخطأ في ظروف معينة. ولعله من المفيد قبل التعرف على أضرار رائحة الكاز المرور ولو سريعًا على تعريف هذه المادة وأصلها واستخداماتها في الصناعة والحياة اليومية.
الاسم العلمي للجاز أو الكاز وفقًا للعديد من المصادر هو الكيروسين، وهي كلمة مُشتقة من الأصل اليوناني (Keros) والتي تعني الشمع. نفس هذه المادة يُطلق عليها مُسمى مختلف في بريطانيا وهو البارافين، لذا قد تذكر المصادر البريطانية أن الاسم العلمي للجاز هو البارافين. والجاز هو أحد مُشتقات البترول التي يتم الحصول عليها من خلال تكرير البترول الخام، وهو عبارة عن سائل يميل لونه للأصفر يتكون من خليط من المواد البترولية. ومن الناحية الكيميائية، يُمكن اعتبار أن الاسم العلمي للجاز هو الرمز الكيميائي لهذه المادة وهو: C12H26−C15H32.
فيما مضى كان الكاز يُستخدم بشكل رئيسي كوقود لمصابيح الإضاءة والأفران، مما أكسبه أهمية تجارية كبيرة، وصلت إلى اعتبار الكاز أهم المنتجات البترولية. ثم تراجعت هذه الأهمية بشكلٍ كبير لعدة أسباب، من بينها اختراع المصباح الكهربائي، وكذلك اختراع السيارات والتي تعمل كما هو معروف بنوع مختلف من الوقود. واليوم لازال الكاز يُستخدم كمكون رئيسي في وقود الطائرات، بالإضافة إلى استخدامه في صناعة الأصباغ والدهانات، مع استمرار استخدامه كوقود للمصابيح الزيتية والأفران في بعض الدول النامية.
ونظرًا لاستمرار هذه الاستخدامات المنزلية في الحياة اليومية في الكثير من دول العالم، يظل احتمال وقوع حوادث ابتلاع أو استنشاق الكاز قائمًا. وتشمل أضرار رائحة الكاز في حال تم استنشاق أبخرته أو عن طريق الخطأ أو بشكلٍ متعمد ما يلي:
- الصداع.
- الدوار.
- الدوخة.
- فقدان التوازن.
- الالتهاب الرئوي.
- السعال.
- الاختناق وعدم القدرة على التنفس.
- تحول أطراف الأصابع إلى لون مائل إلى الأزرق بسبب نقص الأكسجين (Cyanosis).
- ارتفاع درجة الحرارة.
إضافة إلى أضرار رائحة الكاز المذكورة في القائمة أعلاه، هُناك أضرار مرتبطة بالكاز وليس رائحته، وهي الأضرار الناتجة عن تعرض الجلد للكاز والتي تشمل تهيج الجلد، وكذلك احمرار وتشقق الجلد مع شعور بالحرقة في المكان الذي تعرض للكاز. بالإضافة إلى الأضرار الناتجة عن ابتلاع الكاز والتي تشمل الإسهال والإحساس بالغثيان والقيء.
ويُعتبر الإحساس بالغثيان و القيء من الأعراض الشائعة للكثير من المشاكل الصحية والأمراض بما في ذلك مرض كورونا، معلومات أكثر عنهما وبعض النصائح لعلاج الإحساس بالغثيان في مقال مسبار هل الغثيان من أعراض الكورونا؟.
فوائد الجاز لتطويل الشعر
يزعم الكثيرون أن هناك العديد من فوائد الجاز لتطويل الشعر، لكن الحقيقة هي أن الأبحاث حول استخدام الجاز للعناية بالشعر محدودة جدًا، وبالتالي لا يُمكن الاعتماد عليها كدليل علمي على صحة هذه المزاعم، لذا تظل فوائد الجاز لتطويل الشعر والعناية به محل خلاف. فمن ناحية هناك من يؤكدون هذه الفوائد استنادًا إلى تجارب شخصية أو تجارب عدد من معارفهم. ومن ناحية أخرى هناك الكثير من الأطباء والجهات العلمية التي تُؤكد وجوب تجنب استخدام الجاز لتطويل الشعر، والاعتماد على الزيوت الطبيعية.
تستعرض القائمة التالية بعض فوائد الجاز لتطويل الشعر المزعومة والتي تشمل:
- التغلغل إلى جذور الشعر والعمل على منع التساقط.
- لا يقوم الشعر بامتصاص الجاز وبالتالي يُشكل طبقة عازلة على سطح الشعرة تعمل على وقايتها من العوامل البيئية الضارة وتحميها من الجفاف والتقصف.
- تنشيط الدورة الدموية في فروة الرأس، مما يؤدي إلى سرعة نمو الشعر وزيادة طوله على حد زعم الكثيرين ممن استخدموا الجاز لتطويل الشعر.
- يعمل على تسهيل تسريح الشعر وتصفيفه.
- يمنح الشعر مظهرًا لامعًا ويجعله أكثر نعومة.
من المهم التذكير بأن الفوائد المذكورة أعلاه لا تستند إلى أي دليل علمي، كما أن المصدر الذي يُعدد هذه الفوائد يُشير أيضًا إلى مجموعة من الأضرار المحتملة لاستخدام الجاز كمنتج للعناية بالشعر ومنها:
- لا يقدم الجاز أي عناصر غذائية للشعر.
- لا يُمكن للجاز أن يتغلغل بداخل الشعرة، وإنما يُشكل فقط طبقة خارجية على سطح كل شعرة.
- يمكن أن يُسبب تهيّج فروة الرأس وأن يُلحق الضرر بها.
- لا يُمكن استخدامه لفترة طويلة، وذلك لأن استخدامه لفترة طويلة يُمكن أن يُعطي نتائج عكسية مخالفة تمامًا للنتائج المرجوّة. كما أن استخدام الجاز كزيت للشعر لفترة طويلة يُسبب الجفاف للشعر ولهذا يجب غسله بعد دقائق من وضعه على الشعر، كما أن عملية الغسيل نفسها تُعد صعبة مقارنةً بأنواع الزيوت الأخرى.
- يُضفي على الشعر رائحة كريهة وقوية.
بناءً على ما سبق يُنصح بتجنب استخدام الجاز مهما كانت فوائد الجاز لتطويل الشعر مرغوبة أو مغرية، ويُنصح أيضًا باستخدام الزيوت النباتية الطبيعية بدلًا من الجاز، مثل زيت جوز الهند و زيت الزيتون اللذان يقدمان للشعر العديد من الفوائد المُثبتة علميًا.
إضافةً إلى زيت الزيتون وزيت جوز الهند، هناك العديد من أنواع الزيوت الأخرى التي يُنصح باستخدامها للعناية بالشعر، تعرفي عليها في مقال مسبار هل الزيوت تطول الشعر؟
هل الكاز يطيل الشعر فعلًا؟
كما ذكرنا سابقاً، لم تصل الأبحاث العلمية إلى طريقة أو صيغة مثبتة لتطويل الشعر، ومعظم الوصفات المنتشرة لتطويل الشعر هي عبارة عن تجارب شخصية لا أساس علمي لها، ومن ضمنها وصفات الكاز لتطويل الشعر.
وكما ذكرنا في مقالة علاج القمل بالكاز، فلا ينصح باستخدام الكاز على الرأس أو على البشرة، إذ يؤدي امتصاص المنتجات البترولية ومن ضمنها الكاز من خلال الجلد إلى مضاعفات خطيرة، حيث يمكن أن يسبب الكاز تهيجاً للجلد والرئتين أيضاً، والأخطر من ذلك وكونه مادة سريعة الاشتعال، فإن الاقتراب من أي مصدر حرارة قد يؤدي إلى اشتعاله مما قد يسبب حروقاً شديدة.
هل البروتين يطول الشعر؟
يُمكن القول أن البروتين يطول الشعر بالفعل، فمن المعروف أن الشعر يتكون بشكل رئيسي من أحد أنواع البروتين وهو الكيراتين، لذا من الطبيعي أن يكون للبروتين دورًا هامًا في زيادة نمو الشعر وكذلك سرعة نموه، ولكن هل البروتين وحده يطول الشعر؟
إن الاعتقاد بأن البروتين يطول الشعر بمعنى أن تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالبروتين هو كل ما يلزم لإطالة الشعر أمر غير دقيق وعلى الأرجح لن يؤدي إلى النتائج المطلوبة. تستعرض القائمة التالية مجموعة من الحقائق اللازمة لفهم العلاقة بين البروتين ونمو وإطالة الشعر:
- نمو الشعر وزيادة طوله هي عملية حيوية تتوقف على مجموعة من العوامل تشمل السِن، والتغذية السليمة والحالة الصحية العامة، بالإضافة إلى العامل الوراثي. والمقصود بالتغذية السليمة هي أن تحصل بُصيلات الشعر على كل ما تحتاجه من عناصر غذائية ضرورية للحفاظ عليها في حالة جيدة.
- عند الحديث عن التغذية السليمة للشعر تأتي الأطعمة الغنية بالبروتين في المقام الأول، مما يوحي أن البروتين يطول الشعر، وهو أمر صحيح إلى حدٍ كبير لكن البروتين لوحده لا يكفي. فإلى جانب البروتين، هناك مجموعة من العناصر الغذائية الضرورية اللازمة لكي ينمو الشعر بشكل صحي، وبالتالي يمكن القول أنها تلعب دورًا في زيادة طول الشعر أيضًا، تشمل هذه العناصر مجموعة من الفيتامينات والمعادن، وكذلك الأحماض الدهنية المعروفة باسم أوميغا-3.
- مجموعة الفيتامينات الضرورية للحفاظ على شعر صحي وبالتالي تُساهم في زيادة طوله تشمل فيتامين A وفيتامين C وفيتامين E وأحد أنواع فيتامين B وهو البيوتين.
- مجموعة المعادن اللازمة لنمو الشعر والحفاظ على صحته تشمل الحديد والزنك والسيلينيوم.
ولا شكّ أن الحصول على العناصر الغذائية الضرورية من خلال الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن يُعتبر خيارًا أفضل من الحصول عليها في صورة مكملات غذائية، لذا توضح القائمة التالية الأطعمة التي توفر للجسم احتياجاته من العناصر الغذائية التي يحتاجها الشعر:
- البيض: يُعتبر البيض مصدرًا ممتازًا للبروتين عالي الجودة وكذلك البيوتين بالإضافة إلى الزنك والسيلينيوم.
- الفواكه: مثل التوت والفراولة والكيوي، وكذلك البرتقال وغيره من الحمضيات تُعتبر جميعها مصدرًا لفيتامين C، وهو فيتامين يُعزز نمو الشعر بأكثر من طريقة، إذ يُعتبر فيتامين C أحد مضادات الأكسدة الطبيعية، كما أنه يدخل في عملية تصنيع الكولاجين داخل الجسم، وهو الأمر الذي يعمل على تقوية الشعيرات الدموية التي تغذي بصيلات الشعر.
- الأسماك: وتحديدًا الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة، والتي تُعتبر مصدرًا هامًا للأوميغا-3، كما أنها مصدر ممتاز للبروتين.
- المُكسرات: تُعتبر المكسرات بشكلٍ عام واللوز بشكلٍ خاص مصدرًا ممتازًا لفيتامين E، كما أنها تقدم للجسم الأحماض الدهنية الأساسية، بالإضافة لكونها من مصادر البروتين النباتية.
- السبانخ: يقدم السبانخ للجسم مجموعة من العناصر الغذائية الهامة ومن بينها الحديد وفيتامين A، مما يجعله أحد الأطعمة التي يُنصح بتناولها لإطالة الشعر والحفاظ على صحته.
اقرأ/ي أيضًا: