تحقيق مسبار
يدفع التقارب الاشتقاقي بين لفظي النشا والنشادر إلى افتراض دلالتهما على مسمّى واحد. ويشيع بين الكثير من مستخدمي مادة النشا خطأ متداول يجعل من المادتين عنصراً واحداً. لكن المقارنة بينهما من الناحية العلمية تظهر الفرق الكبير بينهما سواء من حيث التركيبة الكيميائية أو التوظيف الصناعي لهما. فما هو النشا وما هو النشادر؟
من ماذا يتكون النشادر؟
يحيل لفظ النشادر على غاز يتميز بانعدام اللون مع رائحة قوية نفاذة. ويطلق عليه بالإنجليزية اسم "الأمونياك"، وهو غاز قلوي يتكون من خلال ارتباط بين ذرة واحدة من النيتروجين وثلاث ذرات من الهيدروجين وهو الأمر الذي يعطي للنشادر صيغة كيميائية شهيرة هي (NH3) .
كيف يتم تحضير النشادر؟
يمكن تحضير النشادر بطرق صناعية عبر إنجاز بعض التفاعلات الكيميائية الخاصة. تقوم عملية تحضير النشادر على مفاعلة مركب كربيد الكالسيوم الذي يتم سحقه ومن ثم تسخينه حتى درجة حرارة 1100 مئوية مع غاز النيتروجين لينتج لدينا سياناميد الكالسيوم، وكربون الغرافيت. وبعد تسخين سياناميد الكالسيوم مع الماء تحت ضغط مرتفع جدا تنتج عن ذلك كربونات الكالسيوم، إضافة لغاز النشادر أو الأمونياك.
ما هي استعمالات النشادر؟
تستعمل هذه المادة في الكثير من المجالات الصناعية والزراعية وغيرها. فغاز النشادر يوظف عادة في عملية التبريد والتكييف، وذلك بسبب كمية الحرارة الكبيرة التي يمتصها عند تحوله من سائل إلى غاز. كما يستخدم كوقود للآليات الكبيرة في المصانع. ويشيع توظيف النشادر كثيرا في مجال صناعة الأسمدة. كما تتم أكسدة الأمونياك بكميات كبيرة لتحضير حمض الآزوت المسمى أيضاً بماء الفضة، الذي يدخل في صناعات هامة مثل صناعة المواد الطبية والمرايا العاكسة، إضافة للمتفجرات بعد خلطه مع حمض الكبريتيك المركز.
هل له أضرار؟
باعتباره غازاً نفاذاً فإن النشادر يعد من المواد التي يتطلب استخدامها الكثير من الحرص والعناية بشروط السلامة. ففي مجال التكييف والتبريد تم استبداله بغاز آخر يدعى غاز الفريون، نظراً لأن درجة سٌمّيته مرتفعة. ومن المعروف أيضاً عن هذا الغاز تسببه في بعض التهيجات على مستوى بعض الأغشية في الجسم. وبحكم طبيعته الغازية فإنه يعتبر قابلاً للاشتعال كما أنً استنشاقه قد يكون خطراً على صحة الإنسان. كما أن التخلص منه في الطبيعة بشكل غير مضبوط يعتبر مضراً بالبيئة.
من ماذا يتكون النشا؟
يعد النشا نوعا من الكربوهيدرات التي تتشكل خليتها من أعداد هائلة من ذرات الكربون والهيدروجين والأوكسجين، ولذلك تتمثل التركيبة الكيميائية للنشا في صيغة أكثر تعقيدا هي (C6H10O5).
كيف يتم تحضير النشا؟
يوجد النشا في الخلايا الحية للنباتات الخضراء مثل حبوب الذرة والقمح والأرز والفاصوليا والبطاطس، ويتم استخدام مادة اليود لاختبار وجود النشا في الغذاء لأنه عند إضافة كمية قليلة من اليود لمحلول النشا يصير لونه أزرق داكناً. ويتم إنتاجه باستخلاصه من المواد الطبيعية التي يوجد بها.
ما هي استعمالات النشا؟
بالإضافة إلى كونه يستهلك كمكمل غذائي، متوفر في الكثير من المواد الاستهلاكية اليومية يستعمل النشا أيضا لإنتاج المستحضرات الطبية، كما يستعمل في بعض الصناعات ومن أهمها صناعة الورق.
هل له أضرار؟
من الناحية الغذائية يعتبر النشا نوعاً من أنواع السكريات، وهذا ما يجعل استهلاكه بإفراط أمراً مضراً للصحة إذ قد يؤدي إلى ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم. ويعد هذا الارتفاع مؤشراً سلبياً على احتمالات الإصابة بداء السكري من الفئة الثانية. لكن بالمقابل تعد المواد النشوية مصدراً من مصادر الطاقة المهمة لجسم الإنسان. كما أظهرت دراسات حديثة أن ما يسمى بالنشا المقاوم يعتبر عاملاً صحياً مفيداً للإنسان. وهذا النشا يتميز ببطء عملية تفكيكه من طرف الجهاز الهضمي لذلك ينتهي به الأمر في الأمعاء الغليظة مما يعتبر عاملاً مساعدا للقولون وللبكتيريا المفيدة للجسم.
