` `

هل الولادة الطبيعية أفضل من القيصرية؟

صحة
13 يناير 2021
هل الولادة الطبيعية أفضل من القيصرية؟
عادةً ما تكون الولادة الطبيعية أفضل من القيصرية، وهي الخيار الأكثر أمانًا (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يعتبر إنجاب الطفل بصحة جيدة والحفاظ على صحة الأم هما الهدفان الطبيعيان لتجربة الحمل السليمة والتي يسعى إليها الأزواج حول العالم، وخاصة عندما يكون هناك ضرورة لاختيار نوع الولادة إن كانت ولادة طبيعية (مهبلية) أو ولادة قيصرية.

سيبحث هذا المقال في كل من الولادات الطبيعية والقيصرية وفوائدها ومخاطرها المحتملة، وسيجب على سؤال هل الولادة الطبيعية أفضل أم القيصرية؟

 

الولادة الطبيعية

الولادة الطبيعية هي العملية الفيزيولوجية الحتمية للتكاثر البشري من خلال المهبل أو "قناة الولادة" ولها نوعان هما:

الولادة الطبيعية بدون دواء أو مساعدة: وتتم بدون استخدام أي مسكنات للألم أو تخدير أثناء المخاض مع تدخل طبي محدود مثل مراقبة قلب الجنين مثلًا، أو حتى بدون أي تدخل طبي، وتعتمد السيدة هنا على تقنيات الاسترخاء والتحكم في التنفس للمساعدة في تخفيف الألم.

الولادة الطبيعية بالمساعدة: وهي الولادة مع استخدام الأدوية ومنها المخدرة، أو كان هناك تدخل طبي مساعد بوسائل وأدوات طبية.

 

مزايا الولادة الطبيعية:

تجربة الولادة الطبيعية تكون مختلفة وفردية لكل سيدة، ولكن هناك بعض المزايا العامة أهمها:

  • التعافي بشكل أسرع بعد الولادة وقضاء وقت أقصر في المشفى.
  • يكون التواصل بين الأم والطفل في الوقت المناسب، وهو أمر مهم جدًا من الناحية العاطفية بينهما، كما أنه يعزز النمو النفسي الصحي للطفل.
  • هناك فرصة عالية للبدء الفوري بالإرضاع الطبيعي. 
  • تقل احتمالية حاجة الطفل إلى حضانة الرعاية الخاصة بشكل كبير.
  • غالبًا ما يطوّر الأطفال بعد الولادة الطبيعية أجهزة مناعية أقوى وأقل احتمالية للإصابة بالحساسية مقارنة بالولادة القيصرية، ويعزى ذلك إلى البكتيريا التي يمر بها الطفل خلال الولادة المهبلية أو بسبب الهرمونات التي تطلق أثناءها.
  • تقل الحاجة لتسكين الآلام بعد الولادة.
  • يقل احتمال إصابة السيدة بمشاكل طبية في تجارب الحمل المستقبلية.
  • القدرة البدنية على رعاية الأطفال وأداء المهام اليومية.

 

مخاطر الولادة الطبيعية:

في بعض الحالات يصنف الحمل بأنه "عالي الخطورة"، حيث قد ينصح مقدمو الرعاية الصحية بتجنب الولادة الطبيعية ومن الحالات  التي لا تكون الولادة الطبيعية أفضل من القيصرية:

  • عمر السيدة الحامل أكبر من 35 سنة.
  • إذا كانت السيدة حاملًا بأكثر من جنين معًا.
  • إذا اعتادت الحامل أن تشرب الكحول أو تتعاطى المخدرات.
  • خضوع الحامل سابقًا لعملية جراحية في الرحم مثل الولادة القيصرية.
  • وجود بعض الحالات المرضية مثل السكري أو ارتفاع الضغط أو مشاكل تخثر الدم.
  • إذا تعرضت السيدة لمضاعفات معينة أثناء الحمل.

 

الولادة القيصرية

الولادة القيصرية هي تدخل جراحي يهدف لإخراج الجنين من رحم الأم من خلال فتحة جراحية بالرحم دون المرور بالطريق الطبيعي وهو المهبل، ويفترض أن يتم إجراء هذه العملية في الحالات الطارئة التي يعتقد فيها أن الولادة الطبيعية المهبلية قد تنطوي على مخاطر كبيرة على صحة الأم أو صحة الجنين ولها نوعان بحسب أسبابها:

 

الولادة القيصرية لأسباب طبية:

من أهم الأسباب الطبية التي تتطلب إجراء العملية القيصرية:

  • في حال كانت المشيمة منخفضة (هبوط المشيمة).
  • في حال كان عنق الرحم مغطى من قبل المشيمة (مشيمة مُزاحة).
  • إذا كانت الحامل تعاني من ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالحمل (تسمم الحمل).
  • في حال عدم تقدم المخاض أو وجود نزيف مهبلي مفرط أثناءه.
  • إذا كانت الحامل تعاني من عدوى معينة كالأمراض المنقولة جنسيًا (مثل الإصابة الأولى بالهربس التناسلي التي تحدث في وقت متأخر من الحمل أو الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية غير المعالج).
  • إذا كان الجنين في وضع المقعد الخلفي أي أن قدمه باتجاه المهبل وليس الرأس، ولم تنجح محاولات مقدمي الرعاية الطبية لقلبه عن طريق الضغط اللطيف.
  • في حال كان الجنين لا يحصل على ما يكفي من الأكسجين والمواد الغذائية، وهنا قد يتم اتخاذ القرار بالولادة القيصرية الفورية الطارئة.

وتقدر منظمة الصحة العالمية بأن نسبة العمليات القيصرية يجب ألا تتجاوز 15% من مجموع الولادات، لكن أظهر مسح أجرته منظمة الصحة العالمية أن متوسط ​​النسبة المئوية للولادات القيصرية في البلدان المتقدمة قد وصل إلى 25٪ ، وهو أكبر بكثير من 15٪، وفي بعض المناطق تصل النسبة إلى 52.8٪، ويعود ذلك للعديد من الأسباب غير الطبية.

 

الولادة القيصرية لأسباب اجتماعية:

في السنوات الأخيرة وبسبب العوامل الاجتماعية أصبحت العملية القيصرية خيارًا شائعًا بشكل متزايد، إذ تختار بعض النساء الخضوع لعملية قيصرية لإنجاب أطفالهم لأسباب اجتماعية أو غير طبية و أهمها:

  • الخوف من آلام مخاض الولادة.
  • الاعتقاد الخاطئ أن القيصرية أكثر أمانًا وأقل آلامًا وقلقًا.
  • إمكانية تحديد تاريخ الولادة وموعد الذهاب إلى المستشفى.

كما أن هناك عوامل أخرى متعلقة بالنظام الصحي، حيث يجد بعض الأطباء والمشافي الخاصة العملية القيصرية تحتاج وقتًا أقل من الطبيب، وأقل تكلفة للمشفى، وأكثر ربحًا لكليهما، إذ أن أجور العمليات القيصرية أعلى من أجور الولادة الطبيعية في العديد من البلدان، وبالتالي يتم دفع السيدة بطريقة أو بأخرى نحو الولادة القيصرية.

 

التعافي بعد الولادة القيصرية

يستغرق التعافي من الولادة القيصرية بشكل عام وقتًا أطول من التعافي من الولادة المهبلية، حيث يقدر متوسط ​​البقاء في المستشفى بعد الولادة القيصرية بحوالي 3 أو 4 أيام مقارنة بمعدل ​​يوم أو يومين في حالة الولادة المهبلية، وهذا أحد الأسباب التي تجعل الولادة الطبيعية أفضل من القيصرية.

وقد تسبب القيصرية بعض الانزعاج والآلام في البطن في الأيام القليلة الأولى بعدها، كما تضطر السيدة لتجنب بعض الأنشطة، مثل القيادة حتى يتم التأكد من قبل الطبيب على التعافي بعد 6 أسابيع  من الولادة.

وطبعًا سيشكل الجرح ندبة في البطن تكون واضحة جدًا في الفترة الأولى، لكن من المفترض أن يتلاشى بنسبة كبيرة مع مرور الوقت.

 

مخاطر الولادة القيصرية

مع التطور الطبي ارتفعت نسبة معدلات الأمان بالنسبة للعملية القيصرية بشكل عام، ولكنها مثل سائر العمليات الجراحية فقد تنطوي على قدر معين من المخاطر، لذلك قد تفكّر المرأة فيما لو كانت الولادة الطبيعية أفضل أم القيصرية، ومن الضروري أن تكون السيدة وشريكها على دراية بالمضاعفات المحتملة بعد شرح الطبيب، وخاصة إذا كانت العملية القيصرية مخططة لأسباب غير طبية.

تشمل المضاعفات المحتملة للولادة القيصرية ما يلي:

  • مضاعفات محيطة بالجرح أو بطانة الرحم.
  • جلطات الدم.
  • نزيف شديد.
  • تلف بعض المناطق المجاورة للرحم مثل المثانة أو الحالبان.
  • صعوبات التنفس المؤقتة لدى الطفل.
  • جرح الطفل بالخطأ عند فتح الرحم.
  • الحمى الناتجة عن عدوى أو عوامل أخرى مرتبطة بالجراحة.
  • مضاعفات من التخدير، بما في ذلك الغثيان والنعاس والدوخة.
  • فرصة أكبر للولادة القيصرية للولادات المستقبلية.
  • ترتفع نسبة احتمال احتياج الطفل إلى حضانة الرعاية الخاصة.
  • هناك خطر أكبر لحدوث مشاكل طبية في كل عملية قيصرية مستقبلية.
  • زيادة خطر الإصابة باكتئاب ما حول الولادة.

وبشكل عام يمكن للسيدة التي خضعت لعملية قيصرية إجراء ولادة مهبلية لطفلها التالي، لكنها قد  تحتاج  إلى بعض المراقبة الإضافية أثناء المخاض، لكن يبقى هناك خطر أكبر بحدوث تمزق الرحم في حالات الحمل المستقبلية، وفي حالات نادرة قد يؤدي ذلك إلى استئصال الرحم، وهذا سبب آخر يجعل الولادة الطبيعية أفضل من القيصرية في حال عدم وجود سبب طبي للولادة القيصرية.

 

هل الولادة الطبيعية أفضل أم القيصرية؟ 

الولادة الطبيعية هي العملية الفيزيولوجية الحتمية للتكاثر البشري ولها العديد من الآثار الإيجابية، بينما تعتبر العملية القيصرية طريقة غير طبيعية للولادة، فهي تدخل جراحي يفترض ألّا يتم إلا لأسباب طبية أو مخاوف مؤكدة على صحة الأم أو صحة الجنين، وبنسبة لا تتجاوز 15% من مجموع الولادات. 

وعادةً ما تكون الولادة الطبيعية أفضل من القيصرية، وهي الخيار الأكثر أمانًا إذا كنت السيدة والجنين بصحة جيدة.

في الجدول التالي مقارنة بين الولادة الطبيعية والقيصرية من ناحية أهم الفوائد والمخاطر المحتملة:

الولادة الطبيعية

الولادة القيصرية

التواصل الفوري بين الأم والطفل مما يعزز العلاقة العاطفية بينهما ويعزز النمو النفسي الصحي للطفل.

يتأخر وقت التواصل الأول بسبب التخدير وآلام الشق الجراحي والتوتر العاطفي وعوامل أخرى تؤثر على النمو النفسي للطفل.

فرصة عالية للبدء الفوري بالإرضاع الطبيعي.

احتمال تأخير البدء بالإرضاع الطبيعي.

تقل احتمالية احتياج الطفل إلى الحاضنة.

تزداد احتمال احتياج الطفل إلى الحاضنة.

أجهزة مناعية أقوى للطفل وأقل احتمالية للاصابة بالحساسية

أجهزة مناعية أضعف للطفل وأكثر احتمالية للاصابة بالحساسية

التعافي المبكر للأم وقضاء وقت أقل في المستشفى.

تأخر تعافي الأم وقضاء وقت أكثر في المستشفى.

تقليل احتمال الاصابة بمشاكل طبية في تجارب الحمل المستقبلية.

زيادة احتمال الاصابة بمشاكل طبية في تجارب الحمل المستقبلية.

القدرة البدنية على رعاية الطفل والمهام اليومية.

التأخر في إمكانية القيام بالأعمال المجهدة.

طريقة طبيعية لا تترك ندبات في البطن.

طريقة جراحية تترك ندبات في البطن.

 

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على