` `

هل يمكن تحديد أسباب الصداع المتكرر؟

صحة
13 يناير 2021
هل يمكن تحديد أسباب الصداع المتكرر؟
تختلق أسباب الصداع المتكرر باختلاف فئة الصداع المتكرر (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يتساءل الكثيرون حول إمكانية تحديد أسباب الصداع المُتكرر وطُرُق علاجه، ومن الطبيعي أن تُراود الغالبية العُظمى من الناس مثل هذه الأسئلة، وذلك لأن الصُداع من أكثر الأعراض المَرَضية شُيُوعًا. تُشير بعض التقديرات إلى أنه تقريبًا كُل إنسان عانى من الصُداع في وقتٍ ما من أوقات حياته. ومما يجعل الأمر مُحيرًا أكثر، تعدد أنواع الصداع وبالتالي دلالاته.

يتناول هذا المقال الصداع عُمومًا كعارض مَرَضي، ويسلّط الضوء على الصداع المتكرر بشكل خاص، ليُجيب على عدد من الأسئلة مثل: هل يُمكن تحديد أسباب الصداع المتكرر؟ هل يدعو هذا النوع من الصداع إلى القلق ويستوجب زيارة الطبيب؟

 

هل الصُداع مَرَض؟ أم عارض لِمَرض مُعين؟

أبسط تعريف للصُداع هو: ألم في الرأس ككل أو في جزء من الرأس. ويُمكن أن يكون الصداع إحساس خفيف أو متوسط بالألم في الرأس كنتيجة لأمرٍ بسيط مثل عدم النوم لعدد ساعات كافية، الإجهاد في العمل، أو الجوع كالصداع المُصاحب للصوم في شهر رمضان المُبارك مثلًا. في أغلب الحالات ينتمي الصداع الشائع الذي يُعاني منه الكثيرين إلى هذا النوع، وعندها يكون الحل هو تناول الطعام، نَيل قِسط من الراحة، أو تناول الأدوية المُسكنة التي تُباع دون الحاجة لوصفة طبية.

من ناحية أُخرى، يُمكن أن يكون الصداع بحد ذاته مرضًا مُزمنًا، ولعلّ أشهر أنواع الصداع من هذه الفئة هو الصداع النصفي والذي يُسمى أيضًا بالشقيقة. كما يُمكن أن يكون الصُداع عارضًا يُشير إلى مُشكلة صحية أكثر خُطورة كالجلطات والسكتة الدماغية، أو وجود ورم في الدماغ، في هذه الحالة يكون الألم شديدًا ومُصاحب لأعراض أُخرى. وبحسب الموقع الرسمي لكلية الطب بجامعة هارفارد، يوجد أكثر من 300 نوع من الصداع.

 

ما هي أشهر أنواع الصداع؟

من بين الأنواع الكثيرة للصداع، هناك 3 أنواع رئيسية تُعتبر الأكثر شُيوعًا وهي:

  • صُداع الجُيوب الأنفية: يحدث هذا النوع عادةً عند وجود التهاب في الجيوب الأنفية، إلاّ أن أحد المصادر يُشير إلى عدم وجود ارتباط دائم بين هذا النوع من الصداع وبين التهابات الجيوب الأنفية. ومن أهم أعراض صداع الجيوب الأنفية الإحساس بألم في الوجه، تحديدًا في الخدّين والجبهة، يزداد عند الانحناء إلى الأمام (وضعية الركوع)، كما يصاحبه أعراض أخرى مثل الإرهاق العام، انسداد الأنف، وشعور بالألم في الأسنان العلوية.
  • الصُداع النصفي (الشقيقة): أسباب الإصابة بالشقيقة غير واضحة للأطباء وإن كانت الأسباب الوراثية والعوامل البيئية لها دور في الإصابة بها. الإحساس بالألم في هذا النوع من الصداع عادةً يحدث في جانب واحد من الرأس، ويكون على هيئة نبضات أو دُفعات مُتلاحقة من الألم، وقد يُصاحب الألم أعراضًا أخرى مثل الشعور بالدُوار، القيء، وعدم القدرة على تحمُّل الضوء الساطع والأصوات المُرتفعة. هناك أربع مراحل مميزة للصداع النصفي، المُرور بهذه المراحل الأربع أمرٌ شائع بين المُصابين بالصداع النصفي ولكن ليس جميع المصابين به. هذه المراحل هي:
  • المرحلة الأولى (بوادر النوبة): تحدث عادة قبل النوبة بيوم أو يومين، وتتميز هذه المرحلة بعدد من الأعراض مثل الإمساك، التقلبات المزاجية، إحساس زائد بالعطش، والتثاؤب المُتكرر.
  • المرحلة الثانية (الأورا): تحدث هذه المرحلة قبل النوبة بوقت قليل، كما قد تحدث أثناء النوبة، أمّا أعراضها فتشمل أوهام بصرية وسمعية، حيث يرى المريض أشكالًا مختلفة أو ومضات ضوئية كما يسمع أصوات ضجيج أو موسيقى غير حقيقية، بالإضافة إلى صعوبة في الكلام.
  • المرحلة الثالثة (النوبة): تختلف وتيرة حدوث النوبات ومُدة كُل نوبة من شخص لآخر، أعراض النوبة هي الأعراض المميزة للصداع النصفي سابقة الذكر، أي نبضات من الألم في نصف الرأس، الدُوار والقيء، والتحسس من الضوء والأصوات العالية.
  • المرحلة الرابعة (ما بعد النوبة): تستمر لمدة يوم في العادة، تتميز بزوال أعراض النوبة، كما يشعر المريض بالارتباك والتعب العام، في بعض الحالات أشار المرضى إلى إحساسهم بالبهجة الزائدة خلال هذه المرحلة.

 

  • الصداع الضاغط: وهو النوع الأكثر شُيوعًا بين أنواع الصداع المعروفة، يتميز بإحساس بسيط

أو متوسط بالألم في كامل الرأس، كما لو أن هناك ضغط واقع على الرأس، مصحوبًا بألم خفيف أو التحسس الزائد (tenderness) في عضلات الرقبة والكتفين. أسباب هذا النوع من الصداع أيضًا غير مُحددة بشكل قاطع، إلاّ أن هناك بعض العوامل المُرتبطة به مثل التوتر العصبي، الجوع، الإرهاق، وعدم النوم بشكل كافي.

 

ماذا عن الصداع المتكرر؟

الصُداع المتكرر لا يعتبر نوعاً من أنواع الصداع، وإنما تستخدم هذه العبارة لوصف حالة المريض إذا كانت نوبات الصداع تُصيبه بوتيرة معينة، ألا وهي أن يُصاب بنوبة صداع في 15 يومًا أو أكثر من كل شهر ولمدة 3 أشهر فما فوق، وذلك بغض النظر عن نوع الصداع الذي يصيبه. تُطلق المصادر العلمية على الصداع الذي يتكرر بهذه الوتيرة اسم الصداع اليومي المُزمن. ويمكن تصنيف أو تقسيم هذه الحالة إلى فِئتين هُما: 

  • الصداع المُزمن الرئيسي: في هذه الحالة يكون الصداع هو المشكلة الرئيسية التي يُعاني منها المريض، ولا يدل على وجود مُشكلة صحية أخرى، أي أنه ليس أحد أعراض مرضٍ ما.
  • الصداع المُزمن الثانوي: في هذه الحالة يكون الصداع المُزمن مُؤشرًا على وجود مُشكلة صحية أخرى، أي أنه أحد أعراض مرضٍ ما يُعاني منه الشخص المُصاب.

 

جدير بالذكر أن أشهر أنواع الصداع التي يُمكن أن تتكرر بوتيرة عالية لدرجة أن يتم تصنيفها كصداع يومي مُزمن أو صداع متكرر هي:

  1. الصداع النصفي المُزمن
  2. الصداع الضاغط المُزمن
  3. الصداع الارتدادي المُزمن، وهو النوع المرتبط بالإفراط في استخدام الأدوية.

 

هل يُمكن تحديد أسباب الصداع المتكرر؟

تختلف الإجابة بحسب فئة الصداع المُتكرر، بالنسبة للصداع المتكرر الرئيسي الإجابة هي لا، لا يمكن تحديد أسباب الصداع المتكرر المُزمن الرئيسي، لكن المُطمئن في الأمر أنه قابل للعلاج.

أما بالنسبة للصداع المُتكرر الثانوي، فيمكن تحديد أسباب الصداع المتكرر الثانوي، ففي هذه الحالة يكون السبب ببساطة هو المرض أو المشكلة الصحية التي تظهر لها مجموعة من الأعراض، من بينها الصداع المتكرر الثانوي. ومن أشهر الأمراض والمشاكل الصحية التي قد تكون من أسباب الصداع المتكرر الثانوي:

  • وجود مشكلة في أحد الأوعية الدموية في الدماغ أو في منطقة قريبة من الدماغ
  • التهاب السحايا.
  • وجود ورم في الدماغ.
  • إصابات الرأس الشديدة.

 

متى تصبح مراجعة الطبيب ضرورية؟

زيارة الطبيب تُعتبر الخيار الأمثل ليساعد الشخص المُصاب بالصداع المتكرر على تجاوز هذه المشكلة، وخصوصاً إذا كانت حالته تتميز بما يلي:

  • إذا كان الشخص المُصاب بالصداع المتكرر بحاجة لاستخدام المُسكنات بشكل يومي أو شبه يومي.
  • إذا كان الشخص المصاب بالصداع المتكرر لا تكفيه الجرعة المُوصى بها من المُسكنات.
  • إذا كانت طبيعة الألم تتغير أو تزداد سوءًا.
  • إذا كان الألم شديدًا لدرجة أن يُعيق الشخص المصاب بالصداع المتكرر عن ممارسة أنشطة حياته اليومية.

 

كما يتوجب زيارة الطبيب بشكل عاجل جدًا في حال كان الصداع يتميز بأحد الصفات التالية:

  • إذا كان الصداع حاد ويحدث بشكل مفاجئ.
  • إذا كان الصداع يزداد سوءًا بالرغم من تناول المسكنات.
  • إذا كان الصداع ناتجًا عن إصابة شديدة في الرأس.
  • إذا كان الصداع مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الارتباك والتشويش، ازدواج الرؤية، وارتفاع درجة الحرارة.

 

وذلك سواء كان الصداع متكررًا أم غير متكرر.


 

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على