تحقيق مسبار
يزرع الكثير من الناس عشبة عطرية الرائحة تسمى الحبق، ويطلق عليها البعض الآخر اسم الريحان، فيتسائل الكثيرون فيما إذا كان الحبق هو الريحان ذاته أم أنهما نباتان مختلفان، وخاصة أن شجرة الحمبلاس تسمى أيضًا بشجرة الريحان.
سيتم في هذا المقال التعريف بنبات الحبق وأنواعه وفوائده، إضافة لشجرة الحمبلاس وفوائدها، كما سيتم الاجابة على سؤال هل الحبق هو الريحان؟
الحبق
ويدعى الحبق أيضًا بالريحان، واستخدمها الإغريق في تحضير الماء المقدس وكذلك وضعوا أواني تحوي حبق تحت مذبح الكنيسة.
ينتمي الحبق لفصيلة الشفويّة (Lamiaceae) والتي تحوي على 200 نوع نباتي، تنمو بذورها في بداية الربيع وتظهر الأزهار ذات اللون الأبيض والشكل الأنبوبي بين شهر آب وشهر أيلول، وتحصل على أفضل نمو لها بوجود طقس مشمس وتربة مروّاة بشكل جيد، كما أنها تنمو في التربة الحمضية والمعتدلة والقلوية ولكنها تحتاج إلى الرطوبة والضوء فلا تستطيع النمو في الظل.
يحمل الحبق أوراقًا خضراء ملساء على سطحها العلوي ووبرية على السطح السفلي، ويستخرج منها زيت عطري، كما أنه يحتفظ بالماء عند اقتراب البرودة وفصل الشتاء، وهو نبات دائم الخضرة يصل نموه الأولي لحوالي نصف متر، ويعتبر نبات الحبق خنثى أي أنه يحتوي على كلا الأعضاء المذكرة والمؤنثة ويحدث التلقيح بواسطة النحل.
ينمو الحبق في آسيا الاستوائية وإفريقيا وكذلك في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط وجنوب شرق آسيا.
أنواع الحبق
يوجد لنبات الحبق أنواع عديدة حسب مكان نموه وهي:
- الحبق اليوناني: له رائحة قوية ولكن نكهته خفيفة.
- الحبق الحلو: وهو الشكل الأكثر شيوعًا، شائع جدًا في الطعام الإيطالي وله نكهة تشبه نكهة عرق السوس والقرنفل.
- حبق القرفة: الموطن الأصلي له في المكسيك، يشبه القرفة من ناحية الطعم والرائحة ويستخدمه المكسيكيون مع البقوليات والأطعمة الحارة.
- الحبق التايلندي: له نكهة اليانسون وأكثر ما يستخدم في المطابخ الآسيوية والتايلندية.
- حبق الخس: أُطلق عليه هذا الاسم لأن أوراقه كبيرة ومجعدة ورقيقة، وله نكهة تشبه عرق السوس ويُضاف بشكل أساسي للسلطة والطماطم وزيت الزيتون.
فوائد الحبق واستخداماته
يوجد للحبق العديد من الفوائد من أهمها:
- تُستخدم أزهاره بشكل واسع في الطعام نيئة أو مطبوخة، ويمكن استخدامها كتوابل تُضاف للأطعمة، خاصًة السلطة والكوسا والحساء والصلصات المختلفة، ويُفضل إضافتها في آخر مراحل الطبخ إذ أن الحرارة تقلل من النكهة.
- تجفف الأوراق لتستخدم لاحقًا في فصل الشتاء أو تُستخدم طازجة بإضافتها للسلطة مثلًا، بسبب نكهتها اللذيذة ورائحتها العطرة المميزة.
- يمكن صناعة شاي الحبق اللذيذ من أوراقه.
- يمكن تناول بذور الحبق نيئة أو إضافتها للأطعمة كتوابل.
- يستعمل الزيت المستخرج في صناعة العطور وأيضًا مضاد أكسدة وطارد حشرات.
- بعد تزايد الدراسات حول فوائده وجد احتواؤها على حريرات 3% في الحبق الطازج و4% في الجاف، وعناصر غذائية مهمة مثل 3% فيتامين A في الطازج و4% في الجاف، و13% فيتامين K في الطازج و43% في الجاف، بالإضافة إلى الحديد والكالسيوم والمنغنيز.
الاستخدامات الطبية للحبق
الاستخدامات الطبية واسعة، فقد تم استخدام الحبق بالطب الصيني القديم كمضاد للغثيان، واستخدم قديمًا ولآلاف السنين كعشبة طبية خاصةً لعلاج المشاكل العصبية والهضمية لتخفيف النفخة والتشنجات المعدية وعسر الهضم، ومن هذه الاستخدامات:
- تقليل الاكتئاب المتعلق بالتوتر.
- التقليل من أضرار الصدمات.
- تقليل من خطر فقدان الذاكرة.
- خفض ضغط الدم الشرياني بتأثيرها المُرخي على الأوعية الدموية.
- تحسين سكر الدم والكولسترول والشحوم الثلاثية.
- الوقاية من بعض السرطانات كالثدي والكولون.
- مضاد للبكتيريا.
- زيادة اليقظة والتركيز.
- مضاد التهاب.
- طرد الحشرات كالبق.
التأثيرات الجانبية لاستخدام الحبق
- استخدام الحبق بكميات معتدلة آمن بشكل عام، لكن يجب الانتباه من استخدامه عند تواجد بعض الحالات المرضية وعند أخذ بعض أنواع الأدوية.
- نظرًا لاحتواء الحبق على فيتامين K المهم في عملية التخثر، فإن استخدام الحبق عند الأشخاص الذين يتعالجون بالمميعات الدموية كالوارفارين يقلل من تأثيره، فهؤلاء الأشخاص لديهم قابلية عالية لتكوين الخثرات الدموية وعند استهلاكهم للحبق بكميات غير مضبوطة ودون الرجوع للطبيب سيتعارض تأثيره مع تأثير المميع الدموي ويخفف من فاعليته.
- يجب عدم تناوله أثناء الحمل أو بمرحلة التخطيط له، إذ وجد أنه يحرض على التقلصات الرحمية مما قد يؤدي للإجهاض، وله تأثير سلبي على الحيوانات المنوية.
- من المفضل تقليل استخدامه عند الأشخاص الذين يتناولون أدوية خافضات الضغط الشرياني وكذلك خافضات سكر الدم، لما له من تأثير خافض للضغط والسكر.
هل الحبق هو الريحان؟
نعم، يطلق الكثير من الناس اسم الريحان على الحبق وهو نبات عُشبي، لكن تجدر الإشارة إلى أن شجرة الحمبلاس أو الآس تسمى بالريحان أيضًا في العديد من المناطق، وبالتالي فإنه يوجد أكثر من نبات واحد يسمى الريحان، ويجب التأكد إن كان يقصد بالكلمة النبات العشبي (الحبق) أم الشجرة (الحمبلاس).
الحمبلاس
يدعى بالآس أو الريحان ولكنه يختلف عن الحبق، ينتمي لعائلة الميرتاسيا النباتية (Myrtaceae)، وهو عبارة عن شجرة دائمة الخضرة عطرة بأوراق لها ملمس الجلد وشكل الرمح مع نهاية مدببة ولونها أخضر غامق وسطحها السفلي أفتح من العلوي، وتحمل الشجرة أزهارًا بيضاء ذات رائحة عطرة، وغالبًا تعطي نوع من التوت الصالح للأكل ذو اللون الأزرق المائل للسواد، أما لحائها فهو بني اللون ناعم ويعطي منظرًا جميلًا مع الوقت.
يصل ارتفاع شجرة الحمبلاس كمعدل وسطي إلى أربع أمتار ونصف، وأوراقها خضراء على مدار العام أما بالنسبة لأزهارها فتظهر من شهر تموز إلى شهر آب وتنضج بذورها في شهر تشرين الأول، وتعتبر نباتًا خنثويًا كونها تحتوي على كلا الأعضاء المذكرة والمؤنثة.
يمكن أن تنمو شجرة الحمبلاس في التربة الرملية (الجافة) أو الطينية (الرطبة)، وكذلك إن كانت تربة حمضية أو قلوية أو معتدلة، لكنها تُفضل التربة جيدة التصريف، ولا تنمو أبدًا في الظل وتحتاج حماية من الجو البارد والرياح.
يُعتبر موطنها الأصلي بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط وجنوب غرب أوروبا، ولكن ازداد انتشارها في العالم بعد أن أصبحت تُزرع في مختلف المناطق حيث يتوفر المناخ المناسب لنموها، مثل أفريقيا وإثيوبيا وكندا والصين وفرنسا وتركيا وغيرها الكثير، وتختلف تسميتها بين دولة وأخرى إلا أن اسمها العلمي ثابت.
استخدامات الحمبلاس
يوجد العديد من الاستخدامات المفيدة للحمبلاس مثل:
- يمكن أن تؤكل ثمارها نيئة أو مطبوخة بعد نضجها، ويمكن تجفيفها و إضافتها للطعام كمنكهات وتوابل ويُصنع منها عصير حامض.
- وكذلك تستخدم أوراقها مع الأطباق الطعامية مثل بقية التوابل المختلفة، ويتناول الإيطاليون براعم أزهارها.
- يُستخرج من أوراقها وأغصانها الصغيرة زيت يُستعمل كنوع من البهار.
- لها أيضًا العديد من الاستخدامات الطبية المفيدة:
- تأثير مضاد للبكتريا: إذ أنه يستخرج من أوراقها الإيثانول الخام (Ethanol) وجليكوسيد قطبي (Glycoside) وكذلك الكحول، ويستخدم زيت الآس بتأثيراته المضادة على جرثومة هيليكوباكتر (Helicobacter Pylori)التي تستعمر المعدة، وأيضًا يملك تأثيرات مضادة للفطور.
- مضاد للسكري: بمادة الستربتوزوسين (Streptozotocin) المستخلصة منه كذلك من تأثير الإيثانول الخام.
- خاصيات مضادة للسرطان: بتثبيطه لمادة الهيدروكربون هيدروكسيلاز.
- التأثير المضاد للقرحة: خاصًة بتناول الثمار المجففة الحاوية على مواد كيميائية مضادة للقرحة.
- تأثير مضاد للالتهاب: بتخفيف التأثيرات المسببة بواسطة الوذمة، وعلاج الالتهابات البولية والهضمية والمهبلية.
- تأثير مسكن ومزيل للقلق: إذ وجد أنه يسبب استرخاء في العضلات.
- تأثير على الجهاز التنفسي: بتخفيف السعال.
- مساعدة في علاج الأمراض العصبية خاصة الصرع.
- طرد الحشرات: استخدام الزيت العطري المُستخرج منها في طرد الحشرات وكذلك علاج التهابات اللثة لاحتوائه على مادة المينتول.
- علاج حب الشباب والجروح والبواسير.
- صناعة منتجات وألواح صابون العناية بالبشرة.
التأثيرات الجانبية للحمبلاس
استخدام مستخلص الأوراق المخفف على الجلد والمهبل آمن نوعًا ما لكن يمكن أن يسبب تهيج وجفاف في الجلد. أما بالنسبة للزيت المستخرج منها فهو غير آمن عند تناوله مباشرًة عن طريق الفم، لاحتواءه على مواد خافضة لضغط الدم ومسببة لأمراض الأوعية الدموية.
اقرأ/ي أيضًا:
