` `

هل تعرف القطط صاحبها؟

علوم
14 مارس 2021
هل تعرف القطط صاحبها؟
تعرف القطط صاحبها، وباستطاعتها حفظ ما تعرفه عن صاحبها لسنوات طويلة (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

يتساءل الكثيرون من مربي القطط هل تعرف القطط صاحبها أم لا، فعلى الرغم من أنها حيواناتٌ أليفة وتعيش في المنزل، إلا أنَّ القطط تختلفُ بالكثير من الأمور مع الكلاب، فيجد مربيها أحيانًا صعوبةً في فهمها.

يذكر المقال التالي تاريخ العلاقة بين القطط والبشر، كما ويوضح ما إن كانت تعرف القطط صاحبها أم لا، بالإضافة إلى طرق تواصلها مع البشر وتفسير تصرفاتها المختلفة معهم.

صورة متعلقة توضيحية

 

مكانة القطط عند الحضارات القديمة

نشأت العلاقةُ بين القطط والبشر منذُ آلاف السنين، وتعودُ الآثار الملموسة الدالة على استئناس القطط إلى أكثر من 9000 سنة، فقد عُثِر على أول قبرٍ لقطٍ مدفون في موقع أثري بجزيرة قبرص، كما وقد عثر العلماء على العديد من الآثار الدالة على وجود القطط في المجتمعات البشرية القديمة في مواقع أثرية مختلفةٍ بالشرق الأوسط، بالإضافة إلى حضورها اللافت في الحضارات القديمة، فقد كانت مقدسةً عند المصريين الفراعنة، وفي حضارات الهند وشرق آسيا وغيرها من الحضارات القديمة.

  • الحضارة الفرعونية: كانت للقطط أهميةٌ بالغة عند المصريين القدماء، فقد عبدوها ومجَّدوها، وكانت عقوبة من يقتل قطًا في مصر هي الإعدام، وإذا ماتت قطة في البيت يقوم سكانه بحلق حواجبهم كحدادٍ على موتها، ويستمر الحداد إلى أن تنموا حواجبهم من جديد.
  • الحضارة الهندية: عبد الهنود القطط لسنواتٍ طويلة، وكانت أشهر القطط التي عبدوها هي القطة "ساشت". كما وقد تأثرت الثقافة الهندية بالقطط، فقد ذُكرت في قصصهم ورواياتهم، مثل القط "لوماسا"، الذي لعب دورًا مهمًا في رواية "ماهابهاراتا". 
  • الحضارة الصينية: تقول الأسطورة الصينية القديمة أنَّ الرب منح إدارة العالم للقطط قبل البشر، وقد عبد الصينيون القدماء القطط، وصوَّروا الآلهة "لي تشو" على شكل قطة وقدموا لها الهدايا والقرابين من أجل حماية محاصيلهم الزراعية وزيادة الخصوبة.

وحتى في هذا اليوم، مازالت القطط من أهم الحيوانات التي استأنسها البشر، فقد خُصِّص يوم 17 فبراير من كل عام يومًا عالميًا للقطط، كما وخصصت العديد من دول العالم جزءًا من ميزانياتها لرعاية القطط وحمايتهم، ويبدو ذلك جليًا فيما تُقدمه مدينة إسطنبول التركية لهم حتى أصبحت تسمَّى بعاصمة القطط.

صورة متعلقة توضيحية

 

هل تعرف القطط صاحبها؟

نعم، تعرف القطط صاحبها، كما وتعرف اسمه والكثير عنه، وباستطاعتها حفظ ما تعرفه عن صاحبها لسنواتٍ طويلة، وقد لا تتفاعل القطط مع مالكها بنفسِ الطريقة التي تتبعها الكلاب، إلا أنَّها تتفاعل مع أصحابها بطرقٍ عدة غير حاسة البصر وحدها، فقد أُجريت العديد من الدراسات حول حواسِّ القطط المختلفة، وتبين أنَّ القطط تعرف صاحبها من خلال وجهه وصوته ورائحته أيضًا.

  • أظهرت دراسة حديثة بأنَّ القِطط تعرف صاحبها من خلال تمييزها لنبرة صوته، حتى وإن كانت تسمع العديد من الأصوات في نفس الوقت، فمن خلال التجربة، أظهرت القطط ردود فعلٍ مختلفة عند سماعها لصوتِ صاحبها.
  • تعرف القطط صاحبها من خلال رائحته أيضًا، فبالرغم من أنَّ حاسة الشم لدى القطط أضعف من تلك التي تتمتع بها الكلاب، إلا أنها أقوى بكثير من حاسة الشم عند البشر، ويستطيع القط تمييز رائحة مالكه من بين الكثير من الروائح في نفس الوقت.
  • باستطاعة القطط أيضًا أنَّ تحفظ الروتين اليومي لمن يقوم بإطعامها، فالقطط بارعةُ جدًا في حفظ الأنماط السلوكية لمن هم حولها.

وعلاوةً على أنَّ القطط تعرف صاحبها، فإنها تستطيع تمييز اسمها أيضًا، كما وقد تبين أنَّ القطط قد تلجأ لأصحابها عند شعورها بالخوف، فقد أُجريت دراسة على سلوكها عند وجودِ ما يخيفها، وقد أظهرت التجربة أنَّ القطط تشعر بخوفٍ أقل عندما تكون برفقة أصحابهم.

صورة متعلقة توضيحية

 

كيف تتواصل القطط مع صاحبها؟

إلى جانب المواء الذي تستخدمه القطط فقط للتواصل مع البشر من أجل حاجاتها المختلفة كطلب الماءِ والطعام، تستخدم القطط الكثير من الإيماءات وتعابير الجسدِ من أجلِ التواصل مع صاحبها، ويعتبر الذيل من أكثر ما تستخدمه القطط من أجلِ التواصل، وتُعبر كل حركة أو شكلٍ لذيلها عن أمرٍ تريد إيصاله. أمّا من أجل التواصل مع القطط الأخرى، فتستخدم حاستي الشم والبصر.

  • إذا كان ذيل القط مرتفعًا لأعلى بشكلٍ مستقيم، فهذا يعني أنَّ القط سعيد لرؤية صاحبه أو لرؤية حيوان آخر.
  • إذا قامت القطة بهزِّ ذيلها أثناء رفعه إلى الأعلى، فهذه طريقة تعبر بها القطة عن حبها الشديد.
  • عندما يكون ذيل القط مُنتفخًا وموجها إلى الأعلى بشكلٍ مستقيم، فهذه إشارةٌ على شعورِ القط بالغضب الشديد.
  • تعبر القطط عن خوفها بمدِّ ذيلها أفقيًا ونفخه ليبدو ضخمًا.
  • تبسِط القطط ذيولها على الأرض بشكلٍ مائلٍ إذا ما شعرت بالاستياء أو إذا كانت غاضبةً بعض الشيء.

ووفقًا لاستطلاعٍ جرى على مُربِّي القطط في مدينة نيويورك، فإن غالبية الأشخاص يتحدثون مع قططهم كما يتحدثون إلى البشر، بغض النظر فهمتهم قططهم أم لا. ومن الجدير بذكره أيضًا أنَّ البشر حاولوا فيما مضى ترجمة ما تحاول القطط قوله لهم، فمع انتشارها في البيوت أواخر القرن الثامن عشر، قام البروفسر أبوس ليون بكتابة معجمٍ يوضح فيه معاني بعض الكلمات التي تموء بها القطط، إلا أنَّ ذلك لم يحقق نجاحًا كبيرًا. وبالرغم من ذلك فقد نجح علم النفس السلوكي بترجمة الكثير من إيماءات القطط، خصوصًا حركات ذيلها، ويقول العلماء بأنَّ الكثير من حركات أجساد القطط تحدث بشكلٍ متعمدٍ من أجل إيصالِ ما تريده وليست تلقائية كما هو الأمر عند الكلاب.

صورة متعلقة توضيحية

 

كيف تبني القطط علاقتها مع البشر؟

على عكس الكلاب المنزلية التي تتصف بالطاعة والتعاون مع أصحابها، تختلف القطط في تعاملها مع البشر، فالقطط لم تُدجِّن أنفسها من أجل البشر، وإنما من أجل الانتفاع منهم، وتعتبر القطط ثاني أكثر الحيوانات المنزلية بعد الكلاب في أمريكا، وأكثر الحيوانات المنزلية انتشارًا في الشرق الأوسط وباقي دول العالم.

وما زال العلماء يدرسون الأسباب وراء الاختلافات في سلوكيات القطط المنزلية تجاه البشر، ومن ضمن ما وجدته هذه الدراسات:

  • تصبح القطط اجتماعيةً بقدر ما يقوم البشر بالتعامل معها، حيث أنها تمتاز بقدرة عالية على التأقلم مع محيطها، فتميلُ إلى التعامل بودية إذا اعتادت على التعامل مع البشر لفترة تتراوح ما بين الثلاثة أسابيعٍ والشهرين، أما إذا تُركت لفترة طويلة دون عناية، فستميل إلى العزلة والابتعاد عنهم.
  • تقوم القطط بتعليم أبنائها الصغار السلوك الذي تعلمته أيضًا، حيث إذا كانت القطة قد اعتادت على التصرف بودية مع البشر، فإنها ستقوم بتعليم صغارها التعامل بودية، أما إذا تعلمت العزلة والابتعاد عنهم فستعلم صغارها ذلك.
  • قد تختلف سلوكيات القطط باختلاف أصولها، ففي استطلاع للرأي، يرى مربي القطط أنَّ السلالة السيامية أكثر ودية من باقي سلالات القطط الأخرى، كما وقد لاحظوا أنَّ القطط الفارسية تهتم لطعامها ونظافتها أكثر من غيرها.
  • وجد العلماء بأنَّ القطط غير المهجنة -ذات السلالة النقية- تكون ودية واجتماعية أكثر من غيرها، وكلما قضت القطة وقتًا أطول مع أمها بين البشر تصبح ودية أكثر من تلك التي لم تتعلم من أمها.

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على