تحقيق مسبار
يتداول الكثير من الناس العديد من المعلومات حول عملية قص المعدة، منها ما هو صحيح ومنها ما هو خاطئ.
يُعرّف هذا المقال بعملية قص المعدة وأنواعها، وما هي الحالات التي تستدعي القيام بها، وهل عملية قص المعدة خطيرة؟ وفي النهاية يُقدّم بعض النصائح التي يجب اتباعها بعد إجراء عملية قص المعدة.
عملية قص المعدة
عملية قص المعدة هي تدخّل جراحي يتم عن طريقه استئصال المعدة كاملة أو جزء منها. ويوجد عدة أشكال لهذا التدخّل الجراحي وهي:
- استئصال المعدة الجزئي: يتم عن طريقه استئصال جزء من المعدة. عادةً ما يتم استئصال الجزء السفلي من المعدة في هذا النوع من العلميات.
- الاستئصال المعدة الكلي: في هذه الجراحة يتم استئصال المعدة بشكل كامل.
- تكميم المعدة: في هذا النوع يتم إزالة الجانب الأيسر من المعدة كإجراء يهدف إلى إنقاص الوزن في حالات السمنة المفرطة.
الحالات التي تستدعي عملية قص المعدة
في حالات مرضية معينة يلجأ الطبيب المعالج وبالرجوع إلى الجرّاح إلى عملية قص المعدة، تاليًا أبرز هذه الحالات:
- سرطان المعدة: يُعتبر سرطان المعدة من الأورام الخبيثة جدًا ولا يتم اكتشافه إلا عند وصول المرض إلى مراحل متقدمة، مما يُفَسر ارتفاع الوفيات الناجمة عن هذا النوع من السرطانات. غالبًا ما يَلجأ الطبيب المُعالج إلى عملية قص المعدة في حالات الإصابة بالسرطان حتى في المراحل المبكرة منه، ويعتمد مقدار الاستئصال على مدى انتشار السرطان في المعدة نفسها وانتشاره إلى أعضاء أخرى. ويمكن أن يحتاج بعض المرضى إلى العلاج الكيماوي أو الإشعاعي إلى جانب عملية قص المعدة.
- قُرحة المعدة: لا تُعتبر عملية قص المعدة الخيار الأول في حالات قُرح المَعدة خلافًا لحالات سرطان المعدة، إذ يلجأ الأطباء إلى عملية قص المعدة في حال فشل الأدوية في علاج والتئام قُرحة المعدة في غضون 12 أسبوعًا. كذلك قد يلجأ الأطباء إلى عملية قص المعدة للمرضى المصابين بقُرحة المعدة وغير القادرين على أخذ العقاقير الطبية.
- أورام المعدة الحميدة: عند ظهور الأورام الحميدة في المعدة يتم إزالتها بتقنية التنظير إمّا عن طريق الفم أو المريء. أما في الحالات الأكثر خطورة، يتم إزالة الأورام الحميدة عن طريق عملية قص المعدة. يُحَدَّد الإجراء الجراحي المعتمد لإزالة الأورام الحميدة (القص أو التنظير) وفقًا لسرعة نمو وانتشار الورم أولًا وتاريخ المريض العائلي مع مرض السرطان ثانيًا.
- حالات ثقب المعدة: يُعتَبر ثقب المعدة من الحالات الطارئة التي تستدعي الجراحة. يلجأ الأطباء إلى إزالة الأجزاء المتضررة جرّاء الثقوب عن طريق عملية قص المعدة في الحالات الشديدة التي لا يمكن علاجها بالعقاقير الطبية.
- السمنة المفرطة: تُسمى عملية قَص المعدة التي تُجرى لعلاج حالات السمنة المفرطة بعملية تكميم المعدة. خلال الجراحة يُزال جزء كبير من المعدة وتُضم الأجزاء المتبقية معًا لعمل معدة أصغر بحجم الموزة، إذ يَبلُغ حجم المعدة بعد التصغير 10% من حجمها الأصلي. وتُساعد عَملية تكميم المعدة المريض على إنقاص وزنه عن طريق تصغير حجم معدته، فلا يعود قادرًا على تناول كميات كبيرة من الطعام، كما يتم إزالة الجزء المسؤول عن إنتاج هرمون الشهية في المعدة خلال الجراحة.
هل عملية قص المعدة خطيرة؟
صحيح، تُعتبر عملية قص المعدة خطيرة شأنها في ذلك شأن أي نوع من أنواع الجراحة. وبالإضافة إلى المخاطر التي قد تحدث خلال إجراء العملية، تنطوي عملية قص المعدة على مخاطر حدوث مضاعفات بعد العملية بسبب التغييرات التي يفرضها قص المعدة على طريقة هضم الطعام لاحقًا. وغالبًا ما يتم علاج بعض المضاعفات بالأدوية والعقاقير الطبية، ولكن بعض الحالات قد تستدعي إخضاع المريض لجراحات أُخرى.
تعتمد المضاعفات التي قد تحدث بعد إجراء عملية قص المعدة على شكل العملية، تاليًا أهم المضاعفات المحتملة:
- مضاعفات عملية قص المعدة بسبب سرطان المعدة: ترتبط عمليات قص المعدة واستئصالها كعلاج لسرطان المعدة بنسبة مخاطر أعلى كون أغلب الأشخاص الذين يخضعون لتلك الجراحة من كبار السن وغالبًا ما تكون حالتهم الصحية غير مستقرة بالأصل، وتتمثل أبرز مضاعفاتها المحتلة في التالي:
- التهاب الجرح.
- تسرب حمض المعدة إلى المريء مما يؤدي إلى تَضيُّق الأخير مع مرور الوقت.
- التهاب الرئتين.
- النزيف الداخلي.
- انسداد الأمعاء الدقيقة.
- فقدان الوزن.
- مضاعفات عملية قص المعدة بسبب السمنة: أبرز المضاعفات المرتبطة بعملية قص المعدة بسبب السمنة هي حالات القيء والغثيان والتي تتحسن غالبًا مع مرور الوقت، كذلك فإن المريض يكون عرضة للنزيف الداخلي والجلطات والارتجاع الحمضي الحاصل بسبب تسرب حمض المعدة إلى المريء، وأخيرًا الالتهابات.
- متلازمة الإغراق (Dumping Syndrome): وهي عبارة عن مجموعة من الأعراض تُصيب المريض عندما تضطر الأمعاء الدقيقة إلى هضم كمية كبيرة نسبيًا من الطعام دفعة واحدة ونقلها بسرعة من المعدة إلى المرئ. تتمثّل أعراض متلازمة الإغراق بارتفاع مستوى السكر في الدم ومن ثم انخفاضه بسرعة كبيرة محدثًا تعرّقًا وتسارعًا في دقات القلب وشعورًا بالتعب والإرباك، بالإضافة إلى التقيؤ والغثيان. قد يساعد تغيير نوع الطعام في إدارة الأعراض، وقد يستغرق الأمر من 3 إلى 6 أشهر حتى تتحسن الحالة.
- الإصابة بالإسهال: في بعض الأحيان قد يجري قطع العصب المبهم أثناء عملية قص المعدة. ويساعد العصب المبهم على التحكم في حركة الطعام خلال الجهاز الهضمي، لذلك قد يتسبب قطعه في إصابة العديد من الأشخاص بنوبات الإسهال المتواصلة.
تغييرات بعد عملية قص المعدة
لا يستطيع المريض تناول أي طعام صلب في الأيام الأولى بعد عملية قص المعدة، إنما يُعطى المريض السوائل عن طريق الوريد، وتُتيح السوائل الوريدية شفاء الجهاز الهضمي بسرعة. علاوةً على ذلك، يوجد بعض التغييرات التي يُنصح المريض بها بعد مغادرة المستشفى تاليًا أبرزها:
- تناول 6 وجبات صغيرة على مدار اليوم عوضًا عن تناول 3 وجبات كبيرة.
- عدم أكل الطعام وشرب السوائل في نفس الوقت، إنما يُنصَح المريض بتناول السوائل قبل أو بعد ساعة من تناول وجبات الطعام.
- مراقبة كمية الألياف الغذائية في الأطعمة مثل الفول والعدس والحبوب الكاملة إذ بإمكانها أن تسبب الشبع بسرعة. يُنصح المريض بإعادة إدخال تلك الأطعمة بالتدريج إلى النظام الغذائي بعد إجراء عملية قص المعدة.
- عدم تناول منتجات الألبان بعد عملية قص المعدة، خاصةً إذا كان المريض من المصابين بحساسية اللاكتوز، إذ لا يستطيع المصابون بهذه الحساسية هضم سكريات الحليب، مما يسبب الغازات والانتفاخ والإسهال بعد تناول منتجات الألبان.
- تَناول المكملات الغذائية مثل الحديد والكالسيوم وفيتامينات B12 وD، إذ يَصعُب على الجسم امتصاصها من الطعام بعد عملية قص المعدة.
اقرأ/ي أيضًا: