تحقيق مسبار
يمر جسم المرأة بمجموعة من التغيّرات الطبيعية أثناء الدورة الشهرية؛ ومنها تمزق أو انفجار كيس دموي على المبيض؛ إلّا إنّها قد تكون أمرًا خطيرًا في بعض الحالات؛ بسبب وجود أكياس أُخرى خلافًا لكيس البويضة الطبيعي؛ مسببًا مجموعةً من الأعراض والمشاكل الجسدية التي قد تصل إلى فقد المبيض والعقم؛ لذلك يجب معرفة متى يكون التمزق طبيعيًا ومتى يكون خطيرًا، وهذا ما سنتحدث عنه بالتفصيل في مقالنا الحالي من ناحية طبية علمية بحتة.
ما هي حالة انفجار كيس دموي على المبيض؟
بحسب الآراء الطبية فإنّ عملية تمزّق الأكياس النامية تحدث شهريًا بشكلٍ طبيعيٍّ أثناء الدورة الشهرية، لكن بعض الحالات يحدث فيها نمو أكياس مختلفة قد تكون سرطانية ويعد تمزقها خطيرًا نسبيًا؛ إذ تنمو هذه الأكياس بدرجات متفاوتة وتنفجر عند ازدياد حجمها عن الطبيعي، كما أنّ بعضها تنمو بشكل بطيء جدًا؛ ما يعني صعوبة انفجارها؛ بالتالي الحاجة لإزالتها بسبب ضغطها على الأعضاء الطبيعية وتأثيرها السلبي على الجسم.
أعراض تمزق أكياس المبيض
يُسبب انفجار كيس دموي على المبيض مجموعةً من الأعراض المتفاوتة من حيث الشدة، ومن هذه الأعراض:
- ألمٌ في منطقة الحوض، خاصةً في الجهة السفلية اليُمنى، وهذه الأعراض عادةً تُشبه التهاب الزائدة الدودية.
- ألمٌ متفاوت الشدة في كلا الجانبين، وهذه الحالة تحدُث عندما تكون الأورام في بطانة الرحم.
- ألمٌ شديدٌ بعد ممارسة الرياضة المكثفة أو ممارسة الجنس في منتصف الدورة الشهرية.
- الحُمّى الناتجة عن عدوى من المواد الموجودة في الكيس.
- نزيف مهبلي في غير أوقات الحيض.
- الغثيان والتقيؤ والإغماء الناتج عن تسرب السوائل إلى البطن.
- الضعف العام والتعب في معظم الجسم.
- زيادة الألم أثناء الجلوس.
- ألم في الكتف والرقبة ناتج عن النزيف.
- الثقل والامتلاء.
- الدوخة التي قد تكون مؤشرًا على وجود نزيف في البطن، وقد يًصاحبها تغير في الرؤية وتسارع في نبضات القلب، لكنها لا تُسبب نزيفًا مفرطًا؛ إلّا في حال تناول مميعات الدم.
ما هي أسباب تمزق كيس المبيض؟
معظم الأكياس تُعتبر طبيعية وحميدة، لكن بعضها؛ مثل أورام بطانة الرحم، قد تكون غير طبيعية وتتمزق مُحدثةً بعض المشاكل الصحية، وفيما يلي الأسباب الفعلية لتَّكونها وتمزقها:
- تتكون بعض الأكياس نتيجة للعوامل الوراثية؛ وفي هذه الحالة تعود للتكوّن مرات متعددة.
- يحدُث انفجار كيس دموي على المبيض نتيجة ممارسة الجنس أو ممارسة التمارين الشاقة.
- يكون سبب الانفجار أحيانًا هو إزدياد حجم الكيس بشكل كبير وامتلائهُ بالسوائل.
ما هي أنواع تكيسات المبيض؟
الحقيقة أنّ نوع كيس المبيض هو الذي يُحدد طريقة العلاج ومقدار الألم، ويُمكن تعريف أكياس المبايض بأنها عبارة عن أكياس مملوءة بالسوائل توجد فوق المبيض، ويتم إنتاجها وقت الإباضة، ومعظمها غير ضار، وتختفي في غضون أسابيع قليلة، فقد تنمو على المبيض 3 أو 4 أكياس صغيرة؛ أحدها يُصبح أكبر ويحتوي بداخله على البويضة والسوائل وينفجر في منتصف الدورة الشهرية مُطلقًا البويضة والسوائل بشكل طبيعي، ولا يُشكل خطورة بل يحدث شهريًا خلال الدورة الشهرية، وقد يصاحبه ألم بسيط وانزعاج، لكن أنواع الأكياس مختلفة ومتعددة؛ ولكل منها أسباب وطرق علاج، ويُمكن تقسيم الأكياس إلى الأنواع التالية:
- الأكياس الوظيفية: وهي المعروفة بأكياس التبويض وتُعتبر غير ضارة؛ إذ تحدث كجزء من الدورة الشهرية وتظهر وتختفي من تلقاء نفسها، وتقسم إلى قسمين:
- الأكياس الجرابية: وهو عبارة عن كيس دموي على المبيض، تتكوّن البويضة داخله، ويحتوي على سوائل لحمايتها وعند تحريرها ينفجر هذا الكيس بالشكل الطبيعي ثم يتلاشى، لكن في بعض الحالات فالكيس لا ينفجر بالكامل أو لا يطلق جميع السوائل؛ فيمتلئ بشكل أكبر ويزداد حجمه متحولًا إلى كيس جرابي.
- كيس المبيض الأصفري: يُعتبر هذا النوع أقل حدوثًا من الكيس الجرابي، ويحدُث بعد إطلاق البويضة وتركها لنسيج أصفر يتطوّر على شكل كيس يمتلئ بالسوائل و يزول لوحده في غضون أشهر، لكنه قد ينقسم أو يتمزق مسببًا الألم والنزيف.
- الخراجات المرضية: وهي أكياس أو أورام غير سرطانية غالبًا، لكنها قد تتطوّر في بعض الحالات وتحتاج تدخلًا جراحيًا؛ وهي:
- الأكياس المسخية أو الجلدانية: توجد هذه الأكياس بشكل طبيعي منذ الولادة، وتحتوي على مجموعة من الأنسجة، وتُعتبر نادرة الحدوث؛ إذ تُصيب قرابة 10 من كل 100.000 فقط، في العادة تكون هذه الأورام حميدة وتتشكّل من الخلايا التي تصنع البيض، ويتم إزالتها جراحيًا، كما أنها تُصيب عادةً النساء دون سن الثلاثين.
- الورم الغدي الكيسي: هذه الأكياس تتشكّل على سطح المبيض وتمتلئ ببعض المواد من أنسجة المبيض والسوائل أو أورام غدية كيسية، وهي عبارة عن أكياس تتطوّر من الخلايا الموجودة في الجزء الخارجي من المبيض، وتكون مليئة بمادة تشبه المخاط، فيما قد تحتوي بعضها على السوائل، وترتبط هذه الأورام بالمبيض بواسطة ساق فتنمو بشكل كبير؛ ممّا يجعل إزالتها ضرورةً مُلحةً وتكون غالبًا غير سرطانية.
- ورم بطانة الرحم: هذه الأكياس تنمو خارج الرحم وتكون على شكل أكياس مملوءة بالدم.
هل الكيس الدموي خطير؟
الحقيقة أنّ بعض الأكياس الدموية قد تكون طبيعية؛ إلّا إنّ بعضها قد تكون خطيرةً نسبيًا وخبيثة، وقد تكون أحد الأورام السرطانية التي يُمكن رؤيتها عبر الموجات فوق الصوتية؛ لذلك عند الكشف عن وجود كتلة على المبيض يجب التحقّق من كونها حميدة أو خبيثة؛ عن طريق مجموعة من الخطوات؛ ومنها العمليات الجراحية؛ لتقييم الكتل وإزالتها، وهذه الأكياس الخبيثة تكون أقل شيوعًا عند النساء الصغيرات في العمر، وتكون معظمها أورام حميدة؛ إذ يتم عادةً إجراء مجموعة من الفحوصات للكشف عن الأكياس؛ منها:
- فحوصات الدم.
- فحوصات البول للكشف عن العدوى.
- إجراء اختبارات الموجات فوق الصوتية للحوض.
- إجراء بعض فحوصات الرنين المغناطيسي أو التصوير المحوسب.
كيف يتم علاج تمزق كيسات المبيض؟
إذا شعرت المرأة ببعض الأعراض القوية والمزعجة عندها يتم اللجوء للطبيب؛ لتحديد سبب الألم والتأكّد من انفجار أكياس المبيض، لكن في البداية يتم إجراء فحص الحمل للتأكد من السبب الأول والمحتمل لهذه الآلام، ثم أجراء الفحوصات الضرورية للتأكّد من تمزيق الأكياس، ثم تبدأ خطة العلاج عن طريق المسكنات؛ إذ يعمل الجسم على التخلّص من مكونات الكيس والسوائل بطريقة طبيعية، وهذا يعتمد على نوع الكيس ومحتوياته؛ إذ تحتوي بعضها على دم وسوائل، فيما تحتوي الأخرى على مكونات تُسبب الالتهاب.
أما فيما يتعلّق بالحالات الأشد خطورة؛ فيتم العلاج عن طريق الجراحة البسيطة، التي تعتمد على إدخال منظار للبطن وإخراج الكيس المنفجر وتنظيف كافة السوائل والدم، خصوصًا عند تسببها بمضاعفات خطيرة؛ عندها يجب التوجّه إلى المستشفى؛ لمراقبة العلامات الحيوية الخاصة بالمرأة، والتأكّد من عدد خلايا الدم الحمراء ومن عدم وجود نزف داخلي بين بطانة جدار البطن والأعضاء الداخلية، وفي بعض الحالات قد تكون الحالة خطيرة تستوجب الجراحة؛ ومنها:
- زيادة حجم الكيس عن 5سم، وهذا يعتمد بشكل كبير على نوع الكيس.
- الألم الشديد والمستمر.
- تسبّب الكيس بنزيف شديد.
- الإصابة بالعدوى وانتشارها نتيجة تمزق الكيس مسببًا التهاب الصفاق والعجان.
- انفجار الكيس قد يُسبّب إلتواء المبيض، وهذا يؤدي إلى انقطاع إمداد المبيض بالدم وبالتالي فقدانه.
أسباب أخرى لألم البطن أو الحوض
لا تكون الآلام منطقة الحوض دائمًا بسبب أكياس المبيض؛ فقد تحدث لأحد الأسباب البسيطة؛ مثل عسر الهضم أو الغازات أو قد تكون بسبب أحد الأسباب التالية:
- الحمل خارج الرحم: تحدث هذه الحالة عند تخصيب البويضة ونموها خارج الرحم في قناة المبيض مثلًا، وقد تُسبب ألمًا حادًا في الحوض والرقبة والكتف، بالإضافة إلى أعراض ًأُخرى تتمثل في رقة الثدي والغثيان والنزيف والإغماء والضغط على المستقيم، وهذه الحالة تستدعي العلاج الفوري؛ للتخلّص من الحمل قبل حدوث مضاعفات أُخرى.
- التهاب الزائدة الدودية: قد يكون الألم في الحوض ناتجًا عن التهاب الزائدة الدودية، ويكون هذا الألم مُحيطًا بالسُرّة وعلى شكل تقلصات خفيفة مع ظهور أعراض أُخرى تتمثل في عسر الهضم والإمساك أو الأسهال، وهذه حالة طبية تستدعي تدخلًا جراحيًا سريعًا.
- الانتباذ البطاني الرحمي: تحدُث هذه الحالة عندما ينمو نسيج بطانة الرحم خارجه مُسببًا ألمًا والتهابًا في منطقة الحوض، كما قد يُسبب حيضًا مؤلمًا وتقلصات شديدة قبل وأثناء الحيض مع نزيف شديد ومستمر وحركة غير مريحة للأمعاء، وهذه الحالة أيضًا بحاجة إلى علاج سريع وتدخل جراحي.
- متلازمة القولون العصبي: وهي حالة ناتجة عن تهيج القولون مسببًا ألمًا دوريًّا في منطقة البطن والحوض مصحوبةً ببعض الأعراض الًأُخرى؛ مثل الإسهال أو الإمساك والغازات والتشنجات.
هل وجود كيس دموي على المبيض الأيسر 4 سم خطير؟
عند الحديث عن انفجار كيس دموي على المبيض يجب تحديد خطورة هذا الانفجار؛ إذ تكون الأكياس الدموية بشكل عام على شكل هياكل صغيرة مغلقة تُشبه الكيس، تحتوي على السوائل والدم الناتج عن الدورة الشهرية، وتختلف من حيث حجمها وخطورتها؛ فقد تُسبب الأكياس الكبيرة مشاكلًا متعددةً على الأعضاء الداخلية؛ بسبب الضغط عليها، وفي بعض الحالات تكون الأكياس خطيرة في حال امتلائها بالقيح نتيجة الإصابة بالعدوى، وفيما يخص أكياس المبيض؛ فإنها تصيب النساء أثناء فترة الإباضة، وتكون عادةً حميدة، تختفي وتزول من تلقاء نفسها، لكن بعضها خطيرة وتحصل بشكل متكرر، فيما يُعرف بمتلازمة تكيس المبايض، وقد تحتوي على أنسجة وأورام سرطانية عندها يجب محاولة علاجها بالأدوية الخاصة والانتظار لفترة زمنية معينة لحين التأكّد من زوالها، لكن بعض الحالات الخطيرة قد تستدعي إزالتها وإزالة المبيض بالكامل، خصوصًا عند تحولِّها لأورام سرطانية.
هل يوجد أعشاب تنزل الكيس الدموي؟
الحقيقة لا يوجد أعشاب تُساعد بشكلٍ فعليٍّ ومؤكّد على علاج الأكياس الدموية، لكنّها قد تُقلّل الأعراض المزعجة وتُهدّئ من النوبات، ومن هذه الأعشاب المُستخدمة يُذكر ما يلي:
- شاي البابونج: يُعتبر شاي البابونج من الخيارات الجيدة؛ لاحتوائه على مجموعة من مضادات الالتهاب، التي تُقلّل من التقلّصات وتُساعد على الاسترخاء والنوم بشكل أفضل.
- شاي الزنجبيل: يُساعد أيضًا على تسكين الألم والاسترخاء وتقليل التقلصات، كما أنّ بعض الدراسات تُشير إلى فائدته في إيقاف الخلايا السرطانية في المبيض.
- مكملات كوهوش السوداء: تُستخدم نبتة الكوهوش الأسود لتحسين الصحة الإنجابية بشكل عام، وتخفيف الأعراض المصاحبة لانقطاع الطمث؛ لذلك قد يكون لها دورًا في تقليل أعراض تكيس المبايض المختلفة، لكن الأمر بحاجة لمزيد من الأبحاث.
- بذور الكتان: تُساعد بذور الكتان المطحونة في موازنة الهرمونات في الجسم، كما أنها قد تُقلّل من مستوى هرمون الأندروجين، الذي يُعتقد بأنه مرتبط بتكيس المبايض، ناهيك عن احتوائها على كميات كبيرة من الأوميغا 3 الدهنية؛ وبالتالي فإن فوائدها للجسم متعددة.
اقرأ/ي أيضَا:
هل الحبة السوداء تنشط المبايض؟
