تحقيق مسبار
تتعدّد أسباب رفّة العين المعروفة بارتعاش العين أو التشنّج في عضلة العين، التي تحدث عادةً للجفن العلوي أو السفلي، سواءً لعينٍ واحدة أو للعينين معًا، مُسببةً ومضات أو رمشات لا إرادية لبضع ثوانٍ أو دقائق أحيانًا، وهذه الحركات مُرتبطة غالبًا بالتعب والإجهاد أو بعض الأمراض البسيطة؛ إذ سنتحدث في مقالنا هذا عن الأسباب وطُرق العلاج إن وجدت من ناحية علميّة وتبعًا لنتائج أبحاث ودراسات مُؤكّدة.
هل يوجد أسباب لرفّة العين، وهل يوجد لها علاج؟
تختلف أسباب رفّة العين من شخص لآخر؛ إذ تُصيب هذه الحالة الجنسين في مراحل البلوغ، لكن النساء مُعرّضات لها بشكل أكبر دون معرفّة السبب الرئيسي لذلك؛ إلّا إنّ الخبراء يعتقدون أنّ السبب هو تأثّر النساء بشكل أكبر بالضغوطات النفسية والمشاكل المُسبّبة للتوتر، وبالمجمل يُمكن القول أنّها تشنّجات بسيطة لا تُؤثر بشكل فعليّ على الحياة الطبيعية ونمط العين، لكنها تُسبّب في بعض الحالات تشويشًا على الرؤية؛ ممّا يستدعي البحث المطوّل عن طُرق العلاج.
علاج رفّة العين
لا يوجد علاج مُحدّد لرفّة العين؛ إلّا إنّه يُمكن تقليل الأعراض والتخفيف منها فقط؛ لأنها لا تعتبر مرضًا يتم علاجه، بل هي ردّ فعل لأسباب متنوعة ستختفي باختفائها؛ لذلك يعتمد علاج رفّة العين على السبب الفعلي لها التي تختفي في معظم الحالات من تلقاء نفسها خلال أيام قليلة، أمّا في حال استمرارها لمدّة أشهر وتأثيرها على الرؤية الطبيعية ومُصاحبتها لأعراض أُخرى؛ فيُمكن البحث عن خيارات العلاج؛ ومنها:
- تجنّب المُهيّجات: عندما يكون السبب المُهيّجات المتنوعة يُمكن تخفيف الأعراض عن طريق التقليل من التلوّث المُؤذي للعين أو وضع كمادات دافئة عليها، كما يُمكن لقطرات العين تقليل الأعراض المتنوعة؛ لأنها تعمل على تعقيم وترطيب العين، كما يُمكن تناول مُضادّات الحساسيّة.
- تقليل الإجهاد: إذا كان السبب هو الإجهاد يُمكن تقليله عن طريق النوم وأخذ قسط من الراحة وتقليل التعرّض للإضاءة الساطعة.
- تصحيح النظر: يُمكن علاج مشاكل الرؤية عن طريق ارتداء النظارات أو العدسات اللاصقة المناسبة أو إجراء جراحات تصحيح النظر.
- تحسين اضطرابات الحركة: وذلك عن طريق مجموعة من الخيارات؛ منها الحقن بالبوتكس، الذي يعني شلل أو إضعاف العضلات حول العين، وهذا يُحسّن الأعراض لعِدّة أشهر.
- تحسين الصحة العقلية: يُمكن لبعض الممارسات تقليل رفّة العين وتقليل العديد من المشاكل العصبية المُرتبطة بها؛ لأنها تُساعد على الاسترخاء والهدوء؛ ومنها:
- ممارسة تمارين التأمل.
- ممارسة اليوغا.
- ممارسة الرياضة.
- النوم الصحي.
- الحالات العصبية الأُخرى: إذا كانت الرفّة ناتجةً عن حالات عصبية خطيرة؛ مثل التصلّب المُتعدّد أو غيره فيُمكن علاجها بعد علاج المرض العصبي.
- العلاج عن طريق الجراحة: في بعض الحالات الحرجة يلجأ بعض الأطباء للجراحة؛ لتخفيف ضغط الشرايين على عصب الوجه المُسبّب للتشنّجات، لكن هذه الجراحات تتسبّب في بعض المضاعفات حالها كحال أيّ تدخل جراحيّ، وفي حالات أُخرى يعمل الطبيب على استئصال عضلة العين لإزالة العضلات والأعصاب حولها.
- تجنّب الكافيين: يُمكن لِتقليل تناول المشروبات المُحتوية على الكافيين أن تُقلّل من أعراض التشنّج ومن ارتعاش العين.
- النوم والراحة: النوم الصحي يُقلّل من توتّر الأعصاب المُحيطة بالعين ومن رفّة العين اليُمنى واليُسرى؛ لذلك يُمكن أخذ قيلولة خلال ساعات النهار، بالإضافة إلى النوم المُنتظم لتقليل إجهاد العين، وفي حالة وجود مشاكل في النوم يمكن التحدّث مع الطبيب لتناول بعض الأدوية المُساعدة.
ما هي أسباب رفّة العين اليُسرى؟
رفّة العين أو الوميض الطبيعي يحدث لترطيب العين وتنظيفها بشكل طبيعي عن طريق نشر الدموع على سطحها لتنظيفها من الغبار والأتربة والمُهيّجات المتنوعة؛ إذ يرمش الأطفال طبيعيًا بمعدل مرتين في الدقيقة وتزداد الكمية لتصل إلى 14-17 مرة في الدقيقة للبالغين، لكن في بعض الحالات تكون معدّلات النبض أكبر لأسباب متنوعة؛ منها التوتر أو إجهاد العين، وهذه الحالات بشكل عام طبيعية ولا تتعارض مع الحياة اليومية، لكن بعض الحالات تكون رفّة العين مُزعجةً لذلك يتم البحث عن طرق العلاج والأسباب لهذه الحالة، ومن أهم أسبابها:
- تهيّج العين: تهيّج العين أحيانًا بسبب بعض الممارسات اليومية مُسببةً رفّة العين بشكل متزايد؛ ومن أهم المُهيّجات:
- الدخان أو الأبخرة الكيميائية.
- ردّ فعل تحسّسي لحبوب اللقاح.
- الغبار.
- جفاف العين.
- كشط القرنيّة.
- تساقط الرموش في العين.
- التهاب قزحيّة العين.
- التهاب الجفن.
- التهاب المُلتحمة.
- إجهاد العين: تتعرّض العين أحيانًا للإجهاد بسبب التركيز المتواصل على شيء معين، وهذا يُسبّب ارتعاشها بطريقة غير إراديّة؛ ومن أهم أسباب الإِجهاد:
- التعرّض للضوء الساطع؛ مثل أجهزة الكمبيوتر أو أجهزة الهاتف المحمول.
- القراءة لفترات طويلة.
- مشاكل في الرؤية: وهي المشاكل التي يتم إصلاحها عن طريق العدسات التصحيحية؛ ومنها:
- قُصر النظر.
- طول النظر.
- التغيّرات المُرتبطة بالعمر.
- الحَوَل.
- اضطراب الحركة: وهي مجموعة اضطرابات تُسبب خللًا في توتر العين؛ ومنها:
- تشنّج الجفن الحميد.
- متلازمة ميج المصحوبة بتقلّصات الفم أو الفك.
- المشاكل العقلية والجسدية: بعض المشاكل العصبية أو الجسدية تُسبب رفّة العين المتزايدة؛ ومنها:
- القلق والتوتر.
- الضغط العصبي.
- التعب والإرهاق.
أسباب رفّة العين اليُسرى الأُخرى
تحدث رفّة العين لعِدّة أسباب، وهي عبارة عن حركات لا إرادية في عضلات الوجه من الجهة اليُسرى، لكن هذه الأسباب لا تختلف فعليًا عن أسباب رفّة العين اليُمنى، وهذه الأسباب هي:
- التعب والإعياء.
- الضغط العصبي.
- تناول كميات عالية من الكافيين أو الكحول.
- التدخين.
- حساسيّة الضوء.
- تناول بعض الأدوية: ومنها أدوية الصرع أو الذهان أو علاجات مرض باركنسون.
- اضطرابات الدماغ والجهاز العصبي: بالرغم من كونها تُسبب الارتعاش في حالات نادرة؛ ومنها:
- تلف أعصاب الدماغ.
- مرض الشلل الرُعاشي.
- مرض شلل بيل.
- التصلّب المُتعدّد.
- متلازمة توريت.
- أسباب أُخرى: بعض الأطفال يشعرون برفّة العين بشكل أكبر نتيجة أسباب مُتعدّدة؛ منها:
- جلب الانتباه: بعض الأطفال يميلون إلى الرمش المُستمر لجلب الانتباه بشكل أكبر، وهذه الحالات تعتبر أكثر حدوثًا عند الذكور.
- نوبات الصرع: تعتبر دلالةً أو ناتجةً عن الإصابة بنوبات الصرع.
ما هي أسباب رفّة العين اليُمنى الجفن العلوي؟
لا يختلف سبب رفّة العين اليُسرى عن اليُمنى، الذي يحدث عادةً للجفن العلوي؛ إلّا إنّه من المُحتمل حدوثه أيضًا للجفن السُفلي، وتُعتبر التشنّجات الناتجة عنها خفيفةً نسبيًا في معظم الحالات وغير ضارّة وغير مُؤلمة، كما أنها لا تحتاج إلى علاج، لكن في بعض الحالات تكون مُرتبطة باضطراب حركي مُزمن، خصوصًا إذا صاحبها أعراضًا أُخرى في الوجه.
أسباب رفّة العين الخطيرة
تُصنّف أسباب رفّة العين عادةً بأنها أسباب خفيفة يُمكن التقليل منها بسهولة؛ إلّا إنّ بعض الحالات العصبية الخطيرة تسبب فرطًا في الوميض، في بعض الحالات النادرة تكون التشنّجات ناتجةً عن أعراض أمراض خطيرة في الدماغ أو الأعصاب وتكون مصحوبةً بأعراض أشدّ خطورة؛ ومنها:
- مرض ويلسون: وهي حالة صحية ناتجة عن زيادة النحاس في الجسم، الذي يُسبّب ترسبه في الدماغ أعراضًا عصبيةً كثيرةً؛ منها رفّة العين المُفرطة وغيرها من الأعراض مثل الرعشة.
- مرض التصلّب اللويّحي: وهي حالة تؤثر على الجهاز العصبي المركزي وتُسبّب مشاكل في الرؤية والتنسيق والقدرة على التحكّم في العضلات المختلفة؛ ومنها عضلات العين مُسببةً رفّة العين.
- متلازمة توريت: وهي حالة تُسبب مجموعةً من الحركات اللاإرادية للعضلات ورفّة العين.
- شلل الوجه النصفي: وهي حالة طبية تُسبّب تدلّي جهة واحدة من الوجه.
- خلّل التوتر العضلي: وهو عبارة عن إصابة عضلية تُسبّب ألمًا أو تشنّجات في بعض عضلات الجسم.
- التصلّب المُتعدّد: وهو حالة مرضية تُصيب الجهاز العصبي المركزي مُسببةً مشاكل في الإدراك والحركة.
- مرض باركنسون: وهو مرض عصبي يُسبب ارتعاش العضلات وتيّبُسها.
- متلازمة توريت: من الأمراض العصبية المُسببة للحركات اللاإرادية.
ما هي أنواع رفّة العين اليُمنى أو اليُسرى؟
لا تختلف تشنّجات العين اليُسرى عن اليُمنى؛ إذ تحدث التشنّجات لإحدى العينين أو كليّهما معًا، ويُمكن تقسيمها إلى عِدّة أنواع؛ هي:
- تشنّج الجفن الأساسي: تحدث هذه التشنّجات للعينين معًا وتتسبّب بإغلاق الجفون تلقائيًا وإغلاق العين لمدّة بسيطة، ويستمر هذا التشنّج لمدّة من الوقت تتراوح بين بضع ثوانٍ إلى بضع ساعات، وهذه الحالة تحدث عادةً بسبب مشاكل الأعصاب حول العينين.
- تشنّج نصفي: التشنّج النصفي يحدث لعين واحدة فقط، اليُمنى أو اليُسرى، ويحدث بسبب بعض التقلّصات في عضلات الوجه بالقرب من العين، كما يحدث نتيجة الضغط على أعصاب الوجه.
- متلازمة ميج: وهي الإصابة بحركات لا إرادية متكرّرة في الفم والجفون، تُسمى أحيانًا بخلل التوتر العضلي في الفك السفلي.
تشخيص رفّة العين
تُعتبر رفّة العين من المشاكل البسيطة التي لا يتم ملاحظتها في كثيرٍ من الأحيان؛ إلّا في حال كانت مزعجةً وتؤثّر فعليًا على الحياة اليومية، عندها يجب التوجّه إلى طبيب العيون المختص لتحديد السبب الفعلي لها، من ثم تحديد العلاج الملائم؛ إذ يبدأ الطبيب بفحص العين للتأكّد من وجود التهاب أو حول وإجراء الفحوصات التالية:
- فحص العين المبدئي للتأكّد من حركة العين والتأكّد من وجود رمش فيها أو التهاب، ومن أهم علامات التهاب العين ما يلي:
- احمرار العين.
- كثرة الدموع.
- الشعور بألم أو حُرقة.
- التحسّس من الضوء.
- الرؤية الضبابية.
- إجراء اختبارات النظر لتحديد المشكلة، سواء كانت طول أو قُصر في النظر.
أعراض خطيرة مُصاحبة لرفّة العين
تكون رفّة العين اليُمنى أو اليُسرى في بعض الحالات دلالةً على أمراض خطيرة وحالات صحية تُهدّد الحياة؛ مثل الإصابة بالسكتة الدماغية، عندها يجب التوجّه مباشرةً إلى الطوارئ لتلقّي العلاج الملائم، ونحن هنا لا نتحدث عن الومضات الخفيفة التي تحدث في مختلف الأوقات نتيجة الإجهاد أو التوتر، ومن أهم الأعراض المُهدّدة للحياة:
- التحديق غير الطبيعي وعدم استجابة العين للضوء.
- الإغماء أو التغيّر في مستوى الوعي.
- ضعف في عضلات الوجه أو الشلل.
- تصلّب الرقبة.
- فقدان الرؤية أو الألم الحادّ في العين.
- الصداع المزمن.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن علاج شحاذ العين بسرعة؟
هل يمكن علاج الكيس الدهني بالعين؟