تحقيق مسبار
دول مجموعة العشرين عبارة عن منتدى يضمّ مجموعةً من وزراء المالية ورؤساء الدول ومحافظي البنوك المركزية لأكبر الاقتصادات في العالم، ويتكوّن من 19 قوة اقتصادية عالمية من الدول النامية والاتحاد الأوروبي، تمّ تأسيسه لتعزيز النمو الاقتصادي وتنظيم الأسواق العالمية المالية والتجارة الدولية، وتُؤثر قراراته على سياسات البلدان بشكل أو بآخر بالرغم من كونه منتدى وليس هيئةً قانونية. في مقالنا هذا سنتحدث عن أهم الدول المُدرجة تحت هذه المنظمة وأهم السياسات والمهام التي يتم مناقشتها بحسب آراء الخبراء والمُتخصّصين في الاقتصاد العالمي.
هل تُعتبر ألمانيا من دول مجموعة العشرين؟
تضمُّ المجموعة 19 دولةً رئيسيةً بالرغم من تسميتها بمجموعة العشرين، كما تضمّ الاتحاد الأوروبي الذي يُعتبر من أهم وأبرز الاقتصادات في العالم، ولا شكّ أن ألمانيا بصفتها إحدى أهم الدول من ناحية الاقتصاد وإحدى أعضاء دول الاتحاد الأوروبي هي عضو من مجموعة العشرين بالفعل، أما إسبانيا فتُعتبر ضيفًا دائمًا يتم استضافته سنويًا، وهذه الدول هي:
- ألمانيا.
- فرنسا.
- الولايات المتحدة.
- إيطاليا.
- اليابان.
- المملكة المتحدة.
- كندا.
- الأرجنتين.
- البرازيل.
- أستراليا.
- الصين.
- المكسيك.
- الهند.
- إندونيسيا.
- جنوب أفريقيا.
- تركيا.
- كوريا الجنوبية.
- روسيا.
- المملكة العربية السعودية.
- الاتحاد الأوروبي.
ما هي أهم المعلومات حول دول مجموعة العشرين؟
- المجموعة عبارة عن مُنتدى يضمُّ أكبر الاقتصادات العالمية ويختصّ بالقضايا المالية العالمية.
- مناقشات المجموعة تُساهم في تشكيل السياسات المالية للدول الأعضاء بالرغم من كونها هيئةً غير تشريعية.
- المجموعة ناقشت قانون العملات المُشفّرة والحروب التجارية والأمن الغذائي.
- الرئاسة دوريّة يتم تحديدها بالتعاون مع الأعضاء.
- المجموعة تُركّز على مناقشة الديون السيادية والاستقرار المالي العالمي.
كيف تعمل دول مجموعة العشرين؟
تُعقد اجتماعات دول العشرين كلّ عام تحت قيادة دولة من الدول الأعضاء وتتوّلى أمور الرئاسة بالتشارك مع الدولة السابقة واللاحقة لضمان الاستمرارية، وتُسمّى هذه الدول الثلاث بالترويكا، وتكمُن ذروة عمل دول العشرين في إصدار بيان يعبّر عن التزامات الدول الأعضاء ورؤيتهم المُستقبلية والتوصيات والنتائج المطروحة.
أعمال قمة العشرين
تأسّست المجموعة لتكون كُتلةً اقتصاديةً عُظمى تجمع اقتصادات أهم الدول، تسعى إلى تطوير الاقتصاد الدولي وإيجاد الحلول لمشاكل الدول، بدأت اجتماعات قمة العشرين منذ العام 2008 وأصبحت تُعقد سنويًا وتحتضنها دولة مُستضيفة يتم اختيارها سنويًا لتعمل مع سابقتها ولاحقتها معًا على مناقشة أهم القضايا العالمية ومحاولة إيجاد الحلول الملائمة، ومن أهم القضايا التي تمّ مناقشتها ما يلي:
- قمة 2008: إيجاد حلول للأزمة المالية الحاصلة عام 2008 وانعكست على عِدّة دول.
- قمة 2009: مناقشة طريقة التعامل مع المحطة النووية الإيرانية السريّة.
- قمة 2016: عُقدت في الصين وتمّ الإعلان عن انضمام الصين والولايات المتحدة إلى اتفاقية باريس للمناخ.
- قمة 2017: عُقدت في ألمانيا وناقشت مجموعةً من القضايا المفصليّة؛ مثل الملاذات الضريبية الدولية وقضايا الفساد وغسيل الأموال والحرب السورية وتقديم مُقترحات لوقف إطلاق النار الجزئي.
- قمة 2018: عُقدت في الأرجنتين، وكان على جدول أعمالها مناقشة التنمية العادلة والمُستدامة، وقدّمت الأرجنتين اقتراحًا حول التركيز على البنية التحتيّة ومُستقبل العمل ومُستقبل الغذاء المُستدام، كما تمّ مناقشة مواضيع متنوعة حول الحرب التجارية بين الدول العُظمى وتنظيم العملات الرقمية المُشفرة.
- قمة 2019: عُقدت في أوساكا، وركّزت على التجارة والاستثمار والاقتصاد العالمي وتمكين المرأة والابتكار والبيئة والطاقة.
- قمة 2021: عُقدت في روما برئاسة إندونيسيا، وركّزت على مجموعة من الموضوعات؛ أهمها انتقال الطاقة المُستدامة والتحوّل الرقمي وهندسة الصحة العالمية. كما ركّزت على مجموعة من المواضيع المهمة؛ منها دعم الشركات الصغيرة والتنمية المُستدامة ودور القطاع الخاص في مكافحة تغيّر المناخ ودعم الشركات المملوكة للنساء. وركّزت القمة أيضًا على تغيّر المناخ كقضيّة أساسية؛ إلّا إنّها لم تحقّق النتائج المطلوبة باستثناء الاتفاق على إنهاء التمويل لمحطات توليد الطاقة العاملة بالفحم والتي تُؤثّر بشكل سلبي على المناخ العالمي، كما دعت القمة إلى تقليل انبعاث غاز الميثان والحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري. كما صادق الأعضاء على اتفاقية لإصلاح الضرائب الدولية على الشركات في 140 دولة، كما تضمّنت قواعد جديدة لتوزيع إيرادات الضرائب ومجموعةً أُخرى من القواعد منها تحديد الحدّ الأدنى للضريبة بـ 15%.
متى تأسست مجموعة العشرين؟
تمّ تشكيل دول مجموعة العشرين أوّل مرّة عام 1999 بهدف تحقيق الاستقرار المالي والدولي عن طريق مناقشة السياسات الدولية العامة؛ لمحاولة إيجاد الحلول الاقتصادية بعد الأزمة المالية الحاصلة عام 1997-1999، وكانت تهدف إلى إشراك البلدان متوسطة الدخل في الاقتصاد العالمي ومنها إندونيسيا؛ إذ تمّ إنشاؤها بعد نصيحة من وزراء مالية مجموعة السبع وتمّ عقد أول اجتماع لها عام 2008؛ حيث تمّ البحث في تبعات الأزمة المالية الحاصلة في الولايات المتحدة.
تحديات دول قمة العشرين
منذ انطلاق دول مجموعة العشرين وهي تواجه مجموعةً من التحديات في كلّ عام ومجموعةً من القضايا الأساسية التي تخرجها عن خطّها العام، وهو متابعة الاقتصاد العالمي وتحديات تغيّر المناخ وغيرها من القضايا السنويّة التي يتم مناقشتها؛ إلّا إنّها واجهت بعض التحديات والصعوبات كان من أبرزها:
- معظم القمم تُركّز على التنسيق الاقتصادي؛ إلّا إن بعض القضايا الطارئة مثل الإرهاب والصحّة تتصدّر المشهد في بعضها، كما واجهت التحوّل في مواقف الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب ومحاولة التفرّد في القرارات واستمرّت في تعزيز التعاون الدولي المُشترك لمواجهة التحديات المختلفة. لكن أزمةً عالميةً مثل جائحة كورونا، شكّلت عقبةً كبيرةً وتحديات عُظمى لم تستطع تجاوزها بالكامل، وكان من أهم قراراتها خلال الأزمة تعليق مدفوعات الديون على الدول الفقيرة وتقديم مجموعة كبيرة من الإعانات، كما تعهدت بتقديم المطاعيم لأكثر من 70% من سكان العالم.
- اصطدام الولايات المتحدة في عهد ترامب مع العديد من دول العالم ودول مجموعة العشرين خصوصًا في قضايا المناخ والتجارة والهجرة؛ إذ هدّد ترامب بفرض رسوم جمركية على بعض الدول وأصدر مجموعةً من القوانين المتعارضة مع سياسات المنظمة التي تقضي بالتزامها بخفض الرسوم الجمركية لتشجيع التجارة العالمية.
- المنظمة واجهت تحديات أكبر مع الولايات المتحدة في عهد ترامب عندما قرّر سحب بلاده من اتفاقية باريس للمناخ عام 2017، ناهيك عن الخلافات المتعلّقة بالهجرة واللاجئين؛ إلّا إنّ بايدن عاد مباشرةً إلى اتفاق باريس بمجرّد استلامه زمام الرئاسة، كما تعّهد بمجموعة جديدة من القرارات التي من شأنها إعادة المياه إلى مجاريها مع دول العشرين؛ ومن أهمّها التعهّد بزيادة عدد اللاجئين وإجراء بعض التعديلات على قوانين الرسوم الجمركية مع الاتحاد الأوروبي.
- اصطدام الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مع قرارات مجموعة العشرين بسبب مجموعة من القضايا؛ أهمّها سياسة الهجرة والمناخ والتجارة، فيما استمر التعاون معها في قضايا أُخرى؛ أهمها الإرهاب وتمكين المرأة، أمّا الرئيس الحالي جو بايدن فقد جدّد العهد مع المجموعة وحضر الاجتماع الأول له عام 2021 في روما، الذي كانت أعماله تتركّز على جائحة كورونا، ولا شكّ أن الانقسامات في القمّة تستمر بسبب التجارة وأزمة المناخ.
ما هي أهمية مجموعة العشرين؟
لا تُعتبر المجموعة أو المنظمة هيئةً حكوميةً بالفعل ولا يوجد لها مقرٌ دائمٌ، لكنّها تُعتبر منظمةً مُهمةً؛ لأن دُولها تُشكّل 60% من سكان العالم، كما تضمُّ أضخم وأهم اقتصادات العالم لتشكّل قُرابة 80% من ناتج الاقتصاد العالمي، كما تُشكّل صادراتها حوالي 75% من الصادرات العالمية، وقد تمّ تشكيلها بدايةً لمناقشة تبعات الأزمة الآسيوية وكانت اجتماعاتها مُقتصرةً على رؤساء الوزراء والاقتصاد حول العالم إلى أن تمّ ترقيتها لتشمل رؤساء الدول والحكومات، فيما نجم عن اجتماعاتها في العامين 2008 و2009 على التوالي أهم القرارات العالمية التي أنقذت النظام المالي العالمي من الانهيار؛ إذ عملت على وضع خطط لإنفاق 4 تريليون دولار لإنعاش الاقتصاد الدولي ونفذت مجموعةً من الإصلاحات بعيدة المدى، وهذا أكبر إنجازاتها منذ انطلاقها؛ لأنها مازالت تُكافح لتحقيق نتائج مماثلة، ورغم ذلك تُعتبر هذه المجموعة ذات أهمية بالغة وتمثّل ميزان القُوى الدولي أكثر من أيّ منظمات سابقة؛ مثل مجموعة السبع أو غيرها من المنظمات.
هل يمكن ترتيب دول مجموعة العشرين؟
يتم تحديد ترتيب الدولة في المجموعة بناءً على الناتج المحلي لها، الذي يتغيّر من عام لآخر ويُسبّب تغيرًا في ترتيبها، ويُمكن ترتيب الدول الأهم فيها كما يلي:
- الولايات المتحدة: تتصدّر الولايات المتحدة دول مجموعة العشرين من حيث الناتج المحلي؛ إذ يبلغ مقدار ناتجها قُرابة 20.81 تريليون دولار أمريكي، ويُساهم في نجاحها مجموعةً من العوامل؛ أهمها ريادة الأعمال وتشجيع العمل الجادّ والبيئات التنظيمية، هذا يجعلها غالبًا في صدارة الدول من الناحية الاقتصادية.
- الصين: يبلغ إجمالي الناتج الإجمالي المحلي في الصين قُرابة 14.68 تريليون دولار، ويُعتبر اقتصادها أحد أهم وأسرع الاقتصادات العالمية من حيث النمو المُتسارع، ويُعتبر ثاني أكبر اقتصاد عالمي وقد تطوّر نتيجة مجموعة من العوامل؛ أهمها دمج السياسات الخارجية والاقتصادية.
- اليابان: يبلغ إجمالي الناتج المحلي في اليابان قُرابة 4.91 تريليون دولار، وتُعتبر من أكثر الدول إبداعًا وتطوّرًا في العالم ولديها فائض في الاستثمار الدولي والتجارة السنوية، كما تُعتبر أكبر منتج للسلع الإلكترونية والثالثة من حيث صناعة السيارات.
- ألمانيا: لا تُعتبر ألمانيا من أعضاء دول العشرين فقط، بل ضمن قائمة أهم الدول وأقواها اقتصاديًا؛ إذ تأتي في المرتبة الخامسة بناتج محليّ مقداره 3.78 تريليون دولار، وتُمثّل صادراتها ووارداتها 86.9 من إجمالي ناتجها المحلي.
ترتيب الدول الأُخرى في مجموعة العشرين
سنتحدث هنا عن الدول الأُخرى في قائمة العشرين ومقدار ناتجها المحلي؛ وهي:
- المملكة المتحدة: بناتج محلي مقداره 2.64 تريليون دولار.
- الهند: بناتج محلي مقداره 2.59 تريليون دولار.
- فرنسا: بناتج محلي مقداره 2.55 تريليون دولار.
- إيطاليا: بناتج محلي مقداره 1.85 تريليون دولار.
- كندا: بناتج محلي مقداره 1.60 تريليون دولار.
- كوريا الجنوبية: بناتج محلي مقداره 1.59 تريليون دولار.
- روسيا: بناتج محلي مقداره 1.64 تريليون دولار.
- البرازيل: بناتج محلي مقداره 1.36 تريليون دولار.
- أستراليا: بناتج محلي مقداره 1.33 تريليون دولار.
- إسبانيا: بناتج محلي مقداره 1.25 تريليون دولار.
- إندونيسيا: بناتج محلي مقداره 1.09 تريليون دولار.
اقرأ/ي أيضًا: