` `

هل تختلف الآلات الموسيقية النفخية من حيث إيقاعاتها؟

موسيقى
27 فبراير 2022
هل تختلف الآلات الموسيقية النفخية من حيث إيقاعاتها؟
كل آلة تعزف إيقاعات ونغمات مختلفة بالاعتماد على حجمها وتكوينها (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

تتنوّع الآلات الموسيقية من حيث أشكالها وإيقاعاتها؛ ومنها آلات موسيقية نفخية، وهي الآلات الموسيقية المُعتمدة على الهواء في إنتاج الأصوات الموسيقية، وتُصنع هذه الآلات عادةً من الخشب أو المعدن أو البلاستيك، وتكون على شكل أسطواني يحتوي مجموعة من الثقوب أسفلها فتحة صغيرة يخرج منها الصوت وفي الأعلى تحتوي على قطعة يضعها العازف في فمه لنفخ الهواء، لكن ما هي أنواعها وإيقاعاتها، هذا ما سنتحدث عنه بالتفصيل وفق نتائج دراسات وأبحاث مُؤكّدة.

هل تختلف الآلات الموسيقية النفخية من حيث إيقاعاتها؟

نعم تختلفُ الآلات الموسيقية النفخية من حيث الإيقاعات الناتجة عنها، وإنّ كل آلة تعزف إيقاعات ونغمات مختلفة بالاعتماد على حجمها وتكوينها، كما أنّ الاختلاف لا يأتي فقط من الحجم بل تختلف وتتنوّع في تركيبها، ويتم تقسيم آلات النفخ إلى قسمين؛ آلات خشبية وآلات نحاسية؛ إلّا إنّ هذا التقسيم غير دقيق ولا ينطبق على جميع الآلات؛ إذ إن بعض الآلات الخشبية الحديثة مصنوعة من المعادن؛ بالرغم من كونها كانت قديمًا مصنوعةً من الخشب؛ مثل القرنية والثعبان.

تمّ تقسيم الآلات النفخية عام 1914 بواسطة إريك فون هونبوستل وكيرت ساكس؛ بناءً على صوت الآلة بعيدًا عن سياقها الثقافي والأسلوبي؛ لذلك كان التقسيم إلى أربع مجموعات رئيسية تبعًا لموقع الهواء المُهتز داخلها أو خارجها أثناء العزف، وتبعًا لهذا التقسيم تُسمّى جميع أدوات النفخ أيروفونات، سواءً كان الهواء مُغلقًا في أنبوب أو لا.

صورة متعلقة توضيحية

تقسيم الآلات الموسيقية النفخية من حيث النغمة

يمكن تقسيم الآلات النفخية من حيث طريقة إخراج النغمة إلى ثلاث فئات رئيسية؛ هي:

  • الفئة الأولى: وهي أدوات الحافة ويُطلق عليها عادةً اسم الفلوت؛ إذ ينتج الصوت عن تيار هوائي موجّه ضد حافة حادّة ناتج عن عمود هوائي في داخل الأنبوب المجاور بنبضات منتظمة. وينقسم الفلوت إلى مزامير حقيقة ومزامير الصفّارة، كما يُطلق عليه أسماءٌ مُتعددة، وكغيره من الأيروفونات قد يكون بسيطًا أو مُعقّدًا بالاعتماد على بنائه؛ فمثلًا في المزامير الحقيقة يتم إنتاج عمود الهواء على شكل شريط يمتد بين شفاه العازف إلى حافة الفُتحة؛ إذ يستطيع النفخ في الحافة على الطرف العلوي أو على حافة الثقب في جانب الأنبوب.
  • الفئة الثانية: تشمل أدوات القصب أو أنابيب القصب، وهي آلات تحتوي على عمود من الهواء يتم تنشيطه عن طريق الاهتزازات بين جزأين أو أكثر من القصب، أو بين قطعة من الفم وقصبة واحدة، وبحسب نظام (Sachs-Hornbostel) فإن التقسيم يعتبر جميع الآلات المُحتوية على قصب مُتعدّد تحت اسم المزمار؛ لذلك يُعتبر الباسون ضمن فئتها، فيما تُعتبر الآلات المُحتوية على قصبة واحدة باسم الكلارينيت، وتبعًا لذلك يعتبر الساكسفون من فئة الكلارينيت.
  • الفئة الثالثة: هي الآلات من نوع البوق، التي يُسبّب فيها اهتزاز شفاه اللاعب المضغوطة تحريك عمود الهواء مُعتمدًا على شكل التجويف الداخلي، الذي يكون على شكل أسطواني أو مخروطيّ، وقد يكون من الصعب التمييز بينها إلّا من خلال الممارسة العملية، فيما يتم تصنيفها حسب طريقتين؛ إما حسب موقع فتحة الفم التي تكون جانبية أو من الأعلى، أو بحسب وجودها أو عدمه.

ما هي النغمات التي تنتجها كل آلة موسيقية نفخية؟

كانت الآلات النفخية قديمًا مصنوعةً بالكامل من الخشب؛ إلّا إنّها اليوم مصنوعةٌ من الخشب أو المعدن أو البلاستيك أو من مواد متنوعة، وتتكوّن هذه الآلات من إسطوانات وأنابيب ضيّقة تحتوي على ثقوب وفتحة من الأسفل، كما أنها تحتوي على قطعه يتم وضعها في الفم للعزف عليها، فيما يتم العزف عن طريق نفخ الهواء والتحكّم بفتح وإغلاق الثقوب بالأصابع؛ إذ إنّ الأبواق تحتوي على قطعة رقيقة من الخشب تُسمّى القصبة تهتز عندما يتم النفخ فيها وقد تكون مُنفردة أو مُزدوجة، كما تُستخدم الأبواق لبعض آلات النفخ الخشبية؛ بما في ذلك الكلارينيت والمزمار والباسون، وتختلف النغمات والإيقاعات التي تنتجها هذه الآلات باختلاف حجمها؛ إذ تلعب الصغرى نغمات أعلى بينما تلعب الآلات الطويلة كبيرة الحجم النغمات السُفلية، وهذه الآلات حسب النغمات من الأعلى إلى الأسفل هي:

  • البيكولو: يتميّز بحجمه الصغير نسبيًا ويبلغ حجمه نصف حجم الفلوت القياسي تقريبًا ويعزف أعلى نغمات النفخ الخشبية في الأوركسترا، كما يُستخدم في الفِرق الموسيقية المُتعددة.
  • الفلوت: وهي الآلة الموسيقية الأقدم بين جميع آلات النفخ، تُصدر أصواتًا وليس إيقاعات فقط، كانت قديمًا مصنوعةً من الخشب أو الطين أو القصب المجوّف إلّا إنّها في الوقت الحالي مصنوعةٌ من الذهب أو الفضة أو البلاتين، وعادةً تضم الأوركسترا إثنان إلى أربع أنواع منها. ويبلغ طول الفلوت القياسي قُرابة 60.96 سم؛ إذ يتم إمساكه بكلتا اليدين بشكل جانبي والنفخ في الفُتحة العلوية والتحكّم في الصوت ودرجته عن طريق فتح وإغلاق الثقوب.
  • المزمار: هو عبارة عن أسطوانة سوداء يبلغ طولها 60.96 سم، تحتوي على مفاتيح معدنية تُغطي الثقوب وتستخدم قصبةً مزدوجةً تهتز عند النفخ فيها؛ ممّا يجعل الهواء داخله يتحرك لإنتاج الصوت. ويتم العزف على هذه الآلة عن طريق الإمساك بها بشكل مستقيم والنفخ من خلال القصبة مع الضغط بكلتا اليدين على المفاتيح والتحكّم في إغلاقها وفتحها؛ لتغيير الصوت ودرجته. ويوجد في الأوركسترا عادةً إثنين إلى أربعة مزامير؛ لإنتاج أنواع متنوعة من النغمات المتفاوتة بين العالية والناعمة، وعادةً ما يتم افتتاح الحفلة الموسيقية بالمزمار، ويكون العازف الأوّل هو المسؤول عن ضبط الأوركسترا.
  • القرن الإنجليزي: لا يُوحي اسم الآلة لشكلها مُطلقًا؛ إذ ترتبط بشكل كبير بالمزمار وتستخدم قصبةً مزدوجةً ويتم العزف عليها بنفس الطريقة، لكنها تتميّز بأنها أطول من المزمار ولها أنبوبٌ أوسع، كما يُفتح الطرف السُفلي منها على جرس دائري يجعل صوته أكمل وأكثر دفئًا، لكن نطاق نغمتها أقل من المزمار بسبب حجمها الأكبر.
  • الكلارينيت: يُشبه كثيرًا شكل المزمار؛ إلّا إنّه يختلف عنه بقطعة الفم الموصولة بقصبة واحدة، وتتنوّع أحجامه إلّا إنّ القياسي المُسطّح يبلغ طوله أكثر من 60.96 سم. وتحتوي الأوركسترا على إثنين إلى أربعة منه؛ للحصول على النغمات المطلوبة، ويتم العزف عليه بنفس طريقة العزف على المزمار عن طريق النفخ عبر القصبة والتحكّم عن طريق الأصابع.
  • الكلارينيت المُسطّح: لا يختلف عن الكلارينيت العادي إلا من حيث الحجم؛ حيث يبلغ طوله النصف؛ لذا يُستخدم لتشغيل نغمات أعلى.
  • الباس الكلارينيت: يُعتبر الأكبر في عائلة الكلارينيت وينتج عن طوله الكبير القدرة على عزف أقلّ النغمات في الأوركسترا.
  • الباسون: عبارة عن أنبوب طويل مُزدوج من النصف يُصنع عادةً من الخشب ويحتوي على مجموعة كبيرة من المفاتيح، كما يُساعد شكله المُنحني في العزف بشكل مريح نتيجة طوله الكبير. يستخدم الباسون قصبةً مزدوجةً موصولة بقطعة فم معدنية ويُعزف عليه عادةً النغمات المّنخفضة.
  • الباصون: يتميّز بحجمه الكبير جدًا عن الباسون العادي ويحتاج لقوّة نفس أكبر لإخراج الصوت، كما يعزف أدنى النغمات في الأوركسترا.

أهم أسماء آلات موسيقية نفخية

من أهم الأمثلة على الآلات النفخية ما يلي:

  • الفلوت والبيكولو: تعتبر من الآلات السهلة في العزف؛ إذ لا تتطلّب دقةً في وضع الأصابع على الثقوب؛ لأنهما يحتويان على مفاتيح مُغلقة.
  • الساكسافون: هي آلة مخروطية الشكل مصنوعة من النحاس يتم النفخ فيها بالفم ولها أنواعٌ مُتعددةٌ في الوقت الحالي.
  • مزمار القِربة: وهي من الآلات النفخية القديمة التي يعود تاريخها إلى 100 عام ق.م، تحتوي على اثنين أو أكثر من الأنابيب ذات القصب الفردي أو المزدوج الموصول مع جسم مصنوع من جلد الحيوانات أو كيس من القماش؛ بحيث يتم نفخه عن طريق الفم أو منفاخ خارجي، في حين يتم عزف النغمات على أنبوب مُنفصل باستخدام الأصابع، وهذه الآلات تتطلّب مهارات عالية من العازف وتحتاج لوقت طويل لإتقانها، كما أنها تتطلّب قوةٌ كبيرةٌ في النفس.
  • الباسون: هي آلة ظهرت في أواخر القرن السابع عشر وتمّ تضمينها في الأوركسترا، حقّقت أهميةً أكبر في القرن الثامن عشر.
  • الكلارينيت: خضع للعديد من التغيّرات في تصميمه منذ ظهوره في أواخر القرن الثامن عشر ولم يتم توحيد تصميمه ومفاتيحه حتى القرن التاسع عشر، هذا منح العازفين راحةً أكبر أثناء العزف عليه، فيما يتطلّب العزف على هذه الآلة مهارات عالية.

آلات موسيقية نفخية أُخرى 

  • دولشيان: هي أداة نفخ مُزدوجة القصبة موجودة من عصر النهضة وتعتبر الإصدار القديم من آلة الباصون، كانت باهظة الثمن؛ لذلك كان يمتلكها الملوك والأرستقراطيين والملوك، كما يتوفر منها نُسخٌ مُقلّدة اليوم للأشخاص المُهتمين بموسيقى عصر الباروك وعصر النهضة.
  • الفلوتفون: عبارة عن آلة خفيفة الوزن تعمل كمُقدمة عزف الآلات الأُخرى وتعتبر سهلة التعلّم وغير مُكلفة؛ لذلك يتم استخدامها بسهولة من قبل الأطفال الصغار.
  • الهارمونيكا: تُعتبر من الآلات خالية القصب وتُستخدم بكثرة في موسيقى البلوز والموسيقى الشعبية، تمتاز بوزنها الخفيف وسعرها المعقول.
  • المزمار: يعتبر من الآلات المُستخدمة في عصر النهضة ويعتقد أن أصولها يونانية، تمّ استخدام بعض أنواعها بكثرة في القرن السابع عشر، أمّا الأنواع المُستخدمة في يومنا هذا فقد ظهرت في أواخر القرن التاسع عشر.
  • المُسجِّل: عبارة عن آلة نفخية قديمة ظهرت في القرن الرابع عشر؛ إلّا إنّها اختفت في منتصف القرن الثامن عشر إلى أن تمّ إعادة استخدامها لاحقًا؛ إذ تُستخدم كثيرًا في يومنا هذا في الفصول الموسيقية.
  • ساكسفون: تُعتبر من عائلة الآلات القصبية؛ ومن فئتها التينور المُستخدمة في فرق الجاز بشكل أساسي، تمّ اختراعها عام 1846 على يد جوزيف أدولف، الذي كان يحاول صُنع آلة تجمع بين السهولة في العزف كما هو الحال في الكلارينيت والسهولة في استخدام الأصابع الآلات الكبيرة.
  • شاوم: وهي أداة من القصب الحُرّ استُخدمت خلال القرنين الثالث عشر والسابع عشر، ولا يُعتبر استخدامها شائعًا مثل المزمار والدولشين؛ إلّا إنّها تُستخدم حتى يومنا هذا في دول مُتعددة؛ مثل المغرب وغرب أفريقيا، ويُعتقد أنه تمّ تطويرها من آلة مزمار القِربة القديمة.
  • الترومبون: ينحدر من عائلة البوق مع اختلاف طريقة العزف عليه؛ إذ يتم تحريك جزء من بوقه ذهابًا وإيابًا تغيير طبقة الصوت.
  • البوق: يُعتبر من الآلات النحاسية ويُستخدم بكثرة في فرق الجاز، وقد تمّ استخدامه في العديد من الدول؛ منها مصر واليونان والشرق الأدنى.
  • آلة توبا: تُعتبر من الآلات ذات الصوت العميق، كما أنها من أكبر الآلات في عائلة براسويند، لا تحتاج هذه الآلة لطاقة كبيرة في الرئة إلا أن استخدامها محدود؛ بسبب كُبر حجمها ووزنها وهذا يجعل العزف عليها أصعب؛ إذ يمكن أن تزن 7.0 كغم للنُسخ المصنوعة من الألياف الزجاجية، فيما تصل أحيانًا إلى وزن 10-17.5 كغم للنسخ النُحاسية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل يوجد فرق بين الجيتار الكهربائي والعادي؟

هل مؤلفات بيتهوفن من أشهر الموسيقى الكلاسيكية العالمية؟

هل يختلف تاريخ ظهور الموسيقى العربية الكلاسيكية عن الأجنبية؟

هل ظهرت موسيقى الروك لأول مرّة في أربعينيّات القرن العشرين؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على