تحقيق مسبار
يؤثر مرض التصلّب اللويحي على الجهاز العصبي المركزي عند الإنسان بسبب مشكلة في جهاز المناعة، ويهدف هذا المقال إلى بيان أبرز الأعراض التي تظهر عند الإصابة بهذا المرض؛ ليقوم المرء بإجراء التشخيص والحصول على الرعاية الطبية في وقتٍ مُبكر، كذلك يعتني المقال بتوضيح أنواع التصلّب اللويحي وطُرق التشخيص وعوامل زيادة خطورة الإصابة بهذا المرض.
مرض التصلّب اللويحي، هل هو خطير؟
لا يُعد مرض التصلّب اللويحي من الأمراض الخطيرة؛ إذ يُمكن السيطرة على أعراض هذا المرض والحدّ من شدّتها والتعامل معها بالاعتماد على الأدوية وغيرها من طُرق العلاج المُتوفرة؛ إلّا إنّ المرض يتسبب ببعض المُضاعفات الخطيرة التي تُهدّد حياة المريض في بعض الأحيان؛ مثل صعوبات التنفس الناتجة عن تلف بعض الأعصاب أو ضعفها.
ما هي عوامل خطورة الإصابة بالتصلّب اللويحي؟
لم يستطع الأطباء معرفة السبب الدقيق وراء الإصابة بمرض التصلّب اللويحي؛ إلّا إنّه هُناك العَديد من العَوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بهذا المرض عند الإنسان، وأبرزها العوامل الآتية:
- التعرض إلى العَدوى: يُمكن أن تؤدي الإصابة بالعدوى الفايروسية أو البكتيرية إلى مرض التصلّب العصبي المُتعدد -المعروف باسم التصلّب اللويحي- مع التقدّم في عُمر الإنسان.
- مكان المَعيشة: تنتشر حالات الإصابة بمرض التصلّب اللويحي في الأماكن البعيدة من خط الاستواء حول العالم، في حين تقل نسبة الإصابة عند الاقتراب من خط الاستواء.
- العُمر: عادةً ما يتم تشخيص الإصابة بمرض التصلّب اللويحي عند الإنسان في عُمر يتراوح بين 20-40 سنة، مُقارنةً بحالات الإصابة التي يتم تشخيصها للأفراد الأكبر أو الأقل سنًّا.
- الجنس: تُصيب الأنواع المُختلفة من التصلّب اللويحي النساء بنسبة أكبر مُقارنةً بمُعدلات الإصابة عند الرجال.
- تدخين السجائر: يُمكن أن يتعرض الأفراد الذين يدخّنون السجائر إلى مرض التصلّب اللويحي بشكلٍ أكبر، كما أن أعراض هذا المرض تكون أكثر شدّة لدى المُدخنين أيضًا.
- نقص بعض الفيتامينات: يكون المريض أكثر عُرضة للإصابة بأمراض التصلّب اللويحي إذا كان يُعاني من نقص في فيتامين د أو فيتامين ب 12؛ لأن النقص في هذه الفيتامينات يؤثر على جهاز المَناعة والجهاز العصبي عند الإنسان.
ما هي أعراض مرض التصلّب اللويحي؟
فيما يأتي بعضًا من الأعراض الشائعة التي تُصاحب الإصابة بمرض التصلّب اللويحي عند الإنسان:
- الصعوبة في السيطرة على الجسم: تُعد تقلصات العضلات من الأعراض التي تُصاحب التصلّب اللويحي، كذلك الضعف وصعوبة القدرة على التوازن، وهو ما يجعل من السيطرة على الجسم صعبةً عند المريض.
- الإعياء والتعب: تتعرض النسبة الأكبر من المُصابين بمرض التصلّب اللويحي إلى التعب والإعياء في الجسم، وكثيرًا ما يؤثر هذا الإعياء على مُمارسة الأنشطة اليومية عند المرضى.
- صعوبات المَشي: تنشأ صعوبات المشي عند المُصابين بالتصلّب اللويحي من خَدَر الساقين، أو خَدَر القدمين، أو ضعف العضلات، أو صعوبة موازنة الجسم، أو الصعوبات التي يُعاني منها المريض في الرؤية.
- المشاكل في الرؤية: تكون مشاكل الرؤية من الأعراض الأُولى التي تظهر عند الإصابة بهذا المرض في مُعظم الحالات، وتشمل هذه المشاكل الرأرأة أو العمى أو ازدواج الرؤية أو التهاب العصب البصري.
- الحساسية من الحرارة: يكون المُصابون بمرض التصلّب اللويحي أكثر حساسية للحرارة من غيرهم، ويُمكن أن تتفاقم الأعراض عند المريض نتيجةً لأخذ حمام الساخن، أو احتساء الشاي الساخن، أو ارتفاع درجة حرارة الجو.
- مشاكل التبول: توجد عِدّة مشاكل بولية يُعاني منها المُصابون بمرض التصلّب اللويحي؛ أبرزها الإمساك، بالإضافة إلى سلس البول الذي يؤدي إلى خروج البول دون السيطرة على الإخراج من قبل المريض.
- مشاكل الذاكرة والسلوك: يُلاحظ المُصابون بالمرض المذكور تغيّرات في قدرتهم على تذكر الأشياء، بالإضافة إلى صعوبة التركيز والتغيّرات في العواطف، كذلك التغيّر في المزاج والإصابة بالاكتئاب.
- مشاكل التكلُّم: يُعاني بعض المرضى من صعوبات شديدة في الكلام، بينما تظهر عند الآخرين أعراض طفيفة تؤثر على كلامهم مع الآخرين، وتتضمّن هذه الأعراض التوقُّف الطويل بين الكلمات أو التلفظ بكلمات غير واضحة.
هل نسبة الشفاء من التصلّب اللويحي كبيرة؟
لم يتمكّن الأطباء المُختصون من اكتشاف علاج لمرض التصلّب اللويحي حتى الآن، هذا يعني أن نسبة الشفاء من المرض مُنخفضة أو مَعدومة بالنسبة إلى الأطباء، وتهدف العلاجات الموجودة إلى السيطرة على الأعراض والتقليل من حدّتها والحدّ من تطوّر المرض، ومنها ما يأتي:
- أدوية تعديل مسار المرض: وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على اعتماد هذا النوع من الدواء؛ للتقليل من نوبات التصلّب اللويحي والتقليل من قدرة المرض على التطوّر مع مرور الزمن.
- كورتيكوستيرويد: يَصرِف الأطباء دواء كورتيكوستيرويد للمرضى عند التعرض إلى نوبات شديدة من التصلّب اللويحي، ولهذا الدواء قدرةٌ على التعامل مع الالتهابات بسرعةٍ كبيرةٍ مع إبطاء تلف غمد المايلين، الذي يُحيط بالخلايا العصبية عند المريض.
- إعادة التأهيل الجسدي: يتم الاعتماد على إعادة التأهيل أو العلاج الطبيعي؛ للمُحافظة على اللياقة البدنية عند المريض والحفاظ على حركته، أيضًا التقليل من الآثار السلبية للتصلّب اللويحي على وظائف الجسد.
- الطب النفسي: يُساعد الطب النفسي المريض على تجاوز الآثار النفسية التي تنتج عن الإصابة بمرض التصلّب اللويحي المُزمن؛ ذلك من خلال تقديم الدعم العاطفي والتعامل مع حالات الذاكرة وتقلبات المزاج.
هل يمكن علاج أعراض هجمة التصلّب اللويحي؟
إذا تعرض المريض إلى هجمة التصلّب اللويحي فإنه يستطيع علاج هذه الهجمة، أو النوبة من خلال الإرشادات الآتية مع ضرورة استشارة الطبيب قبل الإقبال على تناول أيّ دواء:
- حل مشاكل الأمعاء والمثانة: يستطيع المريض اتباع نظام غذائي صحي مع تناول الأدوية التي يصفها الطبيب؛ للحدّ من آثار مشاكل الأمعاء والمثانة التي تظهر بسبب مرض التصلّب اللويحي.
- التعامل مع الرُعاش: يتم علاج أعراض الرُعاش من خلال تعليق الأوزان على طرفيّ الجسم للتقليل من الاهتزاز، ويمكن للمريض استشارة الطبيب من أجل وصف الأدوية المُناسبة للرُعاش عند الحاجة.
- علاج مشاكل الحركة: يُمكن علاج أعراض الحركة والتوازن عن طريق الاستعانة بأجهزة المشي أو استخدام عقار فامبريدين، كما أن العلاج الطبيعي مُفيد للتعامل مع هذا النوع من الأعراض.
- مُضادات الاكتئاب: إذا أُصيب المرضى بالاكتئاب فإن الطبيب يقوم بوصف مُثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية، أو غيره من مُضادات الاكتئاب للتعامل مع هذا العَرَض.
- الحدّ من التعب: لا بُدّ من أخذ القسط الوافر من الراحة؛ ليتخلص المريض من التعب الذي يُصاحب نوبات التصلّب اللويحي، كذلك يُمكن استخدام بعض الأجهزة في توفير مزيد من الراحة؛ مثل السكوترات المُخصّصة للتنقّل.
- الراحة للعينين: إذا كان المريض يُعاني من مشاكل في الرؤية أو العينين؛ فإنه ينبغي عليه إراحة العين من وقتٍ إلى آخرٍ مع الحدّ من الأوقات التي يقضيها المرضى أمام الشاشة.
- مُسكنات الألم: يصرف الأطباء عِدّة أنواع مُختلفة من الأدوية لتسكين الآلام عند حاجة المريض إليها؛ منها مُضادات التشنج ومُضادات الاختلاج، كذلك دواء جابابنتين الذي يُخفّف من آلام الجسم.
كيف يتم تشخيص أعراض التصلّب اللويحي؟
يُمكن للطبيب الاعتماد على الاختبارات التالية للتحقّق من أعراض التصلّب اللويحي وتشخيص المرض:
- التصوير بالرنين المغناطيسي: يتم الاعتماد على صبغة التباين مع اختبار التصوير بالرنين المغناطيسي؛ حتى يستطيع الطبيب معرفة جميع الآفات النشطة والآفات غير النَشِطة في الحبل الشوكي والدماغ عند المريض.
- التصوير المقطعي للترابط البصري: يكتشف هذا الاختبار مدى وجود ترقُّق حول العصب البصري، وهو اختبار يهدف إلى تشكيل صورة لطبقات الأعصاب الموجودة في مُؤخرة عين المريض.
- البزل القطني: في هذا الاختبار يقوم مُقدّم الرعاية الصحية بأخذ عينة من الحبل الشوكي للمريض، ثم التحقّق من التشوهات التي يُعاني منها السائل النخاعي واستبعاد الأمراض التي لها أعراض شبيهة بمرض التصلّب اللويحي.
- تحاليل الدم: تهدف تحاليل الدم التي يُجريها المرضى إلى التحقّق من عدم إصابة الفرد بأيّة أمراض أُخرى لها أعراض مُشابهة.
- اختبار الجهد المُثار: يقوم الطبيب بتحفيز المسارات العصبية عند المريض أثناء إجراء هذا الاختبار؛ ذلك حتى يتمكّن من تحليل النشاط الكهربائي في الدماغ بحثًا عن أيّ إشارات تدلُّ على الإصابة بمرض التصلّب اللويحي.
ما هي أنواع التصلّب اللويحي؟
لمرض التصلّب اللويحي أربعة أنواع كما يأتي:
- المُتلازمة السريرية المَعزولة: يظهر هذا النوع عند إزالة الميلانين الموجود في الجهاز العصبي المركزي وتُصاحبه بعض الأعراض التي تستمر مُدّة 24 ساعة.
- التصلّب اللويحي مُتكرر الانتكاس والهدوء: يُعد هذا النوع أكثر أنواع المرض شيوعًا، ويؤدي إلى ظهور نوبات من الأعراض التي تتكرر مع ظهور أعراض جديدة، ثم يتبعها فترة هدوء جزئي أو كُلّي قبل النوبة الثانية وهكذا.
- التصلّب اللويحي التقدُمي الأولي: لا يشهد المريض عند الإصابة بهذا النوع فترات هدوء؛ إنّما يُلاحظ الإصابة بأعراض تتفاقم مع مرور الزمن بشكل مُستمر مع المرور ببعض الفترات التي تستقر أثنائها الأعراض ولا تختفي.
- التصلّب اللويحي التقدُمي الثانوي: عند الإصابة بهذا النوع تبدأ أعراض التصلّب اللويحي بالظهور مع فترات من الراحة فيما بين نوبات المرض، يلي ذلك تقدّم مُستمر في المرض كما في النوع التقدُّمي الأولي بعد مرور فترة من الزمن.
كيف تتم الوقاية من نوبات مرض التصلّب اللويحي؟
لا بُد من تغيير نمط الحياة بشكل أساسي للتقليل من نوبات مرض التصلّب اللويحي عند المرضى، يشمل ذلك اتباع نظام غذائي صحي يحتوي على الكثير من الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والدهون الصحية، بالإضافة إلى مصادر البروتين الخالية من الدهون، ينبغي على المرضى كذلك مُمارسة التمارين الرياضية بانتظام مع مُحاولة السيطرة على التوتر الذي يؤدي إلى تفاقم أعراض المرض المذكور، كذلك يجب الامتناع عن التدخين؛ لأنه يُسهم في تطوّر المرض بشكل أسرع.
اقرأ/ي أيضًا:
هل مرض الذئبة الحمراء مُعدٍ أم لا؟
هل مرض البهاق يورث للأطفال حقيقةً؟