تحقيق مسبار
يُسلّط هذا المقال الضوء على أسباب الخمول في رمضان سواءً كانت بعد تناول وجبة الإفطار، أو في الأوقات الأُخرى من اليوم، مع ذكر أبرز الإرشادات والتعليمات التي تُساعد في الحدّ من التعرض إلى الخمول، كما أنها تُسهم في الحفاظ على نشاط الجسم ليتمكّن الصائم من الاستمرار في مُمارسة الأنشطة اليومية بسهولة دون مواجهة صعوبات، ويُبيّن المقال أيضًا كيفية الوقاية من الخمول وطريقة علاجه.
هل قلّة النوم من أسباب الخمول في رمضان؟
تؤدي قلّة النوم في شهر رمضان المبارك إلى كثيرٍ من المشاكل الصحية؛ أبرزها الخمول، وهُناك العديد من الأسباب الأُخرى للخمول في هذا الشهر أيضًا، يعود كثيرٌ منها إلى العادات غير الصحيّة مثل سوء التغذية، كما أن العادات السيئة في النوم تتسبب بالنُعاس إلى جانب زيادة الوزن وتُعكّر المزاج خلال فترة النهار لدى الصائمين.
نصائح لضبط النوم في شهر رمضان
فيما يأتي بعضًا من النصائح التي تُساعد على ضبط النوم في شهر رمضان حتى يتخلص الصائم من الشعور بالخمول نهارًا:
- الحدّ من التغييرات المُفاجئة في نمط النوم: على المرء أن يتجنّب جميع التغييرات المُفاجئة التي تطرأ على ساعات النوم في شهر رمضان، ذلك مع التنبيه إلى أن النوم نهارًا لا يُغني عن النوم في ساعات الليل.
- النوم أثناء النهار: يُمكن للصائمين النوم لساعاتٍ كافية خلال فترة الليل، ثم أخذ غفوة لوقتٍ قصيرٍ خلال النهار إذا أمكن، ذلك حتى يحصل الجسم على القسط الكافي من النوم، مع ضرورة عدم الإكثار من نوم النهار.
- تجنّب الإفراط في الأكل قبل النوم: بشكل عام ينبغي تجنّب الإفراط في الطعام ليلًا، ويجب على المرء الابتعاد عن الأكل قبل النوم؛ لأن ذلك يؤدي إلى اضطرابات النوم ويتسبب بارتفاع مستويات ارتداد الحمض نحو المريء بشكل يؤثر على جودة النوم.
- الالتزام بجدول النوم: يجب على الإنسان وضع ساعات مُحدّدة للنوم والاستيقاظ كل يومٍ من أيام رمضان حتى يُحسّن من جودة النوم، كما أنه يُوصى للبالغين بالنوم مُدّةً تبلغ 7 ساعات يوميًا.
- توفير البيئة المناسبة للنوم: لا بُدّ من إيجاد المكان الهادئ والمُظلم مع توفير درجة الحرارة المُناسبة؛ ليستطيع المرء النوم بسهولة عند الذهاب إلى الفِراش.
- مُمارسة الأنشطة المُهدئة قبل النوم: يُمكن للأنشطة المُهدئة أن تكون مُفيدة في المساعدة على النوم في شهر رمضان والحدّ من الشعور بالخمول؛ ومن ذلك الاستحمام وتقنيات الاسترخاء؛ مثل التنفس العميق.
ما هي أسباب الخمول في رمضان؟
تُبين القائمة الآتية العديد من أسباب الخمول في رمضان:
- الإرهاق: يبذل البعض كثيرًا من الجهود البدنية -مثل التدريبات الشاقة أو العمل لساعات طويلة- خلال نهار رمضان؛ ممّا يؤدي إلى استنفاد الطاقة التي يتمتع بها الجسم، وينتهي ذلك بالخمول.
- الإجهاد: يُمكن أن يتعرض بعض الصائمين إلى الخمول بسبب الإجهاد العصبي والنفسي الذي يُعانون منه، سواءً كان الإجهاد بسبب الحالة المعيشية أو نتيجةً للعمليات العقلية التي تتطلّب مجهودًا كبيرًا، أو لغير ذلك من الأسباب.
- قِلّة الأنشطة الرياضية: يُعد قلة أو عدم ممارسة الرياضة في رمضان من أسباب الخمول في هذا الشهر أيضًا، كما أنها تؤدي إلى الشعور بالتعب، وتزداد فرصة الإصابة بالخمول عند كِبار السن مع مرور الوقت في حالة عدم ممارسة التمارين.
- النوم الزائد: إن النوم لساعاتٍ طويلةٍ خلال اليوم يتسبب بالخمول كما هو الحال عند عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم أيضًا، ويمكن أن يكون ذلك لأن النوم الزائد يُمكن أن يؤدي إلى اضطراب دورة النوم والاستيقاظ الطبيعية للجسم.
- تناول بعض الأدوية: تشمل الأعراض الجانبية لبعض الأدوية الشعور بالخمول بالإضافة إلى نقص طاقة الجسم، وتختلف حِدّة الخمول التي تتسبّب بها هذه الأدوية بين شخصٍ وآخر، ويُمكن أن تكون الأعراض مؤقتة وتختفي مع الاعتياد على الدواء.
ما هي أسباب الخمول بعد الإفطار في رمضان؟
يعود سبب الخمول بعد الإفطار في رمضان إلى الإكثار من تناول الطعام أحيانًا وعدم توزيع الطعام على عِدّة وجبات أو الأكل ببطء، وفيما يأتي بعضًا من الأسباب الأُخرى للخمول بعد الإفطار في شهر رمضان:
- تناول الأطعمة الغنيّة بحمض التربتوفان: يُعد التربتوفان واحدًا من الأحماض الأمينية الموجودة في بعض مُنتجات الألبان واللحوم، كما أنه يتوفر في لحم الديك الرومي، وفي حالة استهلاك هذا الحمض مع الكربوهيدرات يتم تحفيز ناقل السيروتونين العصبي الذي يُعزّز الخمول.
- التغيّرات في وصول الدم إلى الدماغ: يتدفق الدم إلى الجهاز الهضمي بعد تناول الطعام، ويُمكن أن يؤدي ذلك إلى تغيّر في كميات الدم التي تصل إلى الدماغ؛ ممّا يتسبب بالخمول والشعور بالتعب بعد الإفطار في رمضان أحيانًا.
- الكميّات الكبيرة من الدهون والسعرات الحرارية: إن تناول الوجبات الدسمة الغنيّة بالدهون أو السُعرات الحرارية من أسباب الخمول في رمضان، كما أن هذه الأطعمة تؤدي إلى التعب والإرهاق وتزيد من الشعور بالعطش.
كيف يمكن الوقاية من الخمول بعد الإفطار في رمضان؟
تضم القائمة الآتية عِدّة طُرق للوقاية من أسباب الخمول في رمضان والمُحافظة على مستويات النشاط التي يطمح إليها المرء:
- المشي في الخارج بعد الأكل: يمكن للضوء الموجود خارج المنزل المساعدة في بقاء الإنسان يقظًا، بالإضافة إلى المُحافظة على مستويات الوظائف العقلية بعد تناول الطعام، كما أن المشي يساعد في تعزيز الصحة العامة أيضًا.
- تناول كميات طعام أصغر: يستطيع الجسم المُحافظة على استقرار مستويات الطاقة وتجنّب الانخفاض الشديد -الذي ينتهي بالخمول- عند تناول الوجبات الصغيرة المتفرقة؛ ذلك بدلًا من الأكل بشراهة عند الجلوس على مائدة الإفطار في رمضان.
- تحديد الأطعمة الجيدة: تقل مستويات الانخفاض في الطاقة إذا تناول المرء الأغذية الغنيّة بالألياف، إضافةً إلى الكربوهيدرات أو البروتينات؛ ممّا يُقلّل من نسبة التعرض إلى الخمول.
- النوم الجيد ليلًا: لا بُدّ من الحرص على النوم ليلًا لتجنّب الخمول في شهر رمضان، وينبغي على المرء تجنّب النوم لساعاتٍ طويلةٍ أو عدم النوم لساعات كافية؛ فإن كلاهما من أسباب الخمول في رمضان.
- الاحتفاظ بمذكرة الطعام: يستطيع الصائم الاحتفاظ بمذكرة لتسجيل الأطعمة والمشروبات، التي يأكلها ويشربها في شهر رمضان، للرجوع إليها فيما بعد ومعرفة مُحفّزات الشعور بالخمول ثم تجنّبها.
- الحصول على الترطيب الكافي: إذا لم يحصل الجسم على الكميات الكافية من السوائل؛ فإنه يتعرض إلى الجفاف الذي ينتج عنه الدوخة وعِدّة أعراض أُخرى، لذلك فإن الحصول على الترطيب الكافي من خلال شرب السوائل مُهمٌ في رمضان.
متى يكون الخمول في رمضان خطيرًا؟
يُمكن أن يكون الخمول خطيرًا خلال شهر رمضان في الحالات الآتية:
- ظهور الآثار العدوانية على النفس: يمكن أن تؤدي الإصابة بالخمول إلى مُحاولة الانتحار، أو انتهاج بعض السلوكيات غير العقلانية، أو السلوكيات التي تُشكّل خطرًا على النفس أو الآخرين، وعند ذلك يكون الخمول مؤشرًا على حالة أكثر خطورة.
- التغيّرات في مستوى الوعي: في بعض الأحيان يُصاحب الشعور بالخمول تعرّض المرء إلى الإغماء أو عدم الاستجابة، أو بعض التغيّرات الأُخرى في مُستويات الوعي أو اليقظة؛ ممّا يستدعي زيارة الطبيب للتحقّق من الحالة.
- ظهور الأعراض في منطقة الصدر: تدلُّ بعض الأعراض التي تظهر مع الخمول وتُصيب منطقة الصدر إلى وجود حالة كامنة أكثر خطورة؛ ومنها ألم الصدر أو الضغط أو الشعور بضيق في الصدر أو شِدّة في الخفقان.
- ارتفاع درجة الحرارة: إذا لاحظ المرء ارتفاع درجة حرارة الجسم عن المُستويات الطبيعية ووصولها إلى 38.33 درجة مئوية، إلى جانب الشعور بالدوخة؛ فلا بُدّ من الحصول على الرعاية الطبية لضمان عدم التعرض إلى مُضاعفات أكثر خطورة.
- التغيّرات في البول أو البراز: يُمكن أن يشعر المرء بالخمول جنبًا إلى جنب مع عدم إنتاج الجسم لأيّ كميات من البول، أو ملاحظة النزيف في المستقيم أو خروج الدم مع البراز، وجميعها تدلّ على حالات خطيرة أحيانًا وتتطلب مراجعة الطبيب.
- مشاكل الجهاز التنفسي: في بعض الأحيان تظهر المشاكل في الجهاز التنفسي؛ مثل صعوبة التنفس أو ضيق النفس بالتزامن مع الدوخة، وهي أعراض تستوجب زيارة الطبيب لمعرفة السبب وتلقّي العلاج المُناسب.
كيف يتم علاج الخمول في رمضان؟
بالرغم من عدم الحاجة إلى أيّ تدخلات طبية لعلاج الخمول في شهر رمضان المبارك في غالب الأحيان؛ إلّا إنّ هُناك عِدّة حالات تتطلّب الاعتماد على الأدوية أو السوائل الوريدية للتعامل مع السبب الكامن وراء التعرض إلى الخمول؛ ومنها حاصرات بيتا للتعامل مع خمول الغدة الدرقية، وفي العادة يُمكن الاعتماد على تغيير نمط الحياة واتباع تعليمات الأكل الصحيحة والتخلص من الضغوطات النفسية، وممارسة الأنشطة الرياضية والمُحافظة على ساعات النوم الطبيعية للتعامل مع أسباب الخمول في رمضان.
متى يحتاج الخمول إلى علاج طبي؟
تضم القائمة الآتية العديد من الأسباب البارزة التي تؤدي إلى الخمول وتحتاج تدخلًا طبيًا للعلاج:
- الالتهابات: يُمكن أن تؤدي بعض أنواع الالتهابات إلى الخمول، ويتم التعامل معها عن طريق أنواع الدواء المُضاد للروماتويد والمُعدّل لسير المرض، أو الأدوية غير الستيرويدية المُضادة للالتهابات وغيرها.
- الاكتئاب: في حالة كان الاكتئاب سببًا في الخمول؛ فلا بُدّ من التعامل مع هذه الحالة بشكل أساسي من خلال مضادات الاكتئاب وغيرها من التقنيات والطُرق المعتمدة للتعامل مع أعراض الاكتئاب.
- السرطان: في بعض الحالات تظهر أعراض الخمول نتيجةً للإصابة بمرض السرطان، ويتم التعامل معها عن طريق الأدوية المُنشطة أو مُساعدات النوم بعد استشارة الطبيب المختص؛ فإن الأدوية تختلف حسب حالة المريض.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن علاج توقف التنفس أثناء النوم؟
هل يمكن علاج قلة النوم لمرضى السكّري؟