تحقيق مسبار
تنتظم الكثير من الكواكب والأجرام السماوية الأُخرى ضمن مدارات النظام الشمسي المعروف، ويُعد كوكب الأرض واحدًا من الكواكب الواقعة ضمن النظام المذكور. يوضّح هذا المقال عدد الكواكب في المجموعة الشمسية، بالإضافة إلى بيان مدى فائدة الجاذبية في هذا النظام ومدى وجود أيّة نجوم أُخرى سوى الشمس في النظام الشمسي.
هل النظام الشمسي أكبر من المجرّة؟
إن النظام الشمسي ليس أكبر من المجرة؛ إنّما هو جزءٌ من مجرّة درب اللبانة التي تضم العديد من المجموعات النجمية؛ فإن هذه المجرة تحتوي على مئات المليارات من النجوم الأُخرى، وتُعد الشمس من النجوم الصغيرة في هذه المجرة. وتتميز مجرة درب اللبانة بشكلها الحلزوني، وتبعد الشمس عن مركز هذه المجرة قُرابة 26,000 سنة ضوئية، وهي مسافةٌ شاسعة جدًا؛ فإن السنة الضوئية تبلغ 9.46 ألف مليار كيلومتر.
ما هي مكونات النظام الشمسي؟
يتكوّن النظام الشمسي من الشمس والعديد من الأجرام السماوية التي تدور حولها، وتشتمل هذه الأجرام على عددٍ من الكواكب، بالإضافة إلى قُرابة 170 قمرًا معروفًا حتى الآن، كذلك يضم النظام عددًا لا يُمكن إحصاؤه من المذنبات والكُويكبات الصغيرة والأجسام الجليدية، إضافةً إلى الغازات والغُبار المعروف باسم الوسط بين الكوكبي.
كم كوكبًا في النظام الشمسي؟
يضم النظام الشمسي 8 كواكب فحسب بعد إخراج بلوتو من عدد الكواكب؛ ذلك لأن علماء الفلك أعادوا تصنيفه وأصبح أحد الكواكب القَزَمة؛ إلّا إنّه أحد مكونات النظام الشمسي بالتأكيد. ويقع بلوتو في منطقة حزام كايبر الكبيرة، وهي منطقة تقع بعد كوكب نبتون، وتضم عددًا هائلًا من الأجسام الجليدية. وتشمل المجموعة الشمسية كُلًّا من كوكب عطارد وكوكب الزُّهرة وكوكب الأرض وكوكب المريخ، إلى جانب كوكب المشتري وكوكب زحل وكوكب أورانوس وكوكب نبتون.
كم عدد كواكب المجموعة الشمسية الداخلية؟
يبلغ عدد كواكب المجموعة الشمسية الداخلية 4 كواكب فحسب، وهي الكواكب الآتية:
- كوكب عطارد: إن عطارد أقرب كوكب إلى الشمس، ويستغرق اليوم في هذا الكوكب قُرابة 59 يومًا على كوكب الأرض، ويُمكن رصده في الجزء الأخير من المساء خلال شهر مارس لتحقيق أفضل رؤية.
- كوكب الزُّهرة: يحتل كوكب الزهرة المرتبة الثانية بعد عطارد في قُربِه من الشمس مُقارنةً بالكواكب الأُخرى في النظام الشمسي، ويدور هذا الكوكب إلى الخلف، هذا يعني أنه يدور مع اتجاه عقارب الساعة لا عكس اتجاهها.
- كوكب الأرض: يتميّز كوكب الأرض بالمياه السائلة؛ فإنه الكوكب الوحيد الذي يحتوي على مياه سائلة، في حين تحتوي الكواكب الأخرى على مياه متجمدة، كما أنه ثالث أقرب الكواكب من الشمس، وأحد الكواكب الداخلية في النظام الشمسي.
- كوكب المريخ: يُعد كوكب المريخ أبعد الكواكب الداخلية عن الشمس، ورابع أبعد كواكب المجموعة الشمسية الثمانية، وتستمر السنة الواحدة لهذا الكوكب قرابة السنتين من سنوات كوكب الأرض.
كم يبلغ عدد كواكب المجموعة الشمسية الخارجية؟
إن عدد كواكب المجموعة الشمسية الخارجية يبلغ 4 كواكب، هذا يعني أنه مساوٍ لعدد الكواكب الداخلية أيضًا، وفيما يأتي قائمة بالكواكب الخارجية في النظام الشمسي:
- المشتري: يتمتع المشتري بحجمٍ عملاق، وهو أكبر كواكب المجموعة الشمسية على الإطلاق، وتمّ اكتشاف أكثر من ستين قمرًا تدور حول هذا الكوكب حتى الآن، ويُمكن رصده بشكلٍ جيد خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني وشهر أكتوبر/ تشرين الأول من السنة الشمسية.
- زحل: تُحيط بهذا الكوكب آلافٌ من الحلقات الفردية، وهو كوكبٌ غازيٌّ لا يحتوي على أيّة سطوح صلبة يُمكن الوقوف عليها، ويظهر كنجمة ذهبية عند مراقبته في شهر أبريل/نيسان، وهو الشهر الرابع من شهور السنة.
- أورانوس: تقع أقطاب مُعظم الكواكب في الشمال والجنوب، أمّا أورانوس فتقع أقطابه في الشرق والغرب خلافًا للكواكب الأُخرى، وهو سابع أبعد كواكب المجموعة الشمسية عن الشمس، كما أنه من الكواكب الباردة جدًا.
- نبتون: تمّ اقتباس اسم هذا الكوكب من اسم إله البحر في الثقافة الرومانية، وهو أبعد الكواكب في المجموعة الشمسية عن الشمس، ويتمتع بلون أخضر مُزْرقّ بسبب محتواه المرتفع من غاز الميثان، ولا يُمكن رؤية هذا الكوكب بدون تلسكوب بسبب بُعدِه.
هل الشمس هو النجم الوحيد في النظام الشمسي؟
لا يحتوي النظام الشمسي على أيٍّ من النجوم سوى الشمس، وفيما يأتي بعضًا من الحقائق حول الشمس:
- الشمس مركز النظام الشمسي: تقع الشمس في مركز النظام الشمسي، وتربط النظام مع بعضه البعض بفضل قوة الجاذبية، هذا يعني أن جميع الكواكب والأجرام الأُخرى في النظام تدور حول الشمس كما هو الحال بالنسبة لدوران الأرض حول الشمس.
- حجم الشمس: الشمس كبيرة جدًا مقارنةً بالأجرام السماوية الأُخرى في المجموعة الشمسية؛ فإن حجمها يبلغ 100 ضعف من حجم كوكب الأرض تقريبًا، كما أنها أكبر من المشتري بقُرابة 10 مرات.
- سطح الشمس: لا تتمتع الشمس بسطحٍ صلب، وإنما تتكوّن من غاز يُعرف باسم البلازما، ويدور هذا الغاز بسُرعات مُتفاوتة، فيما أن الذي يستطيع الإنسان رؤيته من الشمس إنّما هو الغلاف الضوئي فحسب.
- الأقمار: لا يوجد للشمس أيّة أقمار تدور حولها كما هي حالة الكواكب في المجموعة الشمسية، لكن هُناك عددًا هائلًا من الأجرام السماوية التي تدور حول الشمس ،في حين تدور الشمس حول مركز مجرّة درب اللبانة.
- الغُبار الشمسي: عندما تشكّلت الشمس كانت مُحاطة بقُرصٍ من الغازات والغبار، ولا يزال بعض هذا الغبار موجودًا حتى الآن ويدور في عِدّة حلقات حول الشمس.
- الحياة على الشمس: لا يُمكن لأيٍّ من الكائنات الحيّة المَعيشة على الشمس، لكن الشمس هو النجم الوحيد في النظام الشمسي؛ ممّا يعني أنه مصدر الطاقة الأساسية لجميع الكائنات الحيّة التي تعيش على كوكب الأرض.
- درجة حرارة الشمس: تصل درجة الحرارة في قلب الشمس إلى 15 مليون درجة مئوية، وهي الحرارة المناسبة للحفاظ على الاندماج النووي وتوفير الضغط الخارجي، الذي يضمن دعم الكتلة الكبيرة جدًا للشمس ومنعها من الانهيار.
- الأبحاث حول الشمس: هُناك العديد من المركبات الفضائية التي تقوم بإجراء الأبحاث والتحقيقات حول الشمس؛ أبرزها مسبار باركر ومرصد ديناميكا الشمس، بالإضافة إلى مرصد الشمس وغلافها المعروف باسم سوهو.
ما هو القمر الأكبر في النظام الشمسي؟
جانيميد هو أكبر الأقمار في المجموعة الشمسية على الإطلاق، ويُعرف هذا القمر باسم المشتري III أيضًا، كما أنه القمر الأكبر في مدار المشتري، ويبلغ قُطره 5,260 كيلومتر، ويدور حول كوكب المشتري كثيرٌ من الأقمار الأُخرى؛ منها ما يأتي:
- قمر كاليستو: تمّ اكتشاف قمر كاليستو عام 1610 من قبل غاليليو، وهو قمر يبعُد عن كوكب المشتري مسافة 1.883 مليون كيلومتر، ويُكمل هذا القمر دورته الكاملة خلال 7.16 يوم فحسب.
- قمر أوروبا: قام عالم الفلك غاليليو باكتشاف هذا القمر عام 1610، ويبعد قمر أوروبا عن كوكب المشتري مسافةً تبلغ 670.9 ألف كيلومتر، وهو قمر يبلغ قُطره 3.140 ألف كيلومتر.
- قمر آيو: يبلغ قُطر قمر آيو 3.630 كيلومتر، ويبعد هذا القمر عن المشتري مسافة 421.6 كيلومتر، وهو أحد الأقمار التي اكتشفها غاليليو عام 1610 أيضًا.
- قمر ميتيس: قام عالم الفلك سينوت باكتشاف قمر ميتيس عام 1979، وهو قمر يبلغ قطره 40 كيلومتر فحسب، كما أنه يبعد عن المشتري مسافةً تبلغ 127.96 ألف كيلومتر، ويستكمل هذا القمر دورته خلال 29 يومًا.
- قمر أدراستيا: تمّ اكتشاف هذا القمر من قِبل ديفيد جويت وإدوارد دانيلسون عام 1979، ويبلغ قُطره 25 كيلومتر، ويبعد عن المشتري مسافة 128.98 ألف كيلومتر، ويُتِم قمر أدراستيا دورةً كاملةً كل 30 يومًا.
- قمر أمالثيا: يبلغ قُطر قمر أمالثيا 170 كيلومتر، ويبعد عن المشتري مسافة 181.3 كيلومتر، وهو قمر تمّ اكتشافه عام 1892 من قِبل الفلكي إدوارد إيمرسون برنارد، ويستكمل دورةً كاملةً كل 50 يومًا.
- قمر ثيبي: في عام 1979 تمّ اكتشاف قمر ثيبي من قِبل عالم الفلك ستيفن ساينوت، ويبعد هذا القمر عن المشتري 221.9 كيلومتر، ويبلغ قُطره 100 كيلومتر، ويُتم دورته كاملة خلال 68 يوم.
- قمر كاليستو: اكتشف سيث بارنز نيكلسون قمر كاليستو عام 1914، ويستغرق هذا القمر مدةً تبلغ 758 يومًا لاستكمال دورة كاملة، ويبلغ قُطر القمر المذكور 35 كيلومتر، ويبعد عن المشتري مسافة 23.7 مليون كيلومتر.
ما هي فائدة الجاذبية في النظام الشمسي؟
لا شك بأن للجاذبية أهميةٌ كبيرةٌ في النظام الشمسي، وفيما يأتي بعضًا من فوائد الجاذبية:
- المحافظة على المدارات: تدور جميع الكواكب في المجموعة الشمسية ضمن مدارات ثابتة؛ ذلك بفضل الجاذبية التي تنشأ بين الكواكب والشمس، كما أنها القوة التي تُحافظ على المدارات بين الكواكب والأقمار أيضًا.
- تشكيل المد والجزر: تؤدي قوى الجاذبية بين الكواكب والأقمار التي تدور حولها إلى تشكيل ما يُعرف باسم المد والجزر، ويمكن أن تحدث انتفاخات المد والجزر فوق اليابسة على الكواكب التي تخلو من المياه.
- تشكيل النجوم: تنهار السحب الجزيئية الموجودة في الفضاء ببطء نتيجةً لتأثير قوى الجاذبية، ويؤدي انهيار السحب المذكورة إلى تشكيل مساحات من الغازات والأغبرة الأصغر، ثم تنهار هذه الغازات والأغبرة لتشكّل النجوم في النهاية.
- تكوين الكواكب: تنحصر الغازات والأغبرة التي تبقى بعد تشكل النجوم في مدارات هذه النجوم، ويتم سحب هذه الجزيئات إلى بعضها البعض بفعل قوى الجاذبية التي تتشكّل بينها، وتحافظ على مدارها بفضل جاذبية الشمس، ثم تنتهي بتشكّل الكواكب بعد ذلك.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يوجد قيمة لعجلة الجاذبية الأرضية؟
هل هناك أكثر من نوع لكسوف الشمس؟