تحقيق مسبار
تنتمي فاكهة التنين للفواكه الاستوائية، وقد اشتُهرت كثيرًا في الآونة الأخيرة بسبب شكلها ومذاقها الفريدين من نوعه، بالإضافة لفوائدها الصحية العديدة التي أثبتتها الأدلة والدراسات العلمية المختلفة، وفي هذا المقال سنتحدث بشيءٍ من التفصيل عن فاكهة التنين من حيث فوائدها وأضرارها وأسعارها.
ما هي فاكهة التنين؟
تنمو فاكهة التنين الاستوائية على نوع من نبات الصبار المُتسلق يُسمى الشمعية الخشبية (Hylocereus cactus)، وتبدو ثمرتها من الخارج على شكل لمبة وردية أو صفراء ذات أوراق خضراء شبيهة بالسنبلة، ويتصاعد منها خيوط تنتشر من حولها، ومن الداخل تحتوي على مواد بيضاء دهنية منقطة ببذور سوداء صالحة للأكل، وتتوفّر هذه الفاكهة بأصناف متنوعة ذات قشرة حمراء أو صفراء، وتنتشر بكثرة في جنوب المكسيك وأمريكا الجنوبية والوسطى، وفي القرن التاسع عشر نقلها الفرنسيون إلى جنوب شرق آسيا، وتُعرف فاكهة التنين بين سكان أمريكا الوسطى باسم "بيتايا"، وفي آسيا باسم "كمثرى فراولة"، وما يُميّزها هو طعمها الحلو بعض الشيء، والذي يصفه البعض بأنه خليط بين الكيوي والكمثرى والبطيخ، بينما بذورها تُشبه نكهة الجوز.
فوائد فاكهة التنين
يُذكر من فوائد فاكهة التنين التي جعلت منها خيارًا ممتازًا للكثيرين ما يأتي:
- وجبة خفيفة ومثالية: نظرًا لاحتواء فاكهة التنين على كميات آمنة ومناسبة من الكوليسترول، وكميات عالية من الألياف، فإنها تُعد وجبة غذائية خفيفة ومثالية تُشعرك بالشبع لفترة أطول.
- مصدر غني بالعناصر الغذائية الأساسية: تحتوي فاكهة التنين على كميات منخفضة من السعرات الحرارية، بينما تخلو من الدهون، وتشمل العناصر الغذائية الأساسية التي تحتويها ما يلي:
- الألياف: تُعد فاكهة التنين مصدرًا غنيًا بالألياف، والتي تُقدّر بـ 7 غرام للكوب الواحد، والجدير بالذكر؛ تلعب الألياف دورًا مهمًا في الحِفاظ على صحة الجهاز الهضمي والقلب والأوعية الدموية، إلى جانب دورها في إنقاص الوزن.
- الفيتامينات والمعادن: فيما يلي أبرزها:
- الكاروتينات: إحدى مضادات الأكسدة التي يُمكن أن تُقلل من مخاطر الإصابة بالسرطان.
- الليكوبين: يُمكنه أن يُساعد على تحسين صحة القلب، وتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان.
- المغنيسيوم: معدن مهم يلعب دورًا أساسيًا في دعم وظيفة الخلية، وتوفّر فاكهة التنين 18% من الكمية اليومية الموصى بها من المغنيسيوم.
- الحديد: معدن أساسي يلعب دورًا أساسيًا في دعم صحة الدم، والحِفاظ على مستويات الطاقة، وتوفّر فاكهة التنين ما يُقارب 8% من الاستهلاك اليومي الموصى به من الحديد.
- فيتامين ج: يُساعد فيتامين ج الجسم على امتصاص الحديد، كما يُعزز صحة جهاز المناعة.
- الحِفاظ على مستويات السكر في الدم: أظهرت الدراسات أن فاكهة التنين قادرة على السيطرة على مستويات سكر الجلوكوز في الدم لدى مرضى السكري؛ إذ تعمل على تعزيز نمو خلايا البنكرياس التي تُشارك في إنتاج الأنسولين، ما يجعلها فعّالة في التحكم بمستويات السكر المرتفعة في الدم، ونتيجةّ لذلك كلما زاد استهلاك فاكهة التنين، كان التحكم في نسبة السكر في الدم أفضل.
- الحِفاظ على صحة الأمعاء: تحتوي فاكهة التنين على نوع من الألياف الطبيعية يُسمى البريبايوتكس، والتي تعمل بدورها على تحسين نمو البكتيريا الصحية في الأمعاء، وتقليل فرصة الإصابة بعدوى الجهاز الهضمي بما في ذلك الإسهال.
- تحسين صحة القلب والأوعية الدموية: يُمكن لفاكهة التنين أن تُساعد على تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وربما تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية، ويعود ذلك لاحتوائها على مضادات الأكسدة، والتي تُزوّد الجسم بأحماض أوميغا 3 وأوميغا 9 الدهنية، كما تُساعد فاكهة التنين على تقليل الكوليسترول الكلي بما في ذلك مستويات الكوليسترول الضار (LDL)، وبالتالي تقليل تراكم الترسبات في الشرايين، ما يُعزز تدفق الدم الصحي.
- تعزيز صحة الجلد: يُمكن أن يُساعد تناول فاكهة التنين على تقليل التجاعيد والبقع والتصبّغات المرتبطة بالعمر، وعلاج جفاف الجلد وحب الشباب، ويحدث ذلك بسبب احتوائها على فيتامين ج ومضادات الأكسدة، والتي تلعب دورًا في إصلاح تلف الخلايا تدريجيًا، ما يؤدي لظهور البشرة أكثر شبابًا ونضارة.
- محاربة فقر الدم أثناء الحمل: أظهرت دراسة صغيرة قُدرة فاكهة التنين على علاج فقر الدم الناتج عن نقص الحديد لدى النساء الحوامل؛ وذلك من خلال زيادة مستوى الهيموجلوبين وكريات الدم الحمراء في اليوم السابع من تناولها، ما جعلها خيارًا علاجيًا بديلًا لفقر الدم أثناء الحمل.
- تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان: نظرًا لاحتواء فاكهة التنين على مضادات الأكسدة بما في ذلك بيتا كاروتين والليكوبين وفيتامين ج، فإنها يُمكن أن تُساعد على تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان من خلال محاربة الخلايا السرطانية وتقليل الإجهاد التأكسدي، ولقد وجدت دراسة أن مادة البيتايسانين الموجودة في فاكهة التنين قد تمنع سرطان الثدي من النمو والانتشار.
- المساعدة على تقوية المناعة: تلعب مضادات الأكسدة المختلفة التي تحتويها فاكهة التنين على تعزيز مناعة الجسم ومحاربة مُسببات الأمراض الضارة من خلال تحفيز خلايا المناعة التي تُسمى خلايا الدم البيضاء.
أضرار فاكهة التنين
تُعد فاكهة التنين آمنة بشكل عام للأكل على الرغم من أن الدراسات قد أشارت إلى حدوث ردود فعل تحسسية لدى البعض، وتشمل أعراضها النادرة جدًا تورّم اللسان، والطفح الجلدي، والقيء، والجدير بالذكر؛ يُمكن أن يُسبب تناول كمية كافية من فاكهة التنين الحمراء في تحوّل لون البول إلى اللون الوردي أو الأحمر، وهو أمر لا يستدعي القلق؛ إذ سرعان ما يعود لون البول لطبيعته بعد التوقف عن تناولها.
كيف يمكن استخدام فاكهة التنين للحصول على فوائدها المرجوة؟
للحصول على فوائد فاكهة التنين المتعددة يُمكن تناولها كما هي أو تقشيرها، وفيما يلي نصائح تتعلق بكيفية تناول فاكهة التنين:
- اختبر ثمرة التنين لمعرفة ما إذا كانت ناضجة أم لا، وذلك عن طريق الضغط على قشرتها الخارجية، فإذا كانت القشرة طرية قليلًا فمن المحتمل أن تكون ناضجة.
- اقطع فاكهة التنين من المنتصف بالطول، ويُمكنك تقطيعها لقطع أصغر بحسب الرغبة، ما يُمكن أن يجعل إزالة القشرة أسهل.
- ازل القشرة الخارجية وتخلص من أي أجزاء وردية متبقية من الفاكهة؛ إذ تتميّز بطعمها المرير جدًا على الرغم من أنها صالحة للأكل.
- تناول لب فاكهة التنين بما في ذلك الحبة السوداء الصغيرة؛ والتي تحتوي على الألياف التي تمنح العديد من الفوائد الصحية.
- يُمكنك إضافة عصير الليمون فوق فاكهة التنين للحصول على مذاق أطيب، كما يُمكنك تبريدها أو شويها أو مزجها مع أطباق مختلفة.