تحقيق مسبار
عرف الناس استخدام نبات العصفر منذ زمنٍ بعيدٍ كنوعٍ من التوابل أو المواد الصبغية، نظرًا لما يمتلكه من الفوائد الكثيرة والخصائص المميزة، كما يشيع استخدام العصفر وزيت العصفر كثيرًا عند الناس خصوصًا في الدول الآسيوية والشرق الأوسط. لكنّ البعض قد يعتقد أنّ العصفر مفيدٌ للخوف والقلق.
يستعرض هذا المقال فوائد العصفر وأهميته للجسم واستخدامات العصفر المتعددة، كما سيتمّ معرفة هل العصفر مفيد للخوف فعلًا؟ إضافةً إلى الإجابة على التساؤلات المطروحة حول فوائد زيت العصفر.
ما هو العصفر؟
قبل الحديث عن فوائد واستخدامات العصفر لا بدّ من معرفة ما هو العصفر. حيث أنَّ العصفر أو القرطم (Carthamus tinctorius L.) هو نباتٌ عشبيٌّ طبيٌّ حوليٌّ شديد التفرع يشبه الشوك مع العديد من الأشواك الحادة الطويلة على الأوراق. ينتمي العصفر إلى العائلة المركبة أو النجمية Asteraceae ويتملك فوائدًا وخواصًّا طبيةً عديدةً، وتعدّ أكثر الأجزاء فعاليةً في العصفر هي زهوره وبذوره وزيت بذوره.
يبلغ طول نبات العصفر 30 إلى 150 سم مع رؤوس أزهارٍ كرويةٍ (كابيتولا) وأزهارٍ صفراءٍ أو برتقاليةٍ أو حمراءٍ لامعةٍ في شهر تموز. عادةً ما يضمّ كل فرعٍ رأسًا واحدًا إلى خمسة رؤوسٍ زهريّةٍ تحتوي على 15 إلى 20 بذرةً لكل رأسِ.
يُعود نبات العصفر إلى آلاف السنين حيث كانت هذه النبتة معروفةً لدى أقدم الحضارات وخصوصًا في مصر القديمة فقد كان العصفر أحد أقدم الأعشاب المعروفة حينها. ويُعرف العصفر في البلاد العربية أيضًا باسم القرطم وهو شائعٌ في الدول العربية وإثيوبيا وأفغانستان وإيران.
ومن أجل معرفة ما هو العصفر، فإنَّ جنس العصفر Carthamus يضمّ ستة أنواعٍ معروفةٍ ومكتشفةٍ حتى الآن يتم استخدامها في إيران وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة خلال القرن الخامس إلى القرن الرابع عشر.
ينمو نبات العصفر في جميع أنحاء العالم. ويستخدم زيت بذور العصفر بشكلٍ شائعٍ عند الناس لكونه مصدرًا غنيًّا للحمض الدهني الأساسي اللينوليك، الذي قد يُساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب. كما يحتوي العصفر أيضًا على موادٍ كيميائيةٍ فعالةٍ قد تساعد في منع تجلط الدم، وتوسيع الأوعية الدموية، وخفض ضغط الدم، وتحفيز القلب.
في ماذا يستخدم العصفر؟
نظرًا لكونه شائع الاستخدام في الطهي أو حتى في العلاجات التقليدية، يسأل كثيرٌ من الناس في ماذا يستخدم العصفر وما هي الأجزاء المستخدمة منه التي تتركز فيها المواد الفعالة وكيف يتمّ استخدامه.
يستخدم العصفر تقليديًا كملوّنٍ للأطعمة، حيث كان المحصول يُزرع لزهوره، ويتمّ استخدامه كمضافاتٍ غذائيةٍ، ولصنع الأصباغ النباتية التي كانت تستخدم لصبغ الأطعمة أو للتلوين، كما استخدم في الطب التقليدي وفي تحضير الأدوية والعقاقير أيضًا. وفي الخمسين عامًا الماضية، تمت زراعة العصفر بشكلٍ أساسيٍّ من أجل الزيت المستخرج من بذوره. حيث يعدّ زيت العصفر عديم النكهة واللون، ويشبه من الناحية التغذوية زيت عباد الشمس. ويستخدم زيا العصفر بشكلٍ أساسيٍّ كزيتٍ للطبخ وفي تتبيلة السلطة وفي إنتاج المارجرين. كما يمكن أيضًا تناوله كمكمّلٍ غذائيٍّ.
ولمعرفة في ماذا يستخدم العصفر أيضًا، يمكن إيجاز أهم استخدامات العصفر فيما يلي:
- يستخدم العصفر في الغذاء والطب التقليدي بسبب مركباته النشطة مثل مركبات الفلافونويد والجليكوزيدات الفينيثانويد والكومارين والأحماض الدهنية والمنشطات مما جعل استخداماته لعلاج حالاتٍ مثل عسر الطمث وانقطاع الطمث وأمراضٍ أخرى.
- في إحدى الدراسات السعودية التي بحثت في ماذا يستخدم العصفر وكيفية تأثيره، تبيّن أنَّ نسبةً كبيرةً (55.6%) من المشاركين في الدراسة قد استخدموا جرعاتٍ من العصفر بدرجاتٍ متفاوتةٍ لعلاج أعراض القلق والاكتئاب لديهم. ومن بين 752 مشاركًا في التجربة قاموا بتجربة العصفر سابقًا، أفاد 279 (37.1%) منهم أنَّ العصفر كان فعالًا للغاية في علاج أعراض القلق والاكتئاب لديهم. كما تبيّن من الدراسة أنّ أكثر من 75 % من السكان السعوديين يستخدمون نبات العصفر لعلاج القلق والإجهاد النفسي والاكتئاب، وأنّهم يجدون العصفر مفيدًا بذلك. وبالتالي، فإنّ هناك حاجةٌ ماسّةٌ لإجراء تجربةٍ سريريةٍ من أجل إثبات الفوائد المثبتة بالأدلة العلمية للعصفر في علاج الاكتئاب والقلق. وبالمثل، سيكون هناك حاجةٌ أيضًا لمزيدٍ من الدراسات حول الآثار الجانبية المحتملة لضمان سلامة استخدام العصفر.
- علاج اضطرابات التمثيل الغذائي: يُوصى في طب الأعشاب التقليدي على نطاقٍ واسعٍ باستعمال العصفر لعلاج اضطرابات التمثيل الغذائي وخصوصًا في الدول الآسيوية كالصين وكوريا واليابان وإيران ودول شرق آسيا الأخرى. وقد جرى توثيق التأثيرات المضادة لفرط كوليسترول الدم والمضادة للأكسدة لنبات العصفر، ولكن لم يتم توضيح آثاره الوقائية ضد متلازمة التمثيل الغذائي (ميتس MetS) بشكلٍ كاملٍ. فقد كان لاستعمال زيت العصفر فائدةٌ في تحسين السمنة في منطقة البطن، حيث أدى زيت العصفر إلى حدوث انخفاضٍ كبيرٍ في محيط الخصر؛ وكذلك تحسين ضغط الدم بنوعيه الانقباضي والانبساطي؛ ومقاومة الأنسولين لدى مرضى متلازمة التمثيل الغذائي MetS.
- في الدول العربية، تشمل الجنازات الصلاة في المسجد وتقترح التقاليد أن يتم تضمين تقديم مشروب القرطم لتهدئة المُعزّين. وبالمثل، يتم إعطاء القرطم في فترة النفاس بعد الولادة أو حتى الإجهاض. حيث يتم تشجيع النساء على إضافة القرطم إلى مشروباتهن لمساعدتهن على التعامل مع أعراض ما بعد الولادة.
- تم استخدام أزهار وبذور العصفر طبيًا في الشاي والمراهم لمجموعةٍ متنوعةٍ من المشكلات الصحية بما في ذلك الحمى واليرقان والروماتيزم والأمراض الجلدية والحصبة والإمساك ونوبات الهلع والهستيريا.
- كما يُعتقد أيضًا أنّ العصفر يساعد في طرد البلغم، وإزالة السموم من الجسم، وتعزيز الدورة الشهرية، ويمتلك تأثيرًا لزيادة الرغبة والشهوة الجنسية وإثارتها.
ماذا يعالج العصفر؟
يمكن للمنتجات الطبيعية أن تعزز صحة الإنسان والحيوان ايضًا، وقد يكون لها دورٌ هامٌّ في الوقاية من الأمراض. حيث تمتلك هذه المنتجات الطبيعية مثل الأعشاب والنباتات الطبية خصائصًا بيولوجيةً مختلفةً مثل الأنشطة المضادة للأكسدة والالتهابات ومضادات موت الخلايا المبرمج.
لذلك سيكون أيضًا من المفيد معرفة ماذا يعالج العصفر من أمراضٍ أو أعراضٍ، وذلك لما يحتويه من مركباتٍ فعالةٍ وذات خصائصٍ مميزةٍ.
وفيما يلي بعض النقاط التي توضّح ماذا يعالج العصفر وما هي أهمّ خصائصه العلاجية:
- تم استخدام العصفر لقيمته العلاجية لعدة قرون. فقد أشارت الكتابات القديمة إلى استخدام العصفر في علاج أمراض الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي.
- أمّا الدراسات الحديثة فتشير إلى أنّ العصفر له فوائدٌ علاجيةُ ملحوظةٌ في العديد من الحالات الطبية. فعلى رأس قائمة الاستخدامات الطبية للعصفر التي ترتبط بخصائصه العلاجية يمكن أن يساعد استخدام العصفر جسم الإنسان على الشفاء من خلال الآليات المضادة للالتهابات.
- يمتلك العصفر أيضًا قيمةً علاجيةً في أمراض القلب والأوعية الدموية، وعلى وجه التحديد حالات نقص التروية.
- يمتلك العصفر خصائصًا في عكس موت الخلايا وتجديد وإعادة تكوين الأوعية الدموية عن طريق ترميم الأوعية الدموية.
- يمكن أن يُساعد استخدام العصفر في التغلُّب أيضًا على أوجه القصور الحركية في الجهاز العصبي المركزي.
- ولفهم أيضًا ماذا يعالج العصفر، يمكن أن يُقلّل المركب الطبيعي هيدروكسي-سافلور الأصفر A (hydroxysafflor yellow A) المعزول من زهرة نبات العصفر من موت الخلايا المبرمج، ممّا يشير جزئيًا إلى حقيقة أنّ هذا المركب يحمي من نقص التروية الدماغية / إصابة إعادة التروية.
- أظهر مركب هيدروكسي-سافلور الأصفرB (HSYB) الموجود في نبات العصفر خصائصًا وقائيةً للأعصاب من خلال استعادة استقلاب الطاقة، وإزالة الجذور الحرة، وتقليل بيروكسيدات الدهون في أنسجة المخ. كما أنّ كلا المركبين يوفران الحماية استجابة لإصابة ضخّة نقص التروية الدماغية.
- كذلك يبدو أنّ الفلافونويد المستخلص من العصفر له تأثيراتٌ مفيدةٌ على الأعصاب ضد النماذج الخلوية والحيوانية التي تسببها السموم العصبية لمرض باركنسون. وقد تمّ تضمين القرطم في تركيبة دواء NeuroAiD، وهو دواءٌ يستخدم لدعم التعافي الوظيفي بعد السكتة الدماغية. كما أنّه علاجٌ تكميليٌّ لإصابات الدماغ الأخرى ومرض الزهايمر.
- أيضًا تم استخدام مركب هيدروكسي-سافلور الأصفر A المستخرج من العصفر في علاج أمراض القلب والأوعية الدموية والأوعية الدموية الدماغية سريريًا في الصين، لكن الهدف الدوائي لا يزال غير واضحٍ حتى الآن.
وهذه أهمّ الفوائد العلاجية للعصفر التي تمّ إثباتها علميًا؛ كما يوجد العديد من الفوائد الأخرى التي تحتاج لمزيدٍ من الأبحاث العلمية لتأكيدها.
هل العصفر مفيد للخوف؟
نعم، يساعد العصفر في علاج أعراض القلق والاكتئاب والذي يكون الخوف أحدها، لكنّه لا يعالج الخوف تمامًا، وهذا يحتاجُ لمزيدٍ من الأبحاث العلمية لتأكيده.
فوائد العصفر للخوف والقلق
يسأل الكثير من الناس عن فوائد العصفر للخوف والقلق لكونه يستخدم في الطب التقليدي بصورةٍ شائعةٍ وخصوصًا في بعض الدول العربية والأسيوية. حيث يمتلك العصفر العديد من الخصائص العلاجية والطبية المفيدة وهذا ما يجعل إمكانية وجود بعض فوائد العصفر للخوف والقلق محتملةً.
- جرى استخدام العصفر في علاج الخوف والقلق والاكتئاب في الطب التقليدي، لكنَّ هكذا استخدام في الطب المسند بالأدلة العلمية يحتاج للبحث والتجارب حتى يتم إثبات هذه الفوائد.
- وحتى الآن، لا توجد مراجعةُ أو دراسةٌ شاملةٌ لاستخدام وفوائد العصفر للخوف والقلق كمضادٍ للاكتئاب ومزيلٍ للخوف والقلق مع تفاصيلٍ عن علم الأدوية النفسي وتطبيقاته في الاكتئاب والقلق.
- في إحدى الدراسات العلمية السعودية التي أجريت بين عامي 2021- 2022 تمّ إجراء مسحٍ إلكترونيٍّ بين المواطنين السعوديين لتقييم معرفتهم حول استخدام القرطم في علاج الاكتئاب والقلق، وقد أفاد 93.3% من المشاركين أنّهم يعرفون القرطم جيدًا بينما لم يسمع به 6.7% من قبل. حيث استخدم بعض المشاركين جرعاتٍ من القرطم لعلاج أعراض القلق والاكتئاب لديهم. وبالنتيجة أفاد 37.1% من المشاركين بأنّ العصفر كان فعالًا للغاية، كما أفاد 51.73% آخرون بشعورهم ببعض التحسن عند استخدام العصفر، بينما أفاد 12.36% بعدم وجود تحسنٍ. لكنّ الأمر يحتاج لإجراء تجربةٍ سريريةٍ لإثبات الفوائد القائمة على الأدلة للعصفر في علاج الاكتئاب والقلق.
- كذلك يتمّ استخدام العصفر في الصحة النفسية بصورةٍ تقليديةٍ عند الناس حول العالم، لكن لا تزال الأدلة العلمية على فعالية العديد من التدخلات التكميلية والبديلة المستخدمة لعلاج القلق والاكتئاب ضعيفةً.
- تشير الدراسات والمراجعات العلمية المنهجية الحديثة إلى وجود نقصٍ كبيرٍ في الدراسات المنهجية الصارمة في هذا المجال. ومع ذلك، فإنّ هذا النقص في الأدلة لا يقلل من شعبية مثل هذه التدخلات بين عامة السكان الغربيين.
- يعاني مرضى الاضطراب ثنائي القطب من القلق والأرق المتبقيين بين نوبات تغيّر المزاج والأدوية البديلة التي يصفونها ذاتيًا بشكلٍ متزايدٍ. وقد وُجِد أنّ الأدوية العشبية المساعدة مثل العصفر قد تخفف من هذه الأعراض وتحسن النتائج في العلاج القياسي على الرغم من الأدلة المحدودةٌ.
- يحتاج الأطباء إلى فهمٍ أكثر تعمقًا للفوائد القائمة على الأدلة والمخاطر والتفاعلات الدوائية لمثل تلك العلاجات البديلة مثل فوائد العصفر للخوف والقلق.
- أظهرت دراسةٌ أُجرِيَت عام 2017 أنّ المكونات الفعالة (خاصةً حمض N-hexadecanoic) لمستخلص العصفر تحفّز تأثيراتًا شبيهةً بمضادات الاكتئاب من خلال التفاعل مع أنظمة الدوبامين (D1 و D2) ومستقبلات السيروتونين (5HT1A و 5-HT2A). وهذه النتائج قد تُشير إلى فوائد العصفر للخوف والقلق وإدارة الاكتئاب في الاستخدام الشعبي لمستخلصه.
طريقة استخدام العصفر للخوف
قد يجول في ذهن البعض تساؤلٌ حول طريقة استخدام العصفر للخوف، لكن في الحقيقة لا تزال حتّى الآن طريقة استخدام العصفر للخوف غير معروفةٍ تمامًا كون الموضوع يحتاج إلى مزيدٍ من الأبحاث والدراسات لمعرفة الطريقة المناسبة والجرعات اللازمة منه لتحقيق الفعالية المطلوبة.
- يمكن القول أنّ الشكل المستخدم للعصفر في سبيل أجل علاج القلق والخوف والاكتئاب هو مستخلص البتلات التي تتركز فيها المواد الفعالة إضافةً إلى بذور وزيت العصفر. حيث أنّ مستخلص بتلات القرطم يمتلك أنشطة حمايةٍ للأعصاب وخصائصًا مضادةً للأكسدة، مما يساعد في خصائصه المضادة للاكتئاب والقلق وبالتالي الخوف الذي قد يكون أحد أعراضهما.
- تم إجراء دراسةٍ حديثةٍ لتقييم التأثير المضاد للقلق والخوف والتأثير المضاد للاكتئاب لمستخلص بتلات العصفر، حيث أظهرت النتائج أنّ مستخلص بتلات العصفر أظهر تأثيرات كبيرةً جدًا مزيلةً للقلق والخوف ومضادةً للاكتئاب مقارنةً بمجموعة الشاهد، على غرار الأدوية المضادة للقلق ومضادات الاكتئاب مثل الديازيبام والنورتريبتيلين. ومن ثمّ فقد خلصت الدراسة إلى أنّ القرطم قد يكون علاجًا بديلًا أثناء علاج المرضى الذين يعانون من القلق واضطرابات الاكتئاب والتي قد يكون أحدها الخوف.
- على الرغم من استخدام نبات العصفر في العديد من الثقافات كدواءٍ لحالاتٍ متعددةٍ، وخاصةً الأمراض النفسية، ولكن نادرًا ما يتم تسجيل هذا الاستخدام وطريقة استخدام العصفر لعلاج تلك الحالات. ومن المهمّ الأخذ بعين الاعتبار أنّه لم تقم أيّ تجربةٍ سريريةٍ رسميةٍ بعد بقياس فعاليته في علاج الأمراض النفسية لدى البشر. ويؤكد هذا النقص في الدراسات البشرية على الحاجة إلى استكشاف علاجاتٍ جديدةٍ. حيث أنّ مثل هذه الدراسات ستكون أكثر جدوى في بعض البلدان من غيرها بسبب المعتقدات والطقوس والعادات الثقافية.
- طريقة استخدام العصفر للخوف تقليديًّا، هي بنقع بتلات العصفر في الماء لمدة ساعتين تقريبًا في درجة حرارة الغرفة. ثم يتم تناول المنقوع عن طريق الفم أثناء أحداث الخوف والحزن والضيق والذعر كمسكنٍ ومنومٍ.
متى يبدأ مفعول العصفر؟
- لا يمكن تحديد متى يبدأ مفعول العصفر بدقةٍ فهذا الأمر يعود إلى عدّة عواملٍ مثل كمية الجرعة المتناولة والتركيب الكيميائي والمحتوى من المواد الفعالة وتكرار الاستخدام وشكل العصفر الذي يتم تناوله؛ فيما إذا كان مستخلص البتلات أو زيت العصفر أو بذور العصفر أو غير ذلك، وطريقة الاستخدام.
- وقد تكون الطريقة الشائعة لاستخدام العصفر في كثيرٍ من الدول هي بشربه كشاي أعشابٍ أي مع خلطةٍ من الأعشاب التي تتضمن العديد من المكونات، وخاصة الزهور، وتعرف أحيانًا بمشروب "الزهورات" الذي يكون شائعًا في الأدوية التقليدية وصيدلة الأدوية في اليونان ودول شرق البحر الأبيض المتوسط كلبنان وسوريا وإيران وتركيا. حيث تُظهر دراسة الخلطات العشبية التقليدية مع الزهور مكوناتها النباتية وتسجيل الاستخدامات الطبية المحلية لهذه الخلطات لتجنب المرض كإجراءٍ وقائيٍّ ولكن ليس كعلاجٍ عند المرض.
- وعادةً ما تكون مكونات الزهورات كاملةً أو مقطعةً بشكلها الخشن في تركيباتٍ أكثر تقليديةً، ممّا يؤدي إلى التباين الشديد في الكميات الفردية منها والفعالية نظرًا لعشوائية خلطها وتباين نسبها وهذا ما يجعل من الصعب معرفة متى يبدأ مفعول العصفر.
- وفي إحدى الدراسات تمّ تحضير مستخلص العصفر من خلال سحق البتلات المجففة واستخلاصها عند 10 غرام / 100 مل باستخدام تقنياتٍ مختلفةٍ:
- النقع المائي الكحولي لمسحوق البتلات (منقوعة في 70% من الإيثانول لمدة 24 ساعة، عند 10 غرام / 100 مل مع الرج المستمر)
- الاستخراج بالماء الساخن (الاستخراج عند درجة 115 مئوية لمدة دقيقةٍ واحدةٍ فقط والسماح للنقع في التبريد في الأوتوكلاف)
- الطريقة التقليدية المستخدمة في شبه الجزيرة العربية (المملكة العربية السعودية) والتي تتكون من نقع مسحوق البتلات في الماء المقطر لمدة 2 و 12 و 24 ساعةً في درجة حرارة الغرفة.
بعد ذلك يتم ترشيح المنقوع الناتج باستخدام مرشح Whatman (1001-150، 11 ميكرومتر احتباس الجسيمات). ثمّ يوضع المنقوع الذي تمّ ترشيحه في أطباق بتري زجاجيةٍ ويُجفَّف عند 37 درجةٍ مئويةٍ في الحاضنة. تمّ بعد ذلك يتم جمع الراتينج المجفف ذو اللون البرتقالي الغامق إلى البني في أنابيب إيبندورف وتخزينه عند درجة حرارة -80 درجةٍ مئويةٍ لإجراء مزيدٍ من التجارب.
- ويمكن أن يشمل مفعول العصفر طبيًا تأثيراته المضادة للأكسدة وتأثيره المسكن والمضاد للالتهابات والمكافح للسكري. علاوةً على ذلك، أظهر العصفر أنشطةً مضادةً للتخثر، وموسعةً للأوعية الدموية، وخافضةً للضغط، ومضادةً للاعتلالات العصبية، ومثبطةً للمناعة.
ما هي فوائد زيت العصفر؟
بعد استعراض أهم استخدامات وفوائد العصفر، سيكون من المهم أيضًا معرفة ما هي فوائد زيت العصفر حيث أنّ زيت العصفر هو زيت طبخٍ مشهورٌ يأتي من بذور نبات العصفر ويستخدم بصورةٍ شائعةٍ نظرًا لفوائده الكثيرة. وتشير الأبحاث إلى أنّ زيت العصفر قد يوفر بعض الفوائد الصحية للإنسان، خاصةً بالنسبة لسكر الدم والكوليسترول والتهاب الجلد. وفيما يلي أهمّ فوائد زيت العصفر للصحة:
- مصدر صحي للأحماض الدهنية: يعدّ زيت العصفر مصدرًا غنيًا للأحماض الدهنية غير المشبعة، بما في ذلك الدهون الأحادية غير المشبعة والدهون المتعددة غير المشبعة التي يحتاج الجسم لكي يعمل.
وبهذا الخصوص يوجد هناك نوعان من زيت العصفر: زيت الأوليك العالي واللينوليك العالي. كلاهما يحويان على أحماضٍ دهنيةٍ غير مشبعةٍ.
- يحسن مستويات السكر في الدم: تشير إحدى الدراسات التي تعود إلى عام 2016 إلى أنّ تناول نظامٍ غذائيٍّ غنيٍّ بالدهون غير المشبعة يمكن أن يحسن التحكم في نسبة الغلوكوز في الدم لدى الشخص. كما اقترحت دراسةٌ أجريت عام 2011 أنّ تناول 8 غرامات من زيت العصفر يوميًا لمدة 4 أشهرٍ قد يُقلل الالتهاب مع تحسين نسبة السكر في الدم لدى بعض الأشخاص المصابين بداء السكري من النمط الثاني.
- يخفض الكوليسترول ويعزز صحة القلب: تشير الدراسة التي أجريت عام 2011 أيضًا إلى أنّ مستويات الكوليسترول في الدم لدى المشاركين تحسنت بعد استخدام زيت العصفر لمدة 4 أشهرٍ. حيث تدعم هذه النتائج اقتراحات جمعية القلب الأمريكية التي تفيد بأنّ الدهون غير المشبعة قد تخفض البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) أو الكوليسترول "الضار" في الدم.
- وقد يساهم زيت العصفر في صحة القلب بطرائقٍ أخرى أيضًا. حيث يمكن للدهون غير المشبعة في زيت العصفر أن تحسن سيولة الدم وتجعل الصفائح الدموية أقلّ لزوجةً. وقد يساعد ذلك في منع تجلط الدم الذي يمكن أن يؤدي إلى نوبةٍ قلبيةٍ وسكتةٍ دماغيةٍ. وقد يؤثر زيت العصفر أيضًا على الأوعية الدموية عن طريق إرخاءها وتقليل ضغط الدم.
- يكافح الالتهابات: قد يكون لزيت العصفر أيضًا خصائصٌ مضادةٌ للالتهابات. فوفقًا لإحدى الدراسات في، يعمل زيت العصفر والأحماض الدهنية غير المشبعة في زيت العصفر على تحسين أعراض الالتهاب. وقد يساعد هذا في العديد من الحالات، بما في ذلك مرض السكري وأمراض القلب.
- يلطف البشرة الجافة: قد يساعد تطبيق زيت العصفر موضعيًا على الجلد الجاف أو الملتهب على تهدئته وإعطاء البشرة مظهرًا ناعمًا وسلسًا. على الرغم من أنّ معظم الأبحاث حول زيت العصفر للبشرة غير مؤكدةٍ، إلّا أنه عنصرٌ شائعٌ في مستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالبشرة.
حيث يحتوي زيت العصفر على فيتامين E، والذي قد يكون مسؤولًا عن بعض فوائده للبشرة.
- آمنٌ للطبخ في درجات حرارةٍ عاليةٍ: ليست كل الزيوت آمنةٌ للاستخدام في القلي. وذلك لأنّ ارتفاع درجة حرارة الزيوت الحساسة يمكن أن ينتج جذورًا حرةً. ويعدّ زيت العصفر عالي الأوليك آمنًا للطهي في درجات حرارةٍ عاليةٍ. كما يتميز زيت نبات العصفر أيضًا بنكهةٍ أكثر اعتدالًا من الزيوت الأخرى، بما في ذلك الزيتون وجوز الهند، مما يجعله خيارًا ممتازًا للقلي العميق أو القلي السطحي أو الخبز.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن التخلص من مرض الخوف الاجتماعي؟
هل أعراض القلق النفسي عند الرجال خطيرة؟
هل يمكن علاج الفوبيا بطرق مجربة؟