تحقيق مسبار
.قد يبدو نزول الوزن السريع أو غير المقصود تغييرًا مرحبًا به لبعض الأشخاص، ولكنه يكون مقلقًا عند البعض الآخر.
تتناول هذه المقالة فقدان الوزن السريع والمفاجئ، وبعض الأسباب التي قد تتسبب به.
تعريف نزول الوزن السريع غير المقصود
يُعرَّف فقدان أو نزول الوزن غير المبرر بأنه فقدان غير مقصود لما لا يقل عن 5٪ من وزن الجسم خلال فترة تتراوح من ستة إلى 12 شهرًا، حيث يحدث نزول الوزن السريع دون أي محاولة لإنقاص الوزن، مثل تقليل السعرات الحرارية التي تتناولها أو البدء في ممارسة الرياضة.
أسباب نزول الوزن السريع
هناك أسباب عديدة لنزول الوزن الوزن السريع وغير المبرر وبعضها خطير. بالنسبة للبالغين فإن الأسباب الأكثر شيوعًا هي السرطان واضطرابات الجهاز الهضمي مثل مرض التهاب الأمعاء، بالإضافة إلى الأسباب المتعلقة بالصحة العقلية مثل الاكتئاب. حيث قال حوالي 40٪ من المصابين بالسرطان إنهم عانوا من فقدان الوزن وقت التشخيص. كما وجدت دراسة أجريت عام 2018 أن فقدان الوزن هذا كان ثاني أقوى مؤشر على الإصابة ببعض أنواع السرطان.
تاليًا بعض أسباب نزول الوزن السريع:
- السرطان: قد يكون فقدان الوزن السريع وغير المخطط له أول علامة على السرطانات المرتبطة بالدم مثل اللوكيميا والأورام اللمفاوية، أو الأورام الصلبة مثل سرطان الرئة (خاصة سرطان الرئة الغدي) وسرطان القولون وسرطان المبيض وسرطان البنكرياس. ويمكن أن يحدث فقدان الوزن أيضًا عند عودة الورم في مراحله المبكرة (مثل سرطان الثدي).
- السكري: ينقسم مرضى السكري عادةً إلى فئتين: النوع الأول وهو أحد أمراض المناعة الذاتية، والنوع الثاني والذي غالبًا ما يتطور لاحقًا في الحياة عندما لا يستطيع الجسم إنتاج الأنسولين أو معالجته بشكل صحيح. ويمكن أن يحدث فقدان الوزن غير المبرر في كلا النوعين، ولكنه أكثر شيوعًا في مرض السكري من النوع الأول.
- فرط نشاط الغدة الدرقية: هناك العديد من الحالات التي تسبب فرط نشاط الغدة الدرقية، وهي حالة يكون فيها نشاط الغدة الدرقية في الرقبة مفرط النشاط، تشمل اضطرابات المناعة الذاتية مثل مرض جريفز السبب الأكثر شيوعًا لفرط نشاط الغدة الدرقية في الولايات المتحدة. كما قد يؤدي التعرض لليود والخطأ الدوائي وحتى الحمل أيضًا إلى فرط نشاط الغدة الدرقية. ويؤدي فرط نشاط الغدة الدرقية إلى تسريع عملية الأيض، مما قد يؤدي إلى فقدان الوزن السريع.
- فقدان العضلات: قد يرتبط فقدان الوزن بفقدان أنسجة العضلات الثقيلة نسبيًا، والتي تسمى أحيانًا ضمور العضلات أو هزال العضلات، ويمكن أن يحدث هذا بشكل خاص في مرضى السرطان والأشخاص الذين تم تشخيصهم بفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، ويعرف باسم الدنف في هذه المجموعات. ويمكن أن يؤدي فقدان العضلات هذا إلى الوفاة، إذ يعتبر السبب الأساسي لما يقرب من 25 ٪ من وفيات السرطان.
- الاكتئاب: يمكن أن يسبب الاكتئاب تغيرات في عادات الأكل يمكن أن تؤدي إلى فقدان الوزن أو زيادة الوزن. ويؤثر الاكتئاب على العديد من الأشخاص من جميع مناحي الحياة.
- مرض أديسون: مرض أديسون هو اضطراب في الغدد الصماء يرتبط بمشاكل في الغدد الكظرية الموجودة فوق كل كلية. وتنتج هذه الغدد هرمونات رئيسية أو رسل كيميائية مثل الكورتيزول. وقد يكون نقص هذه الهرمونات في مرض أديسون هو سبب فقدان الوزن والتعب وأعراض أخرى.
- التهاب المفصل الروماتويدي: يشتهر التهاب المفاصل الروماتويدي (RA) بتسببه في آلام المفاصل وتلفها، ولكنه قد يؤدي أيضًا إلى هزال العضلات وفقدان الوزن المعروف باسم الدنف الروماتويدي.
ما هي مخاطر نزول الوزن السريع؟
يؤدي فقدان الوزن السريع إلى خلق متطلبات جسدية على الجسم. وتشمل المخاطر الخطيرة المحتملة ما يلي:
- حصوات المرارة، والتي تحدث في 12٪ إلى 25٪ من الأشخاص الذين يفقدون كميات كبيرة من الوزن على مدى عدة أشهر.
- الجفاف، والذي يمكن تجنبه بشرب الكثير من السوائل.
- سوء التغذية، عادة بسبب عدم تناول ما يكفي من البروتين لأسابيع في كل مرة.
- اختلالات في توازن الكهارل، والتي نادرًا ما يمكن أن تكون مهددة للحياة.
وتشمل الآثار الجانبية الأخرى لفقدان الوزن السريع ما يلي:
- الصداع.
- التهيج.
- تعب.
- دوخة.
- إمساك.
- اضطرابات الحيض.
- تساقط الشعر.
- فقدان العضلات.
وتزداد مخاطر فقدان ونزول الوزن السريع مع الوقت الذي يقضيه في النظام الغذائي، ويعد تناول نظام غذائي خالٍ من البروتين محفوفًا بالمخاطر بشكل خاص.
متى يجب استشارة الطبيب؟
يصعب تشخيص العديد من الحالات التي تؤدي إلى نزول الوزن السريع وغير المقصود في المراحل المبكرة، وفي بعض الأحيان يلزم إجراء عدد من اختبارات الدم أو التصوير مثل الأشعة السينية، لمعرفة السبب.
ومن المهم أن يرى المريض مقدم الرعاية الصحية الخاص به إذا كان يفقد 5٪ إلى 10٪ من وزنه دون محاولة.
أسباب نزول الوزن السريع بعد الحمل
بعد الإنجاب، تفقد المرأة القليل من الوزن على الفور، بينما يتكيف الجسم ويتخلص من السوائل. بعد ذلك، يختلف فقدان الوزن من شخص لآخر. وبينما تشعر العديد من النساء بالقلق من عدم قدرتهن على فقدان الوزن الذي يكتسبنه، هناك بعض النساء يفقدن وزنًا سريعًا أكثر مما هو مرغوب فيه بعد الولادة، وقد يحدث فقدان الوزن السريع أو المفرط بعد الولادة بسبب عوامل نمط الحياة أو بسبب مشكلة طبية.
تاليًا بعض أسباب نزول الوزن السريع بعد الولادة:
- فقدان ونزول الوزن الصحي بعد الولادة: بعد ولادة الطفل مباشرة، تفقد المرأة حوالي 2-5 كيلوجرامًا من وزنها، هذا مزيج من وزن المولود الجديد بالإضافة إلى المشيمة والسائل الأمنيوسي. بعد ذلك وخلال الأيام القليلة المقبلة، تفقد حوالي 2 كيلوجرامًا من وزن الماء، وبعدها من الطبيعي والصحي أن تفقد ما يقرب من كيلوجرام شهريًا للأشهر الستة المقبلة.
- الرضاعة الطبيعية ونزول الوزن: إذا كانت المرأة ترضع طفلها رضاعة طبيعية، فقد تلاحظ نزول الوزن بسرعة أكبر مما لو لم ترضعه طبيعيًا. كما تتسبب الهرمونات التي يفرزها جسم المرأة عند الرضاعة بتقلصات عضلية في الرحم. لذلك، في كل مرة ترضع المرأة طفلها، يتقلص الرحم وينكمش. وبحلول ستة أسابيع بعد الولادة، يعود الرحم إلى الحجم الذي كان عليه قبل الحمل.
- عدم استهلاك سعرات حرارية كافية: يمكن لمطالب الأمومة أن تجعل تخطي الوجبات أمرًا عاديًا، فقد تكون الأم متعبة جدًا بحيث لا تفكر في وجباتها الخاصة، ولكن من المهم تناول ما يكفي من الطعام للحفاظ على صحة الأم وطفلها، حيث يتطلب الأمر قدرًا كبيرًا من الطاقة للرضاعة الطبيعية وتزويد حليب الأم بكميات صحية. وللحصول على هذه الطاقة، يجب على الأم التأكد من تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية لتزويدها بجميع العناصر الغذائية والسعرات الحرارية التي تحتاجها.
- التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة: التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة (PPT) حالة صحية يمكن أن تسبب فقدانًا مفرطًا للوزن، بالإضافة إلى الخفقان والأرق وصعوبة في النوم ومشاكل في العين وإرهاقًا، بالإضافة إلى وفرة من حليب الثدي. وتعتبر هذه الحالة نادرة نسبيًا، حيث تؤثر على حوالي 5 ٪ من النساء بعد الولادة في العام التالي للولادة.
- اكتئاب ما بعد الولادة: التعب والتقلبات المزاجية شائعة خلال فترة ما بعد الولادة، وفي بعض الأحيان تتضخم هذه المشكلات وتصبح اكتئاب ما بعد الولادة (PPD). وتشمل العلامات والأعراض التغيرات في الوزن أو الشهية ومنها فقدان الوزن السريع أو كسبه، بالإضافة إلى فقدان الاهتمام والمزاج المكتئب والشعور بالذنب وعدم الكفاءة أو انعدام القيمة، كذلك التعب وانخفاض الطاقة والحزن والأرق.
اقرأ/ي أيضًا:
هل أمراض السمنة وأعراضها خطيرة؟
