تحقيق مسبار
تُعد كنيسة المهد واحدةً من أكثر الكنائس شُهرةً في الأراضي الفلسطينية وعلى مستوى العالم، ويسلط هذا المقال الضوء على الفرق بينها وبين كنيسة القيامة التي تقع في فلسطين أيضًا، ويتطرق كذلك إلى العديد من التفاصيل التاريخية حول كل من هاتين الكنيستين؛ بما فيها عمليات الإحراق البارزة التي تعرضت إليها وتسببت بأضرار كبيرة.
ما هو الفرق بين كنيسة المهد وكنيسة القيامة؟
لا شك بأن كنيسة المهد تختلف عن كنيسة القيامة؛ فإن كنيسة القيامة تقع في حدود مدينة القدس بينما تقع كنيسة المهد في بيت لحم، كما أن تاريخ بناء كنيسة القيامة مختلف عن تاريخ بناء كنيسة المهد، وهُما من الكنائس المشهورة في الأراضي الفلسطينية، وتتعلق إحداهما بمكان ميلاد المسيح والأخرى بمكان صلبه حسب اعتقاد النصارى.
هل تعد كنيسة المهد بفلسطين واحدة من مواقع اليونسكو التراثية؟
إن كنيسة المهد بفلسطين واحدةٌ من مواقع اليونسكو التراثية، وذلك منذ تسجيلها عام 2012 مما يجعلها أولى مواقع التراث في الأراضي الفلسطينية بعد انضمام فلسطين إلى اليونسكو عام 2011، وأما الموقع الذي سبق هذا التاريخ؛ فتم تسجيله من قبل الأردن، وهُناك 3 مواقع تراثية أخرى لليونسكو في فلسطين، وهي المواقع الآتية:
- مدينة القدس القديمة وأسوارها: تم تسجيل مدينة القدس القديمة وأسوارها ضمن قائمة المواقع التراثية لليونسكو عام 1981 من قبل الأردن، وتتكون هذه المدينة من 4 أحياء تمثل الكثير من الثقافات المختلفة.
- فلسطين - أرض الزيتون والعنب: منذ عام 2014 يعد موقع فلسطين - أرض الزيتون والعنب أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، ويبعد هذا الموقع 7 كيلومترات إلى الجنوب الغربي في القدس.
- مدينة الخليل القديمة: يرجع تاريخ مدينة الخليل إلى أكثر من 6000 عام، ما يجعلها إحدى أقدم المدن التي لا تزال مأهولة في العالم، وتم إدراجها ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو عام 2017.
هل تعرضت كنيسة المهد إلى التدمير في تاريخها؟
بالفعل تعرضت كنيسة المهد إلى التدمير عام 529 ثم أعيد بناؤها بعد ذلك، وكان تدميرها بسبب الحريق الذي نشب خلال فترة ثورة السامريين، وبعد ذلك لم تتعرض كنيسة المهد إلى التدمير مرةً أخرى في تاريخها، وهي الكنيسة الوحيدة التي بقيت على حالها في فلسطين ولا تزال قيد الاستخدام حتى الوقت الراهن منذ الفترات التي سبقت الفتح الإسلامي حسب موقع جامعة نوتردام.
متى بنيت كنيسة المهد مرة أخرى بعد إحراقها؟
بعد إحراقها وتدميرها عام 529 أُعيد بناء كنيسة المهد من جديد من قبل الإمبراطور جستنيان عام 565 -حسب موسوعة بريتانيكا- دون تعرضه إلى التدمير مرة أخرى، ويشمل ذلك الغزو الفارسي الذي تعرضت إليه المنطقة عام 614 بسبب إحدى الصور التي أظهرت المجوس بملابس فارسية، وكذلك نجت الكنيسة من الكوارث الطبيعية مثل الزلازل وغيرها منذ بنائها الثاني عام 565.
هل شهدت كنيسة المهد أية أعمال ترميم في تاريخها؟
شهدت كنيسة المهد عدة أعمال ترميم في تاريخها بالفعل على الرغم من عدم تعرضها إلى التدمير منذ إعادة بنائها عام 565 وحتى الوقت الراهن، وفيما يأتي بعضًا من تفاصيل أعمال الترميم الأخيرة:
- ترميم السقف الخشبي: في أعمال الترميم الأخيرة تم استبدال أجزاء من السقف الخشبي مع اختيار الأخشاب الجديدة التي تعود إلى ذات فترة بناء الكنيسة، ووصلت نسبة التركيبة الخشبية التي استُبدلت إلى 8% تقريبًا.
- استبدال الشبابيك: تتضمن كنيسة المهد 42 شباكًا، وتمت إزالة جميع الشبابيك القديمة ووضع شبابيك جديدة مكانها، وهي شبابيك قوية من الخشب والزجاج المزدوج.
- وضع المرابط: هُناك العديد من المناطق التي كانت ضعيفة إنشائيًا في كنيسة المهد قبل الترميم، وتم تعزيز قوّتها باستخدام المرابط المقاومة للصدأ مما يجعلها في حالة أفضل من الناحية الإنشائية.
- إنشاء مسارات في الهيكل الخشبي: أثناء الترميم تم إنشاء ممرات ومسارات مريحة في الهيكل الخشبي لكنيسة المهد، وذلك لإجراء عمليات الصيانة بسهولة عند الحاجة وتفقد مسارات المياه.
- التحقق من مقاومة الزلازل: قبل إجراء الترميم تمت دراسة المبنى جيدًا لتعزيز قدرته على مقاومة الزلازل، وشهدت أعمال الترميم إضافة موزعات أثقال تتفاعل مع الاهتزازات الزلزالية لهذه الغاية.
- تغيير الألواح الرصاصية على السطح: كان سطح كنيسة المهد مغطى بالألواح الرصاصية، وهو سطح بلغت مساحته 1,625 متر مربع، وتم تغيير جميع الألواح الرصاصية على السطح بعد ترميم الأخشاب التي كانت تحملها.
أين تقع كنيسة المهد في فلسطين؟
تعد كنيسة المهد واحدةً من الكنائس الواقعة داخل حدود مدينة بيت لحم الفلسطينية، وهي من أقدم الكنائس على الإطلاق، وفيما يأتي بعضًا من المعلومات حول المدينة التي تحتضن كنيسة المهد:
- الموقع الجغرافي: تقع مدينة بيت لحم الفلسطينية على خط الطول 35.12 درجة شرقًا وخط العرض 31.42 درجة شمالًا، وهي المدينة الواقعة بين مدينة القدس ومدينة الخليل الفلسطينيتين.
- أصل التسمية: تشير بعض الدلائل إلى أن اسم مدينة بيت لحم مشتق من الكلمات بيت إيلو لاهاما الآرامية، التي تعني بيت الإله لاهاما أو بيت الإله لاخاما، ثم أصبحت بيت لحم.
- تاريخ المدينة: تعد بيت لحم واحدة من المدن الفلسطينية القديمة؛ فإن الكنعانيين سكنوا هذه المدينة منذ عام 2000 قبل الميلاد تقريبًا، وبعد ذلك سكنتها الكثير من القبائل والشعوب على مر التاريخ حتى الوقت الراهن.
- المعالم: إلى جانب كنيسة المهد توجد الكثير من المعالم الأخرى في مدينة بيت لحم الفلسطينية، ويشمل ذلك القلاع والبِرَك، وفيما يأتي بعضًا من أبرز هذه المعالم:
- آبار النبي داوود: أُطلق على هذه الآبار الاسم المعروف لأن النبي داوود شرب منها عندما كان مُطاردًا من قبل الفلسطينيين حسب نبوءة في الكتاب المقدس عند النصارى.
- مغارة الحليب: تقع مغارة الحليب بالقرب من كنيسة المهد، وهي المغارة التي تم إرضاع المسيح من قبل أمه مريم عندما كانت مختبئة حسب اعتقاد النصارى.
- مسجد بلال: يعرف هذا المسجد كذلك باسم مسجد قبر راحيل، وهو مكان يتضمن قبر راحيل زوجة يعقوب، وهي أم بنيامين التي ماتت في مدينة بيت لحم.
- قصر هيرويون: تم بناء قصر هيرويون على تلّة، ويحتوي الموقع حاليًا على بقايا القصر الذي بناه هيرويون لزوجته عام 37 قبل الميلاد، وهو موقع قرب برك سليمان.
- المساحة: تبلغ مساحة مدينة بيت لحم الفلسطينية 8 كيلومترات مربعة، ويتم تقسيمها إلى عدة من الأسواق التجارية والأحياء، وهي واحدة من مدن محافظة بيت لحم التي تتضمن 5 مدن رئيسية داخل حدودها.
هل مرت كنيسة القيامة بعدة محاولات لإحراقها؟
كما أن كنيسة القيامة تعرضت إلى الإحراق تعرضت كنيسة القيامة كذلك إلى عدة من محاولات الإحراق خلال تاريخها أيضًا، ومنها المحاولات الآتية:
- الإحراق في عام 936: خلال القرن العاشر الميلادي شهدت مدينة القدس اضطرابات بين اليهود والنصارى، وخلال هذه الاضطرابات تم إحراق مبنى كنيسة المهد، وكان ذلك عام 963.
- الإحراق في عام 965: في عهد الإخشيد تم إحراق كنيسة القيامة، كما أن قبتها سقطت في عام 965 ثم جرت كثير من المحاولات للترميم وإعادة بناء القبة حتى بُنيت من جديد عام 980.
- الإحراق في عام 1808: في عام 1808 نشب حريق في كنيسة القيامة، وقام الروم الأرثوذكس وقتها بترميم القسم الأكبر من الكنيسة، ولا تزال الكنيسة على تصميمها بعد هذه الترميمات إلى الآن.
هل تتضمن كنيسة القيامة عدة معالم؟
بالفعل تتضمن كنيسة القيامة العديد من العالم المختلفة عن معالم كنيسة المهد في فلسطين، ومن معالم كنيسة القيامة: موقع الحج بالإضافة إلى قبر المسيح حسب اعتقاد النصارى، وكذلك يعد المذبح واحدًا من المعالم إلى جانب حجر المسح وغيرها، ولذلك تعد كنيسة القيامة واحدة من أبرز الكنائس عند النصارى.
ما هي أبرز المعلومات عن كنيسة المهد وكنيسة القيامة؟
تقع كنيسة المهد وكنيسة القيامة في فلسطين، وكلاهما من أبرز وأشهر الكنائس حول العالم، وتتضمن القائمة الآتية عدة من أبرز المعلومات عن كنيسة المهد:
- الموقع: إن الفرق بين كنيسة القيامة وكنيسة المهد يشمل موقع كلًا منهما، وتقع كنيسة المهد في بيت لحم على بعد قرابة 10 كيلومتر إلى الجنوب من القدس، وأما كنيسة القيامة؛ فتقع وسط البلدة القديمة في القدس.
- تاريخ البناء: تم بناء كنيسة المهد عام 339 بينما بُنيت كنيسة القيامة عام 336 تقريبًا، وهذا يعني أن كلًا من الكنيستين بُنيتا في ذات الحقبة التاريخية تقريبًا دون فارق كبير بين زمن البناء.
- الأهمية التاريخية: بالنسبة إلى النصارى تتمتع كل من كنيسة القيامة وكنيسة المهد بأهمية كبيرة؛ فإن كنيسة المهد مكان ولادة المسيح، بينما تم صلب المسيح في موقع كنيسة القيامة حسب اعتقاد النصارى.
- السياحة: لا شك بأن كنيسة المهد وكنيسة القيامة من الأماكن التي يزورها السياح من مختلف أنحاء العالم، ويجدر الذكر بأن ملايين النصارى يزورون كنيسة المهد سنويًا للحج، إلى جانب كونها من المواقع التراثية لليونسكو.
- الظروف التاريخية: تعرضت كل من كنيسة القيامة وكنيسة المهد إلى الكثير من الحوادث والظروف التاريخية التي ألحقت بها بعض الأضرار؛ بما في ذلك الحرائق، إلا إنه تم ترميمهما للتعامل مع الأضرار المختلفة.
اقرأ/ي أيضًا:
هل قامت حضارة الأنكا في أمريكا الجنوبية؟