متى ظهرت صكوك الغفران؟

يتم منح صكوك الغفران من قِبل رجال الدين حسب الاعتقاد المسيحي بعد تحقيق العديد من الشروط والمتطلبات حسب نوع الصكوك، التي يرغب الشخص بالحصول عليها. يُسلّط هذا المقال الضوء على بعض التفاصيل حول صكوك الغفران، بالإضافة إلى حركة الإصلاح التي كان بعض رموزها معارضين لهذه السلطة التي تُمنح لرجال الدين.

متى ظهرت صكوك الغفران؟

ليس من الواضح متى ظهرت صكوك الغفران بشكل دقيق حسب موقع ستادي، وعلى الرغم من وجود عقائد مغفرة الخطايا من قِبل رجال الدين النصارى منذ وقت مبكر؛ إلا إن مصطلح صكوك الغفران تأخر بعد القرن العاشر الميلادي، ويرى أحد الأبحاث بأنه ظهر عام 1215 خلال مجمع لاتيران الذي انعقد في هذا العام.

ما هي صكوك الغفران؟

يُمكن تعريف صكوك الغفران بأنها إحدى المميزات التي تمنح الكنيسة أهلية المغفرة الكاملة أو الجزئية للأفراد بعد الوقوع في الخطايا والذنوب، وهي واحدةٌ من العقائد التي واجهت انتقادًا من قبل بعض النصارى في فترة الإصلاح. تتطلب صكوك الغفران الذهاب إلى رجال الكنيسة أحيانًا للحصول عليها، في حين يستدعي بعضها الآخر الحصول على ما يُطلق عليه اسم سر التوبة.

هل يوجد فرق بين صكوك الغفران العامة والجزئية؟

هُناك صكوك غفران عامة وجزئية عند المسيحيين بالفعل، ويوجد فرق كبير بينهما؛ فإن صكوك الغفران العامة تزيل جميع الذنوب للشخص حسب اعتقاد النصارى، ولذلك تكون شروطها أكثر صعوبة. أما صكوك الغفران الجزئية؛ فإنها تُقلّل من الوقت الذي يقضيه الشخص في تطهير الذنوب عند حسابه دون مغفرة الذنوب بشكل كامل كما في صكوك الغفران العامة.

هل توجد متطلبات لصكوك الغفران الجزئية؟

بالفعل هُناك عدة من المتطلبات التي ينبغي توفيرها للحصول على صكوك الغفران الجزئية، ومن متطلبات صكوك الغفران الجزئية عند النصارى ما يأتي:

• الاعتراف: يجب على جميع المسيحيين الراغبين بالحصول على صكوك الغفران الجزئية أن يكونوا في حالة اعتراف بالخطايا التي قاموا بها ويريدون المغفرة عنها.
• تلاوة بعض الصلوات: حتى يتم الحصول على صكوك الغفران الجزئية لا بد من تلاوى بعض الصلوات المحددة عند النصارى، وكذلك يمكن الحج أو فعل الأعمال الخيرية بدلًا من تلاوة الصلوات.
• البحث عن الغفران بجد: لا يمكن للشخص الحصول على صكوك الغفران الجزئية -حسب اعتقاد النصارى- حتى يرغب بالتجاوز عن ذنوبه ويبحث عن التجاوز بشكل جديٍّ ونشط.

ما هي متطلبات صكوك الغفران في الكنيسة الكاثوليكية عند طلب الغفران العام؟

توجد عدة من الشروط المعتادة ليحصل الشخص على صكوك الغفران في الكنيسة الكاثوليكية إذا كانت هذه الصكوك عامة، وفيما يأتي قائمة بشروط صكوك الغفران العامة:

• القيام ببعض الأعمال: هناك عدة من الأعمال الجيدة التي ينبغي على المرء القيام بواحد منها على الأقل، ليحصل على صكوك الغفران العامة حسب اعتقاد النصارى، ومنها زيارة سراديب الموتى.
• الاعتراف: بدون الاعتراف أو ما يُطلق عليه اسم الأفخارستيا عند النصارى في ذات يوم أداء العمل الصالح أو في الأيام التي قبله أو بعده؛ لا يمكن الحصول على صكوك الغفران العامة عند النصارى.
• الصلاة لنوايا البابا: يكفي للقيام بذلك تلاوة بعض الكلمات المحددة، ويمكن للراغب بالحصول على صكوك الغفران العامة -حسب اعتقاد النصارى- تلاوة أية صلاة من الصلوات الأخرى أيضًا.
• تجنب الارتباط بالخطيئة: لا بُد من الابتعاد عن كل ما يربط المرء بالخطيئة واستبعاد جميع الارتباطات التي من هذا النوع، للحصول على صكوك الغفران العامة، ويشمل ذلك الخطايا العرضية.
• استلام الاعتراف والصلاة في يوم العمل الجيد: عند الرغبة في الحصول على صكوك الغفران العامة؛ لا بد من استلام كل من الصلاة لنوايا البابا والاعتراف في ذات يوم العمل الجيد الذي يستحق الحصول على الصكوك.

ما هو الحرمان الذي يمنع من صكوك الغفران؟

بحسب اعتقاد النصارى لن يستطيع الشخص الحصول على صكوك الغفران إذا كان من الذين صدر في حقهم الحرمان الكنسي، وبعد صدور القرار بالحرمان يتم استبعاد الشخص من جماعة المؤمنين، كما أنه يُستبعد من طقوس الكنيسة وأسرارها ولا يحصل على حقوق عضويتها أيضًا حسب موسوعة بريتانيكا.

هل يوجد عقوبات من الكنيسة غير الحرمان الكنسي؟

لا تقتصر عقوبات الكنيسة على الحرمان الكنسي الذي يمنع صاحبه من الحصول على صكوك الغفران، وإنما هُناك 3 أنواع من العقوبات الكنسية، وهي كما يأتي:

• الحرمان الكنسي: عندما يصدر الحرمان الكنسي في حق أحد النصارى لن يكون بمقدوره التواصل مع جماعة المؤمنين، كما أنه يُحرم من جميع الفوائد التي يتم التوصل إليها من خلال شركة الكنيسة والتواصل مع هذه الجماعة.
• المنع الكنسي: تعد عقوبة المنع واحدة من العقوبات الجماعية التي تشمل المذنبين مع الأبرياء، وبموجبه يتم منع إقامة الشعائر النصرانية في بعض الأماكن المحددة لأشخاص بعينهم.
• الوقف الكنسي: تقتصر عقوبة الوقف الكنسي على رجال الدين وحدهم دون غيرهم، وبموجب هذه العقوبة لن يكون الشخص قادرًا على ممارسة مهام المناصب الموكلة إلى الأشخاص الذين صدرت العقوبة في حقهم.

هل كان مارتن لوثر معارضًا لصكوك الغفران؟

لا شك بأن مارتن لوثر كان واحدًا من المعارضين لصكوك الغفران، ولم يقتصر على معارضة هذه الصكوك التي تمنحها الكنيسة، وإنما قام بمهاجمة هذه الصكوك في بعض أطروحاته أيضًا، ولذلك تعرض إلى العديد من العقوبات الكنسية، وكان أحد الأشخاص الذين تم الحكم عليهم بالحرمان الكنسي أيضًا. فيما يأتي بعضًا من الحقائق والمعلومات حول مارتن لوثر:

• الولادة والوفاة: وُلد مارتن لوثر يوم 10 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1483 في مدينة أيسلبن الألمانية، وتوفي يوم 18 فبراير/شباط من عام 1546 في نفس المدينة ولديه من العمر 62 عامًا تقريبًا.
• الدراسة: درس مارتن لوثر في عدة من المدارس والجامعات، ومنها المدرسة اللاتينية المحلية في مانسفيلد، وكذلك مدرسة أيزناخ، ودرس في كل من جامعة إرفورت وجامعة فيتنبرغ أيضًا.
• محاولة إصلاح عقائد النصارى: كان مارتن لوثر واحدًا من الأشخاص الذين حاولوا إصلاح عقائد النصارى، ولم تكن محاولاته لإصلاح السلوكيات التي ظهرت عند النصارى فحسب، وهو ما جعله مختلفًا عن سابقيه من محاولي الإصلاح.

ما هو موقف لوثر من صكوك الغفران؟

تضمن موقف لوثر من صكوك الغفران معارضة هذه الصكوك بشكل كامل ورفض المبدأ الذي تقوم عليه، وكان يرى بأن سلطة رجال الدين في منح الغفران غير صحيحة، ونظرًا لهذه المواقف أصدرت الكنيسة قرارًا بالحرمان في حق مارتن لوثر يوم 3 يناير/كانون الثاني من عام 1521، وقام لوثر بإحراق قرار البابا أمام الناس في رده عليه.

ما هو كتاب القضايا الخمس والتسعون لمارتن لوثر في معارضة صكوك الغفران؟

يُعد كتاب القضايا الخمس والتسعون واحدًا من أبرز الكتب التي قام مارتن لوثر بكتابتها لبيان معارضة صكوك الغفران إلى جانب العديد من التفاصيل الأخرى. في هذا الكتاب ركّز مارتن لوثر بأن الخلاص يكون بالاعتماد على الإيمان والنعمة الإلهية لا بممارسات رجال الدين، وهو كتاب صدر عن مارتن لوثر عام 1517.

هل ظهر مارتن لوثر خلال فترة الإصلاح البروتستانتي؟

ظهر مارتن لوثر الذي عارض صكوك الغفران عند النصارى بقوة كبيرة خلال فترة الإصلاح البروتستانتي بالفعل، وهي فترة مرت بالعديد من المراحل التاريخية البارزة، ومنها ما يأتي:

• انتقاد بيع صكوك الغفران: بعدما عُرف مارتن لوثر بأن أحد رجال الدين أخبر أتباعه بشراء صكوك الغفران أو دفع مبالغ مالية إلى الكنيسة للحصول عليها؛ قام بتأليف القضايا الخمس والتسعون عام 1517 لانتقاد بيع الصكوك.
• حرمان مارتن لوثر: بعد مواقفه المعارضة لصكوك الغفران قام البابا بطرد مارتن لوثر من الكنيسة عام 1521، ما جعله يتوجه إلى ترجمة الكتاب المقدس حتى يستطيع الناس فهمه بدلًا من اللاتينية.
• وصول الإصلاح إلى سويسرا: بعد ألمانيا وصل الإصلاح إلى سويسرا عام 1522 عندما اعترض أحد رجال الدين على الصوم الديني عن الزواج، ورأى وجوب السماح لرجال الدين بالزواج مع اتفاقه ببعض الأمور اللاهوتية مع لوثر.
• انشقاق حركة الإصلاح: في عام 1525 أعلن مارتن لوثر عن معارضته للإصلاحيين الآخرين في قضايا اللاهوت، ما تسبب بانشقاق حركة الإصلاح التي ظهرت في القرن السادس عشر الميلادي.
• تحول السويد إلى اللوثرية: كان لورينتيوس بيتري أحد رجال الدين النصارى في السويد، وفي عام 1531 أصبح رئيس الأساقفة البروتستانتي، وبما أنه كان من قادة الإصلاح في السويد؛ فإن معظم الناس في السويد تحولوا إلى اللوثرية.
• تأسيس حركة الموحدين: في عام 1579 قام المصلح الإيطالي فاوستو سوزيني بالانتقال إلى بولندا، وهُناك أسس ما أطلق عليه اسم حركة الموحدين فيما بعد.
• حرب الثلاثين عامًا: بعد المرور بالعديد من المراحل من انتشار اللوثرية انتهى المطاف بحرب لأسباب دينية جزئيًا عام 1618، وهي حرب الثلاثين عامًا التي قضت على ملايين الناس، وكانت سببًا في إعادة رسم خريطة أوروبا.

ما هي أبرز المعلومات عن صكوك الغفران؟

تعد صكوك الغفران من الاعتقادات التي تنتشر عند النصارى وتسمح لرجال الدين بمنح المغفرة للناس بعد الوقوع في الذنوب والخطايا إلا أنها تتطلب بعض الأعمال. تختلف هذه الأعمال بحسب طبيعة الصكوك المطلوبة؛ فإن الكنيسة توفر صكوك غفران عامة، بالإضافة إلى توفير صكوك الغفران الجزئية التي تكون شروطها أكثر سهولة.

اقرأ/ي أيضًا:

هل الهندوسية ديانة سماوية؟

هل يمكن العمل بالحجاب في فرنسا؟

هل أطول مدة صيام في العالم 20 ساعة؟

هل المسافة بين مكة والمدينة أكثر من 400 كيلومتر؟