تحقيق مسبار
تُعد الهجرة الغير شرعية من المشاكل التي تظهر في الكثير من الدول حول العالم وتجبرها على سن القوانين والأنظمة الجديدة، لمحاولة الحد منها بشتّى الطرق. يتطرق هذا المقال إلى مخاطر الهجرة غير الشرعية وأسبابها ودوافعها وآثارها السلبية، إلى جانب توضيح بعض الإجراءات التي تتخذها الدول للحد من هذه الهجرة إلى أراضيها.
هل الهجرة غير الشرعية لها مخالفة للقوانين؟
لا شك بأن الهجرة غير الشرعية تنطوي على الكثير من المخاطر التي قد تنتهي بالموت قبل الوصول إلى الوجهة النهائية، كما أنها مخالفة للقوانين، وربما تترتب عليها بعض العقوبات الشديدة في حق الذين يدخلون حدود البلاد دون الحصول على إذن رسمي. وينبغي على الأشخاص أن يقتصروا على الهجرة الشرعية عند الرغبة في مغادرة بلادهم لأي سبب من الأسباب.
ما هي أبرز مخاطر الهجرة الغير شرعية؟
تتنوع أساليب الهجرة غير الشرعية عبر البر والبحر، وتختلف المخاطر التي يتعرض إليها المهاجرون في طريقهم حسب الطريقة التي يختارونها، وفيما يأتي قائمة بأبرز مخاطر الهجرة غير الشرعية:
- الغرق في المياه شديدة البرودة: في بعض الأحيان يتعرض المسافرون إلى الغرق في المياه شديدة البرودة عند الذهاب من بلدهم إلى دولة أخرى بطريقة غير شرعية عبر البحر.
- الإصابات بسبب سقوط الأشياء المحيطة: إذا اختار الشخص الهجرة غير الشرعية عن طريق الشاحنات المُحمّلة بالبضائع؛ فربما تسقط عليه بعض الصناديق أو البضائع وتعرض حياته إلى الخطر.
- انقلاب القوارب: كثيرًا ما يعتمد المهاجرون على البحر للدخول إلى الدول دون إذن عند الهجرة غير الشرعية، وربما تنقلب بهم القوارب في البحر نتيجةً للتغير السريع الذي يطرأ على أحوال البحر، ما يعرضهم إلى خطورة كبيرة.
- الاختناق: يلجأ البعض إلى الاختباء في الشاحنات للهجرة غير الشرعية من دولة إلى دولة أخرى، وإذا لم تتوفر مستويات الهواء الكافية في الشاحنات؛ فربما يتعرض المهاجر إلى الاختناق والموت أثناء الطريق حسب موقع حكومة المملكة المتحدة.
- انكسار القوارب: إلى جانب احتمالية انقلاب القوارب بسبب التغيرات في الظروف المحيطة؛ يمكن أن تتعرض القوارب إلى الكسور أثناء الرحلة، وذلك بسبب الجودة المنخفضة للقوارب التي يقوم المهربون بتوفيرها للهجرة غير الشرعية.
- الاعتداء الجنسي: يقوم بعض المهربين باحتجاز النساء الراغبات بالهجرة والاعتداء عليهن جنسيًا في الطريق أو قبل الهجرة، وذلك لأن المهربين عادةً ما يكونون من المجرمين.
- نفاد الوقود في الصحراء: لا يمكن العثور على مكان لتزويد السيارة أو المركبة بالوقود أثناء الهجرة غير الشرعية عبر الصحراء، وربما يعاني البعض من نفاد الوقود، ما يتسبب بموتهم في النهاية بدلًا من الوصول إلى الوجهة المرجوة.
- عدم توفير المياه والأطعمة الكافية: لا يتم توفير الكميات المناسبة من الأطعمة والمياه التي يحتاجها المهاجرون هجرةً غير شرعية في كثير من الأحيان، وخصوصًا إذا كان المهاجرون من النساء والأطفال.
- التجمد حتى الموت: في بعض الأحيان يقوم الراغبون المهاجرون هجرةً غير شرعية بالاختباء في الشاحنات المبردة دون علم السائقين، وربما يؤدي تشغيل الهواء البارد في هذه الشاحنات إلى التجمد والموت نتيجةً لدرجات الحرارة المنخفضة.
- استغلال القاصرين: إذا كان المهاجرون هجرة غير شرعية من القاصرين؛ فربما يتم استغلالهم للعمل في ظروف غير مناسبة، إلى جانب إجبارهم على أنشطة الإتجار بالبشر في بعض الأحيان أيضًا لعدم وجود من يصبحهم من ذويهم.
- الاصطدام بالسفن الكبيرة: عند الهجرة غير الشرعية إلى بعض الدول حول العالم يمر المسافرون عبر البحر في مسارات تمر بها سفن الشحن الأكبر، ويمكن أن تصطدم هذه السفن مع قوارب المهاجرين مما يعرضهم إلى المخاطر.
- المُسائلة القانونية: يُعرض المُهاجرون هجرة غير شرعية أنفسهم إلى المُساءلة القانونية، وربما تترتب عليهم غرامات مالية، بالإضافة إلى التعهدات والإعادة إلى الدولة التي جاء المهاجرون منها أيضًا.
- السقوط في الصحراء: في بعض الأحيان ينتقل عدد كبير من الأشخاص في شاحنة واحدة عبر الصحراء للانتقال من دولة إلى دولة أخرى في رحلة الهجرة غير الشرعية، وربما يسقط بعضهم في الصحراء مما يتسبب بالإصابات.
ما هي دوافع وأسباب الهجرة الغير شرعية؟
يتم الاعتماد على أساليب الهجرة غير الشرعية للوصول إلى دولة أخرى في حالة لم يستطع المرء الحصول على هجرة شرعية قانونية، وتُعد عدم إمكانية توفير الهجرة القانونية من أبرز أسباب الهجرة الغير شرعية، وفيما يأتي بعضًا من الأسباب والدوافع الأخرى:
- ضعف العقوبات: تتخلف بعض الدول عن وضع العقوبات الرادعة التي تحد من الهجرة غير الشرعية إلى أراضيها، وهو ما يعني عدم وجود الرادع لدى الأفراد مما يدفعهم إلى الهرجة لتحقيق بعض المكاسب.
- غياب العدالة الاجتماعيّة: يلجأ الكثير من الأشخاص إلى الهجرة من دولتهم بطريقة غير شرعية، للهروب من الظلم الاجتماعي السائد وعدم توفر العدالة الاجتماعية المطلوبة.
- تخلف الإعلام عن مناقشة الهجرة غير الشرعية: يتخلف الإعلان المرئي والمسموع والمقروء عن مناقشة قضايا الهجرة غير الشرعية في كثير من الأحيان، ما يؤدي إلى الهجرة من قبل البعض لعدم توفر الوعي الكافي ومعرفة العواقب والمخاطر.
- قلة فرص العمل: في كثير من الأحيان لا يستطيع الأفراد العثور على فرصة العمل المناسبة التي تضمن لهم الحياة الكريمة، ولا يجدون أية طريقة للحصول على فرصة العمل الملائمة سوى الهجرة غير الشرعية.
- الاضطرابات السياسية: تشهد الكثير من البلاد حول العالم اضطرابات سياسية، ويشعر الأفراد في هذه الدول بالخوف وعدم الاستقرار، ما يجبرهم على الذهاب إلى دولة أخرى بطريقة غير شرعية عند تعذر الهجرة الشرعية.
هل شهدت الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا زيادة كبيرة عام 2015؟
في عام 2015 شهدت شهدت الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا ارتفاعًا غير مسبوق منذ بداية العقد الثاني من القرن العشرين؛ فإن عدد المهاجرين هجرة غير شرعية وصل إلى 1,822,180 نسمة، بينما بلغت أعداد المهاجرين هجرة غير شرعية إلى أوروبا 200,100 نسمة خلال عام 2021 حسب موقع ستاتيستا.
هل تشهد الولايات المتحدة أعدادًا كبيرة من الهجرة غير الشرعية؟
تعد الولايات المتحدة الأمريكية واحدةً من الدول التي تشهد عددًا كبيرًا من المهاجرين هجرة غير شرعية بالفعل؛ فإن نسبتهم تزيد على 10% من مجموع سكان الولايات المتحدة. فيما يأتي بعضًا من أبرز الحقائق حول الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة:
- إقامة المهاجرين في الولايات المتحدة فترة طويلة: يُفضّل كثير من المهاجرين بطريقة غير شرعية البقاء في الولايات المتحدة فترة طويلة، وتزيد نسبة هذه الفئة من المهاجرين عن 64% من مجموع المهاجرين هجرة غير شرعية.
- الولايات التي يتركز فيها المهاجرون: يتركز وجود المهاجرين هجرة غير شرعية في كل من كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا ونيويورك ونيوجيرسي وإلينوي، وتزيد نسبة المهاجرين بطريقة غير شرعية في هذه الولايات عن نصف المهاجرين.
- هجرة الأطفال من جواتيمالا: تعد جواتيمالا واحدةً من دول أمريكا الوسطى، وهي الدولة التي تخرج منها أكبر نسبة من الأطفال بطريقة غير شرعية دون صحبة الوالدين للذهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
هل توجد إجراءات تتخذها الدول للحد من الهجرة غير الشرعية؟
تتخذ الدول العديد من الإجراءات للحد من الهجرة غير الشرعية إلى أراضيها بالفعل، ومنها الإجراءات الآتية:
- التنسيق لكشف التزوير: تحرص الدول على التنسيق مع القنصليات الأجنبية في أراضيها، للتعرف على المستندات المزورة التي يقدمها الراغبون بالسفر ثم اتخاذ الإجراءات القانونية في حقها.
- القبض على العاملين في الهجرة غير الشرعية: تقوم الدول التي تشهد معدلات مرتفعة من الهجرة غير الشرعية بتكثيف جهودها للقبض على شبكة العاملين في مجالات الهجرة غير الشرعية، للحد منها وضمان تقليلها.
- تعزيز الضبط من قبل حرس الحدود: تستطيع الدول تعزيز تواجد حرس الحدود على المناطق التي تشهد هجرة غير شرعية، لضبط أية حالات تسلل، ثم اتخاذ الإجراءات القانونية في حق المهاجرين.
- التوعية الإعلامية: من الضروري اقتناص الفرصة من قبل الدول عند وجود أي قضايا مهمة يتابعها الأفراد فيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية، وتوجيه الإعلام للتوعية بمخاطر هذه الهجرة وآثارها السلبية.
هل يتم تشريع قوانين للحد من المهاجرين الغير شرعيين في بريطانيا؟
في الوقت الراهن يتم تداول قوانين جديدة للحد من المهاجرين الغير شرعيين في بريطانيا وتجاوز العقبات القانونية التي كانت موجودة في السابق، ويهدف مشروع القانون المذكور إلى إزالة جميع الحوافز التي تعزز مرور القوارب الصغيرة المستخدمة في الهجرة غير الشرعية وإبعاد المهاجرين غير الشرعيين، إلى جانب بعض التفاصيل الأخرى لتقليل المهاجرين غير الشرعيين في البلاد.
ما هي الآثار السلبية للهجرة غير الشرعية؟
هُناك العديد من الآثار السلبية التي تنتج عن الهجرة غير الشرعية بالفعل، ومنها ما يأتي:
- التفكك الأسري: عادةً ما تؤثر الهجرة غير الشرعية بشكل سلبي على علاقة المهاجرين مع أفراد أسرتهم وانتمائهم إليها، كما أنهم لا يحصلون على الاستقرار الذي يحتاجونه لإنشاء وإقامة الروابط في المجتمع المحيط بهم أيضًا.
- المعيشة في مكان غير مناسب: في كثير من الأحيان تُحتّم الظروف المختلفة على المهاجرين هجرة غير شرعية المعيشة في مكان غير لائق، نتيجةً للخوف من القبض عليه.
- ارتفاع معدلات الجريمة: ترتبط الهجرة غير الشرعية مع ارتفاع مستويات الجريمة بشكل طردي، وهذا لأن المهاجرين غير الشرعيين يمكنهم ارتكاب الجرائم من أجل تحقيق غاياتهم في الحصول على المال أحيانًا.
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن مكافحة الفساد الإداري؟
هل يمكن مكافحة الفساد المالي قانونيًا؟