تحقيق مسبار
إن الفرق بين الفعل اللازم والمتعدي واستخدامات كل فعل منهما كبير في اللغة العربية، ويسلط هذا المقال الضوء على أبرز الفروقات التي يمكن للمرء الاعتماد عليها لمعرفة الفعل اللازم والفعل المتعدي، إلى جانب تسليط الضوء على أقسام الأفعال اللازمة والمتعدية، وينتهي ببعض الأمثلة التي توضح كلًا منهما.
كيف نميز بين الفعل اللازم والمتعدي؟
تم توضيح كيف نميز بين الفعل اللازم والمتعدي من قبل علماء اللغة العربية بعد النظر في المفردات العربية ومعانيها وخصائص كل منها، ويكون التفريق بالاعتماد على الخصائص التي تتمتع بها كل فئة من الأفعال وتخالف فيها الفئة الأخرى، ومن ذلك: اتصال الفعل بالضمير المتصل الذي يدل على المفرد المذكر الغائب؛ فإن هذا الضمير لا يتصل بالفعل اللازم، ما يجعله علامة فارقة بينه وبين الفعل المتعدي.
ما هي أبرز الفروقات بين الفعل اللازم والمتعدي؟
توجد العديد من الفروقات بين الفعلين اللازم والمتعدي، وأبرزها ما يأتي:
- دخول هاء الكناية: إن هاء الكناية ضمير متصل يدل على المذكر المفرد الغائب، وتدخل هذه الهاء على الفعل المتعدي دون الفعل اللازم، ولذلك يمكن للمرء أن يقول فتحه ولا يمكنه قول خرجه -بسكون الراء- مما يعني أن خرج فعل لازم.
- التصريف على وزن اسم المفعول: يمكن تصريف الفعل المتعدي على وزن اسم المفعول ولا يُمكن ذلك للفعل اللازم، ولذلك كان التصريف على هذا الوزن من الفروق بينهما، ومن الأمثلة عليه: كلمة مفتوح المتعدية.
- الدلالة على لون: يمكن للمرء معرفة الفعل اللازم من خلال المعنى إلى جانب اللفظ والبنية الصرفية؛ فإن الفعل الذي يدل على لون يكون لازمًا، ومن ذلك الفعل حَمُرَ والفعل ابيضّ والفعل اصفرّ.
- الأبنية الصرفية: اعتنى الصرفيون بتوضيح الأبنية المختلفة للأفعال، وتوجد العديد من الأبنية الصرفية التي تدل على الفعل اللازم دون المتعدي أو المتعدي دون اللازم، ومنها: صيغة افعلّ -مثل اغبرّ- التي تدل على كون الفعل لازمًا.
هل الفرق بين الفعل اللازم والمتعدي يشمل الدلالة على سجية؟
إن الفرق بين الفعل اللازم والمتعدي يشمل الدلالة على السجية بالفعل وفق إحدى الدراسات؛ فإن الأفعال التي تدل على السجية تكون أفعالًا لازمة لا متعدية، وتشير السجية إلى الصفة مثل قولهم: جَبُنَ أو شَجُعَ، وكذلك الأفعال التي تدل على النظافة تكون لازمة، ومنه: الفعل طَهُرَ، والفعل دَنُسَ، وهي من أبرز خصائص الفعل اللازم التي تميزه عن المتعدي.
ما هو الفعل اللازم والمتعدي؟
يتم تقسيم الفعل إلى قسمين اثنين بناءً على حاجته أو عدم حاجته إلى المفعول به ومدى اكتفائه بالفاعل، وهُما: الفعل اللازم والمتعدي، وفيما يأتي تعريف كل واحد منهما:
- الفعل اللازم: يُعرف الفعل اللازم بأنه الفعل الذي يكتفي بالفاعل لتكوين جملة تامة ولا يحتاج إلى مفعول به لتمام المعنى، ومن ذلك قولهم: جاء الرجل؛ فإن الفعل جاء من الأفعال اللازمة التي لا تحتاج إلى مفعول به لتمام المعنى.
- الفعل المتعدي: يمكن تعريف الفعل المتعدي بأنه الفعل الذي لا يكتفي بالفاعل لإتمام الجملة، وإنما يتعدّاه إلى المفعول أو المفاعيل، ومنه قولهم: قاتل الرجل العدو؛ فإن الفعل قاتل من الأفعال المتعدية التي تطلب مفعولًا به.
ما هي أقسام الفعل اللازم والمتعدي؟
قام ابن هشام الأنصاري -وهو من علماء اللغة العربية- بتقسيم الفعل اللازم والمتعدي إلى الأقسام الآتية:
- الفعل الذي لا يحتاج إلى مفعول به مطلقًا، وهو الذي يُعرف باسم الفعل اللازم، ومن الأمثلة عليه: الأفعال التي تدل على صفات حِسيّة، وكذلك الأفعال التي تدل على الأعراض.
- الفعل الذي يتعدى إلى مفعول به واحد فحسب، ويكون التعدي بالجار دائمًا، ومن ذلك قولهم: مررت به؛ فإن الفعل مررت يتعدى إلى مفعول به واحد بالجار دائمًا.
- الفعل الذي يتعدى إلى مفعول به واحد دائمًا؛ إلا إن التعدي يكون بنفسه لا بالجار، ومن الأمثلة على هذا القسم جميع أفعال الحواس، وهي الأفعال التي تدل على الحواس الخمس؛ بما فيها السمع والبصر والذوق والشم واللمس.
- الفعل الذي يتعدى إلى مفعول واحد بنفسه أحيانًا بينما يمتنع من التعدي سواءً بنفسه أو بالجار في أحيانٍ أخرى.
- الفعل الذي يتعدى إلى مفعول واحد دائمًا؛ إلا إن التعدي يكون بنفسه تارة بينما يكون بالجار في تارة أخرى، ومنه الفعل شكر؛ فإنه يتعدى إلى نفسه أحيانًا ويتعدى بالجار أحيانًا.
- الفعل الذي يتعدى إلى مفعولين اثنين، وينقسم إلى المفعولين مرة ولا يتعدى إليهما أخرى؛ مثل الفعل نقص، وما يتعدى إلى مفعولين دائمًا، وهو سادس أقسام الفعل اللازم والمتعدي.
- الفعل الذي يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل، ومن الأمثلة على هذا القسم: الفعل علم، وكذلك الفعل أرى، وما في معنى هذه الأفعال؛ مثل الفعل أنبأ والفعل أخبر والفعل حدّث.
ما هي أقسام الفعل المتعدي بنفسه؟
قام علماء اللغة العربية بتقسيم الأفعال المتعدية بنفسها إلى عدة أقسام، وهي الأقسام الآتية:
- الفعل الذي ينصب مفعولًا واحدًا: تتعدى بعض الأفعال إلى مفعول واحد لتمام المعنى ولا تحتاج إلى أكثر من مفعول به، ومن الأمثلة على هذا القسم قولهم: ضرب محمد زيدًا؛ فإن الفعل ضرب احتاج إلى مفعول به واحد، وهو: زيد.
- الفعل الذي ينصب مفعولين: لا تكتفي بعض الأفعال المتعدية بمفعول واحد، وإنما تحتاج إلى اثنين من المفاعيل لتقدم جملة تامة ذات معنى مفهوم عند العرب، وينقسم إلى الآتي:
- ما ينصب مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر: ينقسم هذا القسم إلى قسمين؛ أحدهما يتضمن أفعال القلوب والآخر يتضمن أفعال التحويل، ومن أمثلته: ظن عبد الله محمدًا أباك.
- ما ينصب مفعولين أصلهما ليس مبتدأ وخبرًا: تتعدى العديد من الأفعال إلى مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبرًا، ومنه: الفعل أعطى، ومثاله: أعطى محمد زيدًا درهمًا؛ فإن زيدًا مفعول به أول، ودرهمًا مفعول به ثانٍ.
- الفعل الذي ينصب ثلاثة مفاعيل: تطلب بعض الأفعال وجود فعل 3 مفاعيل حتى تكون الجملة تامة ذات معنى مفهوم، ومنها: الفعل علم، والفعل خبّر، والفعل نبّأ، ومن أمثلته: خبرتُ زيدًا عمرًا أبا خالد.
هل يمكن تعدية الفعل اللازم؟
على الرغم من الفارق الكبير بين الفعل اللازم والمتعدي من حيث الحاجة إلى المفعول به؛ إلا إن هُناك عدة من الطرق لتعدية الفعل اللازم في اللغة العربية بالفعل، ومنها ما يأتي:
- إضافة همزة التعدية: يمكن تحويل بعض الأفعال اللازمة إلى متعدية عن طريق إضافة همزة التعدية في البداية قبل فاء الفعل، ومن ذلك تحويل الفعل نزل إلى فعلٍ متعدٍ بعد تحويله إلى الفعل أنزل، وكذلك الفعل خرج إلى الفعل أخرج.
- تضعيف عين الفعل: بدلًا من إضافة همزة التعدي في بداية الفعل اللازم يمكن للمرء الاعتماد على تضعيف عين الفعل في الميزان الصرفي لتحويله إلى متعدٍ، ومن ذلك: تحويل الفعل فرح من اللازم إلى المتعدي بتضعيف حرف الراء الذي يمثل عين الفعل.
- زيادة ألف المفاعلة: تكون زيادة ألف المُفاعلة بين فاء الفعل وعينه في الميزان الصرفي حتى يصبح من الأفعال المتعدية بدلًا من كونه لازمًا، ومن ذلك: تحويل الفعل جلس إلى الفعل جالَسَ حتى يصير متعديًا.
- إضافة حروف الجر: بدلًا من تغيير البنية الصرفية للفعل اللازم يمكن تحويله إلى أحد الأفعال المتعدية بالاعتماد على حرف الجر، ومن الأمثلة على ذلك تحويل الفعل ذهب إلى فعل متعدٍ بعد إضافة حرف الجر إلى.
ما هي أبرز أسباب لزوم الفعل المتعدي؟
في بعض الأحيان تدعو الحاجة إلى التحويل بين الفعل اللازم والمتعدي وجعل المتعدي لازمًا، ويكون ذلك بالعديد من الطرق التي وضحها علماء اللغة العربية. فيما يأتي بعضًا من أبرز الأسباب التي تسمح بتحويل المتعدي إلى فعل لازم:
- تضمين المتعدي معنى اللازم: إذا تضمن الفعل المتعدي معنى الفعل اللازم؛ فيمكن تحويله إلى لازم، ومن ذلك: تحويل الفعل أصلِح المتعدي إلى فعل لازم عند تضمينه معنى بارِك.
- التحويل إلى صيغة فعُلَ: يمكن تحويل الفعل المتعدي إلى فعل لازم من خلال تغيير الصيغة الصرفية إلى فَعُل -بفتح الفاء وضم العين- بدلًا من تضمينه معنى اللازم، ومن أمثلته: تحويل الفعل ضرَب إلى الفعل ضرُب.
- تضعيف الفعل المتعدي عن العمل: يكون الفعل المتعدي ضعيفًا عن العمل في عدة حالات، ومنها: تأخيره أو جعله فرعًا في العمل، وفي هذه الحالات يمكن تصييره لازمًا بدلًا من كونه متعديًا في الأصل.
هل ورد الفعل اللازم والمتعدي في القرآن؟
لا شك بأن الفعل اللازم والمتعدي ورد في القرآن حسب دراسة تعدي الفعل ولزومه، ومن الأمثلة على الفعل اللازم والمتعدي في القرآن قول الله: "فأذنوا بحرب من الله ورسوله" في سورة التوبة؛ فإن الفعل آذن استُخدم متعديًا بحرف الجر في هذه الآية، وكذلك قول الله: "ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين" في سورة آل عمران؛ فإن الفعل أمر جاء متعديًا بنفسه في هذه الآية.
أمثلة على الفعل اللازم والمتعدي
إن الأمثلة على الفعل اللازم والمتعدي كثيرة جدًا في اللغة العربية، ومنها قولهم: قطف الرجلُ الزهرة؛ فإن الفعل قطف من الأفعال التي تعدّت إلى مفعول واحد في هذا المثال، وكذلك قولهم: علم زيدٌ الجوّ ماطرًا؛ فإن الفعل علم جاء متعديًا إلى مفعولين في هذا المثال، وكذلك: أينع الثمر؛ فإن الفعل أينع فعل لازم لم يحتج إلى مفعول لتمام المعنى.
اقرأ/ي أيضًا:
هل عدد حروف اللغة العربية 28 حرفًا؟
هل يمكن جمع كلمة امرأة من جنس الكلمة؟