تحقيق مسبار
كثيرًا ما يتعرض المرء إلى الوهم البصري في حياته اليومية، ومن ذلك: رؤية غصن الشجرة على أنه يد إنسان، وكذلك رؤية صور لشخصين معًا في ذات الصورة مع البُعد عنها أو القرب منها، ورؤية الأشياء القريبة كبيرة والبعيدة صغيرة، وهذا يعني أن الوهم البصري يشير إلى رؤية الأشياء على خلاف ما هي عليه في الواقع.
كيف يحدث الوهم البصري؟
يحاول المختصون معرفة لماذا يرى البشر الأوهام البصرية؛ فإن هذه الأوهام -التي يطلق عليها اسم الخداع البصري أيضًا- تنتج عن انحراف الموقف البصري الذي تراه العين عن القاعدة البصرية التي يستدعيها الدماغ عند رؤية الصور أو الأشياء، ولذلك يمكن أن يرى المرء الأشياء الثابتة وكأنها متحركة أو ما يشبه ذلك.
ما معنى الوهم البصري؟
قام المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية في المملكة المتحدة بتوضيح ما معنى الوهم البصري؛ فإنه مصطلح يشير إلى إدراك الإنسان لشيء مختلف عما هو موجود بالفعل عند النظر إلى الصور أو الأشياء، وهذا يعني أن ما تتم رؤيته لا يتوافق بشكل تام مع الواقع المادي الحقيقي خارج الذهن، ولذلك يمكن أن يرى اثنين من الأشخاص الشيء نفسه بطريقة مختلفة أحيانًا.
كيف تؤثر الأوهام البصرية على الدماغ؟
عند البحث لمعرفة من أين يأتي الوهم البصري يتضح بأنه يأتي من دماغ الإنسان؛ فإنه يقوم باستدعاء بعض الأنماط التي يعرفها مسبقًا عند النظر إلى الأشكال أو الصور أو الأشياء ليدمجها مع ما تراه العين، ولذلك يرى البعض الصورة بشكلين مختلفين حسب طريقة النظر إليها، أو يرى البعض الأشياء الثابتة وكأنها متحركة.
هل توجد عدة محفزات للأوهام البصرية؟
توجد عدة محفزات للأوهام البصرية بالفعل، وفيما يأتي بعضًا من أبرزها حسب معهد دين ماكجي للعيون:
- اللون: تحتوي شبكة عين الإنسان على 3 خلايا حساسة للضوء، وتُعرف هذه الخلايا باسم المخاريط، ويجعلها التحفيز الطويل تجاه لون معين غير حساسة، مما يؤدي إلى إدراك لون آخر على خلاف اللون الحقيقي الموجود في الصورة.
- الظلال: يمكن للظلال أن تؤثر على الطريقة التي يستقبل بها الدماغ الضوء، وهو ما يؤدي إلى رؤية الصور أقرب أو أبعد مما هي عليه في الواقع، أو جعل الصور أكثر شحوبًا.
- السياق: إن السياق الذي تكون فيه الصورة مهمة عند الحديث عن الوهم البصري، ومن ذلك رؤية الشخص ذي القامة العادية قصيرًا؛ لأنه يقف بين مجموعة من الأشخاص ذوي القامة الطويلة عند النظر إلى الصورة.
- السطوع: يعتمد الوهم البصري أحيانًا على السطوع الذي يوصف بأنه أحد المحفزات، وذلك من خلال إرباك الدماغ، مما يجعله يرى الأشياء على خلاف ما هي عليه في الواقع.
- النقاط الوامضة: تصبح مُستقبلات الضوء في عيني الإنسان مشوشة عندما يرى الدماغ عدة نقاطًا وامضة، وهو ما يتسبب برؤية بُقع داكنة غير موجودة في الواقع، وهذا يعني أن النقاط الوامضة من محفزات الوهم البصري.
هل الوهم مرض عقلي؟
يوضّح المختصون هل الوهم مرض عقلي أم لا، والحقيقة أنه ليس واحدًا من الأمراض العقلية التي تؤدي إلى رؤية أشياء لا وجود لها في الواقع أساسًا مثل الهلوسة، وإنما يشمل الأشخاص غير المصابين بأية أمراض عقلية، ويعود السبب فيه إلى التشويش الذي يحدث بعد استدعاء الدماغ لأشياء غير موجودة في الواقع كما يتم استدعاؤها.
الفرق بين الهلوسة والوهم البصري
لا شك بأن الفرق بين الهلوسة والوهم البصري كبير؛ فإن الهلوسة إدراك لا يعتمد على أية مدخلات حِسيّة بخلاف الوهم البصري الذي يكون تفسيرًا خاطئًا للمدخلات الحِسيّة من العين. فيما يأتي بعضًا من أبرز المعلومات عن الهلوسة:
- أنواع الهلوسة: حسب كليفلاند كلينيك توجد العديد من الأنواع للهلوسة، ومنها: الهلوسة السمعية، والهلوسة اللمسية، والهلوسة الشمية، والهلوسة التذوقية، والهلوسة الحضورية، والهلوسة التنويمية.
- أسباب الهلوسة: هناك الكثير من الأسباب المحتملة للهلوسة، ومنها: التعرض إلى بعض مشاكل الأعصاب، وتناول بعض أنواع الأدوية، والإصابة بالجفاف الشديد، والحرمان من النوم، والشعور بالآلام الشديدة.
- علاج الهلوسة: يعتمد علاج الهلوسة بشكل أساسي على السبب الذي يكمن وراءها، وربما يتم استخدام أدوية الذهان أو اللجوء إلى التحفيز المغناطيسي المتكرر عبر الجمجمة، أو غيرها من العلاجات الأخرى.
- الوقاية من الهلوسة: يمكن اتباع عدة إرشادات للوقاية من الهلوسة أو الأعراض التي تصاحبها، ومنها: الحصول على إضاءة جيدة، والتحقق من الأصوات التي يتم تفسيرها بشكل خاطئ، وتغطية المرايا بالقماش أو إزالتها بالكامل.
- مراجعة الطبيب بسبب الهلوسة: من الضروري الذهاب إلى الطبيب المختص إذا ظهرت أعراض الهلوسة على الشخص وانفصل عن الواقع، لإجراء الفحوصات والاختبارات التشخيصية، ثم وصف العلاج المناسب لمنع أية مضاعفات.
هل الأوهام الفسيولوجية من أنواع الوهم البصري؟
إن الأوهام الفسيولوجية من أنواع الوهم البصري بالفعل حسب موقع جامعة ولاية يوتا، وتم ذكر هذا النوع من قبل الفيلسوف اليوناني أرسطو، وهو وهم بصري يعتمد على اللون والحركة لإنشاء صورة تأثير لاحق، ومنها: ظهور الصخور والأجسام الثابتة وكأنها متحركة بعد النظر إلى شلال لعدة دقائق.
أنواع الوهم البصري
إلى جانب توضيح لماذا يرى البشر الأوهام البصرية يحرص المختصون على بيان أنواع هذا الوهم أيضًا؛ فإن له كثيرًأ من الأنواع، وأبرزها ما يأتي:
- الأوهام الحرفية: يرى المرء الأوهام الحرفية خلال حياته اليومية، وذلك عند رؤية أوهام مصنوعة من البيئة المادية المحيطة للمرء، ومنها رؤية يد عند النافذة بينما هي غصن شجرة في الحقيقة.
- الأوهام المتناقضة: في الأوهام المتناقضة يرى المرء بعض الأشياء التي يستحيل وجودها في الواقع؛ مثل الدرج، أو السلم الذي لا ينتهي أو مثلث بيزوس.
- الأوهام الغامضة: يُطلق على الأوهام الغامضة اسم الصورة المستحيلة، ومن الأمثلة الشائعة عليها: رؤية المرأة العجوز والمرأة الشابة في ذات الصورة عند التقديم فيها.
- وهم الصورة الهجينة: في وهم الصورة الهجينة تتغير الأوهام التي يراها المرء وفقًا لمدى بُعده عن الصورة بشكل أساسي، ويمكنه رؤية شخصين مختلفين عند النظر من بعد متفاوت.
- الأوهام المشوهة: في بعض الأحيان يتم تشويه الحجم والطول والانحناء والموضع من أجل إنشاء صورة تبدو ملتوية، وهو ما يُعرف باسم الأوهام المشوهة أو الأوهام البصرية الهندسية.
- وهم المنظور القسري: في وهم المنظور القسري يرى الدماغ الأشياء أقرب أو أبعد كثيرًا مما هي عليه في الواقع، ومن ذلك رؤية امرأة كبيرة الحجم تضع يدها على منارة صغيرة نتيجةً لقرب المرأة من الكاميرا وبعد المنارة.
- الأوهام الخيالية: يرى المرء في بعض الأحيان أشياءًا لا وجود لها ضمن الصورة على الحقيقة، وإنما يبتكرها العقل فحسب، وهو ما يُطلق عليه اسم الأوهام الخيالية.
- الأوهام المعرفية: تعتمد الأوهام المعرفية على تصوّر الشخص عن العالم بشكل أساسي، وذلك لأن الدماغ يدرك الأشياء بناءً على الافتراضات والمعارف السابقة والألفة فحسب.
- وهم هيرينج: يتميز وهم هيرينج بوجود خطين مستقيمين يظهران وكأنهما منحيين عند النظر إليهما من قبل الشخص، وهو أحد الأوهام البصرية الهندسية.
- وهم مولر لاير: ربما يرى الشخص الخطوط على أنها أطول أو أقصر من بعضها البعض أحيانًا؛ بسبب النهايات التي تتضمن أسهمًا إلى الداخل والخارج أو ما يشبهها، وهو ما يُعرف باسم وهم مولر لاير.
هل يوجد فن يعتمد على الوهم البصري؟
بالفعل يوجد فن رسم يعتمد على الوهم البصري خلال الوقت الراهن، ويتميز هذا الفن بالعديد من الخصائص، ومنها: الاعتماد على إثارة الحواس بشكل عميق والإيهام بالحركة أو بالعمق أو بكليهما معًا، بالإضافة إلى العديد من الخصائص الأخرى، ومن أبرز الرسامين على هذا النمط من الفن: الرسام الفرنسي فيكتور فازاريلي.
اقرأ/ي أيضًا: