` `

ما هو حيوان النو؟

علوم
28 أغسطس 2023
ما هو حيوان النو؟
ينتمي حيوان النو إلى فصيلة الثدييات ذات الحوافر الكبيرة (Getty)
صحيح

تحقيق مسبار

نرى في كثير من الأفلام والوسائل الإعلامية حيوانًا بريًا يشبه الثور إلى حد كبير ويتميز بقرون ملتوية ورأس كبير ويعيش في قطعان لكن أغل الناس لا تعرف معلومات تفصيلية عنه.

سيتحدث هذا المقال عن حيوان النو ومكان تواجده، بالإضافة إلى هجرة هذا الحيوان، وقابلية أكله ومعلومات عامة عنه.

ما هو حيوان النو؟

حيوان النو هو حيوان من الثدييات يعيش في أفريقيا ولديه مظهر يتميز برأس كبير وجسم قوي وقرون ملتوية.

أطلق على حيوان النو اسم wildebeest والذي يعني في اللغة العربية الوحش البري، وذلك بسبب مظهر هذا الحيوان المخيف.

كما أخذ حيوان النو لقب أفضل غذاء للحيوانات البرية المفترسة في إفريقيا كالأسود والفهود والضباع والكلاب البرية.

حيوان النو

حيوان النو أو الوايلدبيست أو Connochaetes هو حيوان من الثدييات يوجد في السهول العشبية في أفريقيا ولديه مظهر يتميز برأس كبير وجسم قوي وقرون ملتوية.

ينتمي حيوان النو إلى فصيلة الثدييات ذات الحوافر الكبيرة وبالتحديد إلى عائلة البقر الوحشي الراعي حيث يعتبر أكبر حيوان في هذه العائلة.

يمكن أن يصل طول حيوان النو البالغ إلى ما بين 1.15 و1.4 مترًا، كما يصل وزنه إلى ما بين 150 و250 كيلوجرامًا، ويوجد من حيوان النو نوعين في إفريقيا وهما:

  • النو الأسود.
  • النو الأزرق.

وتعد حيوانات النو حيوانات عاشبة ترعى على مجموعة متنوعة من الأعشاب ومعروفة بهجرتها السنوية بحثًا عن الغذاء، كما يعتبر حيوان النو حيوانًا رمزيًا لأعشاب السافانا الأفريقية، حيث يتجسد فيه المرونة والقدرة على التكيف في وجه الصعاب.

يبدأ موسم التزاوج عند حيوان النو مع بداية موسم الأمطار، أي في شهر مارس وأبريل، ويتميز التزاوج عند حيوانات النو بأنه الأكثر فاعلية في حدوث التلقيح بين أنواع الثدييات الأخرى.

تستمر مدة الحمل لدى أنثى النو حوالي ثمانية أشهر ونصف، وتلد غالبية إناث القطيع في الصيف ضمن فترات زمنية متقاربة جدًا.

ومنحت هذه الميزة فرصة نجاة لعدد أكبر من العجول الصغار من الافتراس، بسبب كثرة عدد المواليد في الفترة ذاتها وبالتالي اكتفاء الحيوانات المفترسة بعدد محدد وابتعادها عن بقية الصغار.

أين يتواجد حيوان النو؟

يتواجد حيوان النو البري إما في السهول العشبية أو في الغابات وأراضي السافانا العشبية التي تتميز بنمو العشب فيها بشكل أسرع من بقية المناطق، أي أنها تتواجد بشكل أساسي في الأماكن التي يتواجد فيها غذاءها الرئيسي، وبالتالي يتواجد حيوان النو في المناطق العشبية وسط وجنوب وشرق قارة إفريقيا، وتحديدًا من المتوقع وجود هذه الحيوانات في محمية ماساي مارا الوطنية المشهورة عالميًا في كينيا أو حديقة سيرينجيتي الوطنية في تنزانيا، كما يمكن أيضًا العثور عليهم في الجزء الجنوبي من إفريقيا.

يمكن تحديد الأنواع التي تسكن في كل جزء من إفريقيا كما يلي:

  • حيوان النو الغربي ذو اللحية البيضاء في الجزء الغربي من كينيا وتنزانيا (في حديقة سيرينجيتي).
  • حيوان النو الشرقي ذو اللحية البيضاء في الجزء الشرقي من كينيا وتنزانيا (شرق صدع غريغوري).
  • بينما تعيش حيوانات النو الزرقاء أو الحمراء في جنوب نهر زامبيزي.

وعلى الرغم من أن هذه الحيوانات البرية تميل إلى العيش معًا ضمن قطعان، إلا أنه حيوان النو لا يمانع صحبة الحمير الوحشية لأن عاداتها الغذائية مكملة لبعضها البعض، حيث تحب الحمير الوحشية أكل الطبقة العليا من العشب، بينما يفضل حيوان النو الطبقة السفلية من الشعب.

هجرة حيوان النو

تعد ظاهرة هجرة حيوان النو في كل سنة واحدة من عجائب الدنيا السبع في العالم الطبيعي وفقًا لناشيونال جيوغرافيك، حيث يسافر الملايين من قطعان حيوانات النو مسافات شاسعة بحثًا عن مراعي أكثر خضرة، وإمدادات كافية من الماء والغذاء لتسد حاجتها.

ينطلق في رحلة الهجرة أكثر من مليون ونصف من حيوان النو في حلقة هائلة تذهل الناظر، وتبدأ هجرة حيوان النو السنوية في نهاية موسم الأمطار أي في شهر مايو أو يونيو عادةً مباشرة بعد موسم الولادة نحو الشمال الغربي لقارة إفريقيا، وتصل مسافة هجرة هذه الحيوانات من 800 إلى 1،610 كيلومترًا (500 إلى 1000 ميل) كل عام. 

ولا تقوم هذه الحيوانات بالتقاعس أو تخفيف سرعتها أثناء الهجرة، وذلك ما يؤدي إلى حدوث إصابات للحيوانات الضعيفة في القطيع أو العجول الصغار، أو فقدان بعضًا منهم خلال مسيرة الرحلة، أو حتى دهس وقتل بعضًا آخر.

كما تتصف رحلة هجرة حيوانات النو بأنها ذات مخاطر متعددة، حيث يواجهون في طريقهم أعداءً مثل الأسود على طول الطريق، كما يقطعون العديد من الأنهار ومعظمها تحتوي على تماسيح النيل العملاقة، ومع ذلك، تكمن قوة حيوان النو في أعدادها الكبيرة، حيث يتحركون في قطعان ضخمة وبالتالي توفر الحماية لهم وتزيد من فرص بقائهم.

ومع انتهاء موسم الجفاف تكون قطعان حيوان النو قد أوشكت على تناول الأعشاب كلها في سهول المناطق الغربية، وتبدأ رحلة العودة إلى مناطقهم الأصلية مع بداية موسم الأمطار.

هل حيوان النو يؤكل؟

حيوان النو لا يتم تناوله بشكل شائع من قبل البشر لأسباب مختلفة، إلا أنه في بعض الثقافات الإفريقية، يعتبر لحم الجاموس الوحشي مصدرًا للغذاء، حيث يتمتع شعب الماساي، المشهور بتراثه الثقافي الغني، بتقليد طويل الأمد في اصطياد واستهلاك حيوان النو، وتُستخدم تقنيات الصيد التقليدية للقبض على هذه الكائنات الرائعة، بعد ذلك يتم إعداد اللحم بمهارة ليتم تناوله.

ويُلبي اعتماد الماساي على لحم النو ليس فقط احتياجاتهم الغذائية ولكن أيضًا يعكس ارتباطهم العميق بالعالم الطبيعي، وعلى الرغم من أن النو ليس مصدرًا رئيسيًا للغذاء للبشر بشكل عام، إلا أن استهلاكه المنتظم في بعض المناطق يبرز التنوع في ممارسات الطهو في جميع أنحاء أفريقيا.

يتميز لحم حيوان النو بطعمه اللطيف وهو لحم داكن وخفيف، يشبه إلى حدٍ ما طعم لحم الغزال، ويتميز بنكهة قوية ويمكن أن يكون اللحم قاسيًا جدًا إذا لم يتم طهيه بشكل صحيح، لكن عند تحضيره بشكل صحيح يشكل مصدرًا لذيذًا ومغذيًا للبروتين.

ووفقًا لجامعة بارك في بنسلفانيا فقد صرحت أن الأشخاص الذين يأكلون الحيوانات البرية والخنازير وغيرها من الحيوانات الإفريقية البرية قد يكونون معرضين لخطر الإصابة بأمراض قد تهدد الحياة.

حيث قام فريق دولي من الباحثين بتحليل عينات من لحوم الطرائد في غرب سيرينجيتي في تنزانيا وحدد عدة مجموعات من البكتيريا، كثير منها يحتوي على الأنواع التي تسبب أمراضًا مثل الجمرة الخبيثة وداء البروسيلات وحمى كيو.

معلومات عن حيوان النو

فيما يلي بعض من المعلومات عن حيوان النو:

  • يمكن أن يعيش حيوان النو لأكثر من عشرين عامًا.
  • حيوانات النو هي حيوانات صاخبة تصدر العديد من الأصوات العالية، التي تتنوع ما بين أنين إلى شخير متفجر.
  • تفضل هذه الحيوانات المناطق غير الرطبة بشكل مفرط وغير الجافة جدًا، أي أن حيوانات النو تفضل العيش في بيئات معتدلة كالأدغال الكثيفة والمراعي المفتوحة وسهول الغابات من كينيا إلى جنوب إفريقيا.
  • يتميز كل من ذكور وإناث حيوانات النمو بامتلاكها القرون الطويلة والمنحنية، والتي تعتبر وسيلة للدفاع عن النفس من الحيوانات المفترسة والقتال ضمن القطعان.
  • لا تشارك جميع حيوانات النو في الهجرة الكبيرة، حيث لا تهاجر بعض مجموعات حيوانات النو البرية الزرقاء، وكذلك حيوانات النو الموجودة في منطقة نجورونجورو المحمية في شمال تنزانيا، وفي محمية ألعاب ماساي مارا.
  • يتعلم صغار حيوانات النو المشي في غضون دقائق من ولادتهم، وتصبح قادرة على المشي بجانب القطيع، وتعد هذه الغريزة ضرورية لبقاء الصغار على قيد الحياة.

اقرأ/ي أيضًا:

ما هو تدجين الحيوانات؟

هل يمكن حماية الحياة في البرية من الانقراض؟

هل البقرة تحيض؟

هل فرس النهر من الثدييات؟

مصادر مسبار

شارك هذا التحقيق على