تحقيق مسبار
لا تعد متلازمة ستوكهولم واحدةً من المتلازمة الخطيرة؛ إلا أنها تُظهر شعورًا بالتعاطف مع المجرمين من قبل الضحايا، وهي متلازمة تم التعرّف عليها بشكل أكبر عندما تمت دراسة حالة التعاطف التي أظهرها الأسرى في حادثة السطو على أحد البنوك في سبعينيات القرن العشرين، وأُطلق عليها هذا الاسم نسبةً إلى المدينة التي وقعت فيها حادثة السطو المذكورة.
ما هي متلازمة ستوكهولم؟
تُعرف متلازمة ستوكهولم بأنها مجموعة من الأعراض التي تظهر على بعض الأشخاص الذين يتعاطفون مع من يأسرهم أو يتعدى عليهم، وهي واحدة من المتلازمات نادرة الحدوث، وتصل نسبتها إلى قرابة 8% من الرهائن حسب مكتب التحقيق الفدرالي في الولايات المتحدة الأمريكية.
هل متلازمة ستوكهولم مرض نفسي؟
يظن البعض بأن متلازمة ستوكهولم مرض نفسي؛ إلا أنه لا يتم تصنيفها بين الأمراض النفسية على الحقيقة حسب كليفلاند كلينك، ولكنها تعبّر عن طبيعة الاستجابة العاطفية التي يظهرها بعض الأشخاص عند التعرض إلى التعدي أو الأسر؛ فإن المحتجزين في حادثة السطو على بنك ستوكهولم ظهر منهم الرفض في التعاون مع الشرطة وإدلاء المعلومات التي يحتاجونها للتعامل مع المجرمين.
من اكتشف متلازمة ستوكهولم؟
يُعرف الطبيب النفسي سويدي الجنسية نيلس بيجيروت بأنه من اكتشف متلازمة ستوكهولم، وكان ذلك عندما تعرضت إحدى بنوك مدينة ستوكهولم إلى السطو عام 1973 مع استمرارها عدة أيام، وأظهر الموظفون الأسرى في هذا البنك تعاطفًا مع المجرمين، وأطلق بيجيروت على هذه الحالة اسم متلازمة نورمالمستورج في البداية؛ إلا أنها أصبحت تعرف باسم مدينة ستوكهولم -التي تعرضت إلى السطو- على نحو واسع فيما بعد.
ما هي أعراض متلازمة ستوكهولم؟
توقع متلازمة ستوكهولم في الحب للمعتدين على الشخص أحيانًا، وكذلك تظهر مشاعر التعاطف مع المجرمين أو الرغبة في حمايتهم على المصابين أحيانًا. تتضمن القائمة الآتية بعضًا من أبرز أعراض متلازمة ستوكهولم:
- المشاعر الإيجابية تجاه المجرم: تظهر لدى البعض مشاعر إيجابية تجاه المعتدين عليهم أو الآسرين لهم أحيانًا، وهي واحدة من الأعراض التي تشير إلى الإصابة بمتلازمة ستوكهولم.
- المشاعر السلبية تجاه الشرطة: إلى جانب المشاعر الإيجابية تجاه المجرمين تنشأ لدى المصابين بهذه المتلازمة مشاعر سلبية تجاه رجال الشرطة، أو غيرهم من الأشخاص الذين يحاولون المساعدة للتخلص من المجرمين.
- إدراك إنسانية المجرمين: عندما يُصاب المرء بمتلازمة ستوكهولم يبدأ بإدراك الإنسانية التي يتمتع بها المجرم أو الآسر، وربما يعتقد الضحية بأن للمجرم ذات الأهداف والقيم التي يتمتع بها أيضًا.
- دعم سلوكيات المجرمين: في بعض الأحيان يظهر لدى المصابين بمتلازمة ستوكهولم الدعم لسلوكيات المجرمين، بالإضافة إلى دعم الأسباب التي تقف وراء ارتكابهم لجرائم الأسر أو التعدي على الآخرين.
- علامات اضطراب ما بعد الصدمة: يعاني المصابون بهذه المتلازمة بالعديد من الأعراض المشابهة لأعراض اضطراب ما بعد الصدمة، ومنها: عدم الثقة، والاندهاش بسهولة، وكذلك صعوبات التركيز، ورؤية الكوابيس.
كيف يتم علاج متلازمة ستوكهولم؟
تظهر متلازمة ستوكهولم عند العرب وغيرهم من الأفراد الآخرين عند التعرض إلى الأسر أو الاعتداء أحيانًا، ويتم علاج هذه المتلازمة من خلال زيارة أخصائيي الصحة النفسية للمساعدة في تعزيز المشاعر الإيجابية، ويمكن الاعتماد على بعض الأدوية أحيانًا، ولا يوجد علاج موحد لهذه المتلازمة نظرًا لعدم الاعتراف بكونها من الأمراض النفسية.
هل سبب متلازمة ستوكهولم معروف؟
إن سبب متلازمة ستوكهولم الدقيق لا يزال مجهولًا عند المختصين حتى الوقت الراهن حسب فيري ويل مايند، ولكن هناك بعض العوامل التي يمكنها المساعدة في الإصابة بهذه المتلازمة، ومنها: استمرار الاعتداء أو الأسر عدة أيام، والاتصال الوثيق بالضحايا من قبل المجرمين، وكذلك إظهار بعض اللطف تجاه الضحايا أو الامتناع عن إيذائهم.
ما هي أبرز الأمثلة على متلازمة ستوكهولم؟
على الرغم من كونها نادرة الوقوع إلا أن هناك عدة من الأمثلة على الوقوع بمتلازمة ستوكهولم من قبل الضحايا، وتتضمن القائمة الآتية أبرز الأمثلة على هذه المتلازمة:
- حادثة اختطاف ماري ماكيلروي: في عام 1933 وقعت حادثة اختطاف اختطاف ماري ماكيلروي من قبل عدة رجال تحت تهديد السلاح للحصول على فدية، وعندما تم إطلاق سراحها أظهرت تعاطفًا علنيًا مع المختطفين.
- حادثة اختطاف ناتاشا كامبوش: في عام 1998 تم اختطاف ناتاشا كامبوش، واستمر حجزها أكثر من 8 سنوات، وعلى الرغم من ذلك إلا أنها أظهرت البكاء عند سماع خبر وفاته، ولذلك يرى البعض بأنها أصيبت بمتلازمة ستوكهولم.
- حادثة اختطاف باتي هيرست: كانت باتي هيرست حفيدة أحد رجال الأعمال، وتم اختطافها عام 1974 من قبل جيش التحرير التكافلي، وتخلت عن عائلتها أثناء الأسر ثم انضمت إلى الخاطفين.
هل يمكن العثور على متلازمة ستوكهولم بين الرياضيين؟
يمكن العثور على متلازمة ستوكهولم بين الرياضيين بالفعل؛ فإن المدربين أحيانًا يقومون بالإساءة إلى المتدربين، إلا أن المتدربين يظهرون تعاطفًا معهم أحيانًا، وهو ما وصفه أحد الأبحاث بأنه من الأمثلة على متلازمة ستوكهولم أيضًا، ولكن هذه المتلازمة عادةً ما تظهر عند التعرض إلى عمليات الاختطاف أو الاعتداء.
ما الفرق بين متلازمة ستوكهولم والمازوخية؟
لا شك بأن الفرق بين متلازمة ستوكهولم والمازوخية كبير جدًا؛ فإن المصابين بستوكهولم يظهرون التعاطف مع المجرمين من الخاطفين أو المعتدين عمومًا، وأما المازوخية؛ فإنها استمداد المتعة من التعرض إلى الآلام، وعادةً ما تكون المازوخية ذات طبيعة جنسية حسب موسوعة بريتانيكا، ولكن هناك عدة أنواع للمازوخية كما يأتي:
- المازوخية الجنسية: تشير المازوخية الجنسية إلى إيجاد المتعة الجنسية من قبل الأشخاص عندما تنطوي على تجربة بالألم، ويُطلق على هذا النوع كذلك اسم المازوخية المثيرة.
- المازوخية النفسية: يدل مصطلح المازوخية النفسية على الاستمتاع بتجربة الألم النفسي، وهو من أنواع المازوخية غير الجنسية، ويمكن أن يكون الألم النفسي نابعًا من ذات الشخص أو من تأثير الآخرين.
- المازوخية العاطفية: في بعض الأحيان يستحضر الأشخاص المعاناة للتخفيف من الشعور بالذنب، وهو ما يُعرف باسم المازوخية الأخلاقية، ومن الأمثلة عليه: معاقبة الذات أو التضحية بالنفس للتعاطف مع الآخرين.
- المازوخية التكيفية: تشير المازوخية التكيفية إلى التمتع من خلال وجود فترات مؤقتة من الانزعاج أو الألم الذي يتبعه إشباع متأخر، ومن ذلك: الاحتفاظ بوجبة يحبها المرء وتناولها لاحقًا للاستمتاع بألم الانتظار.
هل توجد أعراض تشير إلى الإصابة بالمازوخية؟
لا شك بأن هناك العديد من الأعراض التي تصاحب الإصابة بالمازوخية، وتختلف العديد من هذه الأعراض عن أعراض متلازمة ستوكهولم، وفيما يأتي قائمة بأبرز أعراض المازوخية:
- رفض المساعدة في المواقف الصعبة: ربما يختار المصابون بالمازوخية تحمل الألم أو المواقف الصعبة بدلًا من مطالبة الآخرين بالمساعدة، أو توفير الراحة التي يحتاجونها.
- البحث عن مواقف التضحية بالنفس: يبحث المصابون بالمازوخية أحيانًا عن المواقف التي تتضمن التضحية بالنفس ووضع احتياجات الآخرين أولًا حتى الوصول إلى درجة المعاناة في كثير من الأحيان من هذه السلوكيات.
- الافتقار إلى الحزم: يتأقلم بعض المصابين بالمازوخية إلى درجة الخضوع في بعض الأحيان، ونادرًا ما يدافعون عن أنفسهم أو يقاومون الاعتداء عليهم.
- تخريب فرص النجاح: يميل المصابون بالمازوخية إلى تخريب فرص النجاح المتاحة لهم، ويرتبط هذا التخريب في بعض الأحيان مع المتعة التي تصاحب الشعور بالهزيمة عند هذه الفئة من الأشخاص.
- العلاقات مع أشخاص متسلطين: ينخرط المصابون بالمازوخية في علاقات مع الأشخاص المتسلطين أو النرجسيين الذين يقومون بإذلالهم أو التلاعب بهم أو إهمالهم، سواءً كان بموافقة منهم أو لا.
- إنكار الذات: عادةً ما ترتبط سلوكيات إنكار الذات مع الإصابة بالمازوخية، ويشمل ذلك الاستمتاع بالحرمان من الأشياء المفضلة، وكذلك إهمال الاحتياجات المختلفة، والاستماع بالسلوكيات التي تتسبب لهم بالإزعاج.
- الحديث عن النفس بشكل سلبي: في بعض الأحيان يدل الاستمرار بالتحدث عن النفس سلبًا على الإصابة بالمازوخية، وذلك إلى جانب عدم بذل أي جهود للتعامل مع الحديث المؤلم عن النفس.
ما هي أخطر متلازمة في العالم؟
من الصعب تحديد ما هي أخطر متلازمة في العالم؛ فإن هناك الكثير من المتلازمات الخطيرة التي يمكن أن تتسبب بالموت خلافًا لمتلازمة ستوكهولم التي تتضمن بعض الأعراض من التعاطف مع المجرمين فحسب، ومن المتلازمات الخطيرة: متلازمة غيلان باريه، وكذلك متلازمة مارفان، ومتلازمة الموت المفاجئ الناجم عن اللانظمية القلبية.
اقرأ/ي أيضًا:
هل أسباب الأمراض النفسية دائمًا معروفة؟
هل يمكن التخلص من مرض الخوف الاجتماعي؟