تحقيق مسبار
في ظل الأوضاع الراهنة وانطلاق معركة طوفان الأقصى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي تبدأ التكهنات والتحليلات لنتائج هذه الحرب، ولعل من أهم النتائج المنتظرة عملية تبادل الأسرى، وهذا وفقًا للقراءات المشابهة لهذه الحروب وتبعاتها، ولعل السؤال الأهم في هذه المرحلة يكون ما هي عملية تبادل الأسرى، وما هي تبعاتها وما هو تاريخها في النضال الفلسطيني ضد المحتل، إذ بدأت إسرائيل اعتدائها على قطاع غزة بعد تعرضها لقصف من حركة المقاومة الإسلامية حماس في السابع من أكتوبر لعام 2023 الجاري، واختراق المقاومة للأراضي المحتلة وأسر عشرات الأسرى، في هجمة نوعية جديدة للمقاومة.
تابع/ي نافذة طوفان الأقصى التي خصصها مسبار لتفنيد الادعاءات والأخبار الزائفة التي تُنشر على أنّها من العملية.
ما هي عملية تبادل الأسرى؟
تُعرف عملية تبادل الأسرى بأنها عملية سياسية ومشاورات تتفق فيها الدول المتنازعة على إطلاق سجناء الحرب، سواءً السابقين أو الحاليين، وقد تشمل المفاوضات جثثًا لقتلى الحرب، وقد تشمل أيضًا الجواسيس، والتاريخ شاهدٌ على مجموعة كبيرة من هذه الصفقات؛ فقد جرى على مر العصور عمليات تبادل أسرى في مختلف الدول ضمن اتفاقات معينة وبحضور عدة منظمات ودول منذ اندلاع الحرب العالمية الأولى، واليوم سنسلط الضوء على عمليات تبادل الأسرى في غزة بين حماس واسرائيل وحيثياتها.
ما معنى صفقة تبادل الأسرى؟
تم عقد مجموعة كبيرة من الصفقات بين العرب وإسرائيل بحسب مصدر موثوق، وفي حال نجاح عملية غزة الأخيرة فستكون عملية تبادل الأسرى الـ 39، وقد تمت هذه العمليات عن طريق وساطات متنوعة وبحضور العديد من الأطراف المحايدة، فبعضها تم تحت إشراف الصليب الأحمر ومنظمات حقوق الإنسان، وبعضها تمت بناءً على وساطة دول مختلفة، فيما جرت العديد من العمليات دون واسطة تفاوض مباشر بين أطراف النزاع.
السؤال الآن ما هي عملية تبادل الأسرى التي تسعى حماس لتنفيذها بعد إبرام العديد من اتفاقيات التبادل خلال فترة حرب غزة 2023، وبعد قيامها بالهجوم على المستوطنات الإسرائيلية ضمن عملية طوفان الأقصى، واحتجازها لعدد كبير من الأسرى ضمن رتب عسكرية مختلفة.
أهم صفقات تبادل الأسرى عبر التاريخ
تم عقد العديد من صفقات تبادل الأسرى منذ عام 1948، وقد كانت هذه الصفقات تحدث عادةً بعد حروب معينة أو عمليات عسكرية مما اضطر اسرائيل للتفاوض على الأسرى ومبادلتهم مع أسراها أو جثثهم، وقد كانت أول عملية تبادل في عام 1968؛ بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية بعد قيام الجبهة الشعبية باختطاف طائرة اسرائيلية في الجزائر، ثم توالت بعدها العمليات بين عام عام 1969 وعام 1970. يُذكر بأنه لا تزال عمليات التبادل مستمرة ما دام الاحتلال مستمرًا، ومنها عمليات لم تتم لأسباب متنوعة؛ منها عملية الجاسوس الاسرائيلي إيلي كوهين، الذي أُعدم في دمشق قبل إتمام عملية المبادلة.
ما هو عدد الشهداء الأسرى في سجون الاحتلال؟
يتزايد عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال عامًا بعد عام، فيما يتزايد عدد الشهداء الأسرى أيضًا بعد اعتماد اسرائيل منهج احتجاز جثامين الشهداء في السجون منذ عام 2015، وهذه العملية من أكثر العمليات اللاإنسانية التي تنتهك حقوق الشهداء وأبسطها الدفن، والمعروف أن اسرائيل تحتفظ بجثامين الشهداء في ثلاجات خاصة، أو يتم دفن الجثث في مقابر الأرقام التي لا يمكن الوصول إليها، وهذا يجعل مصير العديد من الشهداء مجهولًا لدى عائلاتهم.
تجاوز عدد الأسرى في سجون الاحتلال الـ 4499 أسيرًا حسب الإحصائيات المنشورة في موقع موثوق والصادرة في حزيران عام 2023، بين أسرى محكومين وأسرى إداريين ونساء وأطفال، وقد يكون الإفراج عنهم هو القضية الجوهرية والهدف الأساسي للمنظمات الحقوقية، كما يتم المطالبة بتوفير أبسط الحقوق الإنسانية لهؤلاء الأسرى وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهم، إضافة إلى محاكمة الأسرى الإداريين الذين تطول سنوات أسرهم دون توجيه تهم واضحة لهم.
ما هو أطول إضراب جماعي خاضه الأسرى في سجون الاحتلال؟
منذ بدء الاحتلال على أرض فلسطين وبدء عمليات المقاومة خاض الأسرى الفلسطينيون مجموعة كبيرة من الإضرابات الفردية والجماعية عن الطعام منذ العام 1968، للمطالبة بحقوقهم المختلفة، وقد استمرت هذه الإضرابات لأيام طويلة، حيث يمتنع فيها الأسير عن الطعام والشراب حتى يتم تحقيق أهدافه.
الجدير بالذكر أن العديد من الأسرى قضوا في هذه الإضرابات قبل أن تتحقق أهدافهم، حيث يتم عادة الإعلان الرسمي عن الإضراب الذي يكون جماعيًا أو فرديًا، ويتناول فيها الأسرى الماء المالح فقط، وهذا يسبب لهم مشاكل صحية متعددة وخطيرة، وقد يكون إضراب الكرامة عام 2017 أطول إضراب جماعي خاضه الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، إذ قام به قرابة 1500 أسير، وقد استمر لمدة 42 يومًا بالرغم من تكرار العديد من الإضرابات على مر الأعوام السابقة، أما فيما يخص الإضرابات الفردية فقد تكون الأطول من حيث المدة الزمنية، وتسبب هذه الإضرابات مشاكل صحية وعصبية لا يمكن علاجها لاحقًا.
آخر أخبار صفقة التبادل في غزة
تصدرت أخبار معركة طوفان الأقصى صفحات الأخبار العربية والعالمية في الأيام السابقة؛ فمنذ انطلاقها في تاريخ 7 أكتوبر والجميع ينتظر الحديث عن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، التي قد تحصل لتنهي النزاع بين الطرفين ووقف العنف على المدنيين وتحول دون انتشار الحرب على المدى الإقليمي، وهذا ما جعل مجموعة من الوسطاء القطريين والمصريين يدخلون في مفاوضات لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، الذين تحتجزهم حركة حماس مقابل إطلاق سراح قرابة 36 امرأة وطفلًا في سجون الاحتلال، وما زالت المفاوضات مستمرة بالرغم من استمرار العمليات العسكرية على قطاع غزة، واستمرار تهديد المقاومة بقتل الأسرى واحدًا تلو الآخر في حال استمرار الاعتداء.
تتضارب الأنباء عن قبول حركة حماس الدخول في مفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى، حيث أعلنت مصر وقطر دخولها في المفاوضات؛ إلا إن عددًا من قيادات حركة حماس أعلنوا رفض الحركة للتفاوض في الوقت الراهن، واستمرار العمليات العسكرية لحين تحرير الأراضي الفلسطينية بالكامل.
أهمية صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل
قد تعتبر إسرائيل أن نجاح عملية تبادل الأسرى الجديدة تمثل هزيمةً لهم أمام المقاومة، باعتبارها دليل قوة وانتصار للطرف الآخر في تحقيق أهدافه وتحرير الأسرى من السجون، إذ كانت تحاول حماس منذ تأسيسها أسر الجنود الإسرائيليين والتفاوض عليهم، إلا أن معركة طوفان الأقصى تمثل نقلة نوعية من حيث عدد ونوعية الأسرى المحتجزين وهذا ناتج عن الخبرة التي اكتسبتها حماس في معاركها المتتالية مع الاحتلال.
تفاصيل صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل
يرى المحللون السياسيون بأن إسرائيل تسعى وتفاوض لمبادلة آلاف الأسرى مقابل كل جندي من جنود الاحتلال، وهذا ما يجعل الجميع متيقنين من موافقتهم على إتمام أكبر صفقة لتبادل الأسرى، فالجميع يذكر المفاوضات على الجندي جلعاد شاليط، الذي تم احتجازه في عام 2006، ثم أُطلق سراحه في عام 2011 مقابل إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى يصل إلى 1027 أسيرًا.
اقرأ/ي أيضًا:
ما هي أطول فترة سجن في العالم؟
سي إن إن لم تتحدث عن طلب حماس التفاوض مع إسرائيل
ما حقيقة التقدم في ملف صفقة التبادل بين حماس والاحتلال الإسرائيلي؟
وصف إسرائيل بأنّها الخير الذي يواجه الشر في غزة: ما حقيقة الادعاءات المضللة لحنانيا نفتالي؟
