تحقيق مسبار
على الرغم من حظر استخدام قنابل الفسفور الأبيض في مناطق المدنيين؛ إلا إن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يتلافى استخدامها في قطاع غزة، وكذلك تم استخدام هذه القنابل في العديد من الحروب الأخرى أيضًا، وهي من القنابل الحارقة التي تؤدي إلى أضرار كبيرة على جسم الإنسان، وربما تتسبب بالوفاة أيضًا.
ما هي قنابل الفسفور الأبيض؟
يمكن تعريف قنابل الفسفور الأبيض بأنها إحدى القنابل التي يتم إطلاقها عن طريق قذائف المدفعية أو القنابل اليدوية أو غيرها من الطرق، وتتسبب بالإضاءة مع توليد ستارة من الدخان وتشكيل مادة حارقة ينتج عنها الكثير من الأضرار. ويجدر الذكر بأن القوانين الدولية تقيّد استخدام هذا النوع من القنابل ضد المدنيين، أو المناطق العسكرية المُحاطة بالمدنيين، إلا إن الاحتلال الإسلائيلي استخدم هذه القنابل خلال حرب طوفان الأقصى الجارية حاليًا.
هل استخدمت اسرائيل قنابل الفسفور الأبيض في غزة؟
استخدمت إسرائيل قنابل الفسفور الأبيض في غزة فعلًا وفق منظمة العفو الدولية، وكذلك أفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بوجود تقارير توضح استخدام هذا النوع من القنابل في غزة أيضًا، وهو ما يتسبب بتضرر المدنيين الذين يعيشون على أراضي غزة؛ نظرًا للاكتظاظ السكاني الكبير في هذه المدينة.
هل هناك عدة طرق للتعرض إلى الفسفور الأبيض؟
يتم التعرض إلى الفسفور الأبيض بالعديد من الطرق، ولا يقتصر ذلك على التعرّض لقنابل الفسفور الأبيض فحسب، وإنما يكون تعرض البعض عن طريق استنشاق الهواء الملوث بالفسفور، أو من خلال شرب الماء الملوث، أو بعد لمس التربة التي تلوثت به، وهذا يعني أن الأضرار لا تقتصر على وقت إطلاق القنابل وحده.
ما هي أبرز مخاطر قنابل الفسفور الصحية؟
إن مخاطر قنابل الفسفور الصحية كثيرة، وتؤثر على العديد من الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، وتتضمن القائمة الآتية عدة من أبرز مخاطر قنابل الفسفور الأبيض:
- الإصابة بالحروق: بعد إطلاق الفسفور الأبيض في الجو يصبح مادة حارقة يمكنها أن تتسبب بحروق شديدة، وربما تكون الحروق مؤلمة بشكل كبير، ويتحول لون الجلد إلى الأصفر إذا كان مكشوفًا أيضًا.
- تضرر القلب: إذا كان التعرض إلى قنابل الفسفور الأبيض شديدًا؛ فربما يؤدي ذلك إلى اضطرابات القلب والأوعية الدموية مع مرور الوقت، وذلك إلى جانب بعض أمراض القلب الأخرى، ومنها الانهيار القلبي الوعائي.
- إصابات العين: ربما يصل الفسفور الأبيض إلى العينين أحيانًا مما يتسبب بالحروق والانثقاب في القرنية، وكذلك يؤدي دخان قنابل الفسفور الأبيض إلى تشنج الجفون، والتهاب الملتحمة، والتهيج في العين.
- تضرر الجهاز التنفسي: لا تنتج أضرار الجهاز التنفسي عن ملامسة الفسفور الأبيض مباشرة، وإنما تظهر بسبب دخان الفسفور، ويؤدي هذا الدخان إلى السعال، وتهيج الجهاز التنفسي العلوي، والاختناق، وتُشكّل السوائل في الرئتين.
هل تظهر آثار استنشاق الفسفور الأبيض على عدة مراحل؟
يؤدي انفجار قنابل الفسفور الأبيض إلى تشكُّل الدخان، وربما يتسبب استنشاق هذا الدخان بكثير من الأضرار التي تظهر على 3 مراحل. فيما يأتي قائمة ببعض التفاصيل حول مراحل ظهور الآثار السلبية لاستنشاق الفسفور الأبيض حسب ويب ميد:
- المرحلة الأولى: في أولى مراحل التضرر من استنشاق الفسفور الأبيض ربما يشعر المرء باضطرابات في المعدة، وذلك إلى جانب الأضرار أو التأثيرات التي يمكن أن تظهر في منطقة الأمعاء.
- المرحلة الثانية: تستمر المرحلة الثانية من مراحل التضرر باستنشاق الفسفور الأبيض قرابة 48 ساعة، وهي مرحلة هادئة لا يشعر المرء خلالها بأية أضرار صحية.
- المرحلة الثالثة: في المرحلة الثالثة يبدأ تدهور الحالة الصحية للمصاب بشكل سريع، وربما تظهر أعراض التقيء بالإضافة إلى تشنجات المعدة والإصابة بآلام شديدة، وذلك مع أعراض تلف الكبد وبعض الأعضاء الحيوية الأخرى.
ما إسعافات الفسفور الأبيض المحرم دوليًا؟
يتم استخدام الفسفور الأبيض المحرم دوليًا من قبل جيش الاحتلال في مقاطعة غزة إلى جانب استخدامه من بعض الجيوش الأخرى داخل المناطق المأهولة بالسكان، وهناك العديد من الإسعافات الأولية لإجرائها عند التعرض إلى قنابل الفسفور الأبيض، وأبرزها ما يأتي:
- الخروج من مكان التعرض: ينبغي على المرء الخروج من المكان الذي تعرض فيه إلى الفسفور الأبيض في البداية، وذلك للحد من استمرار التعرض إليه مدة أطول.
- غسل العين بالماء البارد: إذا تعرضت العين إلى الفسفور الأبيض عند إطلاق القنابل؛ فينبغي غسلها باستخدام الماء البارد، ويستمر الغسيل في هذه الحالة مدة 15 دقيقة.
- تغطية العيون بكمادات الماء البارد: إذا بقيت الأجزاء المصابة بالفسفور الأبيض من العيون مكشوفة؛ فربما يشتعل الفسفور مرة أخرى، ولذلك لا بد تغطيتها بكمادات الماء البارد حتى الوصول إلى الطبيب المختص.
- الابتعاد عن المراهم الدهنية أو الزيتية: ربما يلجأ البعض إلى استخدام المراهم الدهنية أو الزيتية للتعامل مع أضرار الفسفور الأبيض، ولكن هذه المراهم تزيد من امتصاص الفسفور مما يتسبب بمزيد من الأضرار.
- استخدام الأكسجين: يتسبب استنشاق الدخان الناتج عن إلقاء قنابل الفسفور الأبيض إلى ضيق في التنفس أحيانًا، وفي هذه الحالة لا بد من استخدام الأكسجين للمحافظة على حياة المصاب، ويجب اللجوء إلى التنفس الاصطناعي إذا توقف التنفس.
- استخدام الماء البارد لإزالة الفسفور: إذا وصلت أجزاء الفسفور الأبيض إلى الجلد؛ فإن استخدام الماء البارد أفضل طريقة للتعامل معها، ولكن مع ضرورة مراعاة عدم انخفاض درجة حرارة جسم المصاب.
- طلب العناية الطبية: لا بد من التواصل مع الجهات الصحية المتخصصة وطلب الرعاية الطبية على الفور بعد التعرض إلى الفسفور الأبيض، لضمان التعامل معها بالطريقة المناسبة.
هل استخدم الاحتلال الإسرائيلي أسلحة محرمة دوليًا غير الفسفور الأبيض؟
إلى جانب استخدام قنابل الفسفور الأبيض في غزة قام جيش الاحتلال باستخدام عدة من الأسلحة المحرمة دوليًا، وكذلك يعتمد على بعض الأساليب المحرمة دوليًا في التعامل مع الأسرى -حسب تحقيق مسبار- دون الاقتصار على الحروب، كما أنه يقوم بقصف المستشفيات، ومنذ ذلك: قصفه لمستشفى المعمداني -كما خلص إلى ذلك تحقيق مسبار- بالرغم من نفي الاحتلال لهذه المجزرة.
ما هي أبرز الأسلحة المحرمة دوليًا التي يستخدمها الاحتلال؟
تتضمن القائمة الآتية بعضًا من هذه الأسلحة حسب مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية:
- قنبلة دايم: تُعرف قنابل المعدن الخامل عالي الكثافة باسم قنابل دايم، ويمكن أن تؤدي هذه الفئة من القنابل إلى الإصابة بالسرطان أو التسمم، وتتسبب بالقتل والتشويه والحرق وقطع الأطراف وغيرها من الأضرار.
- القنابل العنقودية: تتضمن القنابل العنقودية العديد من العبوات الصغيرة التي تنفجر عند الارتطام بالأرض، وربما يصل عدد هذه القنابل إلى أكثر من 600 قنبلة، وهي من القنابل التي تم استخدامها من قبل الاحتلال.
- أسلحة الطاقة المباشرة: توجد بعض التقارير التي تدعم استخدام أسلحة الطاقة المباشرة من قبل دولة الاحتلال بالفعل، وهي من الأسلحة الدقيقة التي تتسبب بتشوهات غير طبيعية عند المصابين.
- القنبلة الفراغية: هناك عدة أسماء أخرى تُعرف بها القنبلة الفراغية، وهي قنبلة تولد ضغطًا سلبيًا يليه اندفاع للضغط الجوي في جميع الاتجاهات، مما يزيد من القوة التفجيرية كثيرًا ويتسبب بأضرار شديدة.
ما الفرق بين الفسفور الأبيض والأحمر؟
إن الفرق بين الفسفور الأبيض والأحمر كبير جدًا، ويتمثل في كون الفسفور الأبيض مادة صلبة ناعمة لها رائحة تشبه الثون، وهي مادة سامة قابلة للذوبان في ثاني كبريتيد الكربون، كما أنه يتعرض إلى الاحتراق التلقائي في الهواء. أما الفسفور الأبيض؛ فإنه ذو قوام صلب بلوري، ولا يتمتع بأية رائحة، ولا يعد من المواد السامة، ويقبل الذوبان في ثاني كبريتيد الكربون، ويتمتع بتفاعل قليل نسبيًا مع الهواء مقارنةً بالفسفور الأبيض.
تؤدي قنابل الفسفور الأبيض إلى الكثير من الأضرار الصحية، وهو من المواد الحارقة التي يصعب إطفاؤها بعد اشتعالها، كما أن لديها القدرة على الالتصاق بالجلد والملابس ايضًا، ولا يقتصر الضرر على ملامستها للجلد، وإنما تتسبب الغازات المنبعثة منها بالأضرار أيضًا، ويطلق على هذا النوع من الفسفور اسم الفسفور الأصفر أيضًا، ويشتعل تلقائيًا في الهواء عند أي درجة حرارة تزيد على 30 مئوية.
اقرأ/ي أيضًا:
كيف تستخدم إسرائيل مقولة حرب الحضارات لتبرير جرائمها في غزة؟
الفيديو من لعبة حربية وليس لقنص جندي وتدمير دبابة إسرائيلية في غزة
تضارب عناوين أخبار قناة الحرة حول شرعية استخدام إسرائيل للفوسفور الأبيض
الفيديو قديم وليس لمقتل عناصر نخبة من الجيش الإسرائيلي خلال المعارك الجارية في غزة