تحقيق مسبار
بُني جدار الفصل العنصري من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين، وهو جدار يؤدي إلى التفكك الاجتماعي بين المواطنين الفلسطينيين، إلى جانب آثاره السلبية على الأراضي الزراعية التي تمثل مصدر دخل مهم لكثير من سكان القرى والمناطق التي يمر بها الجدار. يُشار إلى أن هذا الجدار يتسبب بآثار سلبية على مصادر المياه التي يحتاجها المواطنون الفلسطينيون في أنشطتهم المختلفة.
ما هو جدار الفصل العنصري؟
يمكن تعريف جدار الفصل العنصري بأنه جدار تقوم دولة الاحتلال الإسرائيلي ببنائه على أراضي فلسطين لعزل التجمعات السكنية من المواطنين الفلسطينيين عن الأراضي المحتلة عام 1967، بالرغم من انتهاك هذا الجدار للقانون الدولي وفق مركز الميزان لحقوق الإنسان.
انتشرت عام 2020 بعض الصور التي تبين رسم جورج فلويد على هذا الجدار في بعض شبكات التواصل الاجتماعي إلا أنها مضللة وفق تحقيق مسبار.
أين يقع جدار الفصل العنصري؟
يقع جدار الفصل العنصري في فلسطين المحتلة على طول الخط الأخضر، وبعد معرفة من أين يمتد جدار الفصل العنصري وإلى أين يصل يتضح بأن طوله يبلغ 770 كيلومتر تقريبًا، وهذا يعني أنه طويل جدًا. يدّعي الاحتلال بأنه يقوم ببناء هذا الجدار لمنع عمليات التسلل إلى الأراضي التي يسيطر عليها.
متى بُني جدار الفصل العنصري؟
عند البحث للتحقق متى بني جدار الفصل العنصري يتضح بأن بناءه لا يزال مستمرًا حتى الوقت الراهن؛ فإن الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببنائه على مراحل، وبدأت المرحلة الأولى منها عام 2002 من الجزء الشمالي الغربي للضفة الغربية، ووصل طول الجدار في هذه المرحلة إلى 125 كيلومتر، وتبعتها المرحلتان الثانية والثالثة، وتم التخطيط للمرحلة الرابعة منه أيضًا للوصول إلى الأهداف التي تريدها دولة الاحتلال من جدار الفصل العنصري.
كم يبلغ ارتفاع جدار الفصل العنصري؟
يصل ارتفاع جدار الفصل العنصري - حسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية- إلى 8 أمتار، وهو جدار عريض يتراوح عرضه بين 60-150 مترًا في بعض المقاطع. ويحرص الاحتلال الإسرائيلي على تزويد هذا الجدار بكافة الآليات اللازمة، لضمان استمرار الدوريات ومراقبة محيطه جيدًا بالكاميرات وغيرها، إلى جانب القيام بعمليات الفصل العنصري.
هل آثار جدار الفصل العنصري السلبية عديدة؟
لا شك بأن آثار جدار الفصل العنصري السلبية كثيرة على المواطنين الفلسطينيين، وتتضمن القائمة الآتية العديد منها:
- قطع الطرق إلى المراكز الصحية: تسبب جدار الفصل العنصري بقطع الطرق عن سكان المناطق الريفية إلى المراكز الصحية ومرافق الخدمات والرعاية الطبية في بعض مراكز المحافظات الفلسطينية.
- إرباك القطاع التعليمي: يتسبب جدار الفصل العنصري بقطع الطريق عن آلاف الطلبة وعدد كبير من المعلمين، مما يتسبب بإرباك العملية التعليمية في الأراضي الفلسطينية بشكل ملحوظ.
- تدمير الأراضي الزراعية: لغايات استكمال بناء الجدار من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي يتم تدمير العديد من الأراضي الزراعية التي يمر بها، وهو ما يؤثر على القطاع الزراعي بشكل مباشر.
- الحد من الاتصال الاجتماعي: يتسبب جدار الفصل العنصري بالمباعدة بين الأقارب؛ نظرًا لوقوع بعضهم في جهة من الجدار والبعض الآخر في جهة أخرى، مما يتسبب بالعديد من الصعوبات عند الرغبة بالاتصال.
- الحد من حرية التنقل: يعد البعض جدار الفصل العنصري ضمن أشكال العقاب الجماعي، وذلك لأنه يجبر آلاف المواطنين بالحصول على التصاريح قبل التنقل والتحرك من منطقة إلى أخرى، ويحد من حرية التنقل بشكل كبير.
- إضعاف الحركة التجارية: بما أن جدار الفصل العنصري يحد من تنقل المواطنين بين جهة وأخرى داخل الأراضي الفلسطينية؛ فهذا يعني أنه يضعف حركة التبادل التجاري بشكل ملحوظ في كثير من الأماكن الحيوية.
- القضاء على فرص العمل: يعمل الكثير من المواطنين الفلسطينيين في الزراعة والرعي، ويعتمدون على هذه الأنشطة لتوفير الأموال التي يحتاجونها، ويتسبب جدار الفصل العنصري بالقضاء على فرص العمل ضمن هذه المجالات بشكل كبير.
- تقليل كميات المياه: بعد اكتمال بناء جدار الفصل العنصري على أراضي فلسطين المحتلة من المتوقع أن يخسر المواطنون كثيرًا من كميات المياه، لوجود عدد من الآبار ضمن الجهة الأخرى التي يسيطر عليها الاحتلال.
هل يقسم جدار الفصل العنصري فلسطين إلى عدة مناطق أمنية؟
يقسم جدار الفصل العنصري فلسطين المحتلة إلى 3 مناطق أمنية، وفيما يأتي توضيح لهذه المناطق حسب المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار والديمقراطية:
- المنطقة الأمنية الشرقية: تمتد المنطقة الأمنية الشرقية على مساحة تصل إلى 1,237 كيلومتر مربع، وتتضمن 40 مستعمرة من مستعمرات الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، وتمثل قرابة 21.9% من أراضي فلسطين.
- المنطقة الأمنية الغربية: تُمثل المنطقة الأمنية الغربية قرابة 23.4% من الأراضي الفلسطينية، وتغطي مساحة 1.328 كيلومتر مربع، وتُشكّل مع المنطقة الأمنية الشرقية 45.3% من أراضي فلسطين.
- المنطقة الأمنية للمدن الكبرى: تغطي المنطقة الأمنية للمدن الكبرى مساحة تبلغ نسبتها 54.7% من الأراضي الفلسطينية، وتتضمن 8 مناطق بالإضافة إلى عشرات معازل الغيتو.
ما هي أهداف جدار الفصل العنصري في فلسطين؟
تدّعي إسرائيل بأن أهداف جدار الفصل العنصري في فلسطين تتمثل في الحد من القيام بعمليات مقاومة داخل الأراضي التي تسيطر عليها، إلا أن هناك العديد من الأهداف الأخرى والدوافع وراء بناء هذا الجدار، وأبرزها ما يأتي:
- التحكم بدخول وخروج الأفراد: تسعى دولة الاحتلال إلى التحكم بالعبور للأشخاص من خلال المنافذ التي توفرها في جدار الفصل العنصري؛ لمنع دخول بعض الأشخاص أو البضائع.
- تطوير القدرات الاستخبارية: من خلال جدار الفصل العنصري تستطيع دولة الاحتلال الإسرائيلي تطوير القدرات الاستخبارية لديها، من خلال تعزيز عمليات التحقيق عند المعابر وغيرها من الأساليب والطرق الأخرى.
- المحافظة على يهودية الدولة: تسعى دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى المحافظة على يهودية الدولة والمحافظة على التوزيع الديموغرافي الذي تريده للسكان من خلال إقامة هذا الجدار، وذلك مع التقليل من العرب.
- تقليل فرصة إقامة الدولة الفلسطينية: يرى أكثر الصهاينة أن إقامة دولة فلسطينية موحّدة يُشكّل خطورةً وتهديدًا على الاحتلال الإسرائيلي، ويمكن للجدار أن يحد من القدرة على إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيًا.
هل مر جدار الفصل العنصري بعدة مراحل زمنية مهمة؟
مرّ جدار الفصل العنصري بالعديد من المراحل الزمنية المهمة فعلًا منذ ظهور الفكرة وحتى الوقت الراهن، وتتضمن القائمة الآتية عدة من أهم هذه المراحل:
- إقرار مشروع بناء الجدار: في شهر أبريل/نيسان من عام 2002 أقرت حكومة الاحتلال الإسرائيلي بناء جدار الفصل العنصري، الذي يتكون من عدة مقاطع في عدة مناطق من الضفة مع البدء بمصادرة الأراضي وتجريفها.
- البدء بالمرحلة الأولى من الجدار: بدأت إدارة منطقة الفصل بالمرحلة الأولى من جدار الفصل العنصري خلال شهر يونيو/حزيران من عام 2002 حسب قرار الحكومة الإسرائيلية الصادر لهذه الغاية.
- المطالبة بتفكيك الجدار: خلال شهر يوليو/تموز من عام 2004 أصدرت محكمة العدل الدولية رأيًا استشاريًا يبين مخالفة الجدار للقوانين الدولية مع المطالبة بتفكيكه وتعويض المتضررين.
- القرار الجديد من محكمة العدل: على الرغم من مطالبتها بتفكيك الجدار عام 2004 بسبب مخالفة القانون الدولي، إلا أن محكمة العدل الدولية قالت بأن جدار الفصل العنصري لا يخالف القانون الدولي في شهر سبتمبر/أيلول من عام 2005.
لم تتوقف دولة الاحتلال الإسرائيلي عن بناء الجدار الذي يفصل الأراضي الفلسطينية عن بعضها البعض، وإنما استمرت ببناء هذا الجدار، وفي عام 2017 أعلنت بأنها استطاعت إنجاز جزء جديد بطول 42 كيلومتر من الجدار، ويجدر الذكر بأن هطول الأمطار تسبب بانهيار 7 أمتار من الجدار الفاصل عام 2022.
ما أبرز المعلومات عن جدار الفصل العنصري؟
تتوفر الكثير من المعلومات عن جدار الفصل العنصري خلال الوقت الراهن، وهو جدار تهدف دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى تحقيق الكثير من الأهداف ببنائه؛ بما فيها تقييد حركة دخول وخروج الأفراد والبضائع. ويتضمن هذا الجدار خندقًا بعمق وعرض 4 أمتار، بالإضافة إلى طريق الدوريات، والطريق الترابي المغطى بالرمال، وأبراج المراقبة، والكاميرات، وأجهزة الاستشعار، ويتم تزويده كذلك بأسلاك شائكة.
اقرأ/ي أيضًا:
هل بدأت المفاوضات حول اتفاقية أوسلو قبل عام 1994؟
الصورة قديمة وليست لمقتل قناص إسرائيلي على يد المقاومة في غزة
فيديو اللوحات الإعلانية للتعريف بالأراضي الفلسطينية في قطار نيويورك قديم
الفيديو قديم وليس لإسرائيليين يعبثون بجهاز رنين مغناطيسي في مستشفى الشفاء